2011/08/07

يحكم بلادنا الأخيار بعد فترة من حكم الأشرار

دأب المجلس الإنتقالي في ليبيا منذ الأيام الأولى لتكوينه على إختيار الأصلح لحكم وإدارة شئون بلادنا. فبعد المجموعة المنتقاة سالفا من أمثال الدكتور محمود جبريل، والدكتور علي الترهوني، والأستاذ محمود شمّام، وغيرهم من السادة الأخيار الذين وإن كانوا لايمثّلون الأحسن في ليبيا؛ لكنّهم قد يكونون من بين الأفضل فيها.
بدون شك إن عملية الإنتقاء والتكليف قد تكون صعبة وحسّاسة في نفس الوقت، وقد تحتاج إلى عقول مفكّرة، وضمائر صادقة لكنّ ما سبق من تعيينات ينبئ بأن هناك صدق في الإختيار، وبأن هناك واعز كبير لخدمة الوطن، وهناك رغبة أكيدة أيضا في البحث عن الأجود من أجل بلوغ الأفضل..... وهذا في حدّ ذاته يشعرنا بالإطمئنان على أداء المجلس الوطني المؤقّت رغم كل الصعاب، ويعطينا ما يكفي لنعيد الثقة بأنفسنا بعد أن حطّم الإرادة بداخلنا ذلك البدائي المتخلّف.
كان آخر التعيينات الصائبة من وجهة نظري يتمثّل في تكليف السيّد محمود الناكوع بمهمّة تمثيل المجلس الإنتقالي في لندن ( ما يعادل سفير) مع أنّني كنت أتوقّع بأن يقوم بهذه المهمّة السيّد جمعة القماطي تقديرا لدوره الفعّال في التعريف بثورة 17 فبراير المجيده من خلال أعماله الجيّدة على الأرض، ومن خلال مساهماته الكثيرة في وسائل الإعلام المختلفة.
نعم أنا أتّفق مع من إختار الأستاذ محمود الناكوع ليقوم بالمهمة التي أنيطت به نظرا لعمقه الثقافي، ونضوجه، وكذلك معرفته الجيّدة بالبيئة التي سوف يعمل في محيطها؛ ومن هنا فأنا أبارك هذا التعيين وأعتبره إختيارا موفّقا من حيث المكان ومن حيث الزمان.

أنا متأكّد تماما بأن الأستاذ محمود الناكوع، والأستاذ جمعة القماطي يعرف كل منهما الثاني جيّدا، ويوجد بينهما تجانس وتشابه في الأفكار والتفكير وبذلك فإنهما سوف يشكّلان معا نواة الفريق الديبلوماسي لسفارة بلادنا في المملكة المتّحدة التي تعتبر من بين الدول السبعة العظام في عالمنا المعاصر.

أريد هنا أن أنتهز هذه المناسبة لأنبّه على أهمية السلك الديبلوماسي كمرآة تعكس صورة البلد للعالم المحيط؛ ومن هذا المفهوم فعلى أصحاب القرار في بلادنا منذ الآن أن يعطوا هذا المجال الكثير من تفكيرهم وإهتمامهم بما يتماشى وروح التغيير التي تشهدها بلادنا الحبيبة منذ 17 فبراير 2011 والتي سوف تستمر إلى الأبد بإذن الله.

إنني إقترح في هذا السياق بأن يتم إنشاء معهد عال متخصّص لإعداد الديبلوماسيين الليبيين تحدد له معاييرعالمية راقية لمسيرة العمل فيه، وشروط واضحة لمن يريد الإنتساب إليه بحيث في نهاية المطاف لن يعيّن أي ليبي في المجال الديبلوماسي بدون الحصول على شهادة تخرّج من هذا المعهد. كما أنني أقترح بأن يتم إختيار الدارسين في هذا المعهد من خريجي كليّات الإقتصاد والتجارة، الصحافة، اللغات، والقانون الدولي؛ كما إقترح بأن يكون من بين شروط الإنتساب لهذا المعهد الذوق واللطافة في المظهر، الوسامة في الملامح، التهذّب في الحديث، السعة في المدارك، القدرة على الخلق والإبداع، والرغبة الصادقة في العمل.

ختاما... أتمنّى من كل إخوتي الليبيّين والليبيّات بأن يجعلوا ليبيا نصب أعينهم، وحب الوطن مسعاهم، والرقي بحياة الليبيين ككل غايتهم، وأن نعمل جميعا على قتل الآنانية وحب التملّك التي غرسها نظام العقيد المتخلّف في أنفسنا طيلة عقود حكمه المظلمة. علينا أن نتعلّم أسس الحوار البناء، وآدابه، وفنونه هادفين إلى خلق روح من التآخي والحب والإحترام لبعضنا ولغيرنا بذلك القدر الذي تتعزّز به قيمة الإنسان في بلادنا بتلك الهيئة التي أراده الله بأن يكون عليها... سيّد المخلوقات جميعا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك