2018/07/22

الذكرى ال66 لثورة يوليو التحرّريّة

 
تطل علينا يوم الغد الذكرى ال66 لثورة مصر التي قادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وشاركه فيها الكثير من زملائه في الجيش .
كانت مصر تحت حكم الملك فاروق الذي كان يحكم بوصاية إنجليزيّة وكانت مصر في عهده تنتشر فيها الواسطة والحمسوبيّة وسيطرة الإقطاعيّون على إقتصاد الشعب المصري مما ترك الغالبية العظمى من الشعب المصري تعاني من الفقر والحاجة وفقدان الخدمات.
كانت الهزيمة في حرب فلسطين عام 1948 هي الحافز على تشكيل تنظيم الضبّاط الوحدويّون الأحرار في مصر بقيادة العقيد حينها جمال عبد الناصر، ونظراً لرتبة عبد الناصر الصغيرة كلّف اللواء أركان حرب محمّد نجيب برئاسة مجلس قيادة الثورة وأصدر الأمر للملك فاروق بأن يتنازل عن العرش لولي عهده أحمد فؤاد الذي بقي ملكاً فخريّاً حتى إلغاء الملكيّة في مصر وإعلان الجمهورية في يوم 18 يونيو 1953. تولّى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رئاسة الجمهوريّة في عام 1954 وبقي رئيساً لمصر حتى وفاته في عام 1970.
شهدت مصر في عهد النظام الجمهوري الكثير من التغييرات والإنجازات لصالح الشعب المصري منها بكل تأكيد فرض جلاء القوّات البريطانية من مصر، ومشروع السد العالي وكذلك تأميم قناة السويس. كما شهدت مصر في عهد عبد الناصر إنفتاحاً كبيراً على العالم المحيط وأصبح إسم مصر بارزاً في أغلب المحافل الدوليّة لعل أهمّها حركة عدم الإنحياز. كما قادت مصر حركة قوميّة عربيّة ما لبثت أن شملت كل بلاد العالم العربي، وكان جمال عبد الناصر زعيم كل العرب من خلال خطبه الحماسيّة ودعواته المستمرّة للعرب بأن يكون لهم كياناً وأن تكون لهم إرادة وإحترام من بقية دول العالم.
حققت مصر في عهد الزعيم عبد الناصر الكثير من الإنجازات العلميّة والثقافيّة والصناعيّة كذلك، ولعلنا نتذكّر تلك النهضة الفنيّة في مصر من مسارح وسينما ومنابر إعلاميّة. كما أننا نتذكّر تلك الإيقونات الفنّية التي لم يتكرر مثلها في تاريخ مصر من أمثال محمد عبد الوهّاب، أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، نجاة الصغيرة، شادية. كما نتذكّر نجوم السينما من أمثال فاتن حمامة، فريد شوقي، عمر الشريف، محمود ياسين، محمود المليجي، توفيق الذقن، وغيرهم الكثير.
كانت مصر في عهد الزعيم جمال عبد الناصر دولة علمانية مستقبلية تؤمن بالعلم والمعرفة ومن ثمّ تمكّن الفكر الناصري من كبت أصوات تجّار الدين والمتشدّدين بإسم الإسلام من أمثال الحركة الوهابية، وتنظيم الإخوان المسلمون، وكذلك بقية الجماعات الدينيّة التي كانت تحارب التقدّم وتصر على التمسّك بالماضي معتبرة كل نظرة مستقبلية بأنّها من البدع التي يتوجّب محاربتها ومنعها بأية وسيلة ممكنة.
تلك العقلية المتفتحة في مصر مكّنت مصر من دخول العصر رغم إماكنيات مصر المتواضعة. إستطاعت مصر إقامة مصانع الحديد والصلب بأيدي مصريّة مما أتاح لمصر صنع الكثير من السلاح فوق التراب المصري وبأيدي مصرية، وكذلك مصانع السيّارت المعروفة ب"نصر" وقطارت السكك الحديدية والسفن. إنتعش قطاع الزراعة والسياحة وكذلك عدد الجامعات المصرية التي كانت تخرّج أعداداً كبيرة من الآساتذة والمهنيين الذين كانت تصدّرهم مصر للبلاد العربية كي يساعدوا في بناء نهضة وكيان العرب.
كان للعرب كرامة وكانت لهم مكانة بين دول العالم، وبرغم هزيمة يونيو 1967 إلّا أن الكرامة العربية لم تدنّس كما هو حالنا الآن، ولم يسخر العالم المحيط بالعرب كما يفعل الآن.
هناك بكل تأكيد الكثير من المآخذ على عهد جمال عبد الناصر مثل غياب الديموقراطية وبقاء عبد الناصر الحاكم الوحيد لمصر حتى وفاته، لكن أهم ميزات عهد عبد الناصر أنّه لم يتمكّن جبابرة الدين وطغاته حينها من الخروج من مغاراتهم خوفاً وإرتعاباً من عبد الناصر من ناحية وإفتقادهم حينها لأية حواضن شعبية لأفكارهم المتخلّفة حينما كانت الشعوب العربية تتناغم مع الخطاب الوطني والمد التحرّري، فلم نرى في عهد عبد الناصر تنظيم القاعدة أو داعش أو بقيّة التنظيمات الإرهابية التي أبتلي بها العالم العربي والإسلامي منذ بداية 1970 وحتى يومنا هذا.
تهنئة قلبيّة لمصر بذكرى ثورتها الوطنيّة، وتحية لكل من يؤمن بالفكر الوطني التحرري وينبذ سيطرة تجّار الدين على آماكن صنع القرار في العالم العربي والإسلامي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك