الدين هو حسن معاملة ورحمة وخلق وتهذيب قبل أن يكون سجود وركوع وجلابيب وتلابيب. الله ليس في حاجة إلى عبادتنا لكنّنا نحن نحتاج لأن نكون رحماء فيما بيننا وأن نتعاون من أجل بعضنا وأن نساعد المعوزين من أهلنا لا أن نسرق أرزاقهم ولا أن نستولي على ممتلكاتهم.
ما حدث خلال الأيّام الثلاثة الماضية من غرق شوارع وأزقّة ومساكن العاصمة بالمياه نتيجة لسقوط الأمطار يبيّن بكل جلاء بأنّ بنيتنا التحيتيّة هي هشّة ومتردّية ومتخلّفة بكل المعايير وبكل المقاييس بما فيها حتّى الأفريقيّة دعكم من العالميّة.
بكل تأكيد فإن الكثيرين من الناس في ليبيا سوف يصبّوا اللوم على نظام الطاغية القذّافي وهناك أيضاً من من قد يلوم العهد الملكي الذي سبقه، لكنّني أنا بصدق وبصراحة لا ألوم غير "أنفسنا". فنحن "الشعب" من نعاني، ونحن "الشعب" من نقاسي، ونحن "الشعب" من يتحمّل اللوم ويحمل المسئوليّة.
بكل تأكيد فإن الكثيرين من الناس في ليبيا سوف يصبّوا اللوم على نظام الطاغية القذّافي وهناك أيضاً من من قد يلوم العهد الملكي الذي سبقه، لكنّني أنا بصدق وبصراحة لا ألوم غير "أنفسنا". فنحن "الشعب" من نعاني، ونحن "الشعب" من نقاسي، ونحن "الشعب" من يتحمّل اللوم ويحمل المسئوليّة.
لقد تم تبذير ما يزيد عن 400 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الثمان الماضية... أي منذ قيام الثورة المباركة "ثورة التكبير" وحتى اليوم. تلك المليارات الأربعمائة كان بوسعها أن تغيّر كل شئ في ليبيا. إن تكلفة البنية التحيتيّة بكاملها في دولة الإمارات العربيّة لم تتجاوز 350 مليار دولار، والفرق كبير جدّاً بين دولة الإمارات كما وجدها المرحوم الشيخ زايد بن سلطان وبين ليبيا كما وجدها الشعب الليبي بعد 17 فبراير 2011. ليبيا كانت دولة بكل مرافق الحياة بها ملاعب رياضية حديثة وبها مستشفيات على مستوى عالمي كالمركز الطبّي في طرابلس ومثيله في بنغازي. ليبيا في عام 2011 كانت توجد بها 13 جامعة منها إثنتين خصوصيّتين والبقية تتبع الدولة. كانت نسبة المنخرطين في سلك التعليم في ليبيا تبلغ 92% في عام 1997؛ وإعتباراً من عام 1977 فصاعداً، فقد إرتفع نصيب الفرد من الدخل في ليبيا إلى أكثر من 11,000 دولار أمريكي(موثّق)، ليصبح خامس أعلى دخل للفرد في أفريقيا، في حين أصبح مؤشر التنمية البشرية الأعلى في أفريقيا وأكبر من المملكة العربية السعودية(موثّق)، وكان كل ذلك قد تحقّق بدون الحاجة إلى الإقتراض من المصارف الأجنبية، ممّا ترك ليبيا خالية تماماً من أية قروض إو إلتزامات ماليّة خارجيّة حتّى عام 2011. علينا أيضاً بألّا ننسى كم الخراب والسرقة للبنية التحتيّة في ليبيا منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا، والتي هي بدورها كانت قد تجاوزت 350 مليار دولار.. على الأقل من حيث تلكفة أعادتها كما كانت قبل "ثورة التكبير" المشئومة.
الذي حدث ومنذ ثورة فبراير عام 2011 أن الدولة إنتهت في ليبيا وإنتهت معها كل أنظمة الرقابة والمحاسبة والمساءلة والعقاب. الذي حدث بعد ثورة 17 فبراير 2011 أن ليبيا دخلت في فوضى لم تكن في الحسبان ولا في إعتبار من قام بالثورة من الشباب الليبي الذي عانى في عهد الطاغية القذّافي وكان يتوق إلى التحرّر والإنعتاق من أجل بناء دولة عصريّة ومتمدّنة لكن الرياح وللأسف لم تأت كما كانت تشتهي السفن، وإنتهت بلادنا لقمة صائغة في أيدي الحقراء الذين توافدوا عليها من كل حدب وصوب حتّى أضحت بلادنا وبصدق زريبة بلا بوّاب.
في وجود تلك الأجواء الفوضويّة تربّع على حكم ليبيا وتسيير شئون الحياة فيها كل سارق وكاذب ومنافق ودجّال بما في ذلك تلك الشخوص التي إنتخبها الشعب الليبي في عام 2012 وتلك التي إنتخبها في عام 2014 ويشمل ذلك أغلب أعضاء لجنة الدستور التأسيسيّة.
إن الحالة التي وصلت إليها بلادنا اليوم لا تبشّر بخير ولا تبعث على الطمأنينة حينما نتحدّث عن المستقبل، لكنّنا والوضع هكذا نشهد الآن أدنى وأحقر مستويات الحياة في بلادنا منذ عهد الإستقلال... بل ومنذ سنوات الإحتلال الإيطالي. إن الوضع الحالي في ليبيا لايوجد له وصفاً غير "الكارثي" خاصّة بعد أن رأينا الناس في الشوارع وهم يبحثون بشق الأنفس عن النجاة من تلك الغدران التي طفحت على كل شئ في حياتهم حتّى غدا الإنسان في بلادنا يرضى بالحفاظ على حياته ولو بترك كل ما يملك والتخلّي عن كل ما يمتلك.
في المقابل، فإنّنا نرى عشرات الألاف من البشر الذين كانوا في عام 2011 من المعدمين والمتسكّعين فإذا بهم اليوم يمتلكون الملايين فوق ما يملكون من عقارات وشركات وسيّارات فارهة والكثير منهم يمتلكون علاوة على ذلك حسابات ضخمة في مصارف خارج البلاد من بينها تركيا بالطبع. أكثر من 400 مليار دولار تم هدرها في أقل من 8 سنوات، وكان أغلبها قد ذهب لجيوب الجشعين والحقراء الذين لا تهمّهم إلّا أنفسهم والذين بلغ بهم الطمع مبلغاً قد يكون غير مسبوق ليس في ليبيا وحسب وإنّما ربما في العالم أيضاً.
إن الحالة التي وصلت إليها بلادنا اليوم لا تبشّر بخير ولا تبعث على الطمأنينة حينما نتحدّث عن المستقبل، لكنّنا والوضع هكذا نشهد الآن أدنى وأحقر مستويات الحياة في بلادنا منذ عهد الإستقلال... بل ومنذ سنوات الإحتلال الإيطالي. إن الوضع الحالي في ليبيا لايوجد له وصفاً غير "الكارثي" خاصّة بعد أن رأينا الناس في الشوارع وهم يبحثون بشق الأنفس عن النجاة من تلك الغدران التي طفحت على كل شئ في حياتهم حتّى غدا الإنسان في بلادنا يرضى بالحفاظ على حياته ولو بترك كل ما يملك والتخلّي عن كل ما يمتلك.
في المقابل، فإنّنا نرى عشرات الألاف من البشر الذين كانوا في عام 2011 من المعدمين والمتسكّعين فإذا بهم اليوم يمتلكون الملايين فوق ما يملكون من عقارات وشركات وسيّارات فارهة والكثير منهم يمتلكون علاوة على ذلك حسابات ضخمة في مصارف خارج البلاد من بينها تركيا بالطبع. أكثر من 400 مليار دولار تم هدرها في أقل من 8 سنوات، وكان أغلبها قد ذهب لجيوب الجشعين والحقراء الذين لا تهمّهم إلّا أنفسهم والذين بلغ بهم الطمع مبلغاً قد يكون غير مسبوق ليس في ليبيا وحسب وإنّما ربما في العالم أيضاً.
إنّنا والحالة هذه يا أيّها الإخوة والأخوات لم يبق أمامنا الآن غير الخروج عن صمتنا والصراخ في وجه المجرمين الذين إستولوا على بلادنا في وجود ضعفنا لنقول لهم وبالفم المليان... أغربوا عن أعيننا فقد كرهناكم وزهقناكم بعد أن إكتشفنا زيفكم وعرفناكم. لم يبق لنا يا أيّها الإخوة والأخوات غير أن نخرج عن صمتنا لنقولها وبكل قوّة نحن مع جيشنا الوطني في شرق البلاد بقيادة كان من كان طالما أنه ليبيّ ليسيطر على كل تراب بلادنا وليطرد كل الحقراء الذين إستولوا على كل شئ في بلادنا ونشروا المليشيات الجائرة في كل مكان لتمكينهم من البقاء في آماكنم بدون حسيب أو رقيب ومن بعدها يكون بوسعنا إعادة بناء دولتنا من جديد ولكن هذه المرّة بعد أن تعلّمنا من أخطائنا في المرّات السابقة.
أنا شخصيّاً لا أرى بأنّه من الممكن إنقاذ ليبيا من هذا الهم الذي تعاني منه غير الوقوف مع الجيش الليبي الوحيد الذي نعرفه ونؤمن بأنّه جيشاً نظاميّاً يشتمل على كل التراتبات العسكرية في أيّ جيش عصري في العالم من رؤساء أركان وأمراء سرايا وقائداً للجيش يعرفه الجميع ويحترمه ضبّاطه علاوة على إعتبار وإحترام العالم له. علينا بأن لا نستمع إلى هذيان الإخوان والمقاتلة وتجّار الدين الآخرين، فالجيش الليبي في المناطق الشرقيّة هو الجيش الوطني الوحيد الذي يمتلك كل تراتبيّات أيّ جيش محترف في العالم ولا يمكن لهكذا جيش بأن يطلق عليه "مليشيات" كما تقول قناة "النباء" وكما تقول قناة "ليبيا الأحرار" وكما تقول قناة "الجزيرة" وكما تقول قناة " الحوار"، وهي كلّها قنوات إخوانيّة تمقت الجيش وترتعب من مجرّد سماع كلمة "الجيش".
نحن أبناء وبنات الشعب الليبي من لا نعترف بالإخوان ولا بالليبية المقاتلة ولا باللواء السابع ولا بلواء الصمود ولا بتلابيب الصادق الغرياني ومن هم على شاكلته علينا بأن نقولها عالية بأننا مع الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، ولا نقول المشير خليفة حفتر لأنّنا نقدّس الأفراد وإنّما لأنّه الآن وبإعتراف دولي هو القائد العام للجيش الليبي، ومن ثم فهو قائد جيشنا الذي يحتاج إلى وقفتنا الجماعيّة معه حتى نمكّنه من الإنتشار على كل التراب الليبي ومن بعد ذلك نقف معه ليقضي على المليشيات المارقة وكل من يقف ورائها أو يدعمها بالمال الذي به وحده تحافظ على بقائها وتمارس طغيانها وجبروتها علينا رغماً عن إرادتنا وإختياراتنا.
نحن أبناء وبنات الشعب الليبي من لا نعترف بالإخوان ولا بالليبية المقاتلة ولا باللواء السابع ولا بلواء الصمود ولا بتلابيب الصادق الغرياني ومن هم على شاكلته علينا بأن نقولها عالية بأننا مع الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، ولا نقول المشير خليفة حفتر لأنّنا نقدّس الأفراد وإنّما لأنّه الآن وبإعتراف دولي هو القائد العام للجيش الليبي، ومن ثم فهو قائد جيشنا الذي يحتاج إلى وقفتنا الجماعيّة معه حتى نمكّنه من الإنتشار على كل التراب الليبي ومن بعد ذلك نقف معه ليقضي على المليشيات المارقة وكل من يقف ورائها أو يدعمها بالمال الذي به وحده تحافظ على بقائها وتمارس طغيانها وجبروتها علينا رغماً عن إرادتنا وإختياراتنا.
أنا شخصيّاً لا أؤمن بغير الديموقراطيّة الحقيقيّة التي عن طريقها يختار الشعب من يحكمه بكل حريّة وبكل إقتدار وهذا لا يمكن له من أن يتأتّى في وجود سلطة للجيش إلّا وأن يكون الجيش هو ملك الوطن وحامي الوطن وخادم الشعب فعلاً لا قولاً. الديموقراطيّة وحكم الجيش لا يلتقيان أبداً، لكنّنا في أوضاع بلادنا قد نتنازل عن بعض المثاليّات ولو إلى حين. فقبل الديموقراطيّة نحن نحتاج إلى بناء دولة ونحتاج إلى إحترام الإنسان في بلادنا وإحترام الإنسان في بلادنا لا يمكن له من أن يتحقّق إن كان من يحكم هذا الشعب يسرق مقدّراته ويستحوذ على خيرات بلاده ويتلذّذ بقهره وتذليله.
الديموقراطيّة ليست تمثالاً تذكاريّاً أو تحفة فنّية وإنما هي وسيلة حكم لم يقدر عليها ولمن يمتلك مقوّماتها. نحن الآن نصارع من أجل الحفاظ على بلادنا متماسكة ومتكاملة بعد أن خرج علينا من يريد تقسيمها ومن يرغب في قضم أطرافها وربما من يريدها أن تنتهي لآنّه في قرارة نفسه لا يؤمن بشئ إسمه "الدولة".
في ظروفنا الراهنة ليس لنا من خيار إلّا أن نحافظ على دولتنا وأن نصونها وأن ننتصر للشعب الليبي الذي أهين وتم إذلاله وتحقيره منذ أن إستولى الطغاة على ثورته وحوّلوها من ثورة في طريق البناء والتشييد والعصرنة والحداثة إلى وكر للسرقة والعبث والفساد والتدمير. في ظروف مثل التي نعاني منها الآن علينا بأن نطلب من جيشنا بأن يقوم بواجبه الوطني لطرد كل المجرمين من بلادنا وإيقاف العابثين بثرواتنا عن عبثهم ثم بعد ذلك محاكمتهم على كل ما إقترفوه في حق هذا الشعب الذي تم إذلاله وتحقيره بشكل لم يحدث مثله حتى أيّام الإحتلال الإيطالي.
أنا أطالب كل الليبيّين والليبيّات بالوقوف وراء جيشهم من أجل سلامتهم والحفاظ على بلادهم، لكنّني في نفس الوقت أدعو قادة جيشنا بأن يقوموا بواجبهم الوطني دون التفكير في الإستيلاء على السلطة أو فرض أنفسهم على الشعب، وإنّما أن يحترم الجيش مهنيّته ويكتفي بحماية ليبيا وتأمين أهلها. أتمنّى من قيادة الجيش في شخص المشير خليفة حفتر بأن تخرج على الشعب لتقولها له وبكل صراحة ووضوح وآمانة بأن وظيفة الجيش هي حماية الدولة وليس حكمها. كما أتمنّى من المشير خليفة حفتر بأن يرى ليبيا كوطن وبيت لأهلها لا يحق لأي كان ومهما كان أن يتحكّم في شئونها بدون إذن أهلها عن طريق صناديق الإقتراع الحرّة، وأن يعلنها للشعب الليبي اليوم وقبل غد على أنّه لا يطمح في الحكم ولا يسعى إليه وأن مهمّته تقتصر على تحرير ليبيا من مغتصبيها والعابثين فيها ومن بعدها يترك الشعب ليختار من يشاء لحكمه. ولو رغب المشير في الحكم فهو من حقّه كمواطن ليبي ولكن بعد أن يخلع بزّته العسكريّة ويرشّح نفسه مثل غيره من الراغبين في حكم ليبيا وأن يترك الخيار للشعب بدون ضغوط وبدون شروط وبدون الحاجة لمبايعة أو ولاءات. أتمنّى من المشير خليفة حفتر وقادة الجيش الذين هم معه بأن يتواصلوا مع كل المناطق في ليبيا بهدف توحيد الجيش الليبي وإعطاء كل ذي حق حقّه بخصوص المراتب والترقيات والمواقع القياديّة في الجيش على أسس المقدرة والكفاءة والمهنيّة. أتمنّى من كل قلبي بأن يقوم الجيش بواجبه الوطني وعلى وجه السرعة فقد تجاوز السيل الزبى ولم يعد لدينا وقتاً للإنتظار أكثر ممّا إنتظرنا.
أقولها لكم وبكل صدق وإخلاص بأن هذا هو الطريق الوحيد المتبقّي أمامنا لإنقاذ ما يمكننا إنقاذه في بلادنا حتى ربما نتمكّن بعد ذلك من إعادة بناء دولتنا وإعادة الكرامة والآمان لأهلنا. وفقّكم الله وأبعد عنكم كل مكروه وخفّف عن المتعذّبين منكم الآن ومن مازال يكابد الحياة بهدف إيصال أطرافها ببعضها عساه أن ينقذ مريضاً له أو يجد قوتاً يسد به رمق أطفاله، أو ربّما يبحث عن أي شئ يخفّف به فساد محتويات بيته من جرّاء الفيضانات وما جلبته معها من أوساخ وقاذورات.
أقولها لكم وبكل صدق وإخلاص بأن هذا هو الطريق الوحيد المتبقّي أمامنا لإنقاذ ما يمكننا إنقاذه في بلادنا حتى ربما نتمكّن بعد ذلك من إعادة بناء دولتنا وإعادة الكرامة والآمان لأهلنا. وفقّكم الله وأبعد عنكم كل مكروه وخفّف عن المتعذّبين منكم الآن ومن مازال يكابد الحياة بهدف إيصال أطرافها ببعضها عساه أن ينقذ مريضاً له أو يجد قوتاً يسد به رمق أطفاله، أو ربّما يبحث عن أي شئ يخفّف به فساد محتويات بيته من جرّاء الفيضانات وما جلبته معها من أوساخ وقاذورات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك