2015/04/16

النفس والروح.... حوار فلسفي

العلاقة بين الروح والجسد هي في واقع الأمر علاقة بين الحياة والموت، فالروح هي مظهر الحياة والجسد هو عبارة عن كيان جامد يتحرّك في وجود الروح ويتجمّد في غيابها... فالذي يموت هوجسد الإنسان لآنّ الروح لا تموت، بل إنّها ترجع إلى بارئها.
عدّت هذا الصباح من عيادة " الإنتكاسة في مرض التصلّب المتعدّد" أو ما يعرف ب Multiple Sclerosis Relapse Clinic ودخلت إلى مكتبي فوجدت صديقي وزميلي أخصائي جراحة الأعصاب وهو إنسان متفتّح جداً ومنطقي وعملي إلى أبعد الحدود، كما أنّني ألتقي معه في الكثير من المفاهيم والمعايير الفلسفيّة والعقلانيّة، فحييته وبادرته مازحاً: يتم التداول هذه الأيّام عن محاولات جادّة لزراعة مخ بكامله في رأس الإنسان فماذا تقول؟.

نظر إليّ بكل تفرّس وقال بسرعة: لا يمكن أن تحدث، وسوف لن تنجح هذه المحاولات حتى وإن كانت جدّيّة. وهنا بدأنا نتناقش حول هذا المشروع "العملاق" وبدأنا نمزح كثيراً حوله وتبادلنا الكثير من السناريوهات الساخرة مستعرضين حالات نعرفها وماذا سوف يحدث لها لو تم زرع مخّ شاب صغير في رأس أيّ منها؟.
وبطبيعة الحال جال بنا الخيال عميقاً في عالم المخ والوظيفة بإعتبار أن كلينا معنيّاً بهذا الشأن وبإهتمام كبير حتى وصل بنا الحوار إلى مناقشة الهيئة التي سوف يكون عليها الشخص بعد زراعة مخ جديد له !.
 هنا دخلنا في تعريف "الموت" السريري، فحسب منظّمة الصحّة العالميّة يعني الموت النهائي (الغير رجعي) أو ما يعرف ب موت جذع الدماغ Brain Stem Death بما يحمله جذع الدماغ من مراكز حيويّة للقلب والتنفّس، وعندما تموت هذه المراكز فكيف يمكن أن يتم زرع ذلك الدماغ بدونها؟!.
هذا يعني أن هناك مخرجين لمثل هذه العمليّة لا ثالث لهما:
  1. أن يؤخذ المخ من شخص مازال بالتعريف العالمي على قيد الحياة، ممّا يعني قتل ذلك الشخص عمداً وتلك قضيّة أخلاقيّة لا تغتفر.
  2. أو أن يؤخذ دماغ تالف لا يمكن - حسب التعريف - إعادة الحياة إليه، ممّا يعني أن الشخص الثاني الذي زرع له الدماغ سوف لن يعيش أبداً !.
هذا النوع من المجادلة يعتبر صحيّاً ومنطقيّاً وعقلانيّاً، وهو مقنع بتلك المعايير بإعتبار أن النتيجة الحتميّة لمثل هذا النقاش (بين أخصائيي أعصاب أحدهما أخصائي جراحة أعصاب وثانيهما أخصائي طب أعصاب) أنّه لايمكن زراعة مخ إنسان لأي إنسان ثاني إلّا أن يكون ذلك على حساب قتل شخص آخر، وهذا يعتبر قتل نفس بغير حق.
بعد ذلك تشعّب بنا النقاش إلى "الروح"، وهنا ذكّرت محدّثي بالآية الكريمة: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا }. وذكر لي هو أنّه في حالة النوم والإغماءة وحالات التخدير الكلّي، فإنّ الإنسان يتحوّل إلى ما يشبه "الجثّة الهامدة" لكنّها مع كل ذلك تبقى على قيد الحياة. وهنا ذكّرته بأن الروح هي معين الحياة، وهي جزء (نفخة) من الله؛ وعندما يموت الإنسان فإنّ ذلك الجزء من الله سوف يعود إليه بناء على قوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ  ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً}، وهذا ما حدا بمحدّثي لأن يسألني عن الروح والنفس... ما الفرق أو العلاقة بينهما؟. هنا أحسست أنا بصعوبة الموقف وتشعّب الأسئلة بحيث أنّها تجاوزت المتعارف عليه !.
ومن أجل الخوض في تلك الأمور "الصعبة"، عدنا إلى حالة النوم العميق وغياب الوعي والتخدير الكلّي العميق، فعلّق محدّثي قائلاً: الشخص يغيب بالكامل عن الوعي فلا يفكّر ولا يتواصل ولا يعبّر ولا يتحكّم..... فهل نعتبره ميّتاً؟!. وكانت الإجابة سريعة من الطرفين، بأنّ الشخص في هذه الحالات مازال يعتبرعلى قيد الحياة ولا يمكن إحتسابه ميّتاً حسب التعريف العالمي للموت السريري.
إذاً... مثل ذلك الشخص مع أنّه يظهر كجثّة هامدة، لكنّ الروح تبقى في جسده ولا تغادره في مثل هذه الحالات، فالروح إن هي غادرت الجسد فإنّها قطعاً سوف لن تعود إليه وتبقى بعيدة عنه إلى يوم البعث حيث تعود الروح إلى الجسد فتمكّنه من النهوض والحركة مما يدفع به للهروع إلى مكان التجمّع والحساب حسب قوله تعالى:{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا}. هنا سألني محدّثي - وهو مسلم علماني متفتّح وعصري في التفكير - ما الفرق بين الروح والنفس، ومن سوف يحاسب الله يوم البعث... الروح أم النفس؟.
هذا السؤال كان بالفعل صعباً بالنسبة لي، لكنّني إلتجأت إلى أحسن ما لديّ من تفكير وتصوّر وإعتبار وتدبّر، فقلت له: ربّما أنّ النفس والروح هما أمران مختلفان. فالنفس هي الإرادة، المشيئة، الإختيار، القرار... بينما الروح هي "المحرّك"... وهي بمثابة البنزين للسيّارة. ربّما هي بمثابة "الشرارة" الكهربائيّة لمصباح الإنارة، فعندما تصل إليه الشرارة الكهربائيّة يشتعل وعندما تنقطع عنه ينطفئ. كذلك هي الروح بالنسبة لجسد الإنسان.
هنا إقتنع صاحبي بهذا المدخل، لكنّه عاد وسألني سؤالاً آخر: من سوف يحاسب الله يوم القيامة: الروح أم النفس؟.
شعرت بصعوبة كبيرة في الإجابة على هذا السؤال رغم أنّني أعتبر نفسي مجتهداً قويّاً ولي الكثير من التعمّق في مثل هذه الأشياء. هنا إقترحت على محدّثي بأن النفس والروح هما أمران مختلفان ... فالروح هي من أمر ربّي وهي جزء منه، ومن ثمّ فهي مجرّد نفخة حياة في جسم الإنسان تمكّنه من التحرّك والتفكير والتصرّف وإستخدام الملكات التي خلق بها ثم جبل عليها. بمعنى، أن الروح ليس لها علاقة على الإطلاق بتصرّفات وإختيارات الإنسان، ومن هنا فإنّ الله سوف لن يحاسب الروح، فهي منه ولا يعقل بأن يحاسب الله - سبحانه - نفسه.
كان صاحبي مهتمّاً جدّاً بما قلته له وكان بالفعل صاغياً جيّداً، لكنّه ظل ينتظر الإجابة على سؤاله الوجيه: من سوف يحاسب الله يوم القيامة النفس أو الروح؟.
واصلت إجتهادي "العلمي" وليس "الديني" قائلاً: النفس هي الإرادة، الإختيار، الإقدام، والتحفّز بالنسبة للإنسان، وهي من هنا تكون بمثابة "النفس الأمّارة بالسوء، وقد نسمّيها الشيطان قرين الإنسان.
وهنا آتاني سؤال آخر شعرت بصعوبته... إذا كانت النفس هي الأمّارة بالسوء حسب قوله تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}، وإذا أعتبرنا أن الإنسان هو عبارة عن خليط بين الخير والشر، فهل معنى هذا أن الإنسان يحمل نفسيتين: واحدة للخير والأخرى للشر؟.
هنا تذكّرت قوله تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي}... إلّا ما رحم ربّي. يعني أن هناك نفساً ربّما تكون أمّارة بالخير، أو أنّها على الأقل ليست أمّارة بالسوء، وكذلك قوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}، فالنفس المطمئنّة لا يمكن لها بأن تكون أمّارة بالسوء أو بالشر.
مع ذلك فقد حرت في الإجابة، وشعرت بأن الأمور أصبحت تتعقّد أمامي. لكنّني بطبيعة الحال لست من النوع الذي يذعن بسهولة ويركن للقبول بالفشل.... قلت، ربّما النفس الأمّارة بالخير في الإنسان هي الروح، وبإعتبار أن الروح هي جزء من الله حسب قوله تعالى:{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}... إذاً الإنسان ينفخ فيه الله من روحه، وبإعتبار أن الله لا يمكنه أن يأمر بالشر، فإنّ النفس الأمّارة بالخير في الإنسان قد تكون هي الروح.
ظل محدّثي صاغياً مبدياً إعجابه بطريقتي في النقاش ومحاولاتي الجادّة لتفسير مثل هذه المعضلة، وهنا سألني: هل يعقل بأن الجزء الذي هو من الله (الروح) من الممكن أن يفسد؟. وهنا طلبت منه توضيحاً أكثر لسؤاله. قال: البشر خطّاءون، ولا يوجد إنساناً على وجه الأرض إلّا ويخطئ، ولا يوجد إنساناً معصوماً عن الخطأ بغض النظر عمّا يتقوّل به الشيعة في الأئمّة الإثنى عشرة، بما فيهم "الإمام الغائب" أو "الخليفة المنتظر" !!.
هنا قلت معقّباً: دعنا نبقى في علوم المخ والأعصاب ولنترك الدين "للمتديّنين" !. عقّب هو سريعاً بالقول: وأنت تستشهد بالقرآن في أغلب ما تقول، فكيف يمكنك ترك الدين جانباً؟!.
قلت: نعم، ذلك صحيحاً، ولكن الذي أستشهد به هو "القرآن" الذي يعكس الدين الأوحد بكل جلاء، وما إختلفوا فيه إلّا بغياً فيما بينهم، كما قال الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}. ففي دين الله الحقيقي لا يوجد سنّة ولا شيعة ولا حنبلية ولا أحمديّة ولا يزيديّة ولا أباضيّة ولا وهابيّة. هنا لاحظت سكون محاوري وإنصاته لكل ما أقول منتظراً المزيد من "نظريّتي" في النفس والروح !.
أصبت عند هذا الحين بخيبة أمل نتيجة لوقوعي في الشرك من جديد بأن أعادني صاحبي إلى نفس الموضوع الذي حاولت تجاوزه بطريقة مخادعة بأن رغبت في الخوض في موضوع الإختلاف في الدين والتخاصم في تفسيرالقرآن بين المسلمين، لكنّه أصر على مواصلة نفس الحديث عن الروح والنفس بإعتباره يهمّ كل منّا في مجال تخصّصه.
صاحبي بإعتبارأنّه سنّي عصري ومتفتّح فلم يحفل كثيراً بقضية التناحر الديني بين الشيعة والسنّة بقدر إهتمامه بقضايا التناظر العلمي والإجتهاد فيه من خلال هذه النافذة... نافذة العلم والدراية.
قلت... نعم، فلنعد إذاً إلى قضيّة الروح والنفس. فكما أذن الله للشيطان بأن يتصدّى لإرادته بإذنه، فقد أعطاه كامل الحريّة لأن يحاول العبث بالجانب الطيّب من الإنسان فعساه أن يفسده عليه ويتركه إنساناً فاسداً في كل شئ. فالشيطان أعطاه الله الإذن بأن يحاول جر النفس الأمّارة بالخير لتصبح نفساً أمّارة بالشر وأعطاه الإذن بأن يواصل محاولاته كما أراد وبقدر إستطاعته إلى يوم البعث، وهنا إستدركت قائلاً: أعتقد بأن الإنسان خلق على فعل الخير (كلّه نفساً أمّارة بالخير) منذ ولادته، فالطفل الصغير مثلاً لا يعرف عمل الشر وإنّما يتعلّم ذلك عبر الأيّام والأشهر والسنوات، فيتعلّم الطفل الصغير الكثير من الحيل والخدع (التريكّات والخزعبلات والطروح...) والتي تكون في البداية بريئة، وعادة ما يستخدمها مع أمّه وهي الأقرب إليه والأكثر إلتصاقاً به، ثم ما يلبث أن يطوّرها تديجيّاً نحو جانب الشر بأن تبدأ علامات الحب المفرط للأم في البداية، لكن ذلك الحب المفرط سرعان ما يتحوّل إلى "غيرة" والتي بدورها تدفع إلى نشوء عامل الكراهية تجاه الآخرين، وهذا بدوره يدفع إلى الجنوح للعنف والإيذاء وتبدأ النفس الأمّارة بالسوء في النمو والتضخّم مع الأيّام حتى يتعلم الإنسان الكثير من الخبث والمكر والتحايل؛ وهنا يجد الشيطان الطريق واسعة ليدخل إلى الإنسان فيداعب نفسه الشرّيرة (الأمّارة بالسوء) حتى تسمح له بالدخول والإقامة، وتبدأ بذلك النفس الأمّارة بالسوء في النمو والتعاظم حتى تتجاوز النفس الأمّارة بالخير عند الكثير من الناس، وقد تتمكّن منها وتقضي عليها عند البعض.
مازال صاحبي يستمع إليّ بكل إهتمام وأنا أطرح نظرياتي في مجال الخير والشر مما أنسانا قضية زرع المخ التي ربما كنّا سنختلف بشأنها. طلب منّي مواصلة الكلام عن الخير والشر في داخل الإنسان، فقلت: ثم يعيش الإنسان بروحه البريئة وبنفسه الأمّارة بالسوء إلى أن يموت، فتدخّل هنا سائلاً: وماذا سيحدث له بعد ذلك؟.
قلت: تعود روحه إلى بارئها، وتذكّرت الآية من جديد: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}. هنا نلاحظ بأن الله خاطب النفس، لكنّه نعتها ب"المطمئنّة" وهذا يؤكّد بأن نظريّتي التي أسلفتها والتي تقول بأن الإنسان تتواجد بداخله نفساً حميدة (الروح)، ونفساً شرّيرة(الشيطان). هذا ربّما يظهر واضحاً في تلك الآية عن النفس التي وصفها الله ب"المطمئنّة" والتي دعاها بكل لطف {أرجعي إلى ربّك راضية مطمئنّة}..وأضاف من لطفه وعنايته بها بأن قال لها: {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}... هنا ظهر لي تحدّياً جديداً، فلم يقل الله إلى النفس الحميدة (المطمئنّة) إرجعي إلى خالقك، وإنّما قال لها فأدخلي في عبادي وهذا معناه بكل تأكيد "في عبادي الصالحين" الذين أنا راض عنهم، وبذلك فلتدخلي في جنّتي، وهو هنا مازال يتحدّث عن النفس الحميدة "الأمّارة بالخير" في مقابل تلك النفس الشريرة "الأمّارة بالشر" وقد لا يكون الله يخاطب في هذا الإطار "الروح" فلا يعقل أن يخاطب الله نفسه.
والسؤال الجدير بالإجابة هنا هو: وماذا سوف يحدث للروح بعد أن تعود إلى ربّها، ثم تبعث من جديد لتحيي الإنسان وتخرجه من القبر وتدفعه للجري إلى مكان الحساب... ماذا سوف يحدث لتلك الروح بعد ذلك؟.
الإجابة قد يجوز تلخيصها في هذه الآية: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}... من هنا نعرف بأن الروح هي من أمر ربّي، ومهما حاولنا التفلسف في هذا الموضوع فإنّ علمنا مهما تعاضم سوف يبقى "قليلاً" بحسابات الله.
هنا وصلت إلى قناعة مفادها أنّنا مهما تعلّمنا ومهما تفلسفنا فإنّنا نبقى عاجزين عن تفسير القرآن كما أراده الله، وما علينا إلا أن نؤمن به كما أنزل حينما نعجز عن تفسيره إستناداً إلى قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا}.... صدق الله العظيم. 

وخلصنا في النهاية إلى القول أنّه بالإمكان من الناحية النظرية زرع دماغ إنسان في جسم إنسان ثان، ولكن من الناحية العمليّة إن ذلك سوف لن يحدث بسبب إعتبارات إنسانية وأخلاقيّة، فشأن ذلك أن يدفع إلى قتل بشر للإستفادة من أدمغتهم وزرعها في رؤوس بشر آخرين وهذا الإجراء لا يمكن أن تسمح به القيم الإنسانية المتمدّنة إلا أن تتمكّن داعش ومن يسير في أفقها من حكم العالم، وحينها بكل تأكيد هم قطع الروس وذبح البشر يعتبر عندهم من أيسر الأشياء وخاصة من الشباب وصغار السن، وقد يتمكّنوا من إلزام كبار جراحي الأعصاب في العالم من زرع أدمغة الشباب المقطوعة رؤوسهم لكبار داعش وقادتها الذين بكل تأكيد لا يملكون أدمغة فاعلة، وقد يحدث ذلك تغييراً جوهريّاً في طريقة تفكير أمراء داعش وقادتها. هناك نقطة يجب التنويه إليها وهي أنّه في حالة تمكّن داعش من السيطرة على العالم وتأسيس "الدولة الإسلاميّة" المزعومة، فإن أكثر المستفيد من حكم داعش سوف يكون "النسوة" لآن أمراء داعش يقرّون بأن المرأة ناقصة عقل، ومن ثم فلن يصلح دماغها للزراعة؛ وبذلك فسوف تسلم المرأة من ظلم الدواعش !.

والخاتمة يمكن تزيينها بذكر أن تنمية الأعصاب الطرفية وإصلاح أجزاء تالفة من الدماغ هي في طريقها نحو النور، وسوف يشهد العقد القادم تطوّراً نوعيّاً في هذا المجال من خلال تنمية وزراعة الخلايا الجذعيّة والتي سوف تحدث ثورة حقيقيّة في مجال معالجة الكثير من الأمراض العصبيّة التي هي الآن في حكم المستحيل علاجها.        






   


  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك