2020/04/10

تحيّة إعتباريّة لكل ليبي ولكل ليبيّة

 ليس كل شئ في هذه الدنيا يأتي بالصدفة، وليس كل شئ هو عبارة عن تساخير من الله. حينما يبدع الإنسان فإنّه يصل إلى تحقيق الأهداف، وحينما يواصل إبداعاته فإنّه بذلك يحافظ على مركز الصدارة بين أترابه.
ونحن نشاهد بأم أعيننا بلاد العالم وهي تبتلئ بفيروس كورونا وتئن تحت وطأة الأثر المدمّر لهذا الفيروس على أهاليها وعلى إقتصاداتها برغم إمكانياتها الكبيرة وبرغم الإستقرار السياسي والأمني الذي تتمتّع به... في نفس الوقت نرى ليبيانا الحبيبة وهي مازالت تنعم بالصحّة والعافية والهناء. 
فبرغم ال 24 حالة المسجّلة حتى هذه اللحظة، فإن بلادنا كانت بالفعل قد أنعم الله عليها بعنايته ورحمته، وهي مازالت تفتخر بأنّ نسبة الإصابة فيها تعتبر ضئيلة جدّا حتى لو أنّنا إحتسبنا عدد سكّان بلادنا الصغير. بكل تأكيد فإن كلمة الشكر والإحساس العميق بالتقدير والإحترام تذهب لكل ليبي ولكل ليبية من بين أولئك الذين كانوا بالفعل على مستوى المسئوليّة، وبرغم كل العناء وبرغم كل المآسي التي تعاني منها بلادنا؛ إلّا أن الشعب الليبي بكل طوائفه وبكل فئاته وبكل إنتماءاته برهن على أّنّه شعب واعي ومثقّف وقادر على تحمّل المسئوليّة "الذاتيّة" ممّا بالفعل يعطي لهذا الشعب الحق بأن يعتبر نفسه من بين أرقى شعوب العالم في الإحساس بالمسئوليّة وفي الإرتقاء إلى مستوى التحدّي بل والإنتصار عليه بكل ثقة بالنفس وبكل إعتزاز بالإنتماء إلى ليبيا التي يحق لنا اليوم أن نفتخر بالإنتماء إليها أكثر من أي وقت مضى برغم كل مشاكلنا وبرغم كل مآسينا.
 
تحيّة قلبيّة وصادقة لكل ليبي ولكل ليبيّة، ودعوة لأهلنا في كل ليبيا أن يبقوا على مستوى المسئوليّة وأن يكونوا حذرين ونبهين وملتزمين؛ فالمسئوليّة هي هنا جماعيّة، ونحن نقدر على تحمّلها بكل ثقة وبكل ثبات.
إخوتي وأخواتي أبناء وبنات ليبيا الحبيبة، إن قهر فيروس كورونا ليس مستحيلاً ولا يمكن له بأن يكون أقوى من إراداتكم وحبّكم لبعضكم البعض، فأنتم بالفعل برهنتم على أنّكم من أروع الشعوب الواعية والتي تعرف كيف تتحمّل المسئولية، وإن إلتزامكم بتتبّع التعليمات هو ما حمى بلادكم من هذا الوباء المتفشّي بدون رحمة وبلا هوادة. عليكم إخوتي وأخواتي الإستمرار في حذركم وفي إلتزامكم الصارم بالتعليمات التي تصدر إليكم، ومن يبحث عن براهين عمليّة لأهميّة ونجاعة الوعي الشعبي فلينظر إلى ليبيا وليعتبر من الشعب الليبي الذي برغم صغر عدده إلّا أنّه برهن على أنّه مفخرة من بين شعوب كل العالم، وبأنّ سلوكه ومسالكه هي جديرة بالإقتداء... ليلتكم سعيده وربّنا يديم عليكم رعايته وعنايته، ولكن لا تنسوا مسئوليّاتكم ولا تتنازلزا عن إنضباطاتكم وحسن تتبّعكم للتعاليم الصادرة إليكم من سلطات بلادكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك