2015/10/21

رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشّار الأسد

بسم الله الرحمن الرحيم

السيّد الرئيس بشّار الأسد - رئيس الجمهورية السورية \ بعد السلام

بعد كل الذي حدث في سوريا خلال الأربعة سنوات الماضية أصبح واضحاً الآن بأن هناك من يحاول نهش الجسم السوري والإنقضاض عليه حتى أخر الرمق، وتوضّح جليّاً بأنّ كل شذاذ الأرض وكل أوباشها وكل المتخلّفين على سطحها إلتقوا جميعاً على تراب سوريا الطاهر فنجسوه بأوساخهم ولم يعد أمام السورييّن والسوريات من خيار غير التخلّص من هؤلاء المتاجرين بالدين الناكرين للعروبة والكارهين لكل ما هو عصري ومتحضّر.... إنّهم أعداء الحضارة وأعداء العصرنة وأعداء التراث الإنساني، وهؤلاء لابديل من التخلّص منهم غير الخضوع لسلطانهم والرضاء بطريقة تفكيرهم.

سيادة الرئيس...
أنت الرئيس الشرعي لسوريا وانت المسئول عن حماية سيادتها والحفاظ على ترابها والضامن لوحدتها، فيتوجّب عليك سيادة الرئيس الإضطلاع بمهامكم بما يفرضه عليكم الواجب وبما يتطلّبه منكم الإستحقاق الرئاسي. عليك سيادة الرئيس تقدّم الركب نحو تحرير كامل التراب السوري وتخليص سوريا من هؤلاء الهمج خريجي الكهوف الذين لايستطيعون التعايش مع الغير ولا يمكنهم التكيّف مع أسس ومتطلبات الحياة العصرية.

سيادة الرئيس....
زيارتكم الأخيرة لروسيا أتت في وقتها وأصبتم في توقيتها، فعليك سيادة الرئيس الإستفادة منها بأقصى ما يمكنك من أجل سوريا ومن أجل كل المشرّدين والجائعين والمرضى والمحتاجين من أبناء وبنات الشعب السوري. عليك سيادة الرئيس إعادة القراءة لأحداث السنوات الأربعة الماضية ولكن بعقل متفتّح وبإستعداد مختلف عن الماضي. رجائي سيادة الرئيس أن تكون ذكيّاً في هذا المضمار حتى يمكنك الخروج من هذه الأزمة بطلاً لسوريا وزعيماً لكل السوريين، وسوف لن يكون ذلك من الأمور الصعبة سيادة الرئيس لو أنّكم فقط إستخدمتم خاصيّة العقل وملكة التفكير وبعض من الحنكة السياسيّة.

سيادة الرئيس....
تاريخ سوريا سوف تعاد كتابته من جديد، وبوسعك أن تكون حاضراً في أنصع صفحاته لو أنك سيادة الرئيس عرفت كيف تتعامل مع أزمة سوريا الحالية. إن الخروج من أوحال ما يجري في سوريا الآن ليس مستحيلاً وبوسعك أن تقود معركة الخروج وتكون أنت في مقدّمة المشاركين فيها من أبناء وبنات الشعب السوري الذين يحبّون بلادهم ويحملون حبّها في قلوبهم بكل صدق وإخلاص بعيداً عن المتاجرة بالدين والمرابحة بالثورية وصكوك الغفران.

سيادة لرئيس....
لقد جربتم - أنت ووالدك رحمه الله - حكم الحزب الأوحد ولم تفلح تجربتكم، وكان أن وصلت سوريا إلى ما هي عليه اليوم، ألا تتفق معي سيادة الرئيس بأن الوقت كان قد حان لتغيير المسار الذي برهن على فشله، وألا تتفق معي سيادة الرئيس بأن الحكم بمعزل عن الشعب أو بمجموعة قليلة منه قد أوصل سوريا إلى ما هي عليه الآن؟. ألا تتفق معي سيادة الرئيس - وأنت الإنسان المتعلّم والمتفهّم والعصري المتحضّر - بأنّ ترك سوريا للسوريين والسوريات هو الحل الأمثل للخروج بسوريا من محنتها وتفويت الفرصة على المشعوذين وتجّار الدين وباعة صكوك الغفران الجدد؟. لقد حان الوقت لإحداث الثورة الحقيقية في سوريا، وهذه الثورة يجب أن تقوم بها أنت سيادة الرئيس وأن تكون أنت مفجّرها وراعيها والمشرف عليها حتى تؤتي ثمارها لمن يستحقها، ومن يستحقها بجدارة هم أبناء وبنات الشعب السوري بكل أطيافهم وبكل معتقداتهم وبكل ثقافاتهم وبكل أعراقهم وأنسابهم.

هذا مقترح لبرنامج عمل بالإمكان تطبيقه في سوريا للخروج بها من أزمتها ولتحقيق الإنتصار لشعبها بدون تمييز أو تحيّز لأي طائفة: 
  1. بعد تحرير سوريا بالكامل من مغتصبيها والعابثين فيها - وهو أمر سوف يحدث لا محالة - أتمنّى سيادة الرئيس منك بأن تأمر الجيش السوري بالسيطرة الفعلية على كل البلاد وأن تقوم بعد ذلك بفرض قانون الأحكام العرفية لمدة 6 أشهر كاملة على كل التراب السوري.
  2. يتم على الفور تعيين حكومة إنقاذ وطني تتكوّن من خيار كل فئات الشعب السوري بدون النظر إلى أية إنتماءات حزبيّة أو طائفيّة، وتكون المقدرة والمهنية والإخلاص للوطن هي معاييرها الوحيدة.
  3. البدء في تقديم الخدمات الضرورية لكل أبناء وبنات الشعب السوري، بما في ذلك السكن المناسب لكل فرد.
  4. تتم إعادة بناء وترميم كل الأعطاب وما خرّب في سوريا على وجه السرعة.
  5. تبدأ عملية تحرير وسائل الإعلام بجميع أشكالها بما يتواءم وثقافة الشعب السوري.
  6. ينتهي العمل بالأحكام العرفية في مدة لا تتجاوز 6 أشهر.
  7. تجري إنتخابات حرّة لتشكيل لجنة لتأسيس دستور جديد لسوريا في مدة لا تتجاوز 3 أشهر بعد إلغاء قانون الأحوال العرفية.
  8. يطرح الدستور الجديد للإستفتاء الشعبي الحر في غضون 4 آسابيع من تأسيسه ومناقشته من خلال وسائل الإعلام.
  9. بناء على مواد الدستور، تتم الدعوة الصريحة لكل أبناء وبنات الشعب السوري لتأسيس أحزاب وطنية حرة.
  10. يسمح لكل حزب بأن يطرح نفسه للناس بكل حرية وبدعم من وسائل الإعلام الحرة والحكومية بدون إستثناء.
  11. تجري عملية محاورة وطنية شاملة بين كل أطياف الشعب السوري من أجل تقريب اللحمة الإجتماعية وتقليل الحساسيات بين فئاته.
  12. بعد نهاية 12 شهراً كاملاً من هذه الفترة الإنتقالية، تجري عملية إنتخاب رئيساً للجمهورية السورية بكل حرية وبمراقبة دولية، ويحق لك سعادة الرئيس أن ترشّح نفسك في هذه الإنتخابات مثلك مثل أي مواطن سوري آخر. تجري في نفس الوقت إنتخابات لأعضاء البرلمان وفق نصوص الدستور المعتمد شعبياً.
بهذه النقاط تخرج سوريا من أزمتها وسوف لن يجد تجّار الدين وسماسرة الثورية أي مبرر لبقائهم وسوف لن يجدوا من يقف معهم أو يؤيّدهم. كذلك فإن الشعب السوري سوف يقوم بإنتخاب من يحكمه وبكل حريّة، وتصبح أنت سيادة الرئيس بطلاّ وطنيّاً لأنّك انقذت بلدك من هلاك وشيك ومؤكّد لو أنّها إستمرّت على ما هي عليه الآن.
تلك هي وجهة نظري سيادة الرئيس، وذلك هو مشروعي المتواضع لإنقاذ سوريا ولإنقاذ نفسك وأسرتك من إنتقام مؤكّد لو أن الجماعات الإرهابية تمكّنت من إحتلال دمشق والإستيلاء على كل سوريا.
رجائي منك سيادة الرئيس بأن تنظر إلى الأمور بعقلية متفتحة وأن تستمع إلى النصيحة وأن تستفيد من وقفة روسيا معك في هذه المرّة، وعليك من باب الإعتراف بفضل الآخرين أن تبرهن للعالم بأن روسيا إنّما كانت قد وقفت معك لأنّها عرفت حينها بأنّك تقدر على إنقاذ سوريا وتركها بعد ذلك في أيدي آمينة يختارها الشعب السوري بكل حرية. موقف مثل هذا سوف يجعل بقية دول العالم التي ناصبتك العداء تشعر بالخجل من سوء تقديراتها وتكون أنت ومن ناصرك هم الفائزون.

لك خالص تحيّاتي... مواطن ليبي يحب سوريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك