2018/04/11

الــعــلــــمــانــــــيّــة

 الحياة خلقها الله لكي تنمو وتتطوّر وتسير إلى الأمام، وطلب منّا نحن البشر بأن نعمل بكل ما أوتينا لنواكب العصر ونسير في ركابه بدل معاداة التطوّر والخوف من التغيير والإرتعاب من التمدّن والتحضّر.

العلمانيّة تعني بالمعنى الحرفي "الزمننة" أو الإهتمام بشئون الحياة المعاصرة، وهي مفهوم إجتماعي يعتمد على الدعوة إلى الإهتمام بالشؤون الدنيويّة(الواقعيّة) بدلاً من التركيز على الأمور الآخروية ( ما بعد الحياة).
والعلمانيّة بمفهومها البسيط تعني التعامل مع الحياة وفق معطياتها الملموسة والمدروكة وليس وفق التصوّر والتكهّن والتنظير. فالعلمانيّة تفتح الطريق أمام ملكات التفكير والتدبّر والحسابات، وتشجّع على إختبار المفروض والمنصوص عليه بهدف التبيّن والتأكّد والتيقّن حتى تكون النتائج أكثر واقعيّة وأكثر عمليّة بما يقلّل نسبة الخطأ ويرفع معدّل الصواب.

العلمانيّة تتمحور حول مبدأ الحريّة... حرية التفكير، حريّة التنظير، حريّة التيقّن، وحريّة الإختيار؛ ومن هنا فلا يمكن إطلاقاً الإعتقاد أو حتّى التخمين بأنّ العلمانيّة هي ضد الدين أو التديّن. العلمانية لا علاقة لها بالكفر أو الإيمان، فتلك هي من ضمن نطاقات الحريّة التي تتمحور حولها العلمانيّة. العلمانية لا تعني الكفر أو التكفير، ولا تعني محاربة الدين؛ لكنّها بكل تأكيد ضد التعصّب لفكر معيّن، وضد فرض ذلك الفكر على الآخرين. العلمانية هي ضد المغالاة في الإعتقاد وفرضه على الآخرين، وهي ضد العقليات التي ترى بأن الدين هو الحياة والحياة هي الدين، ولا يمكن لأية حياة أن تستمر بدون دين.

وحيث أن العلمانيّة هي مدرسة حياة فهي لا محالة تدخل في خانة مدارس الحياة الأخرى مثل الديموقراطيّة ومثل البراغماتيّة ومثل الرأسماليّة ومثل الليبراليّة(التحرّر)، فقد وجدت العلمانية مع وجود الإنسان على هذه الأرض. لقد كان آدم عليه السلام علمانيّاً، والدليل هو تناوله لحبوب شجرة الزكّوم التي يظن بأنّها من المخدّرات، وكان ذلك من باب "ممارسة الحياة" من خلال معطياتها الملموسة وتلك هي من تعريفات العلمانيّة. 

في عهود الإسلام الأولى وجد من بين المسلمين من كان علمانيّاً وأعني بهم هنا جماعة المعتزلة الذين كانوا يتخذون مناهج عقليّة في قراءة النصوص وتأويلها مستمدّين أصولهم المنطقيّة من الحضارة الإغريقيّة عن طريق الترجمة والتعامل المباشر.

لم يكن المعتزلة هم وحدهم من كان يطالب بالتجديد وعدم الإلتزام الحرفي بالنصّ، بل سار الأشاعرة – ومن بينهم زعيم الفلسفة في أوانه السيّد أبو حامد الغزالي - من بعدهم على هداهم في القرن الرابع للهجرة وحافظت الدولة الإسلاميّة حينها على ذلك النهج العلماني بعد دحر من وقف ضد العلمانيّة من أمثال أحمد بن حنبل في القرن الثالث الهجري ومن بعده الخليفة القائم بأمر الله الذي أرغم على تبنّي منهج القادريّة المتشدّد والذي حاول الحد من علمانية التفكير لدى الكثير من المجدّدين الإسلاميين وقتها، لكن محاولات الخليفة حينها لم تجد الكثير من المؤيّدين ممّا دفع الأغلبيّة الإسلاميّة التي تؤمن بالحداثة(العلمانيّة) وقتها لمقاومة نهج الخليفة القائم بأمر الله الداعم للقادريّة المتشدّدة ممّا قويّ من شوكة الآشاعرة فتجاوب الخلفاء الإسلاميّون الذين آتوا من بعده معهم وتمكّنوا من فرض النهج العلماني إلى أن  تمكّن السلفيّون من الظهور من جديد مستغلّين ضعف الدولة الإسلاميّة بعد سقوط بغداد عاصمة الدولة العباسية على أيدي التتار في عام 656 من الهجرة ممّا شجّع تقي الدين أحمد إبن تيميّة على إحياء الفكر السلفي لمواجهة العلمانية التي كانت سائدة وقتها ووجد الكثير من المتحمّسين لطريقة تفكيره ومن بينهم بعض المفكّرين الحكريّين من أمثال الذهبي والمزّي وإبن قيّم الجوزية فوقفوا معه وناصروه على المتفتّحين الإسلاميين(العصريين)، وكان ذلك في القرن السابع الهجري.

أمّا في أوروبّا، فإن العلمانية ربّما أعتبرت أحدث عهداً منها عند المسلمين، حيث ظهرت العلمانيّة بشكل واضح أثناء الثورة الثقافيّة الأوروبيّة على الكنيسة في القرن الخامس عشر الميلادي وما تلاه من ظهور فكر متجافى مع الكنيسة ومختلف عن طريقة تفكير رجال الدين الذين كانوا يهتمّون بشئون إلهيّة أكثر من إهتمامهم بشئون حياتيّة تهم الإنسان وتسعى لإسعاده وتوفير متطلّبات الحياة المتنوّعة من أكل وشرب وملبس وترفيه وراحة بدل التركيز على جوانب تعبّديّة صرفة تلهي الإنسان عن البحث والتحليل والإبتكار والتعرّف على مكوّنات الحياة التي تحيط مباشرة بالناس وتلامس حاجاتهم وإحتياجاتهم. 

هناك من البحاثة من يشير إلى كون الفيلسوف الأندلسي إبن رشد أنّه ربّما كان أوّل من أشار إلى فصل الدين عن الدولة وترجيح حرية العقل على محدودات الشريعة، معلنًا بذلك أسس علمانية؛ وكانت تلك ربّما تعتبر نافذة أوروبا على التفكير العلماني وبدايات هذا الفكر التي ربّما ظهرت بأكثر جلاء في القرن الثالث عشر الميلادي حين دعا مارسيل البدواني في مؤلفه «المدافع عن السلام» إلى الفصل بين السلطتين الزمنية والروحية وإستقلال الملك عن الكنيسة في وقت كان الصراع الديني-الدنيوي بين بابوات روما وبابوات أفنيغون في جنوب فرنسا على أشدّه. 
بعد ذلك بحوالي قرنين من الزمان، أي خلال بدايات الثورات الأوروبية على الكنيسة في القرن الخامس عشر، كتب الفيلسوف وعالم اللاهوت "غيوم الأوكامي" حول أهمية أوروبّا في عصر النهضة التي كانت بداياتها تتشكّل: "فصل الزمني عن الروحي، فكما يترتب على السلطة الدينية وعلى السلطة المدنية أن يتقيّدا بالمضمار الخاص بكل منهما، فإن الإيمان والعقل ليس لهما أي شيء مشترك وعليهما أن يحترما إستقلالهما الداخلي بشكل متبادل". غير أن العلمانية لم تنشأ كمذهب فكري وبشكل مضطرد إلا في القرن السابع عشر الميلادي؛ ولعلّ الفيلسوف اليهودي الملحد "إسبينوزا" كان أول من أشار إليها إذ قال "إن الدين يحوّل قوانين الدولة إلى مجرد قوانين تأديبية"، وأضاف: " إن الدولة ما هي إلّا كيان متطور وتحتاج دومًا للتطوير والتحديث على عكس شريعة ثابتة موحاة". ومن هنا نلاحظ أن إسبينوزا كان يرفض إعتماد الشرائع الدينية مطلقًا مؤكدًا: "إن قوانين العدل الطبيعية والإخاء والحرية هي وحدها مصدر التشريع". 
والمعروف عن إسبينوزا أنّه عاش في هولندا وكانت من أكثر دول العالم حرية وإنفتاحًا آنذاك ومنذ إستقلالها عن إسبانيا، حيث طوّر الهولنديون قيمًا جديدة، وحوّلوا اليهود ومختلف الأقليات إلى مواطنين بحقوق كاملة، وساهم جو الحريّة الذي ساد إلى بناء إمبراطورية تجارية مزدهرة ونشوء نظام تعليمي متطور. فنجاح الفكرة العلمانية في هولندا - وإن لم تكتسب هذا الاسم، حسب رأي عدد من الباحثين ومن بينهم كارن أرمسترونغ - هو ما دفع إلى تطور الفكرة العلمانية وتبيّنها كإحدى صفات العالم الحديث. 

أمّا الفيلسوف الإنجليزي جون لوك (1632- 1704) فقد كان ربّما من أوائل الفلاسفة الذين تحدّثوا عن العلمانيّة بإيفاض، حيث كتب: "من أجل الوصول إلى دين صحيح، ينبغي على الدولة أن تتسامح مع جميع أشكال الإعتقاد دينيّاً أو فكريّاً أو إجتماعيّاً، ويجب أن تنشغل بشئون الإدارة وكيفيّة حكم المجتمع لا أن تنهك نفسها في فرض هذا الإعتقاد أو منع ذلك التصرّف". وواصل جون لوك قائلاً: "من هنا يجب بأن تكون الدولة منفصلة عن الكنيسة، وألّا يتدخّل أي منهما في شئون الآخر. بهكذا يكون العصر هو عصر إستعمال العقل والإعتماد على ملكة التفكير، وبالتالي يصبح البشر أحراراً ومن ثمّ يكونون قادرين على إدراك الثوابت الحياتيّة والبحث فيها من منظور عقلاني وبحثي وتأمّلي". 

أمّا الكاتب الإنجليزي جورج هولييوك فقد كان ربّما أوّل من تكلّم عن العلمانيّة بكل وضوح في عام 1851 مع أنّه لم يقم بصياغة عقائد معينة على العقائد التي كانت سائدة ومنذ عصر التنوير في أوربا؛ بل إنّه إكتفى فقط بتوصيف ما كان الفلاسفة قد صاغوه سابقًا وتخيّله هولييوك على هيئة نظام إجتماعي منفصل عن الدين غير أنه لا يقف ضده إذ صرح: "لا يمكن أن تفهم العلمانية على أنها ضد المسيحيّة لكنّها فقط تكون مستقلّة عنها، ولا تقوم بفرض مبادئها وقيودها على من لا يرغب في الإلتزام بها". ويضيف جورج هولييوك قائلاً: "المعرفة العلمانية تهتم بهذه الحياة، وتسعى للتطوّر والرفاه في هذه الحياة، وتختبر نتائجها في هذه الحياة، وليس في الحياة الأخرى".

أمّا رائد الحريّة السوري المعروف عبد الرحمن الكواكبي فقد ذكر في كتابه "طبائع الإستبداد" الذي ألّفه في عام 1899: "فناء دولة الإستبداد الدينيّة لا يصيب المستبدّين وحدهم، بل يشمل الدمار الأرضي والناس والديار لأنّ دولة الإستبداد الدينيّة في مراحلها الأخيرة تضرب ضرب عشوائي كثور هائج أو مثل فيل ثائر في مصنع فخار، وتحطّم نفسها وأهلها وبلدها قبل أن تستسلم للزوال".... وكأنّي به في ذلك يصف داعش... دولة الخلافة الإسلاميّة المنشودة. 

وفي العصر الذي نعيشه الآن، قال مؤسّس الهند الحديثة جواهر لال نهرو: "نتكلّم عن علمانيّة الهند... البعض يظن بأنّ ذلك معارض للدين وهذا خطأ واضح. ما تعنيه حقيقة تلك العلمانيّة هو بأن الدولة تقدّر العقيدة للجميع بالتساوي وتمنحهم فرصاً متساوية في كل شئ، ولدى الهند تاريخأ عريقاً من التعايش الديني. في بلد كالهند، حيث يوجد العديد من العقائد الدينيّة لا يمكن أن تبنى الوطنيّة على أسس غير العلمانيّة".

أمّا أستاذة الفلسفة في جامعة ليل-3 في فرنسا الدكتورة كاترين كنسلر فتقول في كتابها (ما العلمانيّة): "إن العلمانية تنتمي إلى مجال الحقوق وهي قانون يشرّع العلاقة بين الدين والسياسة، بمعنى أن لا تدخّل للدولة في أمور الدين، وتحل الإشكالية التي تقول: كيف نضمن حرية الفكر للأشخاص من دون أن ندمّر الرابط السياسي؟". أما عن النظام اللاهوتي – السياسي، فتجيب بالنفي: «هذا من المستحيل لأنه يجب على المواطنين أن يشتركوا في الاعتقادات ليتفقوا على التعايش، ويكفي أنّهم يعتقدون بعقيدة ما مهما كانت».
وتضيف الأستاذة كاترين كنسلر: "إن العلمانية تضمن حرية الفكر لكل فرد، بغض النظر عن إنتمائه الديني؛ وبما أنّها تفصل بين السياسة والدين، فهي تحرّر الأشخاص من طائفتهم وإعتقاداتها". 

أمّا الأديب المصري المرحوم فرج فودة فقد قال: "إنّ إنكار العلمانيّة هو جهل بالحضارة الحديثة، وإطلاق صفة الكفر على العلمانيّة هو جهل بالعلمانيّة نفسها. أمّا الدعوة للدولة الدينيّة فهو جهل بحقوق الإنسان، والمناداة بالخلافة الإسلاميّة هو جهل بالتاريخ".

أمّا في مجتمعاتنا الإسلامية التي نعيش بينها الآن بصفة عامّة، فإنّ شيوخ الدين عندنا ينظرون إلى العلمانية على أنها جزء من التيار الإلحادي بمفهومه العام، فقد جاء في الموسوعة العربية العالمية: (( ويمكن إعتبار ظاهرة "العلمانية" جزءًا من التيّار الإلحادي بمفهومه العام. فعلى الرغم من إرتباط العلمانية بفصل الدين عن الدولة أو السياسة في الاستعمال الشائع، فإن لتلك الظاهرة دلالتها الأخرى المتصلة بذلك الفصل والتي لاتقل أهمية في الاستعمال الغربي المعاصرفهي تدل لدى كثير من المفكرين ومؤرخي الفكر على نزع القداسة عن العالم بتحويل الإهتمام من الدين بما يتضمّنه من إيمان بإله وبروح وبعالم أخروي أو مغاير خفي إلى إنشغال بهذا العالم المرئي أو المحسوس وغير المقدس". وتضيف نفس الموسوعة: "ويمكن إعتبار العلمانية بمفهومها الشائع - أي فصل الدين عن الدولة - مرحلة مبكرة في هذا التوجّه العام نحو ربط الحياة الإنسانية بعالم الحس، لأنها تمنح الأولوية لذلك العالم في التشريع لحياة الإنسان وسياستها".
 الكثير من شيوخ الدين يصرّون على نعت العلمانيّة بالكفر مع أن أغلبهم لم يقرأ عنها ولم يتعرّف على كنهها وما هيّتها. يتصدّر قائمة الإسلاميين الذين يرتعبون من العلمانيّة ويعتبروها كفراً بالدين وإنكاراً لوجود الله السلفيّون وكل من تفرّع عنهم من أمثال الوهابيّون، الإخوان المسلمون، تنظيم القاعدة، أتباع الدولة الإسلاميّة(داعش)، والتنظيمات المتشدّدة الأخرى مثل أنصار الشريعة وجبهة النصرة وبوكو حرام ومن هم على شاكلتهم.  
وأقول لك أولئك إنّ العلمانيّة ليست أيديولوجيا أو عقيدة بقدر ما هي طريقة للحكم، ترفض وضع الدين أو سواه كمرجع رئيسي للحياة السياسية والقانونية وتتجه إلى الإهتمام بالأمور الحياتية للبشر بدلاً من التركيز على الأمور الأخروية... أي الإهتمام بالأمور المادية الملموسة بدلاً من تضييع الوقت في التفكير في الأشياء الغيبية المتخيّلة والتي لا يمكن إخضاعها للتجربة والخطأ، ومن ثمّ من الصعب البرهنة على وجودها.
وفي القرآن الكريم نجد العلمانيّة في عمق المعاني ومقاصد الذكر في الكثير من الآيات والتي منها: {{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)}}. أنظر: لكم دينكم ولي دين... أليست تلك بعلمانيّة واضحة؟. 
كذلك قال الله تعالى في كتابه العزيز: {{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}}.. إنّك لاتهدي من أحببت... دعهم في إختياراتهم طالما أنّهم يعرفون العاقبة. ويقول الله تعالى: {{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ}}.... فمن شاء فليؤمن ومن شائ فليكفر.

وختاماً... أترككم مع هذا التعريف الساخر الذي لا يخلو من الواقعيّة: الدولة العلمانيّة هي تلك الدولة التي نستميت في الحصول على تأشيرتها، ونسعى للعمل تحت أنظمتها، وحينما نمرض نذهب للعلاج في مستشفياتها. الدولة العلمانيّة هي التي نضطهد في بلداننا فنلتجئ إليها، نشعر بالظلم فنتظاهر على أبواب سفاراتها، نمنع من التعبّد في بلداننا الإسلاميّة فتسمح لنا بالتعبّد على ترابها... وبعد كل ذلك ندعو الله في صلواتنا بأن يدمّرها ويقضي على الكفرة من أهلها.
إنّها معداة للتفكير والتدبّر وإستعمال ملكة العقل حتى نرى طريقنا في هذه الحياة ونستطيع تحديد معالمه ومن ثمّ قد نشرع في رحلة البناء على أسس جديدة ومفاهيم أكثر عقلانيّة يرسم أبعادها العقل وتبرهن على فعاليّتها وحتميّتها متطلّبات الحياة بتشعّباتها العصريّة التي لم يسبق أن شهد الزمان مثيلاً لها... وسوف يكون الغد أكثر إنفتاحاً وأكثر عطاء وأكثر إبداعاً لمن يخاف من المستقبل أو يرتعب منه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك