2025/01/11

إنّهم سوف يعيدوا إستعمارنا بهدف إذلالنا

 نحن لا نقدر على تغيير الماضي أو إعادة ساعة الزمن إلى الوراء. نحن نقدر على تغيير وصنع الغد، وبوسعنا أن نتحكّم في ساعة الزمن إن نحن إستخدمنا عقولنا وفكّرنا. علينا بأن نتعلّم من أخطاء تصرّفاتنا التي إنتهت، وأن نصنع منها مثابة لتصحيح أخطائنا في عالم اليوم... وفي عالم الغد.

إن المتتبّع لما يجري من أحداث في عالمنا العربي ليعرف يقيناً بأن ما نشاهده ونعايشه من أحداث مزرية في بلادنا العربيّة لم يكن وليد صدفة، ولم يحدث هكذا كجزء من طبيعة الأشياء. إن ما يحدث في كل منطقتنا العربيّة هو يقيناً يعتبر معداً سلفاً، ومبرمجاً.... ومخطّطاً له بكل عناية، وبكل براعة من قبل المخطّطين والذين نعرف بأنّهم يكرهوننا ويحتقروننا ويعتبرونا من تلك الأقوام المتخلّفة التي لا تستحق بأن تجد لها مكاناً في عالم اليوم.

نحن نعرف بأن ما كان قد حدث لعالمنا العربي والإسلامي في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي كان إستعماراً علنيّاً ومبرمجاً من قبل تلك الدول التي إستعمرتنا من أمثال بريطانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا والبرتغال... ومن ورائهم أمريكا. كان ذلك إستعماراً علنيّاً ومباشراً ومتعمّداً... ومعتدياً علينا كبشر، وعلى بلداننا كتراب، والأهم على خيراتنا الطبيعية التي حبى الله بها بلداننا.

حينما تعود بنا الذاكرة قليلاً إلى الوراء، وحينما نجلس ونفكّر ونحاول أن نتدبّر.... حينها يكون بوسعنا أن نعرف ماذا يجري حولنا، وماذا كان يعدّ لنا كعرب على وجه الخصوص، وكمسلمين بشكل عمومي. إن الإستعمار الحديث هو ليس كالإستعمار القديم؛ مع أن البلاد المستعمرة بقيت كما هي. تلك البلاد التي تتباهى بالديموقراطية والحريّة وتتحدّث عن كرامة الإنسان؛ هي نفسها البلاد التي تقهر الآخرين وتحتقرهم وتعمل بكل ما أوتيت من خبث ودهاء على فرض السيطرة عليهم بأية وسيلة ولو أدّى ذلك إلى قتلهم وتهجيرهم كما يحدث الآن في غزة وفي الضفّة الغربيّة من فلسطين، وكما حدث في الصومال والسودان، وكما هو آت بالنسبة لليمن، وسوريا، والعراق، وليبيا.

الإستعمار القديم هو الإستعمار العلني والمباشر؛ أمّا الإستعمار الحديث فهو "الإستعمار الخفيّ"... الإستعمار المبطّن. الإستعمار القديم كان علنيّاً ومباشراً إرهابيّاً. أمّا الإستعمار الحديث فهو إستعماراً "خفيّاً"... إستعماراً من وراء الكواليس، والكواليس هي "أنظمة الحكم في عالمنا العربي".... أي ما أطلق أنا عليه "الإستعمار الداخلي".

مكوّنات الإستعمار الداخلي:
1- حكّام العرب.
2- شيوخ الدين.
3- الأقلّيات العرقيّة.
  • حكّام العرب: كما نعرفهم. يتبعون غيرنا، ولا يحسّون بنا. يحكموننا بقوّة الطغيان والترهيب والسجن أو القتل أو التهجير.
  • شيوخ الدين: إن أكثر من يفسد عالمنا العربي والإسلامي هم "شيوخ الدين". شيوخ ديننا هم أحقر البشر عندنا، وحقارتهم تختلف عن حقارة غيرهم لأنّها تستمد قوّتها من خلال إستظلالها بإسم الله، وتلحّفها بعباءات الدين.
  • الأقلّيات العرقيّة: الأمازيغ والتوارق والتبو وبقيّة الأقلّيات الأفريقية في غرب العالم العربي. الأكراد، الأرمن، التركمان في شرق العالم العربي.
كيف إستفادت الدول الإستعماريّة من تلك الفئات الثلاث؟
عرفت دول الإستعمار القديم كيف تنتقل إلى الأمام، وكانت بالفعل قد تعلّمت من خبراتها الإستعماريّة الماضية. دول الإستعمار المعروفة سوف تبقى إستعماريّة مدى الحياة، وهي تعرف كيف تتلوّن، وكيف تتعامل، وكيف تطوّر خبثها بما يتناسب ومجريات الحياة.
الدول الإستعمارية أيقنت بأن الأشكال القديمة للإستعمار قد تكون سريعة، وقد تكون فعّالة، وقد تكون مدمّرة؛ لكنّها ليست قادرة على الإستمرار بسبب يقظة الشعوب التي يتم إستعمارها، وتوق تلك الشعوب إلى التحرّر والإنعتاق. عرفت الدول الإستعماريّة كيف تتعامل مع سكّان البلاد التي سبق وأن إستعمرتها بأن تجنّبت فكرة "الإستعمار الخارجي" وإستبدلتها بفلسفة "الإستعمار الداخلي"؛ مع إحتفاظها هي بالمردود في كلا الحالتين.
كان أوّل ما شد إهتمام البلاد الإستعماريّة هو تبعيّة الشعوب الغلبانة والقاصرة لحكّامها. الدول الإستعمارية عرفت من خلال التجربة بأن السيطرة على الشعوب لابد وأن تتم بالسيطرة على حكّامها. البلاد الإستعماريّة أيقنت عبر الزمان، ومن خلال تجاربها السابقة بأن أفضل وسيلة للسيطرة على حكّام العرب تكمن بتعيينهم، وحمايتهم، والقبول بديمومتهم.... القبول بتوريثهم للحكم لأولادهم وأبناء عمومتهم.
أمّا "شيوخ الدين" فلا أعتقد بأن البلاد الإستعماريّة إحتاجت إلى الكثير لفرض سيطرة وتغوّل رجال الدين على الشعوب والبلدان التي ينتمون إليها. دول الإستعمار بكل تأكيد كانت قد قرأت كتب التاريخ، وكانت تعرف يقيناً ما كان قد فرّق العرب والمسلمين في بدايات تاريخهم بعيد وفاة نبيّهم محمّد عليه السلام. عرف المستعمرون بأنّ الإختلاف في الدين كان هو السبب الوحيد لتفريق المسلمين، وبث العداء والضغينة بينهم. خلق المستعمرون تنظيم الإخوان المسلمون، وعملوا على فرضه على المجتمعات العربيّة. تبنّت البلاد الإستعماريّة كل التنظيمات الإرهابيّة في العالم العربي والإسلامي من أمثال السلفية والوهابية، ومن بعدهما القاعدة وداعش، وأنصار الشريعة وبقيّة التنظيمات المتشددة والإرهابية التي يزيد عددها عن المائة تنظيم وكيان مسلّح.
وأخيراً... تنبّهت الدول الإستعمارية الخبيثة إلى التنوّعات العرقيّة في العالم العربي من أمثال الأمازيغ والكرد وبقيّة الإثنيات التي نعرفها.
نحن كعرب كنّا نتعايش في سلام ووئام مع إخوتنا الآمايغ بشكل يصل إلى الإندماج الفكري والإجتماعي بما يصل إلى التزاوج والتصاهر والتواصل في كل المناسبات الإجتماعيّة. كما نعرف أيضاً كيف كان العرب والكرد متجانسين بشكل إندماجي طبيعي في العراق وسوريا على وجه الخصوص. كذلك كان السنّة والشيعة إخوة متحابّين ومتعاونين، ومندمجين مع بعض بشكل إنسجامي وعقلاني بما يسمح للسنّي بأن يمارس مشاعره الدينيّة، والشيعي كان يسمح له بممارسة مشاعره الدينية ومناسباته الإعتقاديّة. عرف الغرب الإستعماري كيف يفرّق بين السنّة والشيعة؛ وبالفعل تمكّنت بريطانيا وأمريكا من خلق عداء مستفحل بين إيران وكل جاراتها العربيّات إنطلاقاً من إستغلال شيوخ الوهابية التكفيريين في السعودية ومنطقة الخليج العربي ضد كل ما هو شيعي بكل مسمّياته ومذاهبه.

ختاماً اقول بأننا نحن العرب ساهمنا بكل غباء وفقدان البعد العقلاني في نشجيع بلاد الغرب الإستعماريّة على خلق الفتنة بين مكوّنات شعوبنا في منطقتنا العربية، ومع جيراننا الذين كان الأولى بنا بأن نكون إخوة وإشقاء لهم. نحن ساهمنا في خلق العداء المزمن بيننا وبين جيراننا الإيرانيين فقط لأنّهم "شيعة" مع معرفتنا بأنّنا نحن هم أوّل من خلق الشيعة على تراب بلداننا العربية؛ ثمّ هجّرناهم إلى إيران. نحن أيضاً من قبل بأن يعتبر الأكراد أعداء لنا، وعلى أنّهم يسعون لقضم البلاد العربية... وأمثلتنا في العراق، وفي سوريا... ولو إبتعدنا قليلاً بكل تأكيد هناك في تركيا. نحن من رضى بأن يجعل من الأمازيغ بشراً يسعون لتكوين بلاداً تتبعهم بعيداً عنّا أهلهم وإخوتهم وأعمام وأخوال الكثير من أبنائهم. نحن من طرد اليهود المواطنين من أراضيهم العربية في عام 1967م وأرغمناهم على الهجرة إلى "إسرائيل". قلنا لهم وقتها.. أنتم يهود إذهبوا إلى "بلادكم" وأتركوا أرض العرب لأهلها. لم نفكّر وقتها، ولم نستخدم ذرة من عقولنا. لم نكن حينها نعي أو نعرف أو نتبصّر بأننا بما فعلناه من تهجير إخوتنا من اليهود من بلداننا إلى دولة الصهاينة بأنّنا وقتها ساهمنا بشكل كبير وجوهري في إنشاء دولة "إسرائيل"، وعملنا بكل ما نقدر على تقويتها وزيادة عدد سكّانها، وفي المقابل كنّا قد خسرنا قوّة بشريّة ضاغطة كانت ستكون معنا وداعماً لنا حينما نحارب دولة الصهاينة بهدف إسترجاع فلسطيننا الجريحة. يومكم سعيد.

2025/01/01

العالم يسير إلى الأمام وعلينا بأن نكون في المقام

 تلك هي الحياة كما خلقها الله، وذلك هو تحديداً ما أراده لها... بأن تسير إلى الأمام، وبأن تعبر الآلام والأسقام، وبأن بكل حب وبكل سخاء تسعد من عليها من الأنام.

إن ما مضى من الزمن لا يمكننا إيقاف أو تعطيل عقاربه، وما كان قد غادر من بيننا لا يمكننا إعادة رسم مساربه. إن قطار الحياة يعبر دوماً إلى الأمام، وفي رحلة وحيدة الإتجاه؛ فعلينا بأن نكون من بين راكبيه، والمسافرين على متنه حتى ننتقل من هنا إلى هناك. إن كل من يبقى يتفرّج على قطار الزمن وه يعبر من أمام ناظريه ولا يركبه ليس له إلّا وأن يبقى وحيداً ليتوه وحده في عالم النسيان... ويقيناً سوف لن يعود قطار الزمن له كي ينتشله.

علينا بأن نترك الماضي لمتاهات الزمن، وأن ننظر إلى الأمام بكل تفاؤل، وبكل تعامل... وبكل تكامل. علينا بأن نستفيد من لحظات الحياة التي كانت قد أتيحت لنا بأن نستثمرها في عالم ليوم وعالم الغد... بأن نجعلها وقوداً يساعدنا للعبور إلى الأمام بدل أن نضيّعها في التفكير في أشياء وأمور تجاوزتنا ولم يعد بأيدينا أن نغيّرها.

فلنبدأ عامنا الجديد بالكثير من الأمل والتفاؤل والإصرار على تغيير واقعنا وتحويله إلى الأفضل... العبور بمرافق حياتنا إلى الأمام حتى يكون بوسعنا أن نسعد أنفسنا، وأن نرفع من أسقف أحلامنا.
تهاني القلبيّة لكل من فرح بقدوم العام الجديد، وتحيّاتي الصادقة لكل من رأى الغد على أنّه سوف يكون أفضل من اليوم... وعلى أن الحياة ليس لها إلّا وأن تسير إلى الأمام. كل العام وأنتم بألف خير.

2024/12/15

أنتم مع من يا شيوخ الغبن والمحن... والفتن؟

حينما يصاب الإنسان بآفة فقدان البصيرة LACK OF INSIGHT فإنّه يجد نفـسه بعيداً أو مبعداً عن الواقع المعاش بدون أن يعي ذلك، وبدون أن يدري. على كل منّا أن يعود إلى نفـسه يحاورها أوّلاً قبل أن يذهب لمحاورة الآخرين. إن من يتحدّث إلى نـفـسـه ويصارحها هو فقط وفقط من يمتلك بصيرة ويرى عالمه المحيط به كما هو لا كما يريده أو يتصوّره وفق علومه ومداركه وإعتباراته.

كنت أراهم ينتصبون على شاشات التلفزيون وهم يهرفون.. يتحدّثون عن الجن والشياطين... والرقية الشرعيّة... والسحر.... وغياب العقل، وكل أنواع الكذب والعهر.
نعم... إنّهم شيوخ السعوديّة، والكثيرون من شيوخ مصر.... ولكن يبقى في مصر شيوخ دين محترمين. لقد خرج علينا الأزهر الشريف منذ يومين ببيان يستنكر فيه الصمت "العالمي" على جرائم العدو الصهيوني: (( أدان الأزهر الشريف بشدة العدوان الصهيوني الإرهابي على مناطق في جنوب وشرق لبنان، وأسفر عن استشهاد وإصابة المئات من اللبنانيين، من بينهم نساء وأطفال، ونزوح الآلاف، في ظل صمت عالمي وأُممي غير مسبوق وغير مبرَّر. ويؤكد الأزهر أن هجوم الاحتلال الصهيوني على لبنان ما هو إلا دليل على نواياه الإجرامية، وسعيه ليل نهار لتحويل الشرق الأوسط إلى ساحة للحروب، وتوسيع رقعة الصراعات، لتشمل دولًا ومناطق أخرى، بعد أن حوَّل غزة إلى تلالٍ من الرُّكام وشلَّالات من الدماء، وآلاف من الضحايا المدنيين والأبرياء، بما يهدد مصير شعوب بأكملها))...كان ذلك ربّما يعطي الإحساس بوجود بعض التفاعل من قبل بعض شيوخ الأزهر مع مآسي المسلمين؛ لكن "الأزهر الشريف" لم يكن صريحاً، ولم يكن شجاعاً، ولم يكن واقعيّاً بحيث أنّه لم يتحدّث عن "الخذلان العربي" بشقّيه الرسمي والشعبي لما يجري في منطقتنا العربيّة من تحقير وإذلال لكل العرب، ولكل المسلمين. الأزهر لم يدع لحملة تبرّعات لصالح فلسطين ولبنان. الأزهر تغافل واقع العرب المزري وغطّى على ذلك بلوم العالم المحيط بنا.
المهم.. بقيّة شيوخ التعاسة لم يكن الأمر يعنيهم، ولا يهمّهم، ولم يحسّوا بمعاناة من كانوا يكذبون عليهم، ويخدّرونهم، ويفرضوا كل أبجديات التخلّف عليهم عبر تلك الشاشات التي فاق عددها المائة، وهي تفتح باحاتها لشيوخ التخلّف الذين بالفعل فرضوا كل الخرافات وكل الترهات وكل الخزعبلات على من كان يستمع إليهم.
يا شيوخ التعاسة... هل كل ما يصيبنا هو فقط لأنّنا لم نركع ولم نصلّ ولم نترك لحانا، ولم نفرض الجلابيب السوداء على نسائنا؟. لماذا لم يكن ذلك جزاء الكافرين، والملحدين، والمنافقين، والكذّابين من بني صهيون، ومن بني الكاوبوي الأمريكيين؟. لماذا لم يعاقب الله الإنجليز والألمان والفرنسيين والطليان؟. هل الله لا يعاقب غير المسلمين؛ لأنّهم لم يؤدّوا شعائرهم كما يجب؟. فكّروا فيها يا شيوخ التعاسة.
سؤال صغير ومتواضع وبرئ إلى حد كبير.... لماذا دمّرتم سوريا في عام 2012م ب"مجاهديكم" الأفذاذ الذين أتيتم بهم من كل حدب وصوب و"وبإسم الله" ليعيثوا فساداً وخراباً وتدميراً في سوريا؟. من أين وصلتكم الآوامر لكي تقوموا بذلك حينها، وهل عرفتم اليوم بأن ما قمتم به وقتها خدم اليهود اليوم في حربهم على غزّة وعلى لبنان... وكذلك على اليمن. ماذا لو أن سوريا كانت قد بقيت بكل قوّتها كما كانت قبل عام 2012م؟. فكّروا فيها.
أمّا شياطينكم، وسحرتكم، ورقياتكم، وبول بعائركم فهي فقط وفقط تعكس مقدار غبائكم وتخلّف تفكيركم.... وإنحسار مدارككم.
لا يوجد شيطان يمسكك من يديك ويبعدك عن مقاصدك الحسنة؛ فإن لم تكن أنت موسوساً، وضعيفاً، ومهووساً... وفاقداً للإرادة.... فليست هناك شياطين تمسك بيدك وتبعدك عن طريق الله.
لا يوجد على وجه الأرض من قد يسحركم إن أنتم فقط إمتلكتم ذرّة من إستخدام عقولكم، وإن أنتم إمتلكتم إرادة في داخل أنفسكم، وإن أنتم فتحتم أعينكم ونظرتم إلى العالم من حولكم.... وكيف يفكّر وينتج ويبدع غيركم.
كم من البشر الذين لم يشاركوكم إعتقاداتكم، ولم يفكّروا مثلكم.... لكنّهم بنوا أنفسهم، وطوّروا قدراتهم... وهم اليوم يقدرون على هزيمة من كذبتم عليهم وخدّرتموهم، وفرضتم الذل والمهانة عليهم؟.
ليلتكم يا شيوخ التعاسة مليئة بالمخاوف والإرتعابات.... وفعائل السحرة التي لا تنفع فيها ولا تغيّرها الرقيات..... سواء كانت "شرعيّة" أو "غير شرعيّة"..... أو كانت "متواترات"