2017/10/16

ينتزعها من الإخوان ليدخلها إلى برّ الآمان

 من يحلم بالغد فعليه أن يبحث عنه في خلايا مخّه، فالعقل هو من يصنع المستقبل والتفكير هو من يستعد له، والإرادة هي من يجعله حقيقة ماثلة وطموح يتحقّق.
أمضيت صباح الأمس ساعتين متكاملتين وأنا أتفرّج على الحفل التكريمي الكبير لخريجي "رواد تكنولوجيا المستقبل" بقاعة المنارة بمركز المؤتمرات الدولي على واحدة من القنوات المصريّة، وأقولها بصدق لقد أعجبت بشكل فاق تصوّراتي لمخارج ومفرزات هذه المبادرة الذكية والمستقبليّة والتي خرجت إلى الوجود في آواخرعام 1915 كواحدة من بنات تفكير وإصرار الرئيس المصري المبدع بحق السيّد عبد الفتّاح السيسي بارك الله فيه وفي عقليّته المتفتّحة وطريقة تفكيره المستقبليّة.
وإحتوت البرامج التدريبية للمبادرة على نحو 39 برنامجا تدريبيا تتواصل غالبيّتها لفترة 6 أشهر بما يتناسب وتوقيتات المنضمّين إليها، وهي مجانيّة بالكامل تنفق عليها وزارة الإتصالات المصريّة. فبالإضافة إلى مجالات البرامج التدريبية تضم هذه المبادرة دورات في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وتطوير البرمجيات والأنظمة المدمجة، وكذلك إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية وأمن المعلومات، كما إحتوت الحوصلة على برامج تدريبية في مجالات التخطيط الاستراتيجي وريادة الأعمال.
وإستفاد من برامج هذه المبادرة طلبة الجامعات (في السنة الثالثة والرابعة) والخريجين منذ عام 2006 سواء العاملين بالقطاع العام أو الباحثين عن فرص عمل أو من أعضاء هيئة التدريس من كليات الحاسبات والمعلومات والهندسة في تخصصات الاتصالات والحاسب الآلي، كما أتيحت برامج المنحة لكل المتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أو الإلكترونيات في مختلف القطاعات وفي مختلف المؤسسات الربحية وغير الربحية ولم تقتصر على العاملين بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وشملت كذلك الكثير من المعاقين الذين أبدعوا بشكل ملفت للنظر وملفت للإهتمام في نفس الوقت.
وكان من بين ما قاله الرئيس المصري في كلمته الختامية المقتضبة:
  • مصر أمانة في أعناقنا، فعلينا حمل هذه الأمانة بكل شرف ووفاء.
  • مصر غنيّة بالنابهين من أبنائها وبناتها، ومشكلتنا أنّنا لا نعرف دائماً طرق الوصول إليهم والإستفادة من نبوغهم. لا بدّ أنّنا نوجد طريقة للتعرّف عليهم في آماكنهم بهدف الدفع بهم إلى الأمام... أمامنا نحن أنفسنا ليقودوا البلاد ويدفعوا بها إلى الأمام.
  • علينا إيجاد فرصة للتقدّم إلى الأمام، وثقتنا كبيرة بأن هذه الفرصة تكمن في الإرادة. على وسائل الإعلام إلقاء الضوء على نماذج الشباب المبدعة. رجائي من وسائل الإعلام المصريّة كلّها البحث عن المتميّزين وتعريفنا عليهم بغرض الدفع بهم إلى الواجهة.
  •  الإعاقة لا تعني التوقّف عن العطاء، لكنّها تعني البحث عن طريق خارج المعتاد للعبور من خلاله نحو المستقبل.
  • قال السيسي مباشرة للبروفيسّور طلال العائد من "وادي السيليكون" في أمريكا حيث أمضى 10 سنوات من عمره وهو يحاضر هناك، والذي قرّر العودة إلى مصر وشرع في تأسيس "مركز التميّز" في مصر(إعادة توطين العقول المهاجرة)... قال له السيسي مباشرة: أنا مستعد لتمويل هذا المشروع مهما كلّف من ثمن. 

بعد إنتهاء هذا الحفل الملئ بالإبداعات الشبابيّة المستقبليّة عبرت بخيالي مقارنة سريعة بين حكم الرئيس عبد الفتّاح السيسي(علماني) وبين حكم الرئيس محمّد مرسي(إخواني) فكان الإختلاف جوهريّاً. الرئيس السيسي في أقل من سنة من تولّيه الحكم حقق المشاريع التالية:
  1. قناة السويس الثانية.
  2. المؤتمر الإقتصادي في مصر.
  3. مشروع العاصمة الإداريّة.
  4. قاعة المؤتمرات الدوليّة.
  5. مشروع روّاد التكنولوجيا والمعلومات.
فماذا حقّق الرئيس محمّد مرسي الإخواني لمصر في فترة السنة التي حكم فيها مصر؟.

وإخيراً ود أن ألفت الإنتباه إلى أنّ الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي قام بمساع كبيرة لتحقيق المصالحة بين المصريين(مسلمين ومسيحيين...سوف يقوم ببناء كنيسة عصريّة فخمة للمسيحيين)، وبين مصر وجاراتها العربيّات، وبين مصر وأفريقيا، ومصر وبقية دول العالم حتى عادت مصر وبكل جدارة لتحتل مكانها المعروف في صدارة البلاد العربية كما كانت عليه في عهد الزعيم (بصدق) الراحل جمال عبد الناصر... أنا بدأت أرى في السيسي بمثابة عبد الناصر الجديد ولكن بأسلوب وطريقة وعقليّة هذا الزمان.

الرئيس السيسي حقّق المصالحة الفلسطينية التي كانت مستحيلة، ويسعى الآن لتحقيق المصالحة السوريّة، وكان قد حقّق قبل ذلك مصالحة مصر مع دول الخليج العربيّة وعلى رأسها السعوديّة. بالله عليكم تصوّروا لو أن مرسي مازال يحكم مصر... إنّه سوف يخلق الفتن والحروب بين المسلمين والمسيحيين في مصر، وسوف يخلق الفتن بين مصر وبقية البلاد العربيّة، وسوف يعزل مصر عن محيطها الأفريقي.
الفرق بين مرسي والسيسي هو كالفرق بين حكم رجال الدين وحكم رجال الدولة... فلنرى مستقبل بلادنا من خلال هذا المنظور الواقعي والعقلاني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك