نحن نمر بمرحلة تغيير كبيرة وخطيرة . . . . . . لكنّنا لم نستوعب متطلباتها بعد
بعد معاناة طويلة ومشاكل كثيرة وإقصاء لا مثيل له إستفقنا على واقع مختلف لم نكن مستعدّين له ولم نكن عارفين بكل أبعاده ومتطلّباته، فلم نتمكّن من التعامل معه كما يجب.... ربّما من فرط تفاجؤنا أو من منطلق عجزنا.
الحياة هي تحدّ دائم، والسير إلى الأمام دائماً يحتاج إلى نباهة كما هو يحتاج إلى إنتباه. علينا بأن نسعى إلى التغيير الحثيث، لكن علينا أيضاً بألّا ننسى واقعنا ومعطيات المجتمع الذي ننتمي إليه والبيئة التي تحيط بنا.
المجتمع الليبي ربّما يمكن تفسيمة إلى ثلاثة فئات:
- الفئة المتعلّمة والواعية والمثقّفة، وهي القادرة على التغيير من الأمام وإلى الأمام. هذه الفئة قد لا تتجاوز 10% من عموم الشعب الليبي... أي ما يقارب من 200,000 شخص بين رجال ونساء في أحسن الأحوال. هؤلاء هم من بكل جدّيّة ينظر إلى الأمام ويريد من ليبيا بأن تتقدّم وتأخذ مكانها بين شعوب العالم المساهمة في عمليّات النمو والتحضّر.
- الفئة الإنتهازية والوصوليّة، وهذه عبارة عن مجاميع من البشر ليس لهم من عمل سوى إقتناص الفرص وإستغلال الهفوات. هذه المجموعة تمثّل ما يقارب من 30% من مجاميع الشعب الليبي.... أي ما يقارب من 1.2 مليون شخص أغلبهم من الرجال. هؤلاء هم من لا يريد للدولة بأن تتكوّن، ولا يريد للقوانين بأن تطبّق، ولا يحب أن يرى جيشاً أو شرطة أو أجهزة قضاء ومحاسبة... وأمثال هؤلاء هم من يجب أن يخيفنا لأنّهم يهدّدون مستقبل حياتنا.
- الفئة السلبيّة الإتكاليّة، وهي تلك المجاميع من البشر الذين يسهل إنقيادهم وتسهل قيادتهم والضحك عليهم، وهم مع كل غالب بغض النظر عن حيثيّاته. هذه الفئة بطبيعة الحال تتجاوز ال 60% من عموم الشعب الليبي... أي ما يقارب 2.5 مليون قد يكون عدد النساء من بينهم أكبر من عدد الرجال، لكنّني لا أرى إختلافاً بينهم من حيث المواقف فرجال هذه المجموعة هم مثل النساء والعكس صحيحاً.
الأرقام التي ذكرتها أعلاه هي أرقام توقّعيّة (تقديريّة) وضعت على أساس أن عدد الليبيّين (ذكور وإناث) من يتجاوزون عمر 16 سنة يبلغون 60% من عموم الشعب الليبي، وهم من يمكننا الحكم على تصرّفاتهم على إعتبار أن أولئك الذين تقع أعمارهم ما بين 16 - 18 سنة لا يمكن إستثناءهم من مثل هكذا تصوّر بعتبار أن لكثير منهم يساهمون بطريقة أو أخرى في حركة التغيير في ليبيا.
من هنا يمكننا الإستنتاج بأن مالا يزيد عن 10% فقط من الليبيّين والليبيّات هم في واقع الأمر من يكمن الإعتماد عليهم لتحمّل مسئوليّة التغيير في ليبيا، وهم بكل تأكيد يقدرون على إحداث التغيير، لكنّهم يظلّون في نهاية المطاف أقليّة - وأقليّة غير مشاكسة - في بلد مازال يعاني من غياب القانون وغياب القيم وغياب الحسم.
وماذا يمكننا فعله؟
سؤال بكل تأكيد يحتاج إلى إجابة، لكن الإجابة عليه قد تكون صعبة... غير أنّها ليست مستحيلة.
ماذا يمكننا فعله....... ؟
- علينا بأن نلتقي ونفكّر جماعة.
- علينا بأن نثق في أنفسنا وفي بعضنا... وفي قدراتنا على التغيير.
- علينا بأن نضع تصوّرات بعيدة المدى تكون عقلانية وواقعيّة ومدروسة.
- علينا بأن نكون صبورين، وبألّا نتوقّع حدوث المعجزات.
- علينا بأن نبحث عن الجيّد في بلادنا، فنتواصل معه ونظمّه إلى مجاميع الطيّبين والمخلصين من أبناء وبنات البلد.
- علينا بألّا نسكت عن الخطأ، وذلك بكشف الإنتهازيّين وتعريتهم، وعينا مقاومةالإفساد في بلادنا مهما كان مصدره.
- علينا بأن نتّجه إلى الفئة "السلبيّة" وهي كبيرة جدّاً ونحاول بوسائلنا الخاصة إقحامها في تحمّل بعض المسئوليّة، ولكن الأهم هو توعية تلك الفئة بأهميّة حب الوطن وبتفاهة الأفراد مهما تغوّلوا.
- علينا المضي قدماً بما نظن بأنّه في مصلحة بلادنا بدون الإحساس بالإحباط نتيجة لما يفعله المفسدون.
- علينا الإستمرار في حملاتالتوعية والتنوير لكل الليبيّين والليبيّات حتى يخرج السلبي عن سلبيّته والغير عارف عن جهله.
- هناك تضحيات لا مفر منها، وعلينا بأن نكون مستعدّين لتحمّلها، فالتغيير لا يأتي بدون ثمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك