2017/01/20

ترامب الشاطر قد يصبح جون إف كيندي آخر !

قيمة الشخص ومكانته في عقول وقلوب الناس ومقدار إحترامهم له تتحدّد بقوّة شخصيّته، وبوضوحه، وبثباته على ما يؤمن به. 


شهدت الولايات المتحدة الأمريكية هذا اليوم يوماً ربّما يحستب من أهم أيّامها منذ تأسيسها وحتى الآن. فقد تم تسليم السلطة في الولايات المتحدة للرجل القوي والصريح والشجاع دونالد ترامب الذي إنتخبه الأمريكيّون لوطنيّته وحبّه لأمريكا، وكذلك إحساسهم بأنّه رجلاً صادقاً وشجاعاً ويعرف تحديداً ما يريد وما يسعى لتحقيقه. فمن شبه المؤكّد بأن خطاب إستلام السلطة لدونالد ترامب كان قد تابعه أكبر عدد من البشر (وخاصّة الحكّام) في جميع بلاد العالم بما لم يسبق مثيله لأي رئيس للولايات المتحدة الأمريكيّة منذ تأسيسها وحتى اليوم.

أنا شخصيّاً أرى بأن دونالد ترامب قد يكون جون إف كيندي الجديد، وأتوقّع بكل قوّة بأن دونالد ترامب سوف ينتهي مغتالاً مثل سابقه جون إف كيندي.

بالنسبة لي فإن أهم ما يفرحني في تفكير ترامب هو كراهيّته للدجّالين وتجّار الدين في بلادنا الإسلاميّة، وإصراره الأكيد على محاربتهم وتخليص البشريّة من ترهاتهم وأفعالهم اللاإنسانيّة. كذلك فإن تلك البلاد التي تفرّخ الإرهاب بثقافتها وتعاليمها المتخلّفة سوف لن تجد معيناً لها في أمريكا بعد الآن، وسوف لن تجد من يحمي عروش طغاتها أو يتستّر على دعمها للإرهاب بعد اليوم.
هناك بكل تأكيد من سوف ينعت ترامب بأنّه معادياً للإسلام، وأقول لأمثال أولئك من المسلمين الصادقين: إن دونالد ترامب قالها بكل صدق وبكل صراحة: أنا سوف لن أفرض ثقافة أمريكا على أحد، وسوف لن أمنع أي شخص من أن يعبد ربّه كما أراد. كما قال دونالد ترامب بأنّه سوف لن يميّز بين الناس على أساس ألوانهم أو أعراقهم أودياناتهم، لكنّه سوف لن يقبل "الإرهاب الإسلامي" كما سمّاه مع أن هذا الإرهاب ليس له علاقة بالإسلام إطلاقاً، وإنّما هو نتاج تفكير المتخلّفين والمشعوذين من الوهابيين وطغاة الدين الآخرين الذين يكيدون بالإٍسلام من داخل الإسلام وبإسم الإسلام. قال ترامب في خطاب التنصيب هذا اليوم بأنّه سوف يزيل "الإرهاب الإسلامي" من على وجه الأرض، واتمنّى بأنّه سوف يفعل حتى تستريح بلداننا من خرابهم ودمارهم وغباء تفكيرهم.
أنا أتفق مع دونالد ترامب وأؤيّده بالكامل لتطهير الأرض من أولئك الحقراء الذين يفجّرون ويذبحون ويرهبون الناس بإسم الإسلام، وإذا وجد بيننا من يعترض على ما سوف يقوم به ترامب في هذا الشأن فإنّني أرى بأن أي معترض على عزم ترامب تطهير الأرض من إرهاب أولئك الحقراء الذين يسيئون إلى ديننا المسالم بأعمالهم التي تعادي الإنسانيّة... أنا أعتبر بأن أي معترض على عزم ترامب فعل ذلك إنّما هو راض على أفعالهم ومقتنع بطريقة تفكيرهم.
أنا كمسلم صادق ومخلص لديني وأعتبر نفسي فاهماً لتعاليم ربّنا كما وردت في كتابه إلينا "القرآن الكريم"... أنا لا أخاف من ترامب ولا أتوقّع منه أي ضرر يصيبني أو يلحق بي. دونالد ترامب سوف لن يمنع الناس من ممارسة عباداتهم بالطريقة التي يرونها، لكنّه سوف يمنع إستخدام الدين لقهر البشر أو إذلالهم إو إرغامهم على ممارسة الشعوذة بإسم الإسلام.
اقول لكل من يرتعب من دونالد ترامب ويحسّ بأنّ ترامب سوف يلاحقه... أقول لكل من يفكّر هكذا - وهم بكل تأكيد طغاة العصر الحديث بإسم الإسلام والإسلام منهم براء - أقول لهم: عودوا بعمائكم وهرككم وجلابيبكم وتلابيبكم ولحيّكم وسراويلكم المشمّرة وخماراتكم وأنقابكم وشعوذاتكم وطقوسكم الغريبة وأفكاركم الهمجيّة.... عودوا بثقافاتكم وإعتقاداتكم وتخاريفكم وعالمكم الإفتراضي إلى بلدانكم التي علّمتكم ما تمارسونه من طقوس وشعوذات حيث هناك سوف تنسجمون مع من يفكّرون مثلكم ويتصرّفون مثلكم..... وهناك فقط قد تشعرون بالآمان. دونالد ترامب سوف لن يلاحقكم هناك في بلدانكم التي علّمتكم التشدّد والمغالاة في الدين، وسوف لن يحفل بكم إن دخلتم العصر الحديث أو أنّكم تشبثتم بالماضي وتحديتم الحداثة والعصرنة بإعتبار أنّهما تاخلفان دينكم الذي تؤمنون به وهو بكل تأكيد ليس دين الله الذي أنزله على نبيّه محمّد عليه السلام وإنّما هو الدين البديل الذي أتى به شيوخكم المشعوذون والذي به تحاولون طمس دين الله وإبعاده عن معارف ومدارك البشر حتى به تعملون على إستبدال دين الله بدين تصنعونه أنتم وتصرّون على فرضه على الغلابة من البشر.
للمعلوميّة.... فإن الرئيس دونالد ترامب يعتبر أكبر(سنّاً) رئيس للولايات المتحدة الأمريكيّة منذ تأسيسها (عمره 70 سنة)، وهو الرئيس الوحيد في تاريخ أمريكا الذي لم يلتحق بالجيش، ولم يسبق تعيينه في أية وظيفة حكومية من أي نوع (لم يمارس السياسة قط في كل تاريخ حياته).
وحتّى نكون واقعيين علينا معرفة بأن دونالد ترامب لم يكن سياسيّاً ولم يسبق له أن شغل وظيفة سياسيّة في حياته. دونالد ترامب هو رجل أعمال ناجح حقق من خلال عمله مكانة إجتماعية راقية في الولايات المتحدة، وأصبح بليونيراً يمتلك أفخم وأفخر العقارات والمشاريع الترفيهيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة. من هنا نرى بأن الرجل هو إنسان مكافح ومجد ويمتاز بالعقلاية والواقعية وإستطاع بطريقة تفكيره أن يحقق ما كان يصبوا إليه.
من خلال خطاب إستلام السلطة هذا اليوم لاحظنا بأن دونالد ترامب يؤمن بالدولة وبقوة الدولة وبإهتمام الدولة بمواطنيها قبل كل شئ في العالم. هذا الإحساس لم يسبق وأن شاهدناه في رؤساء أمريكا السابقين، فهم - ربما وبدون إستثناء - كانوا يحلمون بأمريكا سيّدة العالم ومسيّرة العالم من خلال نفوذ أمريكا الخارجي ومقدرتها على نشر قوّاتها في كل أركان العالم. دونالد ترامب لم يفكّر في قوّة أمريكا وفق تلك التصوّرات، بل إنّه فكّر في قوة أمريكا من خلال قوة ورفاهية المواطن الأمريكي وبمدى إغداق دولته عليه من خلال توفير متطلبات حياته وكذلك توفير الوظيفة المحترمة والمضمونة له ولو كان ذلك على حساب إرتباطات الولايات المتحدة الخارجيّة.
هنا وبكل وضوح نرى تغييراً واضحاً في طريقة التفكير والإعتبار، وهذا في حد ذاته قد يجعل من دونالد ترامب شخصية متميّزة وقد يجعل منه بالفعل "تكراراً" إلى حد ما لشخصية ومواقف الراحل جون إف كيندي.

التأثيرات الخارجية لتنصيب ترامب رئيساً لأمريكا

بالنسبة للتأثيرات الخارجية لتنصيب دونالد ترامب رئيساً لأكبر دولة في العالم والتي تساهم بمقدر 17% في كل إقتصاد العالم وهذه النسبة لا يمكن الإستخفاف بها أو التقليل من  شأنها.. التأثيرات الخارجية للطريقة التي يفكّر بها دونالد ترامب سوف تكون كبيرة وقد تكون خطيرة أيضاً. فالرجل يمتلك قوّة شخصية يحسد عليها، وهو يؤمن بنظريّة تقوية أمريكا من الداخل ولو كان ذلك على حساب علاقاتها وإرتباطاتها الخارجية؛ ومن هنا فيجب أخذ كل مواقفه وتصريحاته بمأخذ الجد ولو أنّنا ربّما فكّرنا في النظر إليه كمرشّح للرئاسة مختلفاً عنه رئيساً معيّناً من خلال مقتضيات الوظيفة ومن خلال ضوابط وتأثيرات الناصحين والمستشارين والقوى النافذة الأخرى التي تحيط برئيس أكبر دولة في العالم.
كنت هذا المساء في مناقشة مفتوحة وصريحة مع إحدى مريضاتي الإنجليزيّة، وهي سياسية من النوع الممتاز وذكيّة ولها مواقفها الثابتة. ففي خلال نقاشاتنا المتنوّعة والمنفتحة على العالم سألتني عن مشاعري وتخميناتي من تنصيب دونالد كرامب هذا المساء كرئيس للولايات المتحدة الأمريكيّة وهي بكل شغف تنتظر وجهة نظري الجدية في هذا المجال حيث أنّها تعرف الطريقة التي أفكّر بها من خلال نقاشات سابقة مطوّلة ومتنوّعة وصريحة وعميقة خلال سنوات معرفتي لها كمريضة متردّدة لعيادة البوتوكس.
أجبتها بأنّني أنا أعتبر نفسي بكل ثقة من المتحمّسين لدونالد ترامب منذ أيّام المنافسة الرئاسيّة حيث كنت أتمنّى فوزه الساحق على المنافقة والمتلوّنة الديموقراطيّة هيلاري  كلينتون، وسبب حماسي له هو أنّه له شخصيّته وصدقه وصراحته وعلى أنّه من وجهة نظري ليس من السياسيين المخضرمين الذين يجيدون النفاق والتلاعب بالعبارات والمواقف. كنت أتمنّى فوز دونالد ترامب لأنّني رأيت فيه الحاكم الذي سوف يخرج أمريكا من الصراعات الدولية ويجنّب بذلك العالم المزيد من الإحتقان. كذلك، فإنّني كنت أتمنّى فوزه على كلينتون لأنّها متملّقة لدول الخليج العربيّة وهي أكبر راعي للإرهاب بإسم الدين وأكبر مناصر له، كما أن دول الخليج العربية هي من يعبث بالمنطقة العربية ككل وربما أيضاً الكثير من البلاد الإسلاميّة لأسباب مريضة مبعثها الآنانية وحب السلطة والخوف من المجهول.... تلك كانت إجاباتي السريعة لمحدّثتي الإنجليزية، لكنني عندما عدت أدراجي إلى البيت أعدت التفكير في الموضوع بتوسّع وتوصّلت إلى المفاهيم التي أطرحها هنا، وهي قناعاتي الشخصية الغير متأثّرة بأي شئ غير ذلك.  
نحن نعرف بأن دول الخليج العربية كانت ترتعد بشكل مثير للإنتباه حين قيام ثورات الربيع العربي في تونس ثم مصر ثم ليبيا ثم سوريا، فكان أوّل ما فكّر فيه حكّام تلك البلاد المنغلقة على أنفسها هو حماية عروشها من تسرّب الإحساس التحرّري إلى شعوبها وبذلك فقد عمدت إلى إعتماد نظريّة "الهجوم خير وسيلة للدفاع"، فحاولت إفساد ثورة الشعب التونسي بتقوية ومساندة الجماعات الدينية المتشدّدة ومعها تنظيم الإخوان المسلمين حتى يتم إبتسار الفكر التحرّري قبل أن ينضح وينتشر في المنطقة بأكملها، وبالفعل نجحت دول الخليج بأموالها الكثيرة وبمساعدة أمريكا وبعض دول غرب أوروبا والتي على رأسها بريطانيا ثم فرنسا... نجحت دول الخليج في تحييد قطار التحرّر في تونس عن سكّته إلّا أن الوعي السياسي الناضج في تونس وترسّخ الممارسة الديموقراطية في تفكير التوانسة فوّتت الفرصة على دويلات الخليج بأن تفرض أية أبجديات على التوانسة فنجحت ثورة تونس بشكل لم تتمكّن دول الخليج من تغييره أو عكس مساره.
تحوّل تفكير دول الخليج بعد ذلك إلى مصر، وبالفعل مكّنوا تنظيم الإخوان المسلمون من حكم مصر ودعّموهم بالمال الوفير لشراء الذمم أثناء الإنتخابات وبالسلاح والدعم الغرب-أوروبي والأمريكي حتى إستحوذ الإخوان على كل مرافق الحكم في الدولة المصرية وأخذوا يسرعون وبنهم كبير في تخوين(من الإخوان !) كل الإدارات والمرافق الحكومية، ولكن ما إن أمتدت أيادي الإخوان إلى الجيش حتى تم لسعها ومن بعد ذلك شلّها وبترها والقذف بها بعيداً. إنتصر الجيش في مصر على تنظيم الإخوان وخسرت بذلك دول الخليج العربية جبهة أخرى كانت تحلم بالسيطرة عليها وتسييرها.
بعد ذلك وفي محاولات يائسة لتحجيم وتقزيم ثورة الربيع العربي إتّجهت دول الخليج نحو ليبيا فدمّروا بنيتها السياسة الوليدة ولم يجدوا في ذلك  صعوبة تذكر لعدم وجود بنية سياسية في ليبيا من ناحية، ولعدم وجود خلفية سياسية لدى الشعب الليبي، وكذلك نظراً لتدمير وتحييد الجيش في ليبيا من قبل حلف الناتو.
عبث الخليجيون في ليبيا وأفسدوا كل شئ فيها بمساعدة دول غرب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بالطبع من خلال دعم وتسليح وتمكين "الإسلام السياسي" حتى يسيطر على الحكم ويتمكّن منه على الأمدية البعيدة. نجح الخليجيّون في ليبيا، وتوجّهوا بكل قوّة نحو سوريا ثم اليمن، وهناك نرى بأن الخليجيين كادوا أن يحقّقوا إنتصارات باهرة في كل من سوريا واليمن بمساعدة أمريكا وبريطانيا ودعم خلفي من فرنسا وألمانيا، غير أن التغييرات الأخيرة ودخول روسيا على الخط أفسد الكثير من الحسابات والموازين مما دفع دول الخليج للشعور بالرجفان والتوجّس والخوف من المجهول خاصة إذا خسروا سوريا بعد أن خسروا العراق لصالح إيران، وقد يخسرون اليمن لنفس الطرف المضاد وبذلك تبقى كل دول الخليج مكشوفة للتغيير والثورة العارمة، وربما نرى ملامحها الأولى الآن في ما يسمّى بمملكة البحرين حيث أن تلك المملكة "الدمية" على وشك السقوط في أيدي القوى المناهضة لنظام الحكم المتخلّف والواهن والضعيف، وتلك القوى بكل تأكيد تحظى بدعم إيران وربما روسيا من وراء الكواليس.
دول الخليج العربية أصيبت أخيراً بنكسة أكبر من خلال فوز دونالد ترامب الذي يرى حقيقة بأن دول الخليج العربية هي بالفعل مفرّخة للإرهاب وراعيته وداعمته والمحافظة بكل قوّة (قوّة المال) على بقائه وإستمرار نشاطاته المتمثّلة في تلك التنظيمات الغريبة والمستهجنة في المنطقة بكاملها مثل تنظيمات القاعدة وداعش وبقية التنظيمات المتأسلمة والمتسيّسة مثل تنظيم أنصار الشريعة وأنصار السنّة والنصرة وما إليها من تلك التسميات التي تتصدّر المشهد السياسي هذه الأيّام بما يمتد إلى بوكو حرام والشباب المجاهدين وبكل تأكيد الطالبان. دونالد ترامب يعرف يقيناً بأن حكّام أمريكا السابقين كانوا دائماً من أكبر المناصرين والحماة لأنظمة الحكم القبلية والمتخلّفة في دول الخليج العربي، ودونالد ترامب يعرف بأن أمريكا تتقاضى ألاف المليارات من تلك الدول مقابل برامج الأسلحة ومشاريع التسلّح الوهمية التي تدر على الخزانة الأمريكية كمّيات هائلة من الأموال السهلة والميسّرة.
كان بوسع دونالد ترامب مواصلة نفس المشوار والحفاظ على معادلة الحماية والحلب التي إنتهجها حكام أمريكا السابقين والتي كانت بكل تأكيد من بين برامج المرشّحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. دونالد ترامب فكّر بطريقة مختلفة وهو يعرف بأن بوسع أمريكا الإستغناء عن مليارت الخليج من خلال إستثمار أموال أمركا الكثيرة في داخل أمريكا وتحجيم مشاريع الإنفاق الخارجي بشكل كبير جداً.
تلك السياسة بكل تأكيد سوف لن تعجب حكّام الخليج وسوف تدفعهم للتفكير في إستراتيجيات مختلفة بكل تأكيد سوف يكون المال هو جوهرها ومحرّكها بإعتبار أن دول الخليج لا تمتلك غير المال والتنازل عن كل شئ في سبيل الحماية الخارجية لعروشها وأنظمة حكمها.
من هنا كنت أنا أرى بأن تنصيب دونالد ترامب سوف يكون ضربة قاضية لدويلات الخليج، وبذلك فلن تستطيع تلك الدويلات لوحدها دعم الحركات الإرهابية وسوف لن تستطيع التدخّل في الدول المجاورة أو العربية، وبعدها قد تحدث زلازل كبيرة في المنطقة تؤدّي بكل تأكيد إلى تسرّب الفكر التحرّري إلى داخل دول الخليج العربية والذي قطعاً سوف يقلب تلك العروش على أعقابها وبدون أدنى رحمة. تلك النتيجة سوف تساهم بشكل كبير في القضاء على الإرهاب في كل من ليبيا وسوريا واليمن بما يمكّن شعوب تلك البلاد من إقامة أنظمة حكم عصرية ومتمدّنة وذلك سوف يكون دافعاً آخر لشعوب الخليج كي تثور على حكّامها الطغاة وتنهي حكم الأسر المتخلّفة في تلك البلاد وإلى الأبد.
هناك بكل تأكيد عاملين آخرين مهمّين في السياسة الخارجية الأمريكية سوف يتأثّران بشكل كبير نتيجة لتنصيب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، أولهما بكل تأكيد علاقات أمريكا مع روسيا والتي سوف تشهد تغييرات جذرية لمصلحة روسيا ولكن في المجمل لمصلحة البشرية جمعاء بما يخفف من الإحتقان الدولي ويبعد شبح الحروب والصراعات العقائدية ربما إلى الأبد.
العامل الثاني هو بكل تأكيد "إسرائيل"، وتلك سوف تتضرر بشكل كبير جداً نظراً لأن دونالد ترامب لم يفز بأصوات اليهود كما هي العادة في جميع الإنتخابات الأمريكية منذ أكثر من ستة عقود. 
اللوبي اليهودي في أمريكا أخطأ الحسابات بشكل كبير جداً أثناء الإنتخابات الأمريكية الأخيرة وذلك لتوقّع الموساد الواثق والقوي بأن هيلاري كلينتون كانت ستفوز بإنتصار ساحق على دونالد ترامب وبذلك كانت كل أصوات اليهود قد أعطيت لهيلاري كلينتون، وفاز ترامب بأصوات الأمريكيّين الوطنيين الذين رأوا في ترامب المنقذ الوطني والمنقذ العملي والمنقذ الوثيق. فاز دونالد ترامب بأصوات الأمريكيين ولم يفز بأصوات اليهود وهو يعرف يقيناً بأن الأمر كان كذلك، ومن ثم بدأ اليهود في أمريكا  بتشكيل جماعات مسلّحة مهمتها حماية يهود أمريكا من حملة مضادة عليهم من قبل الشعب الأمريكي، ومن هنا أرى أنا شخصيّاً بأن اليهود ربما خسروا أمريكا لأوّل مرّة منذ تأسيس دولتهم في عام 1948.

دونالد ترامب سوف ينتهي بالإغتيال
من وجهة نظري وحسب توقّعاتي فإن دونالد ترامب سوف يعاني نفس المصير الذي إنتهي إليه جون إف كيندي، ولكن ربما على أيدي  جماعات وجهات مختلفة.  
دونالد ترامب هو إنسان وطني أمريكي نقي، وسوف تدفعه آحاسيسه الوطنية إلى إبعاد أمريكا عن الكثير من مواقعها الخارجية الحالية. دونالد ترامب سوف يقلّل من إهتمامه بأوروبا، وسوف يحاول تقليص مصاريف أمريكا على حلف الناتو وتوابعه، وسوف أيضاً يقلّص مساعدات أمريكا للكثير من دول أوروبا الشرقية ودول أمريكا الجنوبية. دونالد ترامب سوف يراجع معونات أمريكا لإسرائيل وبقية الأنظمة في أفريقيا التي كانت أمريكا تدعمها. ذلك بكل تأكيد سوف يخلق عداءات قوية وشخصية لدونالد ترامب تدفع الكثير من الجهات للقيام بالتخلّص منه.
من بين تلك الجهات:
  1. السعوديّة وبقية دول الخليج العربية: من خلال "المال" وتأجير العملاء بما قد يصل إلى السي آي إيه.
  2.  إسرائيل: من خلال الموساد.
  3. أمركا نفسها: من خلال أصحاب المصالح الإستغلالية والتي سوف تفقد الكثير من مزاياها الظالمة، وكذلك علينا بألّا نتجاهل السي أي إيه خاصّة إذا إستمر ترامب في معاداتها أو التقليل من نفوذها.
  4. أمريكا اللاتينية: هناك من سوف يرى في دونالد ترامب كعدو لمشاريع إنعاش دول أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى موضوع الحد من الهجرات إلى الولايات المتحدة والتي سوف تؤثّر بشكل كبير ‘لى إقتصاديات تلك الدول التي تعاني من الفساد وشح الموادر المالية وهجرة الخبرات المحلية.
  5. أوروبا الغربية: ربّما من خلال حلف الناتو والقوى الداعمة له خاصة إذا أحسّت تلك القوى بالخطر يتهدّدها من خلال تصرفات ترامب. 

من هنا، أنا أرى بأنّنا سوف نشهد تغييرات جذرية وكبيرة وخطيرة في عهد دونالد ترامب، ومن أجل أن تكون تلك التغييرات مؤثّرة فإنّها تحتاج إلى مدد أطول لتثبيتها وغرسها في عقول وتصرّفات الناس. أنا أتمنّى بأن يفوز دونالد ترماب بفترة إنتخابية ثانية على الأقل من أجل تثبيت برنامجه الوطني في عقول الأمريكيين وخاصة الشباب منهم، وربما أيضاً تغيير أفكار الساسة أنفسهم مع مرور الزمن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك