تقول وسائل الإعلام؛ والتي من بينها ال"ديلي تلغراف" بأنّه تمّ الإتفاق بين السيّد عبد الحميد الدبيبة والسيّد علي الكوني عن الجانب الليبي، وبين وزير الدولة لشئون اللاجئين في بريطانيا السيّد مايكل توملينسون برفقة سفير بريطانيا في ليبيا السيّد مايكل لونجدون على أن تدفع بريطانيا لليبيا مبلغاً ماليّاً قدره مليون جنيه إسترليني مقابل أن تقوم ليبيا بمنع تسرّب الهجرات الأفريقية لأوروبا والتي من بينها بريطانيا.
ليبيا موطني
مسئول التحرير: محمّـــد بالحـــاج
2024/03/10
مليون لتصبح ليبيا للآفارقة سجون
2024/01/05
بعد مواقف جماعات "السُنّة" الوضيعة، حان وقت الإنضمام للشيعة
أنا مسلم موحّد (لا سنّي ولا شيعي) أؤمن بوجود الله، وأقرّ بأنّني عبداً مطيعاً له؛ ولذلك فلا يستطيع أي كان ومهما كان أن يزايد عليّ في الدين.
أنا قرأت كل القرآن، وتفحّصت وتدبّرت كل أياته وبكل عناية، وأنا درست كتب الدين منذ أن كنت طفلاً في العاشرة من عمري. لقد مضيت كل عمري وأنا أقرأ كتب الدين، واقوال الشيوخ(من يسمّون أنفسهم بالعلماء)، ودرست من السير ما أعطاني تلك الخلفيّة الثقافية التي أحملها في عقلي وفي فكري. درست سير الأوّلين، ودرست الكثير عن مذاهب السنّة، ومذاهب الشيعة، ودرست عن الأحمديّة، واليزيدية، والجعفريّة، والإٍسماعيليّة، والإثنى عشريّة. قرأت عن الدولة الأمويّة، والدولة العبّاسيّة، وقرأت عن الصحابة، وعن المهاجرين والأنصار، وقرأت عن السقيفة، وقرأت عن شيعة علي، وقرأت عن العشرة المبشّرون بالجنة. قرأت أيضاً عن عذاب القبر، وتفسير الأحلام، ودرست عن السحر، والرقية الشرعية والغير شرعيّة، ودرست عن الشيطان، والجن، والملائكة... ودرست عن الكون، وخلق الله، ومعجزات الأنبياء والرسل، ودرست سير الأوّلين بدءاً ب بآدم، ومروراً بإبراهيم ونوح وموسى وعيسى... وختاماً بنبيّنا محمّد عليه السلام.
قرأت كذلك عن نشوء الشيعة، وظهور السنّة، وقرأت عن المذاهب من شافعيّة، ومالكية، وحنبليّة، وحنفيّة... وقرأت عن الوهابيّة والسلفيّة والمتصوّفة أيضاً. وقرأت للألباني، وإبن تيميّة، والشنقيطي، وبن باز، والقرضاوي وغيرهم كثير. كذلك قرأت عن رواة الحديث، وكيف أنّهم جمعوا آحاديثهم التي نسبوها إلى النبي عليه السلام، وقرأت عن تجميعات البخاري ومسلم، وأيضاً عن بعض من سير حياتهم. قرأت أيضاً عن التخاصم بين المسلمين منذ اليوم الأوّل لغياب الرسول عليه السلام عنهم، وعن تلك الممالك الإسلاميّة المتخاصمة، وقرأت عن سير الغدر والتنكيل بين المسلمين، وقرأت عن الأندلس من البداية حتى النهاية؛ بما في ذلك الهروب إلى مرّاكش والتنازل عن سبته ومليلة للأسبان دعكم من جزر الكناري.
كنت قرأت كذلك عن الإمبراطوريّة العثمانيّة، وهزيمة الأتراك في الحرب العالمية الأولى، وكيف أنّهم سلّموا فلسطين للإنجليز، وكيف خرج من بينهم كمال آتاتورك، وماذا قال شيوخ الدين السُنّة عن كمال آتاتورك. قرأت أيضاً عن ظهور الجماعات الإسلاميّة المتشدّدة بدءاً من الطالبان، ثم القاعدة، ثم داعش وبقيّة الجماعات المتطرّفة في الصومال وشمال غرب أفريقيا وغيرها. بمعنى أنّني أنا هنا لا أتكلّم من فراغ، ولا أفتئ بما لا أعلم حتى ينتبه كل من قد لا يعجبه كلامي وقبل أن يبدأ في السباب والنعوت وفتاوي التكفير وغيرها من ردود الفعل العشوائيّة التي تعوّدنا عليها.
بعد هذا التقديم السريع والملخّص لأبعد الحدود؛ دعوني أعود إلى رأس الموضوع لأنّني بصدق أعنيه، وبالفعل هذا الكلام ينبع من أعماقي. لماذا يا سادتي نكفّر الشيعة؟. لماذا نحن "السنّة" نكره الشيعة لدرجة المقت؛ حتى أنّنا جعلنا منهم أعداء لنا أشد علينا من الصهاينة، وأشد علينا من الأمريكان والإنجليز والفرنسيين والطليان والألمان، وكل من وقف مع دولة الصهاينة وساندها في حملتها الشعواء على إخوتنا في غزّة وبقايا فلسطين؟. أنظروا حولكم يا من تقولون بأنّكم من أتباع "السنّة"... من يقف بحق وبجد في وجه الصهاينة اليوم من بينكم؟. أليسوا هم "الشيعة" من يقف في وجه الصهاينة ويؤلمهم بحق؟. أليس هو "حزب الله" الشيعي، وأليس هم كل أتباع إيران "الشيعيّة" في اليمن والعراق وسوريا؟. أليسوا هم "الشيعة" من بالفعل يقفون اليوم في وجه الصهاينة وبشجاعة بالفعل تستحق التوقّف عندها ومباركتها؟... أليسوا هم من بالفعل يؤذي الصهاينة اليوم وبشكل كبير جداً؟.
أين أنتم يا أهل "السنّة"، وماذا قدّمتم للشعب الفلسطيني، وأهل غزّة على وجه الخصوص؟. إسألوا مصر وماذا قدّمت. إسألوا السعوديّة وماذا قدّمت؟. إسألوا البحرين "السنّية" وماذا قدّمت؟. إسألوا ليبيا، والجزائر وتونس والمغرب - وهي كلّها بلاد سنّية - وماذا قدّمت لمساعدة أبطال حماس والجهاد الإسلامي، وبقية المناضلين الفلسطينيين؟. دعكم من تلك الإمارات العبريّة... فتلك كانت بالفعل قد خرجت عن كل القيم والمعايير.
حماس بالمناسبة هي "سنّية"، ولكن من درّب حماس وسلّحها، ومن مكّنها من تصنيع سلاحها الفتّاك؟. أليسوا هم شيعة إيران الذين تناصبونهم العداء من أجل الصهاينة، ومن أجل أسيادكم الأمريكان وأسيادكم الإنجليز؟. أمّا تنظيم الإخوان التابع للإنجليز فكل ما فعله لمساعدة حماس هو وضع أيديهم عليها بما أنفقوا على قادتها من أموال؛ لكن تفكير حماس وبقية الفصائل المناضلة في فلسطين هو مثل تفكير أتباع الشيعة.... الجهاد والكفاح وعدم الخضوع... والأهم عدم الخوف أو الخنوع. ليلتكم سعيدة.
2024/01/01
بدأ العام الجديد فهل نتعلّم ونستفيد؟
العالم من حولنا يمضي في طريقه كقطار يتحرّك إلى الأمام، ولا توجد في برنامج رحلته خطّة للرجوع إلى الوراء. إنّها رحلة نحو الأفق الذي نراه بأعيننا، ونحسّ دائماً بأنّنا كلما إقتربنا منه يبتعد عنّا... ليس هروباً منّا، وإنّما دعوة لنا وجذباً لنا في أن نحاول أن نلاحقه، نلامس أطرافه، أو نحلم بالوصول إليه.
الحياة أمل، والغد إنتظار، والوصول إلى الغاية يجب بأن يكون منوالاً لنا جميعاً. هناك من قد يصل بسرعة، وهناك من قد يتباطأ قليلاً، وهناك من قد تشدّه الرياح إلى الخلف... لكنّنا جميعاً سوف نعبر إلى الأمام، وكلّنا سوف ننتقل من هنا إلى هناك. تلك هي سنّة الحياة، وذلك هو إختيار الرب لنا. فلنضع أوّل خطوة في طريق العبور، ولنتسلّح بالأمل، ولنتوكّل على الله... وسوف نصل إلى هناك. سوف نصل إلى حيث نريد... أو على الأقل؛ إلى حيث نفكّر، وإلى حيث نبتدر.
الحياة مدرسة؛ الزمن هو أستاذها، والأحداث هي كتبها، ونحن تلاميذ فيها... فلنتعلّم من مدرسة الحياة، ولنستفد من رحابة الزمن، ولنكن من بين أولئك الذين يصنعون الأحداث. فلنكن من بين أولئك الذين يرفعون سقف الأمل إلى أعلى؛ لا من بين أولئك الذين يقع عليهم سقف مشاكل الحياة.
وختاماً... لننظر إلى دواخلنا... إلى أعماقنا وكياناتنا... إلى أفئدتنا وقدراتنا. فلينظر كلّ منّا إلى داخله ليرى ما زوّده الخالق به، وليتحسّس كلّ منّا مواطن "الإرادة" بداخله فعساه أن يكتشف قدرات كامنة تكون عوناً له لرفع سقف المشاكل عن كاهله، ولينظر كل منّا إلى بصيص الأمل من خلال نافذة التطلّع، ولتكن آمالنا مصبوبة على إحساسنا بأنّنا - كلّنا - نقدر على العبور إلى الأمام، وبأنّنا نستطيع التحرّك إلى الأمام.
كل عام وأنتم بألف خير، وكل صباح يشرق من جديد علينا بأن نجعله دافعاً لنا للإنتقال من هنا إلى هناك؛ ولا يمكن لنا بأن نضع أقدامنا على الدرج الموالي بدون إمتلاكنا للإرادة، ولن تكون لنا إرادة نفرضها على أحداث الزمن إن لم تكن لنا عقولاً نرجع إليها، وإن لم تكن لنا قرارات نحن من يصنعها... ونحن من يتحمّل وزرها.
ثقوا بأنفسكم، ولا تكونوا طيّاعاً آليين لغيركم، وعليكم دوماً بأن تسألوا أنفسكم "لماذا". لماذا أنا أفعل ذلك، ولماذا أنا أصدّق ذلك، ولماذا أنا أتبع ذلك، ولماذا أنا أستمع إلى ذلك؟. لماذا أنا آكل ذلك، ولماذا أنا أشرب ذلك، ولماذا أنا أرتدئ ذلك... ولماذا أنا أذهب إلى هناك؟. لماذا أنا أعبر من هذا الطريق، ولماذا أنا أسير في هذا النهج، ولماذ ا أنا أؤمن بهذا الفكر، ولماذا أنا أصدّق هذا القول، ولماذا أنا أستمع إلى هذا الشخص، ولماذا أنا أقتدي بذلك المفكّر؟. فلتكن "لماذا" هي كلمة السرّ في كل تحرّكاتك، وإتجهاتك، وبرامجك وإختياراتك. يومكم سعيد.