قد يخدعك الغير بالإبتسامة، وقد يضرّك وأنت مازلت منخدعاً بأثر تلك الإبتسامة. عليك بأن تكون منتبهاً وأن تكون يقظاً، فليس كل ما تراه لامعاً هو من الذهب، وليس كل من يبتسم هو من الملائكة.
لقد كنت أنا حذراً منذ البداية لذلك القرار المفاجئ والذي صدر على هيئة الأمر بوقف إطلاق النار في ليبيا إعتباراً من منتصف ليلة الأحد، وأقولها بصدق كنت قد فوجئت بقيادة الجيش وهي تقبل الخضوع لذلك "الأمر" وتعلن وقف إطلاق النار وهي كانت قد حققت إنتصارات كبيرة وإستراتيجيّة في الأيّام السابقة لذلك.
قلت في نفسي ربّما كان لقيادة الجيش مبرّراتها وربما كانت لها حساباتها، وربّما كانت قيادة الجيش قد أخذت النصيحة من بعض الأصدقاء... وربّما كانت قيادة الجيش تثق بشكل كبير في الجانب الروسي الذي كان طرفاً في إصدار "أمر" وقف إطلاق النار، وقد يكون الروس هم أنفسهم قد خدعوا من قبل الثعبان أردوغان.
المهم في الأمر أنّني أنا لا أحفل كثيراً بالماضي، فما كان قد مضى كان قد إنقضى وعلينا أن نتعلّم من أخطائنا ومن بعدها ننظر إلى الأمام ونفكر لغد.
كان وزير خارجية تركيا مع وزير خارجية روسيا هما من أصدر ذلك القرار المستعجل والذي كان يحمل بين طيّاته نهجاً "إستعلائيّاً" وتدخّلاً سافراً في الشئون الليبيّة، دعكم من التدخّل في أمور الجيش الوطني، وأقولها مرّة أخرى بأنّني إستغربت من قيادة الجيش كيف أنّها رضخت لتنفيذ ذلك الأمر وهي في موقع القوّة، وكيف إنطلت عليها خدع ومؤامرات الأتراك. لو أن ذلك القرار كان قد صدر من جهات أخرى لكنت وجدت المبرّرات والأعذار، ولكن أن تكون تركيا من بين "الآمرين" فذلك في حد ذاته كان كافياً لقيادة الجيش بأن تكون منتبهة وحذرة ومرتئبة..... ورافضة.
كان مشروع وقف إطلاق النار خدعة تركيّة محسوبة بكل دقة وعناية، وكانت رائحة التضليل والخداع تفوح في الهواء كما تفوح رائحة الكباب في إستانبول، وكانت تلك الفكرة قد تم التفكير فيها بعناية وحبكها بشكل شيطاني حتى إقتنع الروس بها. فالأتراك يعرفون جيّداً وقع مشروع لإطلاق النار على صانعي القرار في "المجتمع الدولي"، ومن هناك كان سرّ الدهاء في القرار التركي.
كان الأتراك بكل وضوح وبكل مثابرة يرغبوا في شراء بعض الوقت لنقل قوّات كبيرة وأسلحة وربّما أيضاً إيجاد مواطئ لطائراتهم على التراب الليبي وبعيداً عن أنظار العالم..... بعيداً عن أنظار العالم !!.
لقد إحتمى الأتراك وتلحّفوا بقرار "وقف إطلاق النار" للقيام بتنفيذ مشروعهم الخبيث لنقل أكبر عدد من المرتزقة، وأكبر كميات من السلاح، وكذلك التموضع على الآراضي الليبي لضبّاطهم وأسلحتهم الثقيلة بما فيها الطائرات القاذفة بينما هي عيون العالم كلّها مصبوبة على قرار وقف إطلاق النار، ومن هو الطرف الذي قد يخرق ذلك الإتفاق، وماذا يتوجّب على "المجتمع الدولي" أن يفعل لو أن الجيش كان قد خرق الهدنة كما كانوا يتوقّعون أو ربما كما كان قد أوحي إليهم من قبل الخبثاء الترك.
الأتراك بخبثهم ومكرهم لم يتوقّفوا عند ذلك القرار ، وإنّما خطّتهم كانت أكثر خبثاً مما كنا نتوقّع؛ فتواصل الأتراك مع الروس وبكل تأكيد تم خلال ذلك التواصل الحديث عن مشاريع وشئون مستقبلية، وربّما أيضاً إغراء الروس ببعض "الحوافز" أو "الجوائز" أو "المنافذ"؛ فتركيا هي من بين أهم الدول التي تتمركز فيها قوّات حلف الأطلسي الأماميّة، وأي نفوذ لروسيا على ذلك قد يعمي روسيا عن التفكير في أي شئ غيره، وذلك ما أجاد لعبه الأتراك.
إتفق الأتراك مع الروس على عقد مؤتمر "لتثبيت" قرار وقف إطلاق النار، ودعيا إليه قيادة الجيش وحكومة الوفاق من أجل إيهام العالم بأن الأمور تسير كما يجب. وبالفعل صدّق "العالم" ما كان يسمع ويرى ولم تفكّر دول العالم في أبعد من تلك "المراسم" و"الطقوس" بينما كان للأتراك "شئون أخرى"، وكانت لهم "مراسم" أخرى تجري من خلف الستار، وبعيداً عن أنظار "المجتمع الدولي"، دعكم من قرارات الأمم المتحدة المتعلّقة بالشأن الليبي، ومؤتمر الصخيرات، وقرار مجلس الأمن بمنع تصدير السلاح لليبيا.
إلتهى العالم بملتقى موسكو للسلام ولم يكن أحد من "المجتمع الدولي" يفكّر في ما كان يجري في الخفاء؛ فالأتراك يجيدون الكذب والخداع، كما أنّهم يجيدون المكر والخديعة وهي صفات كانوا قد خبروها وأبدعوا فيها في أيّام إمبراطوريتهم القذرة.
المهم أن العالم.. كل العالم كان يظن بأن تركيا وروسيا كانتا تريدان خيراً لليبيا وتعملان على المساهمة في "السلام الدولي"، ومن ثمّ أغمضت العيون عن أفعال المجون التي كان ينسجها أردوغان من وراء الكواليس. كان أردوغان ينظر إلى العالم من حوله بعيون ماكرة وأفكار مخادعة، وكان يخدع رفيقته روسيا بكل تشفّي، ووجدها فرصته الذهبية لنشر قوّاته في ليبيا بينما العالم ظلّ مغمض العينين يستعد لمؤتمر برلين للسلام. وبالفعل.... بالفعل ملأ التراب الليبي بفيالق من المرتزقة والإرهابيين وأرسل عليهم قيادات محترفة من الجيش التركي لتشرف على كل عملياتهم العسكرية المرتقبة في ليبيا والتي كما قالها صراحة وأمام وسائل الإعلام بأنّه سوف يركع الجيش الليبي وسوف ينصر قوّات مليشيات حكومة الوفاق، وسوف تصبح ليبيا ملحقة تركيّة رغماً عن الجميع بما فيهم الشعب الليبي نفسه.
إستغل أردوغان فترة الهدوء التي خدعت بها قيادة الجيش الليبي، وواصل هو تثبيت وجوده على التراب الليبي...... وسوف تحدث المفاجآت بعد مؤتمر برلين.
أردوغان يعرف يقيناً بأن مؤتمر برلين سوف "يفشل"، وإن لم يفشل في بداياته فسوف يقوم هو ومن يتآمر معه على عمل أيّ شئ وكل شئ لإفشاله، وما أن يفشل مؤتمر برلين حتى يكون الجيش التركي جاهزاً وبالكامل للسيطرة على ليبيا وتدمير الجيش الليبي وأمام - وربما مباركة - المجتمع الدولي، ومن بعدها فقد نتحسّر على ماض تولّى.
المشكلة أننا سوف لن نتحسّر وحدنا، وإنّما ستتحسّر مصر والتي سوف تكون المتضرّر الأكبر من الوجود التركي على حدودها الغربيّة. مصر سوف تتأثّر أكثر منا نحن الليبيون والليبيّات لأننا نحن لم يعد لنا ما نخسره وربما أننا تعوّدنا على المهانة ولم نعد نحفل بمن يحكمنا وكيف يحكمنا؛ فنحن أصبحنا اليوم لايهمّنا غير إيجاد ما نسد به أرماقنا وما ربّما يبقينا على قيد الحياة... ولتكن أية حياة.
نصيحة أخيرة لأولئك "الأغبياء" الذين يعملون الآن على إيقاف إنتاج أو تصدير النفط... أقول لهم بأن مثل تلك الأفعال سوف لن تنفع قضيّة الوطن في شئ، وسوف فقط تؤلّب كل المجتمع الدولي على الجيش الليبي، وسوف يثور "المجتمع الدولي" على الجيش، فذلك المجتمع لا تهمّه غير مصالحه. إن محاولات إيقاف إنتاج النفط أو تصديره في هذه الأثناء هي محاولات غبيّة وغير مدروسة وعلى الجيش أن يوقفها. إنّه سوف لن يخدم القضية الليبية في شئ على الإطلاق، وإنّما قد يعطي مبررات للغير كي ينظروا إلى الجيش على أنّه يريد "تجويع" الشعب الليبي. قال اللواء المسماري ليلة البارحة معلّقاً على إيقاف الإنتاج في بعض الحقول على "أنّه قرار شعبي، وعلى أن الجيش سوف لن يمنع الشعب من التعبير عن رفضه للغير بإستغلال نفطه". تلك العبارات سوف لن تقنع أحداً من "المجتمع الدولي" الذي يعرف يقيناً بأن ليبيا لا يساوي فيها الشعب أيّ شئ، وبأن ما يجري في ليبيا هو بأمر من يحكم أو من يسيطر.
رجائي... رجائي، بأن يبتعد الناس عن حقول وموانئ النفط، وليترك النفط ينهمر لمن يحتاج إليه، وليستفد منه من شاء وكما يشاء في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا.
إخوتي أخواتي يا كل أهل ليبيا.... قسماً بالله إن المستقبل الذي ينتظركم سوف يكون حالكاً في السواد... سوف يكون مظلماً... وسوف يكون معتماً، فرجائي رجائي بأن لا تحاولوا رؤية ما بعد مؤتمر برلين. سوف ينتشر الحقراء والأوغاد في كل التراب الليبي، وسوف بالفعل يتم تدمير بلادكم كما دمّرت سوريا، وسوف ترون أهلكم وذويكم وهم يفرّون من جحيم الإرهاب إلى أيّ مكان في العالم كما فعل ومازال يفعل الشعب السوري. أقسم لكم بالله فإن أردوغان سوف يحوّل بلادكم إلى جحيم وربما أكثر من الجحيم السوري، وعليكم أن تقفوا مع حكومة السرّاج إن شئتم، ولكم أن تلتزموا بالصمت إن شئتم، وبوسعكم أن تحلموا بالرخاء إن شئتم. فيلكن يومكم كما قد يكون، ولكم أن تروا غدكم بالكيفية التي تريدون؛ لكنني في هذه المرّة قد لا أعدكم بيوم مشرق وغد أفضل؛ غير أنّني سوف لن أحسدكم على الرفاهية إن أنتم نلتموها في رعاية السلطان التركي وبركات شيوخه.
قلت في نفسي ربّما كان لقيادة الجيش مبرّراتها وربما كانت لها حساباتها، وربّما كانت قيادة الجيش قد أخذت النصيحة من بعض الأصدقاء... وربّما كانت قيادة الجيش تثق بشكل كبير في الجانب الروسي الذي كان طرفاً في إصدار "أمر" وقف إطلاق النار، وقد يكون الروس هم أنفسهم قد خدعوا من قبل الثعبان أردوغان.
المهم في الأمر أنّني أنا لا أحفل كثيراً بالماضي، فما كان قد مضى كان قد إنقضى وعلينا أن نتعلّم من أخطائنا ومن بعدها ننظر إلى الأمام ونفكر لغد.
كان وزير خارجية تركيا مع وزير خارجية روسيا هما من أصدر ذلك القرار المستعجل والذي كان يحمل بين طيّاته نهجاً "إستعلائيّاً" وتدخّلاً سافراً في الشئون الليبيّة، دعكم من التدخّل في أمور الجيش الوطني، وأقولها مرّة أخرى بأنّني إستغربت من قيادة الجيش كيف أنّها رضخت لتنفيذ ذلك الأمر وهي في موقع القوّة، وكيف إنطلت عليها خدع ومؤامرات الأتراك. لو أن ذلك القرار كان قد صدر من جهات أخرى لكنت وجدت المبرّرات والأعذار، ولكن أن تكون تركيا من بين "الآمرين" فذلك في حد ذاته كان كافياً لقيادة الجيش بأن تكون منتبهة وحذرة ومرتئبة..... ورافضة.
كان مشروع وقف إطلاق النار خدعة تركيّة محسوبة بكل دقة وعناية، وكانت رائحة التضليل والخداع تفوح في الهواء كما تفوح رائحة الكباب في إستانبول، وكانت تلك الفكرة قد تم التفكير فيها بعناية وحبكها بشكل شيطاني حتى إقتنع الروس بها. فالأتراك يعرفون جيّداً وقع مشروع لإطلاق النار على صانعي القرار في "المجتمع الدولي"، ومن هناك كان سرّ الدهاء في القرار التركي.
كان الأتراك بكل وضوح وبكل مثابرة يرغبوا في شراء بعض الوقت لنقل قوّات كبيرة وأسلحة وربّما أيضاً إيجاد مواطئ لطائراتهم على التراب الليبي وبعيداً عن أنظار العالم..... بعيداً عن أنظار العالم !!.
لقد إحتمى الأتراك وتلحّفوا بقرار "وقف إطلاق النار" للقيام بتنفيذ مشروعهم الخبيث لنقل أكبر عدد من المرتزقة، وأكبر كميات من السلاح، وكذلك التموضع على الآراضي الليبي لضبّاطهم وأسلحتهم الثقيلة بما فيها الطائرات القاذفة بينما هي عيون العالم كلّها مصبوبة على قرار وقف إطلاق النار، ومن هو الطرف الذي قد يخرق ذلك الإتفاق، وماذا يتوجّب على "المجتمع الدولي" أن يفعل لو أن الجيش كان قد خرق الهدنة كما كانوا يتوقّعون أو ربما كما كان قد أوحي إليهم من قبل الخبثاء الترك.
الأتراك بخبثهم ومكرهم لم يتوقّفوا عند ذلك القرار ، وإنّما خطّتهم كانت أكثر خبثاً مما كنا نتوقّع؛ فتواصل الأتراك مع الروس وبكل تأكيد تم خلال ذلك التواصل الحديث عن مشاريع وشئون مستقبلية، وربّما أيضاً إغراء الروس ببعض "الحوافز" أو "الجوائز" أو "المنافذ"؛ فتركيا هي من بين أهم الدول التي تتمركز فيها قوّات حلف الأطلسي الأماميّة، وأي نفوذ لروسيا على ذلك قد يعمي روسيا عن التفكير في أي شئ غيره، وذلك ما أجاد لعبه الأتراك.
إتفق الأتراك مع الروس على عقد مؤتمر "لتثبيت" قرار وقف إطلاق النار، ودعيا إليه قيادة الجيش وحكومة الوفاق من أجل إيهام العالم بأن الأمور تسير كما يجب. وبالفعل صدّق "العالم" ما كان يسمع ويرى ولم تفكّر دول العالم في أبعد من تلك "المراسم" و"الطقوس" بينما كان للأتراك "شئون أخرى"، وكانت لهم "مراسم" أخرى تجري من خلف الستار، وبعيداً عن أنظار "المجتمع الدولي"، دعكم من قرارات الأمم المتحدة المتعلّقة بالشأن الليبي، ومؤتمر الصخيرات، وقرار مجلس الأمن بمنع تصدير السلاح لليبيا.
إلتهى العالم بملتقى موسكو للسلام ولم يكن أحد من "المجتمع الدولي" يفكّر في ما كان يجري في الخفاء؛ فالأتراك يجيدون الكذب والخداع، كما أنّهم يجيدون المكر والخديعة وهي صفات كانوا قد خبروها وأبدعوا فيها في أيّام إمبراطوريتهم القذرة.
المهم أن العالم.. كل العالم كان يظن بأن تركيا وروسيا كانتا تريدان خيراً لليبيا وتعملان على المساهمة في "السلام الدولي"، ومن ثمّ أغمضت العيون عن أفعال المجون التي كان ينسجها أردوغان من وراء الكواليس. كان أردوغان ينظر إلى العالم من حوله بعيون ماكرة وأفكار مخادعة، وكان يخدع رفيقته روسيا بكل تشفّي، ووجدها فرصته الذهبية لنشر قوّاته في ليبيا بينما العالم ظلّ مغمض العينين يستعد لمؤتمر برلين للسلام. وبالفعل.... بالفعل ملأ التراب الليبي بفيالق من المرتزقة والإرهابيين وأرسل عليهم قيادات محترفة من الجيش التركي لتشرف على كل عملياتهم العسكرية المرتقبة في ليبيا والتي كما قالها صراحة وأمام وسائل الإعلام بأنّه سوف يركع الجيش الليبي وسوف ينصر قوّات مليشيات حكومة الوفاق، وسوف تصبح ليبيا ملحقة تركيّة رغماً عن الجميع بما فيهم الشعب الليبي نفسه.
إستغل أردوغان فترة الهدوء التي خدعت بها قيادة الجيش الليبي، وواصل هو تثبيت وجوده على التراب الليبي...... وسوف تحدث المفاجآت بعد مؤتمر برلين.
أردوغان يعرف يقيناً بأن مؤتمر برلين سوف "يفشل"، وإن لم يفشل في بداياته فسوف يقوم هو ومن يتآمر معه على عمل أيّ شئ وكل شئ لإفشاله، وما أن يفشل مؤتمر برلين حتى يكون الجيش التركي جاهزاً وبالكامل للسيطرة على ليبيا وتدمير الجيش الليبي وأمام - وربما مباركة - المجتمع الدولي، ومن بعدها فقد نتحسّر على ماض تولّى.
المشكلة أننا سوف لن نتحسّر وحدنا، وإنّما ستتحسّر مصر والتي سوف تكون المتضرّر الأكبر من الوجود التركي على حدودها الغربيّة. مصر سوف تتأثّر أكثر منا نحن الليبيون والليبيّات لأننا نحن لم يعد لنا ما نخسره وربما أننا تعوّدنا على المهانة ولم نعد نحفل بمن يحكمنا وكيف يحكمنا؛ فنحن أصبحنا اليوم لايهمّنا غير إيجاد ما نسد به أرماقنا وما ربّما يبقينا على قيد الحياة... ولتكن أية حياة.
نصيحة أخيرة لأولئك "الأغبياء" الذين يعملون الآن على إيقاف إنتاج أو تصدير النفط... أقول لهم بأن مثل تلك الأفعال سوف لن تنفع قضيّة الوطن في شئ، وسوف فقط تؤلّب كل المجتمع الدولي على الجيش الليبي، وسوف يثور "المجتمع الدولي" على الجيش، فذلك المجتمع لا تهمّه غير مصالحه. إن محاولات إيقاف إنتاج النفط أو تصديره في هذه الأثناء هي محاولات غبيّة وغير مدروسة وعلى الجيش أن يوقفها. إنّه سوف لن يخدم القضية الليبية في شئ على الإطلاق، وإنّما قد يعطي مبررات للغير كي ينظروا إلى الجيش على أنّه يريد "تجويع" الشعب الليبي. قال اللواء المسماري ليلة البارحة معلّقاً على إيقاف الإنتاج في بعض الحقول على "أنّه قرار شعبي، وعلى أن الجيش سوف لن يمنع الشعب من التعبير عن رفضه للغير بإستغلال نفطه". تلك العبارات سوف لن تقنع أحداً من "المجتمع الدولي" الذي يعرف يقيناً بأن ليبيا لا يساوي فيها الشعب أيّ شئ، وبأن ما يجري في ليبيا هو بأمر من يحكم أو من يسيطر.
رجائي... رجائي، بأن يبتعد الناس عن حقول وموانئ النفط، وليترك النفط ينهمر لمن يحتاج إليه، وليستفد منه من شاء وكما يشاء في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا.
إخوتي أخواتي يا كل أهل ليبيا.... قسماً بالله إن المستقبل الذي ينتظركم سوف يكون حالكاً في السواد... سوف يكون مظلماً... وسوف يكون معتماً، فرجائي رجائي بأن لا تحاولوا رؤية ما بعد مؤتمر برلين. سوف ينتشر الحقراء والأوغاد في كل التراب الليبي، وسوف بالفعل يتم تدمير بلادكم كما دمّرت سوريا، وسوف ترون أهلكم وذويكم وهم يفرّون من جحيم الإرهاب إلى أيّ مكان في العالم كما فعل ومازال يفعل الشعب السوري. أقسم لكم بالله فإن أردوغان سوف يحوّل بلادكم إلى جحيم وربما أكثر من الجحيم السوري، وعليكم أن تقفوا مع حكومة السرّاج إن شئتم، ولكم أن تلتزموا بالصمت إن شئتم، وبوسعكم أن تحلموا بالرخاء إن شئتم. فيلكن يومكم كما قد يكون، ولكم أن تروا غدكم بالكيفية التي تريدون؛ لكنني في هذه المرّة قد لا أعدكم بيوم مشرق وغد أفضل؛ غير أنّني سوف لن أحسدكم على الرفاهية إن أنتم نلتموها في رعاية السلطان التركي وبركات شيوخه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك