2019/04/20

بحفتر أو بدون حفتر... الجيش سوف يفوز وينتصر

 مهما فكّر الطغاة والطامعون، الوطن سوف يبقى والطغاة حتماً سيذهبون. نحن نريد وطناً يبقى ولا نحفل بجبابرة يفرضوا علينا تسلّطهم وجبروتهم وكبرياءهم... لكنّهم في النهاية نعرف بأنّهم سوف ينتهون.... وسوف يتبخّرون. 
حينما أقرأ ما يكتبه الكثير من المتعلّمين والآساتذة والأخصائيين الليبيّين - والليبيات - أشعر بالكثير من الإنقباض والكثير من الأسى حيث أنني مازلت أرى أناساً هكذا تجرفهم التيّارات بدون أن يفكّروا وبدون أن يحسبوا وبدون أن يتدبّروا.
بكل تأكيد من حق كل إنسان أن يفكّر كما يشاء وأن يعبّر عمّا يختلج في صدره، لكن حينما يتعلّق الأمر بقضايا الوطن علينا بأن نكون أكثر نضوجاً وأكثر عقلانيّة وأقل عشوائيّة.
نحن نسمع ونقرأ في كل يوم تلك السباب الشتائم وهي تقترن بإسم خليفة حفتر وكأنّي به كان قد أنحدر من أرض الشياطين أو أنّي به كان قد نزل علينا من كوكب آخر. مازلت بكل صدق لم أفهم سرّ الحملة المسعورة على السيّد خليفة حفتر، وأنا هنا بكل حق لا أجعل من نفسي مدافعاً عليه ولا حتّى ناصراً له، وإنّما أنا فقط أرغب في معرفة السر الحقيقي وراء معاداة السيّد حفتر إلى هذه الدرجة من الحقد وإلى ذلك القدر من الكراهيّة. 


السؤال الذي أطرحه هنا وبكل عقلانيّة وبعيداً عن ردود الأفعال: ماذا لو أن السيّد خليفة حفتر كان قد قرّر البقاء في بيته بعد ثورة فبراير ولم يقحم نفسه في شئون الوطن... هل كنتم ستسبّونه وتصفوه بكل تلك الأوصاف التي تجتهدون في قذفه بها؟. ماذا لو أن إنساناً وطنيّاً آخر قام بنفس المهمّة التي قام بها السيّد خليفة حفتر بدون أن يكون له تاريخاً مشابهاً لتاريخ السيّد خليفة حفتر؟. ماذا لو أن أي ضابط في الجيش الليبي لم يشارك في حرب تشاد ولم يسبق له الوقوع في الأسر، لكنّه فكّر في الواقع الليبي بعد عمليات "فجر ليبيا" في عام 2014 وما نتج عنها من حرق لمطار العاصمة وتدمير للطائرات الليبيّة ونهب وسرقة كل محتويات المطار ثم من بعدها حرق خزّانات النفط قرب المطار ثم الهجوم على العاصمة وإفتكاكها من أيدي أهلها بهدف فرض الطغيان والجبروت عليهم؟. ماذا لو أن ذلك الضابط الليبي الغير ملوّث تاريخه بحرب تشاد والذي لم يسبق له الوقوع في الأسر، وإنّما أحسّ بمعاناة بلاده وتألّم لواقع أهله فقام ذات صباح وشرع في إعادة تشكيل الجيش الوطني بهدف حماية البلاد وتحرير الناس من براثن الطغاة الذين إستلبوا حريّاتهم وفرضوا عليهم الذل والهوان بعد أن إستولوا على مقدّراتهم وسرقوا خيرات بلادهم وعبثوا بكل شئ كان يقدّم خدمات لأبناء وبنات الوطن؟. ماذا سوف يكون موقف الإخوان المسلمون والجماعة الليبيّة المقاتلة وجماعة الصادق الغرياني وبقيّة أولئك الذين مازالوا يحلمون بإعادة دولة الخلافة وإجبار الناس على النظر إلى الوراء والتعامل بمعطيات الماضي والتنكّر لكل منجزات البشر على إعتبار أنّها منجزات كفّار؟. كيف سيتعامل كل أولئك مع الجيش الوطني الذي يعيد بناءه ذلك الضابط الوطني المخلص والذي لم يشارك في حرب تشاد ولم يسبق أسره من قبل... هل سوف يرحّب أولئك بهكذا جيش؟.
الجواب أنا أراه بسيطاً على مثل هكذا سؤال وهو: لا يمكن وعلى الإطلاق أن ترحّب أي من تلك الفئات التي ذكرتها بأيّ شئ إسمه "جيش" وبأيّ مخلوق على وجه الأرض يكون مسئولاً عن إعادة بنائه وتأهيله ليبسط السيطرة الكاملة على كل الآراضي الليبية بهدف حمايتها وإعادة الكرامة لأهلها.
الجماعات الدينية بكل طوائفها ومسمّياتها تكره أي شئ إسمه الدولة وتكره أي قوى وطنيّة تحمي تلك الدولة. السرّاق والمرتزقة والمتطفلون والمستفيدون من الفوضى والمصلحيّون والأنانيّون سوف لن يقبلوا بوجود جيش وطني وشرطة منضبطة وأجهزة قضاء ومحاسبة وعقاب لأن تلك المؤسّسات تتعارض مع مصالحهم وتقف حجر عثرة في سبيل تحقيق أحلامهم وتطلّعاتهم. ومن هنا، فليس المهم عندهم أن يكون على رأس الجيش المشير خليفة حفتر أو الفريق ونيس بوخمادة أو اللواء أبوبكر يونس جابر أو العقيد سالم جحا. الذي ترتعد منه تلك الجماعات هو الجيش وقائد ذلك الجيش بغض النظر عن إسمه وكنهه ومكان ميلاده وتاريخ حياته.
المشير خليفة حفتر بالنسبة للجماعات المؤدلجة وخاصّة جماعة الإخوان هو ليس أكثر من حصان طرواده، أما العدو الحقيقي لتلك الجماعات ومن هو على شاكلتها فهو "الجيش الوطني". وقسماً بالله لو أن قائد الجيش هو غير خليفة حفتر لبقى العداء للجيش على نفس وتيرته وبنفس شدّته وبكل قوّته، فعداء أمثال أولئك المذكورين هو ليس لأشخاص وإنّما لمؤسّسات.... وتلك أتمنّى من كل من يعارض مساعي الجيش لتحرير العاصمة وإنقاذ ليبيا من تسلّط الطغاة أن ينتبه إليها وأن يفكّر بكل جديّة بشأنها حتى ننظر كلّنا إلى الأمام ونفكّر بكل جدية وعقلانية في الكيفيّة التي بها يمكننا بناء دولتنا من أجل الإنتصار لكرامتنا وتحقيق أحلامنا وغاياتنا التي يجب بأن تكون مشابهة لأحلام غيرنا من شعوب الأرض التي خرجت من التخلّف وإنتقلت إلى الأمام. تصبحون على خير، وربّنا ينصر جيشنا الوطني حتى يحقق لنا ما نحلم به وما كنا نطمح إليه حينما قمنا بثورتنا في 17 فبراير 2011.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك