2017/10/08

هل يوجد خلف الرواق توافق وإتفاق؟

 
إنتصار الجيش في صبراته أخيراً يعتبر بشرى سعيدة لكل ليبي وليبيّة يحبّون ليبيا ولكل وطني ووطنيّة يحلمون بغد أفضل. أنا فرحت جدّاً بما قام به الجيش الليبي من أعمال بطوليّة وتضحيات كبيرة من أجل تنظيف ليبيا من سماسرة السلاح وممتهنة القتل والدمار والسرقة والإغتصاب.
وبينما أنا أتابع ما يجري في صبراته عن كثب طيلة الآسابيع الماضية ومنذ أن بدأ الصراع بين القوى الوطنيّة وتلك الفاسدة والإنتهازيّة.. وبينما كنت أتابع ذلك بالكثير من الإهتمام كان السؤال الذي يكرّر نفسه في عقلي: ومن هي تلك الجهة التي تقود الجيش في حربه هذه على الإرهاب في غرب البلاد؟.
كنت أظن بأن قيادة الجيش في المناطق الشرقيّة ربّما كانت هي من تقود القوّات في صبراته، وكنت أظن بأنّ العميد إدريس مادي قائد الجيش الليبي في المناطق الغربيّة هو من يقود القوّات التي تحارب في صبراته، وكنت أظن بأن المجلس الرئاسي هو من يقود تلك القوّات.... وأقولها بصدق، لم تكن تشغلني كثيراً تلك المشكلة - مشكلة القيادة - طالما أنّه "الجيش الليبي" وطالما أنّه بقيادة ليبيّة، وطالما أنّه يحارب الإرهاب ويسعى إلى إنهاء المليشيات العابثة فأنا لا أحفل كثيراً بالأشخاص ولا تهمّني أية فئة من الجيش الليبي تتبعها "غرفة محاربة تنظيم الدولة بصبراته" طالما أن هذه الغرفة خرجت لتحارب الإرهاب وتخلّص قطعة غالية من بلادنا من أفعاله المدمّرة والمهلكة. 
لقد تبيّن لي أخيراً بأن تلك الغرفة تتبع المجلس الرئاسي وبأن المجلس الرئاسي كان أخيراً قد خرج من تذبذبه وقرّر مباركة إنتصارات تلك الغرفة بعد أن كان نفس المجلس قد طلب الوقف الفوري لإطلاق النار بين الطرفين منذ أسبوع بينما كانت المواجهة على أشدّها وكانت كفّة الحرب تميل وبقوّة لصالح الجيش. المهم في الأمر بالنسبة لي أن المجلس الرئاسي تشجّع أخيراً وأعلن وقوفه الصريح مع غرفة محاربة داعش في صبراته بل إنّه أعلن تبعية هذه الغرفة له وتأكّد ذلك من خلال تصريحات القائد الميداني لتلك الغرفة العقيد عمر عبد الجليل، وهذا قد يوضّح الإشكال... إشكال الإنتماء والتبعيّة !.
وممّا زاد من سعادتي هذا اليوم أنّني علمت أيضاً بأن العميد محمّد صميدة قائد غرفة محاربة داعش في العجيلات كان هو بدوره قد أعلن إنتصار الجيش على المليشيات المسلّحة وأن العجيلات الآن كلّها تخضع لقيادة الجيش الليبي.
كل هذه الأخبار تعتبر مسرّة ومفرحة وقد تقرّب من يوم إنتصار الجيش في بلادنا ودحر المليشيات المارقة بما يبشّر بقرب تحرير ليبيا من تلك المليشيات ومن يقف ورائها حتى نستطيع بعدها أن نحلم بقيام دولة عصريّة يتم فيها التناوب على السلطة من خلال صناديق الإقتراع وفي وجود حماية كاملة من الجيش والشرطة.
في هذا السياق أود أن أدعو كل قيادات الجيش الليبي في كل مناطق ليبيا لأن يتواصلوا مع بعض وأن يتفقوا فيما بينهم على تشكيل قيادة موحّدة لكل الجيش الليبي، قد تكون قيادة مشتركة أو قيادة تراكبيّة وفق قوانين ونظم الجيش في أي مكان في العالم. أنا لا أعتقد بأن ذلك مستحيلاً أو حتى صعباً طالما تواجدت الإرادة وتواجد حب الوطن في قلوب قادة وضبّاط الجيش الليبي.... فهل يفاجئوننا بالخبر السعيد؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك