2015/10/16

حوار متحضّر

الحوار المتحضّر لا يمكن أن ينتجه إلّا أناس متحضّرون، وكلّما إرتفعت درجة التحضّر عند البشر كلّما أجادوا فن الإستماع إلى بعضهم البعض. من يستمع إلى رأي غيره لا يستطيع أن ينفرد برأية، ومن لا ينفرد برأيه لايمكن له أن يحكم بما يخالف أراء وتطلّعات الناس.

في الأيّام القليلة الماضية طرت موضوعاً رأيته مهمّاً ومثيراً على صفحي في القيسبوك ( دانّة الفكر) وكان بعنوان:  الوهابيّون في السعوديّة يقدّمون صورة سيئة عن الإسلام، وكان ما طرح فيه كالآتي:
 
كارل أندريه، هو جد إنجليزي عمره 74 سنة وهو مصاب بالسرطان والربو وكان قد أمضى 25 سنة من عمره وهو يشتغل في السعوديّة، منها سنة كاملة في سجن جدّة الذي يقال عنه بأنّه مكان لسحب الإعترافات تحت التعذيب والترهيب... كارل أندريه هذا كان قد تم الحكم عليه ب350 جلدة أمام الأشهاد لأن الشرطة السعوديّة وجدت زجاجات من الخمر المصنّع في البيت في سيارته.
إستمعت هذا الصباح إلى مقابلة مع سفير بريطانيا السابق في السعوديّة، حيث تبيّن أنّه إلى حد ما كان يدافع عن قرار السعوديّة بمعاقبة المسن الإنجليزي بالجلد فقال: السعوديّة تطبّق "ما ذكر في القرآن" من معاقبة لشارب الخمر أو بائعه أو ناقله، وبذلك فإن كارل أندريه سوف ينال عقابه نتيجة لممارسته الخطأ في بلد تمنع التعامل بالخمر.

نقطتين أثارتا إهتمامي في تلك المقابلة من على راديو 4 التابع للبي بي سي:
1- عندما سئل السفير عن ما يمكن أن تقدّمه المملكة المتحدة للمملكة السعودية لتتخلّى السعوديّة عن ممارسة عقوبات ترجع للقرون الوسطى وفيها الكثير من البربريّة حسب قول المذيع. أجاب السفير بنقطة غاية في الذكاء والأهميّة: لايمكن تغيير الأحكام في السعودية فهي من أصل الشريعة الإسلاميّة ولا يمكن إقناع السعوديّة بالعدول عنها، ولكن يمكننا مساعدة السعوديّة بتصدير تقنية الحامض النووي إليها وتدريب رجال الشرطة فيها لإستخدام الحامض النووي لإثبات أو دحض الإدّعاء "بدون الحاجة إلى تعذيب المتهم من أجل الحصول على إعترافات منه بطريقة قسريّة".
2- النقطة الثانية والتي أثارت إهتمامي أيضاً هي قول السفير بأن جلد المتعامل بالخمر 350 جلدة هو تطبيقاً "لأحكام وردت في القرآن". هذه المعلومة هي خاطئة 100% وهي مغالطة كبرى وإدّعاء خبيث على الإسلام كان السفير قد عرفه من شيوخ السعوديّة الذين قالوا له بأنّهم إنّما يطبّقون أحكام الله كما وردت في القرآن.
منذ متى وفي أي سورة في القرآن حكم الله بالجلد على شارب الخمر أو بائعه أو ناقله؟. هل ذكر في القرآن جلد شارب الخمر على الإطلاق، فما بالك ب350 جلدة؟. 
في واقع الأمر أن القرآن لم يحرّم شرب الخمر على الإطلاق وإنّما طب الله من شارب الخمر أن يجتنبه، ولم تذكر كلمة التحريم على الإطلاق بالنسبة للخمر. الآيات: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا}، {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وأجتنبوه هنا لا تعني الخمر، وإنّما تعني "رجس من عمل الشيطان". كذلك قوله تعالى: {إنَّما يُريدُ الشيطانُ أن يُوقِعَ بينكم العداوةَ والبغضاءَ في الخمرِ والمَيْسِرِ ويَصُدَّكُمْ عنْ ذكرِ اللهِ وعنِ الصلاةِ فهلْ أنتُم مُنتَهونَ}، { يا أيُّها الذينَ ءامنوا لا تَقرَبوا الصلاةَ وأنتُم سُكَارَى حتى تَعْلَموا ما تقولون}، {تتخذونَ منهُ سَكرًا ورِزقًا حسَنً}... ذلك هو كل ما ذكر بشأن الخمر في القرآن، فأين هو التحريم، وأين هو الجلد، وأين هو ذكر عقاب شارب الخمر في القرآن؟.
أنا طبيب ولا يمكن لطبيب صادق ومخلص لمهنته أن يشجّع على شرب الخمر ولا يمكن له أن يقبل شرب الخمر من الأساس، لكنّني فقط أبحث عن الحقيقة وأحاول تعرية الدجل وما أضيف ظلماً لدين الله وأعتبر من أحكام القرآن نتيجة لتفسير فلان أو فلان ولا تهمّني مصادره أو علومه التي تعلّمها طالما أنّه يدجّل على دين الله..... إنتهى المقال.
بعد ذلك وردت بعض التعليقات والتي منها:

Ali Werfally
"في واقع الأمر أن القرآن لم يحرّم شرب الخمر على الإطلاق"..... ماهذا الكلام؟!!!!
  وكان ردّي على السيّد علي الورفلّي كالآتي:
الرد:
الأستاذ علي الورفلّي... رجائي أن تعطيني آية واحدة في القرآن تحرّم الخمر. دعنا يا أخي من التفسيرات وأراء الناس. أنا أريد مرّة واحدة حرّم فيها الخمر في القرآن. 
الله حينما أراد أن يحرّم شيئاً علينا قالها لنا بكل صراحة وبكل وضوح حتى لا يترك لنا مجالاً للإجتهاد والإختلاف وربّما التناحر..... والأمثلة كثيرة في القرآن: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}، {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ...}، { وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما}، {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}.... هذه أمثلة قليلة لأمور حرّمها الله علينا وقالها لنا صريحة وقد تحتاج إلى مفسّرين لكنّها أبدا ليست في حاجة إلى مجتهدين ليحلّلوها أو يحرّموها. 
أرجعوا إلى قرآنكم يرحمكم الله ودعونا من إجتهادات إبن تيمية أو الشنقيطي أو الألباني أو إبن حنبل أو بن باز أو غيرهم، فأولئك هم بشر مثلنا ولا يتوجّب علينا أن نأخذ ما يقولونه إلّا أن نقتنع به أو نجده في كتاب الله. 
وأخيراً... لو أنّنا من الناحية الطبية حسبنا أضرار التدخين وأضرار الخمر على البشر في كل أنحاء العالم فإنّنا سوف نجد بأن أضرار التدخين على حياة الناس تتجاوز كثيراً وبأضعاف مضاعفة أضرار شرب الخمر. كذلك فإن الخمر "فيه فوائد للناس" فهل توجد فوائد في التدخين؟. كيف يحرّم الله الخمر ولا يحرّم التدخين؟ وماذا عن المخدّرات... أين ورد ذكرها في القرآن؟. لماذا لا نستخدم عقولنا ونفكّر، ولماذا نحن نحاول أن نضيف إلى القرآن من عندنا؟.

Ali Werfally
الموضوع طويل وقد سبق أن أثار نفس تساؤلاتك أناس قبلك وقد ناقش العلماء شبهاتهم على ضوء القرآن الكريم وصحيح السنة. وإن كنت راغبا حقا في معرفة حقيقة تحريم الخمر على المسلم فأرجو أن تبحث في قوقل عن : أدلة تحريم الخمر.

الرد:
تلك الأدلّة التي تتحدّث عنها أستاذ "علي الورفلّي" أنا أعرفها وقرأتها لكنّها غير مقنعة بالنسبة لي على الإطلاق، ذلك لأنّها تعبّر عن إجتهادات أفراد ولا يوجد لها سند في القرآن إلّا وأن يكون "إجتهاداً" في تفسيره. الذي أفسد الإسلام وأوصلنا إلى ما نحن عليه من تفرّق وتشرذم هو تلك "الإجتهادات" القاصرة والتي تعكس ضحالة تفكير أولئك البشر الذين ينصّبون من أنفسهم أوصياء على دين الله.
لقد حان الوقت لنا بأن نقولها عالية: كفانا الإحتجاج بإجتهادات من يسمّون أنفسهم رجال الدين في تفسير القرآن، وكفانا الإستشهاد بقول فلان وفلان وعلينا بأن نرجع إلى "القرآن" ولنترك كل ما هو غيره بدون إستثناء، إلّا وأن يكون ذلك متفقاً مع القرآن بصريح القول وليس بالتأويل. أنا لازلت أتحدّى بأن يأتيني أحداً بآية واحدة في القرآن تحرّم الخمر.... فأتوا ببرهانكم إن كنتم تملكون.

Ali Werfally
تصلي حضرتك؟ جيبلي من القرآن آية أو دليل يقول أن صلاة الصبح ركعتان والظهر أربع وأن صفة الصلاة هي كذا وكذا من ركوع وسجود وتلاوة. الشاهد أن الإسلام له منظومة فقهية أساسها القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة المأثورة عن رسول الله الكريم المبلغ عن رب العالمين والذي قال فيه ربه "لتبين للناس مانزّل إليهم". وحتى بالقرآن الخمر حرام حرام. عندما أحلتك إلى مراجع مستفيضة في الموضوع لتبحث فيها ليس عجزا مني عن مناقشة الموضوع ولكن لأني أعلم من خلال مقدمتك أن عندك شبهات عميقة ستأخذ وقتا طويلا من الجدل وتفرعا لا أملكه في الوقت الحاضر. وبعدين أنا عندي سؤال كنت خجلت أن أطرحه أول الأمر ولك مطلق الحرية أن تتجاهله إن شعرت أن فيه حرجا. هل أنت شخصيا تطبق هذه الفتوى التي توصلت إليها من أن الخمر حلال؟ أعني هل تشرب الخمر طبقا لفتواك؟.

الرد: 
أخي العزيز... أنت تخلط بين التشريع والتحليل والتحريم. كم ركعة تصلّي تلك إجراءات ووسائل (مناسك وطقوس) عبادة ولا علاقة لها بالتحريم والتحليل. الصلاة فرض والله قالها لنا بكل صراحة، أما كيف تصلّيها وكم ركعة فتلك ليست حلالاً أو حراماً وإنّما هي مناسك وطقوس ليس أكثر. ألم يحق للفلّاح وراعي الغنم بأن يصلّي كما يعرف وطالما أنّه كان مخلصاً في عبادته فإن الله يقيناً سوف يتقبّل منه نسكه مهما كان ؟. تلك الركعات التي تقول عنها أخي الورفلّي يمكن إختصارها إلى ركعتين فقط إذا كنت على سفر.
رجائي بألّا تخلطوا بين التحريم والتحليل وبين طقوص عبادات يقبلها الله بأي شكل كانت طالما أن الإنسان أخلص في تعبّده ووحّد الله في إعتقاده. وإجابة على سؤالك: أنا لم أقل مطلقاً بأن شرب الخمر حلال، أنا قلت بأن الله لم يحرّمه، وإنّما قال عنه بأنّه رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه، والإجتناب والحرام أمران مختلفان تماماً. أنا حتى لو أن الخمر كان حلال فإنّني سوف لن أشربه لأنّني طبيب وأعرف مضار الخمر على صحّة الإنسان، كذلك فإنّني أعرف مضار التدخين وتناول المخدّرات وبذلك فأنا لا أدخّن ولا أتعاطى المخدّرات.

Omar Ben-khiaron
حياك الله... بغض النظر عن عدد الجلدات، هي عقوبه تعزيريه على كل حال، لم يرد عددها بالضبط في نص قرآني... لكن ما أعجبني أن السفير كان منصفا و أقر بأن الرجل خالف القوانين و ان ذلك مدعاه للعقوبه، سواء كان مسنا أو غير ذلك.. ظروف يحددها القاضي عندما يقف المتهم أمامه .. و ليس الجمهور . 
المذيع حاول التسويق الرخيص.. بربريه.. و الإعدام لا يزال يمارس في امريكا و هو ليس عقوبه بعيده عن وصفه... . بمنظوره طبعا. 
الذي اتوقعه انه بعد كل هذا التاجيج الإعلامي أن السعوديه ستتراجع و تكتشف ان هناك فتوى تبيح إطلاق سراحه.

الرد:
وحتى نكون صادقين مع قرائنا، لا توجد عقوبة في القرآن لشارب الخمر.. لا رجم ولا رشق ولا تعزير، ولا أي نوع من العقاب. الله قال "إجتنبوه" ولم يقل لمن لا يجتنبه ماذا سوف يتوقّع من عقاب. والمثال البسيط لهكذا أمور هو أن تقول لإبنك: لا تلمس ذلك الشئ وتسكت، إن هو لمسه فلا يحق لك أن تعاقبه لأنّك لم تقل له في البداية ما هو العقاب فاعطيته بذلك إحساساً بأنّه لا يوجد عقاب بعد التحذير. أمّا إذا قلت لإبنك: وإن لمسته فإنّني سوف أضربك، فعندها بكل تأكيد إبنك سوف يعرف بأنّه إن هو لمس ذلك الشئ فعليه أن يتوقّع العقاب.
أشكرك أخي "عمر بن خيرون" على إثرائك للنقاش وذلك في واقع الأمر هو المقصد من طرح أمور إختلافيّة مثل هذه للنقاش والحوار.

Omar Ben-khiaron
النهي و المنع.. يستوجب العقوبه، القرآن ليس المصدر الوحيد للتشريع.. و حتى العبادات مثل كيفية الوضوء، الصلاه و الحج .. فلا يمكن إهمال السنه و الإجماع، الجلد حدث ايام الصحابه و هو ثابت... كما قلت العدد هو ربما لم يأت عليه اجماع.

الرد:
الجلد إن كان قد حدث أيّام الصحابة فتلك كانت الطريقة التي يتعاملون بها مع المذنبين حينها. لم تكن هناك وقتها مراكز تأهيل أو علاجات نفسيّة أو أخصائيين إجتماعيين أو حتى أطباء. دعونا يا إخوتي مما إتفق عليه الصحابة وقتها، فذلك لا يعبّر إلّا عن ثقافة ذلك الزمان ومعطيات ذلك المكان. 
ما يقرّره الصحابة أو الخلفاء الراشدون أو فقهاء الدين في ذلك الزمان ليس صالحاً لكل زمان ومكان. ما ورد في القرآن فقط.... وفقط هو مرجعنا الذي لا نختلف حوله على الإطلاق. إجتهادات البشر تبقى إجتهادات وهي لا تصلح لكل زمان ولا لكل مكان نظراً لقصور تفكير البشر وعدم علمهم بالغيب. هذا إذا أردنا أن نبتعد عن العاطفة وأن نحتكم إلى عقولنا وعلوم عصرنا.

ومَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً.... د. محمد هذا ليس رأيي أو رايك.. سبيل المؤمنين هنا في الايه لم تذكر عبثا... و فعل الصحابه و اجماعهم.. حتى عدم اعتراض بعضهم.. إذا ثبت حدوثه فهو ملزم و مصدر من مصادر التشريع... القرانيين جماعه قديمه حديثه.. و لكن لا يمكن.. ابدأ ابدا.. فهم القرآن دون فعل الرسول صلى الله عليه وسلم و الصحابه رضوان الله عليهم... 
ما معنى أولئك لهم الحسنى و زياده.. تفسيرها عند سيد الخلق. 
قطع اليد من أين؟؟ الرسغ، المرفق ام الكتف في حد السرقه.. و العرب تسمى كل هذه الأجزاء منفصلة أو مجتمعه يد... الإجابه عند الرسول صلى الله عليه وسلم. 
هناك كثير من الوضع و الدس.. الألباني.. بمفرده.. عنده سلسله سماها الأحاديث الضعيفة أخرج فيها 7000 حديث، لذلك نحتاج للتصفيه و التمحيص و لكن لا يمكن بأي حال شطب السنه، الأحاديث و فعل الصحابه بجرة قلم لأننا عاجزين عن تصفية الغث من السمين... ببساطه لن يكون هناك دين إسلامي و لن يمكن لبشر فهم القرآن الكريم... ما أقوله ليس عاطفه ابدا و لكن واقع 
علوم العصر لا علاقة لها ابدا بالإيمان.. حتى رواد الفضاء، هذا هو الفرق بين الدين.. إيمان، الاقتناع.. علم..، كيف تقتنع بالبراق، الإسراء و المعراج، نار ابراهيم، ناقة صالح كل ذلك أما أن تقبله كايمان في اي قرن أو ترفضه كعلم. 
الاجتهاد و الفهم لا يغير من صلب الدين الذي تلقيناه.. و ما لم يكن يومئذ دينا فلن يكون اليوم دينا... أستطيع الاسترسال و اعذرني على الاطاله.

الرد:
أشكرك أخي "عمر بن خيرون" على المساهمة الإيجابيّة، ولكن إسمح لي أن أستعمل عبارتك بدون زيادة ((ولن يمكن لبشر فهم القرآن الكريم))... هذه الجملة لوحدها كافية وزيادة للرد على ما تفضّلت به أخي عمر بن خيرون. لا يمكن لبشر فهم القرآن الكريم، و"لا" هنا هي مستقبليّة بقوّة "لن".
أنا أتفق معك تماماً بأنّه لا يمكن لأي بشري مهما كان من أن يفهم المعاني الحقيقيّة لكلام الله بناء على قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}... تلك هي معجزة القرآن بأن تأويله لا يعلمه إلّا منزّله، ولا يعلمه حتى ناقله إلينا أو بمعنى آخر من أوحى إليه به وهو نبيّنا محمد عليه السلام. وطالما أنّنا لا نعلم المعاني الكامنة وراء كلام الله فعلينا بأن نجتهد كل حسب زمانه وكل حسب مكانه ونقول في نهاية كل إجتهاد "والله أعلم". عبارة الله أعلم لا نقولها فقط من باب "التبرّك" وإنّما من باب التواضع ربّما أو الإعتراف بأنّنا مهما إجتهدنا فإنّنا لا نستطيع أن نعي ما يقصده الله جل وعلاء.
من هذا المنطلق، فإنّ القرآن سوف يفسّر بطرق مختلفة وبمفاهيم مختلفة عبر الآزمنة وخلال الأمكنة وتلك هي حكمة الله في تنزيله هكذا. القرآن صالح لكل زمان ولكل مكان لأنّنا لا نستطيع تفسيره، ولو إستطعنا وجاءت أقوام بعدنا وتوصّلت إلى معارف وإختراعات جديدة فإنها سوف تقول إن القرآن من "سير الأوّلين".
إن تفسير الأوّلين للقرآن هو غير ملزم لنا إلّا وأن نعيد قراءة وإعتماد تفسيراتهم من خلال علومنا العصرية وكذلك بأن نعطي الحق لمن يأتي بعدنا بأن يفسّره بناء على علومه في ذلك الزمان. علينا أن نتوصّل إلى قناعة مفادها إن كل ما يلحق الإسلام اليوم من أذى وكل ما يصيب المسلمين من إهانة هو بسبب تفسيرات الأوّلين للقرآن وإعتمادنا - جيل اليوم - لها بدون إعادة مناقشتها والبث فيها ومن ثم تحديثها.
إن سوريا سوف تشهد حرباً ضروساً بين السعوديّة(سنّة) وإيران(شيعة) وسوف تكون هذه الحرب بإسم الإسلام والإسلام منها براء. لا توجد سنّة ولا شيعة في الإسلام، فالإسلام هو دين واحد أوحداً وما تلك التسميات التي فرضت علينا وتحوّلت إلى دين علينا الإيمان به إلّا بدع قصد بها تخريب الدين على الناس.
علينا العودة إلى أصول التاريخ الإسلامي لنعرف كيف ولدت الشيعة وعلينا أن نتعرّف أيضاً كيف أصبحت السنّة ديناً مناقضاً لها. لو أنّنا إحتفظنا بديننا كما أنزله الله بدون إضافة تفسيرات الناس عليه وفتاويهم لكنّا بالفعل أمة واحدة، ولكنّا أمة بالفعل من خيار أمم الأرض في جميع مجالات الحياة.
حينما أنظر إلى حالنا اليوم كسلمين أحسّ بالغصّة وأحسّ بالهوان وأحسّ بالإحباط... وأحسّ بالدونيّة بمجرّد أن أقول بأنني مسلم. أليست هي تفسيرات شيوخ الدين من أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من ذبح للرقاب وتقطيع للرؤوس وتنكيل بالجثث وقتل الناس وهم خارجين من المساجد بعد أن أدّوا فرض الله في آوانه.
ألم يقتل عثمان بن عفّان وهو يقرأ القرآن، وألم يقتل عمر وهو يصلّي، وألم يقتل علي وهو في المسجد؟. ألم يقتلهم مسلمون من بينهم؟. لابد يا إخوتي وأخواتي من إعادة النظر في طريقة تفكيرنا، ولابد من الجلوس لإعادة تفسير القرآن بكامله بما يتوافق مع زماننا ومع عصرنا، ولابد لنا من التخلّي عن كيف كان يفكّر الناس منذ أكثر من ألف سنة... فالحياة تغيّرت، وفهم الناس لأسرار حياتهم تغيّر وتطوّر، والمفاهيم الحياتية في عالم اليوم هي ليست نفسها في عالم الأمس.

اخي العزيز.، انا لم أقل أنه لا يمكن لبشر فهم القرآن... قلت ان السنه و فعل الصحابه مفسر، موضح له... وأنزلنا إليك الذكر لتُبيّن للناس ما نُزِّل إليهم...،الرسول صلى الله عليه وسلم هو المخاطب في الايه التي تفضلت بها..، و الراسخون في العلم اضافهم الله إلى جلالته بحرف الواو إذن هناك من عرف و وعي و إن لم يكن الراسخون في العلم هم الصحابه فمن يكون؟؟
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )... علق عن هذه الايه الإمام أحمد.. أمام دار الهجره، بأن من استحدث في الإسلام فقد اتهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالتقصير و قد قال صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي و سنه الخلفاء المهديين من بعدي، و خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم... 
بالنسبه للتفسير المرتبط بالزمان... هل ترى أن ما يخص الإيمان، العقيده، العبادات، الأحكام هي قضايا ناقصه أو تتأثر بمرور الزمن.. انا لا أعتقد ذلك، و لست بصراحه مغرما بتفاسير الإعجاز العلمي في القرآن.. شخصيا إيماني هو عقدي.. عقده مقفول عليها.. 
لم أفهم قصدك بأن كل قوم لهم فهم و تفسير، هل يجب أن يكون عندنا عشرات النسخ لكي تتماشى مع العصر؟؟ لن يصبح ذلك دين.. حتى رئيس وكالة ناسا إيمانه، فهمه، ممارسته للشعائر لن يختلف عما فعله أجداده من مئات السنين، ماذا تريد أن نفسر أو ما الذي تراه غير متاح مع العصر لكي ننظر له من زاويه أخرى. 
موضوع توظيف الدين.. كثير ما اتناوله.. هو صراع إنساني و لا يحسب على الدين و لن يحسمه اي تفسير و فهم.. الموضوع ليس عقلي بل طمع دنيوي، ترى ما يحدث من صراع في بلادنا تحت كثير من الاقنعه ليس الدين هو وجهها الوحيد.. نفوذ، سلطه، مال.. 
الإجرام و قطع الرؤوس يفعله مرضى و الدين منه براء، كما قلت آنفا تنقية و تصفية الدين مما علق به، فصل التاريخ عن الدين و التفاسير العرجاء.. كل ذلك اوافقك عليه.. لك خالص ودي.

الرد:
هناك بكل تأكيد الكثير من الإختلاف بيني وبينك في هذا الشأن، ولا أرى ذلك من المنكرات في شئ. علينا بأن نختلف في الرأي والتفسير ووجهات النظر، لكن بكل تأكيد لا يجب علينا أن نتخاصم بسبب الإختلاف في الرأي.
نعم... لكل قوم فهم وتفسير وأنا أقصد "التدارك الزمني"... بمعنى أن قوم القرن الثامن الميلادي (زمن الرسول عليه السلام) لهم فهمهم وتفسيراتهم للقرآن، وقوم القرن الواحد والعشرون الميلادي لهم تفسيراتهم للقرآن، وقوم القرن الثلاثون لهم تفسيراتهم وهكذا إلى قيام الساعة. ذلك التدارك الزمني يمنع وجود عدة تفسيرات للقرآن في نفس الوقت إلّا أن يكون ذلك "فتنة"، لأنّنا هنا نتعامل مع عامل الزمن... أي قرون من السنين تفصل بين هذا التفسير وذلك التفسير.
كل قوم يعيشون بمعطيات زمانهم وبمعطيات مكانهم. هناك من يقول بأنّه توجد حياة على كوكب المرّيخ، وهناك من سوف يرسل بشراً لكوكب بلوتو وأولئك البشر إن تمكّنوا من العيش على سطح كوكب آخر سوف تكون لهم مفاهيمهم المكانية المختلفة عنها في الأرض.
كذلك فإن الكثير من الطقوس والملابس والمظاهر هي خاضعة بالكامل للمكان، ومن هنا فتقاليد أهل السعوديّة وتقاليد أهل العراق وسوريا وفلسطين(من حيث أتتنا الجلابيب والهرك والأنقاب وما إليها من عادات تلك الأقوام) هي ليست نفسها تقاليد أهل المكسيك أو أستراليا أو جنوب أفريقيا.
أمّا إستدلالك بحديث نسب إلى الرسول يقول فيه: و خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم... فهذا الحديث هو مختلفاً حتى عن صحّته، وفيه الكثير من المغالطات منها النحو بالطبع (قرني والذين يلونهم... لا تتوافق نحويّاً !!). أما أن يكون قرن الرسول هو خير من التي تليه فذلك لا يمكن إقناع مخلوق على وجه الأرض به، فعلوم اليوم والخدمات التي تنعّم بها الإنسان وثورة المعلومات وعلوم الحواسيب وعلوم الفضاء وغيرها كثير لا يمكن على الإطلاق مقارنتها بتلك التي كانت في القرن الثامن الميلادي.
صحة البشر اليوم، ومدى الحياة ومكافحة الأمراض، والحالة المعيشية، والأمن، والتنقّل، والتواصل بين الناس.... لايمكن على الإطلاق بأن يكون القرن الثامن الميلادي هو خير من القرن الذي نعيشه الآن. وبكل تأكيد ما نفرح به الآن سوف يخلق إنسان الغد ما هو أحسن منه، فالحياة لا تسير إلّا إلى الأمام وعلينا بألا نغالط أنفسنا بخصوص التطور في نواحي الحياة المتناسب طرديّاً ( وليس عكسياً) مع الزمن.

الخلاف و الاختلاف سنه كونيه، و أؤكد على تأكيدك بأن لا خصومة بين اخوين و اخالنا كذلك. 
لم توضح لي ماذا يغير الزمن في قواعد الإسلام، إيمانك بالله، توحيد الربوبيه، اسماء الله و صفاته ،التشريع، العبادات.. الحلال و الحرام؟؟ لم تجبني إلى الآن.. 
ما عدا ذلك مثل وضع اليدان على الصدر أو الاسدال في الصلاه.. فهذا يقبل الاختلاف... كما اسلفنا، لأن الصحابه رضوان الله عليهم رجال مثلنا و اختلفوا... أريد أن أعرف ما تأثير الزمن على القضايا الروحية و الايمانيه؟؟!! عندما تقول فهم و تفسير.. بعد أن أمر الله تعالى... لتبين للناس ما نزل إليهم.. اذكرك أن العلاقه بين الأرض و السماء انتهت... ما علاقة غزو الفضاء بأن الله واحد و قيم الإسلام من حفظ النفس، المال، الشعائر و العبادات... ما علاقة الملابس بالدين.. فأنا مسلم بالجلابيه، ربطة العنق و بالشنه.. حمراء أو سوداء.. و بدونها إيماني لن يتغير!! لا أدري ما قيمة تغير مظاهر الحياه على الإيمان.. و هو صلب الدين!! ؟؟؟. 
الحديث الذي استدللت به قلت مختلف، و انا ممن يعتقدون به.. الا تقبل مخالفتي؟؟!!.
خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال : ثم يَتَخَلَّفُ من بَعْدِهِم خَلًفٌ تَسْبِقُ شهادةُ أحدهم يمينَه ويمينُه شهادتَه " .
هكذا ورد و ارجوا ان تبين لي خطأه نحويا و ما هو الصحيح.. فلست ضليعا في النحو.. و لا ادعي ذلك.. و أمارس العربيه بالسليقه. 
تفسيرك للحديث يا أخي.، اعذرني.. لقد شططت، جانبك الصواب و حلقت بعيدا.. فعندما يقول صلى الله عليه وسلم خير الناس يعني خيرهم ايمان و عباده و صدق مع الله ام يقصد الانترنت، علاج الإيدز و المعزه دولي!! المقارنه مجحفه جدا و مبنيه على فهم و وضع الأشياء في غير سياقها... 
ما علاقة الإنسان بربه، رسالة و قيم الأديان بتطور الممارسات اليوميه...
غفر الله لنا ولكم... سبحانك اللهم وبحمدك لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك.

الرد:
أنا لم أذكر قط تأثّر قواعد الإسلام بعامل الزمن، أنا ذكرت أن فهمنا للقرآن يختلف مع إختلاف الزمن، وكل جيل يقرأ القرآن يفهمه بمعالم زمانه وبمعطيات مكانه. المقصود هنا أن أولئك الذين فسّروا القرآن في القرن الثامن الميلادي فسّروه على ضوء ما يعرفون في ذلك الوقت.
فلنأخذ مثلاً: {ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}... ما هو تفسير السبع سماوات في القرن الثامن الميلادي، وما هو في القرن التاسع عشر وما هو في القرن الواحد والعشرين وكيف سيكون بعد عشرة قرون قادمة؟. في ذلك الوقت كان الناس لا يعرفون المجرّات ولا يعرفون حتى أن الأرض تدور حول الشمس. الناس في ذلك الوقت لم يعرفوا بأن الآرض كروية الشكل. علماء الفضاء يقولون الآن بوجود 20 مليار مجرّة في فضاء الله الفسيح، ولكل مجرّة شمسها وسمائها... فكيف يمكن تفسير ذكر السموات السبع في القرآن؟. يقول الله تعالى: { أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا}... ما هو المقصود بكلمة "طباقاً"؟.
هل نستطيع الإتفاق على تفسيرها، وما هو المعنى الحقيقي لكلمة طباقاً في القرآن؟. يقول الله تعالى: { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}... ما هو المقصود "ومن الأرض مثلهنّ"؟. هناك الكثير من علماء الفلك اليوم من يظنّون بوجود حياة في كواكب أخرى، وربّما وجود كواكب شبيهة بالأرض في المجرّات الأخرى.... من سوف يأتينا بالخبر اليقين، وهل يستطيع رجال الدين بلعمهم القاصر تفسير مثل هذه الآية؟. تاويل هذه الأية الحقيقي هو عند الله فقط، والراسخون في العلم حينما يعجزون عن إيجاد التفسير الحقيقي ما عليهم إلّا وأن يقولوا "أمنّا به هو من عند ربّنا". يقول الله تعالى: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ . وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ . وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ}.. إلى السماء كيف رفعت: من ذاك الذي يستطيع تفسير هذه الآية؟. تفسير هذه الآية سوف يتغيّر مع الزمان والمكان إلى يوم قيام الساعة لأنّ تأويلها لا يعلمه إلّا الله . وقول الله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } .. ما هو المعنى الحقيقي لدحاها، وهل يستطيع مخلوق على وجه الأرض أن يأتينا بتفسير يقيني لهذه الآية؟. فسّروها بكيفيات كثيرة ولكن لم يستطع أحد تفسير المعنى الحقيقي لهذه الآية؛ وسوف لن يستطع أحد فعل ذلك إلى يوم قيام الساعة. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} من ناحية يقول الله والأرض بعد ذلك دحاها، ويقول في آية أخرى وإلى الأرض كيف سطّحت... هل يستطيع مخلوق على الأرض معرفة المقصود من كلام الله في هذه الآيات. يقول الله: {ولا الليل سابق النهار}.... ما هو تفسير هذه الآية، وهل يستطيع أحد من الشيوخ معرفة المقصود من أن الليل لا يسبق النهار، فهل يعني هذا أن النهار يسبق الليل؟.... هل يستطيع أحد على وجه الأرض ولاو كان نبيّاً مرسلاً بأن يجتهد ن عنده ليفسّر لنا المقصود من هذه الآية؟. القرآن الكريم فيه جانب صغير جداً للأحكام والعبادة والوحدانية، وهو في أغلبه مليئاً بالمعجزات الكلامية والمعانية التي يفسّرها الناس كل حسب زمانه وكل حسب مكانه، وكل حسب علمه، وسوف تستمر هذه الحالة إلى يوم قيام الساعة. أمّا علاقة الملابس بالدين والمظاهر بالدين فهو ما يخرج علينا به رجال الدين المتشدّدين والمنغلقين على أنفسهم وهم يحرّمون السلام على المرأة، ويعتبرون ترك اللحية سنّة مؤكّدة لا يكتمل الإسلام إلّا بها، وهناك منهم من يقول بأن دين الرجل لا يكتمل إلّا بزواجه بأربع من النساء إقتداء ب "سنّة الرسول عليه السلام !!". هناك من يكفّر المرأة التي لا ترتدي تلك التلابيب السوداء ويعتبرها متبرّجة وهو لا يعرف حتى معنى كلمة "متبرّجة". هناك من يربط قوّة الإيمان بلبس "الشبشب" وإرتداء السراويل المشمّرة... أليس هؤلاء هم من يريدوننا أن نتبع ملّتهم وطريقة تفكيرهم وإن لم نفعل يسارعوا إلى تكفيرنا وهم لا يعرفون علاقة أي منّا مع ربّه. ألم يتحوّل الدين في عقول وتفكير الكثير من رجال الدين إلى مظاهر وطقوس ظاهريّة يحكمون على أساسها في قوّة ومتانة التديّن عند البشر؟. أمّا الخطأ النحوي فيما نسب إلى الرسول من حديث فهو "قرني هذا (مفرد) والذين يلونهم (جمع)... كيف يلتقيان؟. فالأصح أن يقول العربي قرني هذا والذي يليه، ثم الذي يليه. أو قروني هذه والذين يلونهم !!.

Omar Ben-khiaron
و ما هو القرآن أليس توحيد، ايمان و شعائر... ما تأثير الزمن أو اختلاف الزمن و الأجيال... على حد قولك على ذلك؟؟!! لم تجبني إلى الآن.
اجبني على مثالك.. دعنا نتخذه مثالا مادمت قد أوردته .. عن السبع سماوات.. ما هو الفرق و ما وجدت.. حضرتك.. من فرق؟؟ ارجو ان تخبرني، هل تعتقد أن ال7 سماوات يمكن عدها، هل تتوقع أن سفينة الفضاء ستتمكن من عدها، و ما تأثير هذا في إيمانك.. لو كانت 6 مثلا، لو انتهى عمر الإنسان قبل عد هذه السماوات هل سيكون إيمانه ناقصا.. كما قلت لك آنفا الإيمان ليس إقناع و لا اثباتات و الا فإن أطالبك بإثبات الإسراء والمعراج.. الأوكسجين، الضغط، الطاقه التي سار بها البراق؟؟ هذا ايمان فقط، بالعلم و الإقناع، ومعدل الأكسجين في الدم... وووو كله غير منطقي، إذن كمسلم كيف تقتنع بهذه المعجزه التي لن يستطيع العلم اثباتها إلى الآن؟؟ ارجو ان تجيبني، ام ان الإيمان بها مؤجل حتى يثبتها العلم أو يرفضها؟؟.
الاكتشافات التي تحدثت عنها مثل اكتشاف امريكا.. ما علاقته بالإيمان؟؟!! وجود حياه في كواكب أخرى ماذا تؤثر في اسلامك و إيمانك... كل هذا يدخل في إطار التطور الطبيعي للحياه و لا علاقة له بالإيمان؟؟ اختراع الطائره، القطار، سفينة الفضاء... ووو ما هو تأثيره في توحيد الألوهية، العبوديه و اسماء الله و صفاته.. الصلاه، الحلال و الحرام.. ما هو تأثيره؟؟ ارجو ان تجيبني.. اتمنى ان تقنعني بأن ذلك يغير في إيمانك؟؟.
الإسلام اكتملت رسالته... الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ما علمت شيئا يفربكم إلى الله إلا و اخبرتكم به... مره اخرى تفسير الظواهر، الوزن الذري، قاعدة باسكال و عجلة الجاذبيه الارضيه كل ذلك اكتشافات.. اوافقك على أننا مطالبون بالتفكر، التدبر في خلق الله و لكن هل تعتقد أن دخولك النار او الجنه، عبادتك لله و قربك منه سيؤثر فيه معرفتك بالجيولوجيا، علوم الفضاء و ان الارض مربعه أو سداسيه أو اختلاف العلماء على تفسير دحاها؟؟ اجيبك بالقطع لا فالعلوم الشرعيه و العبادات لا يؤثر فيها فيزياء الكم!!. 
ثبت عن الرسول انه قال انا لا اصافح النساء.. هل عندك قول غير ذلك؟؟. 
اللحيه سنه مؤكده بأحاديث كثيره فيها فعل الأمر.. اعفوا اللحى.. فعل الأمر يستلزم الوجوب إلا إذا أتى بعده نص يصرفه إلى الندب أو الاستحباب و هذا لم يحدث في حالة اللحى.. هل عندك غير ذلك؟؟ أما أن الإسلام ناقص بحلق اللحى فغير صحيح لأنها ليست من أركان الإسلام.. أما كونها سنه مؤكده فهي كذلك.
الزواج بأربع لاكتمال الإسلام رأى شاذ و بصدق لم اسمع به في حياتي و لكن لا استغربه في جوقة الفضائيات الدينيه.. و ذلك مثل باقي الآراء الشاذه و لكن كلها لا يرد عليه لا يرد عليها.
قرني ..يقصد بها أهل قرني... و لا تتصور أن الرسول صلى الله عليه وسلم و هو أفصح العرب يقصد أن القرن ملكه.، و على كل حال ما المشكله في القول كتابي و كتبكم انا و انتم؟؟ ما المانع في مفرد يتبعه جمع؟؟.
فهم العربيه بطريقة الاقحاح مهمه ففي حديث ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.. الذي لايفهم لغة العرب.. و أن حروف الجر تتبادل المعنى و الاستعمال لا يفهم أن في هنا تعني على.. و إلا فنحن لسنا في داخل الأرض و الله ليس في داخل السماء.....

الرد:
من أجل نقل الفكرة ربّما بأكثر وضوح، ومن أجل أن لا نتحدّث ونغوص في الخصوصيّات أو الجزئيّات كي لا نهدر من أجلها وقتاً ربما نستفيد منه في مواضع أخرى... من أجل ذلك وغيره أريد أن أقسّم القرآن إلى أربعة فئات(أجزاء): 
  1. قصص الماضي: للعبرة وأخذ الدروس الحياتيّة، وهي نقل حقيقي لما وقع في زمن خلى لم يعشه الرسول ولم يشاهده. هناك الكثير من الأمثلة في القرآن منها: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِين إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ}، وكذلك {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}، وكذلك قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ}.
  2. العبادات: وهذه بدت واضحة للناس وهي في جوهرها لا تحتاج إلى إجتهاد، لكن طريقة ممارستها بكل تأكيد تحتاج إلى توضيح وإرشاد، مع أن الله لا يحتاج إلى نسكنا أو ركوعنا أو سجودنا، وإنّما نحن في حاجة لأن نركع لله ونسجد له إعترافاً منّا بقدراته علينا وإيماناً منّا بوجوده وتملّكه لنا وللكون معنا. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وقوله تعالى:{وما أُمِروا إلاَّ لِيعبُدوا الله مخلِصِيْنَ له الدِّينَ حُنَفَاءَ ويقيموا الصَّلاة}، وقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }. هذا الجزء من القرآن أنزله الله واضحاً من حيث الأمر، وترك الممارسة للناس كي يجتهدوا فيها. مهما إختلف الناس في طرق التعبّد فإنّ ذلك لن يغيّر شيئاً عند الله، فالله لا يحتاج إلى الطريقة التي نعبده بها بقدر إحتسابه لروح التعبّد(النسك) عندنا. بذلك فإنّ الطقوس والمظاهر هي في جوهرها لا تغيّر من الأمر شيئاً، وإنّما نيّتنا نحن وصدقنا في التعبّد هو فقط ما يحتسبه الله لنا.
  3. الخلق والتدبّر: وهذا هو الجزء الأكبر والأكثر في القرآن ممّا ربّما ينم على دعوة الله لنا لأن نفكّر ونتدبّر ووأن نستخدم ملكة العقل. يقول الله تعالى {وَفِى الأَرْضِ ءَايَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ وَفِى أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ}، وقوله: { يَنظُرُوآ إِلَى السَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ * وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيب}، وقوله: {أَفلا يَنظُرُونَ إِلى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}.
  4. الغيبيّات: وهذه إحتفظ الله بعلمها لنفسه ولم يطلع عليها حتى أنبيائه إلّا بما رغب أو بما رغبوا هم في بعض المواضع مثل محاورة سيّدنا إبراهيم مع ربّه بخصوص كيفيّة إحياء الموتى. يقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}، ويقول: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
من هنا يمكن القول بأنّ تعاملنا مع القرآن يجب أن ينبع من خلال فهمنا العميق له ودرايتنا بما أمرنا به دون أن نغفل بأنّنا لسنا أكثر من مخلوقات صغيرة ومتناهية في الصغر قياساً بعالم الرب الرحب والفسيح، ومن ثمّ فيتوجّب علينا التواضع والعمل معاً بشكل تكاملي وبناء بهدف تحقيق رغباتنا في أن نصلح من شئون حياتنا ونخفّف من آلامنا ومعاناتنا حتى ننتقل من وضع نعيشه إلى وضع أحسن منه نأمله ونتوق إليه.

أمّا التساؤلات الأخرى فأراها نقاطاً خلافيّة إختلافنا فيها لا يفسد للود قضيّة وإتفاقنا فيها لا يغيّر في الأمر شيئاً. معرفتنا لعدد السموات مهم جدّاً وما إذا وجدت بينها أراض أو وجدت حياة في المجرّات الأخرى يعتبر غاية في الأهمّية، فنحن لا نعيش مثل الدواب ننتظر ما يرمى إلينا، وإنّما نحن نحاول أن نصنع الحياة لأنفسنا وأن نطوّرها بما يتناسب مع متطلّباتنا وبما يحقق لنا طموحاتنا ورغباتنا ولو كانت حالمة جدّاً.
الراسخون في العلم هم ليسوا الصحابة وقطعاً ليسوا الصحابة، فالكثير من الصحابة لم يكن يعرف كيف يقرأ أو كيف يكتب. الراسخون في العلم هم ليسوا من يقرأ ويفسّر القرآن فقط، وإنّما هم العلماء سمّهم من شئت، وأنا أعني بهم علماء الحياة والباحثون في علوم الدين. إن خير من يفسّر كلام الله ويستوعبه ويفهم الكثير من مراميه هم علماء الحياة وليسوا شيوخ الدين. عالم الحياة هو من يسأل ويستفسر ويضع الفرضية التي تقبل الصواب والخطأ، أما رجل الدين فهو لا يفعل ذلك لأنّه ليس عالماً وإنّما هو ناقلاً عن غيره ولا يمتلك حريّة الإعتراض أو حتّى مجرّد الشك. هذا يعتبر إنحرافاً كبيراً عمّا اراده الله لنا، فالرب أرادنا بأن نفكّر في كل شئ، وأن نحاول فهم كل شئ، وأن نشكّك في كل شئ إلى أن نبرهنه لأنفسنا. قال الله تعالى:{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }. وقوله تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}.

الإكتشافات والإختراعات لها علاقة كبيرة ووطيدة بالإيمان من عدمه ومن قوّته ومن يقينيّته. فكلّما إزداد الإنسان علماً ومعرفة، كلّما تعمّق إيمانه بوجود الله. يقول الله تعالى: {نَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}... وهذه لاتعني شيوخ الدين فهم ليسوا بعلماء، وإنّما المتمكّن منهم قد نسميهم "فقهاء" وحسبهم ذلك. العلم الحديث برهن للبشر عن صدقيّة حمل مريم العذراء لعيسى عليه السلام بدون أن يعاشرها رجلاً، وذلك بتوصّل العلم الحديث لتخصيب النساء بدون إستخدام حيوانات منويّة أو حتّى تركيبات عضوية من الرجل مهما كانت طبيعتها أو شكلها. بإمكان العلم اليوم تحميل المرأة بجنين بدون وجدود للرجل، وهذا يعتبر برهانا من الله لأولئك المسيحيين الذين لم يتمكّنوا من إستيعاب بأن المرأة من الممكن بأن تحمل بدون وجود رجل، وهو تأكيداً لقول الله تعالى: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا}.

أنت قلت يا أخي: "ثبت عن الرسول.." من هو ذلك الذي أثبت، وما هو الدليل الحسّي (غير الكلامي) الذي برهن لنا على أنّ الرسول لم يصافح النساء.... وما العيب في مصافحة المرأة إلّا أن تحتسب من قبل المغالين في الدين على أنّها نجاسة كما يعتقد بعض المتشدّدين في الديانة اليهوديّة(الأحبار). لابدّ من التعامل مع معطيات العصر، ولابد لنا من أن نحترم المرأة ككيان بشري لا ينقص عنّا (الرجال) في شئ، وإلا فإنّنا بذلك سزف نساهم في تأصيل "الخلل" على وجه الأرض. أنا أتمنّى بأن يتوقّف أولئك الذين يستخدمون كلمة "ثبت" عن إستخدامها، لأنّه في واقع الأمر لم يثبت لنا أحد من الشيوخ شيئاً على الإطلاق إلّا وأن يكون ذلك "لفظيّاً" وتلك تبقى في عالم "النظريات" ووجهات النظر.
الآحاديث النبوية التي نتداولها ونقول بأنّه مثبتة ويقينيّة وصحيحة وما إليها من العبارات التي تستخدم بدون محاسبة.. تلك الآحاديث التي أصبحت عند الكثيرين أكثر إستخداماً من القرآن، وأحياناً بدل القرآن مثل عقاب شارب الخمر.. هي في واقع الأمر أحاديثاً "ملفّقة" ومنسوبة للرسول بمن دوّنها في كتب بعد أكثر من 200 سنة من وفاته، ودليلهم الوحيد للبرهنة على صحّة الحديث كان وجود أكثر من شخص يقولها لمن كان يحاول تجميعها، وحتى ذلك الإدّعاء لم نجد له برهاناً أو إثباتاً.
أكثر من 200 سنة حدثت خلالها كوارث وحروباً مدمّرة وصاحبتها هجرة قصريّة ودماراً لكل ما يمتلكه البشر ونجد من يقول لنا بأنّها "آحاديثاً صحيحة"، أنا أستغرب وأستغرب أكثر حينما أجد بعض المتعلّمين الذين تربّوا على الحجّة والبرهان وهم يصدّقون مثل تلك الآقاويل من قبل اللفظيين من رجال الدين. ربّما يوجد من بينها ما قد يعتبر صحيحاً إلى حدّ ما، لكنّني أنا شخصيّاً لا أقتنع بمصداقية تلك الآحاديث بسبب معرفة الطريقة التي نقلت بها إلينا، ومن نقلها لنا عبر العصور والأزمان. كل ما يخالف القرآن هو حديث غير صحيح، وكلما ذكر في الحديث ولم يشار إليه في القرآن هو من وجهة نظري محض إفتراء على النبي الذي هناك من يروي لنا بأنّه قال: لا تأخذوا الحديث عنّي، وإنّما خذوا علومكم من كتاب الله.

أمّا موضوع أن اللحية سنّة مؤكّدة فهذه لا تقنع حتى من يقولها. اللحية كانت موجودة منذ عهد آدم لأن الناس وقتها لا يمتلكون ماكينات ولا أمواس الحلاقة. اليهود كانت لهم لحي كثّة وعثّة وطويلة، وقساوسة المسيحية كانت لهم لحي كثة وعثّة، والناكرين لوجود الله كانت لهم لحي كثّة وعثّة ومهملة من أمثال داروين وكارل ماركس وغيرهم كثيرون، والفلاسفة والأدباء والشعراء كثيراً ما يتركوا لحاهم تكبر وتهيج حتى يعطوا لأنفسهم مهابة من نوع ما يزيد من إماكنيّة إقتناع الناس بهم وبما يطرحون من أفكار وعلوم. الرسول عليه السلام ولد في بلد يترك أهلها لحاهم فهل تريدونه بأن يغيّر ما وجد عليه قومه؟. من أين تأتي السنّة أو التديّن في هذا؟. من يرغب في أن يترك لحيته فليتركها كما شاء(حريّة شخصيّة) ولكن لا يفرضها علينا بإسم الدين، ففي ذلك الكثير من الإجحاف والكثير من الديكتاتوريّة وفرض الرأي بالقوّة.
أنت تقول بأن الرسول عليه السلام هو أفصح العرب... من أين أتيت بها يا أخي العزيز؟. نحن نعرف بأن الرسول كان أميّاً ولم يذهب إلى دور التعلّم، ولم يكن يعرف بأن يقرأ حرفاً... قال الله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}.

وختاماً في هذا الإطار.... الذين يلونه لا تستخدم إضافة للمفرد في اللغة العربية، ونحن هنا نتحدّث عن "إخبار" متربط بسابقه. وخير القرون قرني لا تعني فقط من باب التديّن وإلّا لكان الرسول إن خير الإيمان هو ما وجد في عهدي أو قرني، ولا داعي لأن تعطونا تفسيرات غير منطقية لأن ذلك من وجهة نظري يعتبر لغطاً ومجانبة للحقيقة ومسيئاً لنقل المعرفة.
نحن في داخل الأرض نعم، ونحن في داخل السماء نعم..... ونعم، وهي بليغة جداً ومعرفيّة إلى أبعد الحدود. نحن نعرف بأن الأرض كروية الشكل وبأن السماء تحيط بالأرض من جميع جوانبها، فنحن نقيم في داخل الأرض لأنّها ككرة تحيط بنا من كل جانب، ونحن نعيش في داخل السماء لأنّها بحكم حجمها وإحاطتها بالأرض التي نعيش عليها هي نفسها تحيط بنا من كل مكان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك