2014/10/21

أيّام المليشيات الآخيرة

 
يبدو أنّه الآن أصبح مقنعاً للقاصي والداني بأن الجيش الليبي بدأ يتقدّم رويداً في ميدان المعركة، ويقيناً مع صباح كل يوم ترتفع
معنويات هذا الجيش وتزداد ثقته بقدراته وبإمكانيّاته على إحداث التغيير المطلوب.
الجيش الليبي يتقدّم في كل الميادين في شرق البلاد وفي غربها، وما هي إلاّ بضعة آسابيع ويعلن هذا الجيش إنتصاره النهائي على كل المليشيات المسلّحة وعلى أغلب تجّار الدين ممّن يسمّون أنفسهم ب"أنصار الشريعة"، وعلى بقيّة المؤدلجين ممن يقفون معهم أو يسيرون ورائهم ويتسترون بتلابيبهم.
الجيش الليبي يسير حثيثاً نحو النصر المبين، ولكن على من ولماذا كل هذا القتل ومن أجل ماذا كل هذا الدمار؟.
هذه أسئلة أراها محقّة ويتوجّب علينا كليبيّين وليبيّات إثارتها والتوقّف عندها بهدف البحث عن إحابات شافية عليها حتى لا تتكرّر.
أنا شخصيّاً لا أرى بأن الجيش الليبي سوف يلام على ما حدث في بنغازي أو في طرابلس أو في الجنوب. الجيش الليبي ظل ساكتاً وصامتاً وبعيداً عن الساحة السياسية لما يقارب من العامين، وكان بذلك يحاول القول لكل الشعب الليبي بأن جيشه ليس له أطماع سياسية ولا هو بباحث عن السلطة أو ساعياً إليها. الجيش لليبي بقى بعيداً لتمكين الليبيّين والليبيّات من بناء بلد ديموقراطي متحضّر، لكن بعض ضعاف النفوس رأوا حياديّة الجيش ضعفاً، والفراغ السياسي في ليبيا فرصة، والمناكفات العقيمة بين هذا التكتل أوذاك لقمة سائغة تسارعوا لإقتناصها وإلتقاطها والتلذّذ بها.
بدأوا بإغتيالات متفرّقة هنا أو هناك كان ربّما أوّل ضحاياها اللواء المرحوم عبد الفتّاح يونس، وبعد تلك العمليّة الغادرة إنتظر الطغاة الجدد بعضاً من الوقت وهم ينتظرون ردود الأفعال، ولكن ظل كل شئ كما كان ولم تحدث أية محاكمات أو مطاردات أو تحقيقات، بل إن القاتلين بقوا طلقاء لا يترقبّهم أحد ولا تترصّدهم أية جهة ولا تلوّح بالقصاص منهم آية حكومة فأحسّوا بأن الجيش الليبي لم يعد له من يحميه أو ينصره أو يقف معه، فواصلوا الإغتيالات والتصفيات التي بدأت وتائرها تتزايد مع الأيّام ومع إستمرارية غياب الملاحقة أو المحاسبة أو القصاص. قتل تجّار الدين ما يزيد عن 550 ضابطاً وفرداً من الجيش الليبي قبل أن يحس ذلك الجيش - الذي كان ضعيفاً - بالخطر الماحق الذي يداهمه حتى بلغ السيل الزبى بمن كان يتحرّق على مقتل زملائه ورفاق دربه، إلى أن خرج اللواء خليفة حفتر عن صمته ليعلن بأنّ أرواح المنتمين للجيش الليبي ليست رخيصة وبانّها سوف لن تضيع هكذا بدون أن تجد من ينتصر لها.
قرر اللواء خليفة حفتر الإنتقام لزملائه وفاجأ الجميع من أولئك الذين ظنّوا بأن الجيش الليبي كان قد مات وإنتهى بإنتهاء نظام الطاغية القذّافي حيث كانوا "ظلماً" يحتسبون بأن كل من ينتمي للجيش الليبي هو من أتباع أو أزلام القذّافي.
فاجأ اللواء خليفة حفتر الكثيرون بأنّه لم يسكت على الظلم ولم يرضى بالإهانة للجيش الليبي ، وبالفعل إستطاع أن يخلق قوّة فرضت وجودها على الجميع فأخافت الحقراء منهم فشعروا بأن وجودهم أصبح مهدّداً... وبدأوا يكيلون السباب والشتائم على اللواء خليفة حفتر ونعتوه بكل النعوت بهدف تقزيمه ورفع درجات الكراهية من الشعب ضدّه لكن لم يتحقّق لهم ما كانوا يحلمون به أو يمنّون نفوسهم ببلوغه.
اللواء خليفة حفتر لم يأبه لكل ذلك، بل إنّه واصل دفاعه عن زملائه حتّى تمكّن من تأسيس جيش صغير لكنّه محترف سمّاه جيش الكرامة.
بدأ جيش الكرامة صغيراً لكنّه كبر مع الأيّام، وها نحن نراه اليوم يمثّل نواة لجيش ليبيا الذي ظن الكثيرون بأنّه كان قد مات وإنتهى. تحوّل جيش الكرامة الصغير إلى جيش ليبيا الكبير والذي برهن لكل الليبيّين والليبيّات على أنّه قادر على تحقيق النصر الذي بدأ أغلب الليبيّين لم يعد يثق في إمكانية تحقيقه بعد أن طغت المليشيات المسلّحة وإستولت على كل شئ في ليبيا الحبيبة بمباركة كل الكذّابين والمنافقين والطامعين والمرتزقة. تحوّل جيش الكرامة إلى جيش ليبيا، وبذلك فقد أصبح الآن يخيف كل من تغوّل على الشعب الليبي بالأمس القريب؛ وسوف يفاجئ الجيش الليبي كل المتابعين والمراقبين بأنّه قادر على تحقيق النصر وإعادة ليبيا إلى كيانها الذي كنا نعرفه وهو أن تكون دولة ولها سيادة غير مغتصبة وغير خاضعة للإرتهان.
فهلم بنا جميعاً نقف وراء هذا الجيش ونعاضده حتّى نشد من أزره ونشجعه على تحقيق النصر لنا ولليبيا الحبيبة، وما هي إلا أيّام بإذن الله حتى تزدان شوارع طرابلس بدخول الجيش إليها منتصراً تستقبله جماهير عروس البحر بالهتاف والزغاريد وباقات الورو
د.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك