2011/08/07

الثورة تعني الهيجان

منذ عام 1969 ونحن نكاد لانستطيع أن نعفي أنفسنا من عناء سماع هذه الكلمة "الثورة التي تحولت بفعل "ثورة" العقيد القذافي إلى كلمة نكد تحمل بين طيّاتها الشر، واللؤم، والغش، والسرقة. نعم فقد تحولت "الثورة" في ليبيا في عهد الطاغية القذافي إلى هيجان متواصل يجرف من أمامه كل ما هو مستقر وكل ما هو مستو ومنتظم.

الثورة كما نعرف تنسب إلى الثور (ذكر البقر) الذي حين يخرج عن السيطرة يثور فيحطم كل ما تطاله رجليه، وهو في ذلك لايميّز بين الجيد والردئ، أو بين الضار والنافع.
هناك مواضع أخرى تستخدم فيها كلمة "الثورة" لتعبّر عن الهيجان والتدمير والخراب فنقول مثلا ثورة البراكين، وثورة الطبيعة، وثورة المجانين، وثورة المسكين، وثورة الجوعى، وغيرها من المواضع التي تستخدم فيها كلمة الثورة لتعطي الإنطباع بأن المتوقّع من وراء إستخدام كلمة "الثورة"هو دائما الخراب، والدمار، والإرباك في كل شئ، ولكل شئ.

الطاغية القذافي إعتمد على كلمة "الثورة" طيلة عقود حكمه الطويلة للبقاء في الحكم، وحكم بالفعل بقانون الغاب الذي سماه "الشريعة الثورية" بعد أن ألغى القوانين، وهمّش القضاة وبذلك خرب كل شئ بإسم"الثورة"، وتميّزت عقود حكمه بعدم الإبقاء على أي شئ في موضعه فنتج عن ذلك فوضى متواصلة مترامية الأطراف شملت كل أركان الدولة، وطالت كل أفراد المجتمع؛ فكان الخراب المستمر، وكانت الممارسات الفوضوية التي حدثت في عهده من قبل "الثوار" الذين كانوا يمارسون الفوضى من خلال اللجان الثورية، ومكتب الإتصال باللجان الثورية، والمسيرات الثورية التي كانت تجوب شوارع بلادنا لتخلف وراءها الخرب والفساد أدعو إلى التخلي عن إستخدام هذه الكلمة في مسيرتناالتي نتمنى لها النجاح والتوفيق، والتي أود أن تكون مسيرة بناء متواصل، وإستقرار دائم، وتقدم إلى الأمام دون الحاجة إلى إستمرار الثورة (الفوضى) لأننا يجب أن نطمح نحو الإستقرار الذي يصنع التقدّم، ويجب أن ننبذ الثورة بذلك القدر الذي يحصننا من الإلتجاء إليها لإحداث خضة كبيرة في المجتمع.

أنا أتمنى بأن تسمى حركة 17 فبراير الشعبية ب"الإنتفاضة" بدل الثورة فالإنتفاضة قد تعنى هزة واحدة تغير الواقع ثم تتوقف لتفتح الباب واسعا أمام عقول البلد وخبراتها لتشرع في عملية البناء والتشييد بهدف الإنتقال إلى الأمام، والبناء على البناء؛ لا تخريب ما تم بناءه بإسم الثورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك