2011/08/20

تحرّرت طرابلس فتحرّرت ليبيا

قال الله تعالى في كتابه العزيز: وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ.... صدق الله العظيم


وأخيراً تحرّرت طرابلس... فقدت نفّذت عملية " فجر عروسة البحر" بحذافيرها، وبرهنت هذه العملية الجريئة على أن ليبيا يوجد بها من يفكّر، ومن يخطط، ومن بيده أن ينتصر. 
نعم... فقد تلاحم الشعب الليبي مع مجلسة الإنتقالي، وإستمع الثوّار إلى النصائح والإرشادات، وبرهن شباب وشابّات ليبيا على أنّهم أبناء هذا البلد المخلصين، وهم من يهمّه حاضر ومستقبل ليبيا.
إنتصرت إرادة الثوّار بفضل الله وعونه، وتم خلع يد التسلّط والطغيان إلى الأبد، وبدأ بالفعل فجر الإنعتاق النهائي من حكم الجبروت والطغيان فتحرر الشعب الليبي من حكم الفرد، وتخلّص هذا الشعب من الطاغية الذي جثم على صدره لأكثر من 40 سنة.

هنيئا لأهلنا في ليبيا الحبيبة بهذا الإنتصار الباهر، ودعوى لتذكّر شهدائنا الذين لولا تضحياتهم لما تمكّنا من القضاء على نظام القذّافي المتخلّف. علينا أيها الإخوة أن نتذكّر شهدائنا في هذا اليوم المشهود، وعلينا أن نصلّي من أجلهم، وأن ندعوا الله لهم حسن الثواب وأن يحتسبهم عنده كشهداء، وأن يسكنهم جنّة الخلد. كما أنّه يتوجّب علينا تذكّر أهل الشهداء، ومؤاساتهم، والترفّق بأطفالهم، ومساعدة المحتاجين منهم بما يحفظ لهم كرامتهم، وبما يبرهن لهم على أن تضحيات أعزائهم لم تذهب سدى.

اللهم يارب أجعل هذا البلد آمنا مطمئنا، وساعد أهله على العبور إلى شاطئ الآمان بعيدا عن الخلافات، وبعيدا عن التقاتل فيما بينهم حتى نبدأ جميعا في عملية بناء ليبيا التي سوف لن تكون سهلة؛ فالمحافظة على الإستقلال أصعب من نيله.
قال رسول الله ليه السلام بما روي عنه: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر. الجهاد الأكبر هو مشروع بناء الدولة.

فلنكن على قدر كبير من المسئولية، ولننظر إلى الأيام بأعين على ليبيا كبلد يأوينا جميعا، وسقف نستظل تحته كإخوة متحابّين لافرق بين عربي أو غير عربي، ولا بين مسلم أو غير مسلم، ولا بين غني أو فقير فنحن كلّنا أبناء هذا الوطن، والوطن بوسعه أن يأوينا جميعا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك