2023/11/05

يا من تعيشون في الحفرّ أنتبهوا إلى مكائد مخمّس الشرّ

 

بقدر ما أنا آسف على أحوالنا المؤسفة وحالاتنا الوضيعة؛ بقدر ما إزداد حقداً على أولئك الحقراء الذين يفتخرون بإهانتنا، ويتمخترون بتذليلنا.... ويتنعّمون بتحقيرنا. أنا هنا أتحدّث عن أولئك الذين يتحدّثون عن حقوق الإنسان، وهم تاريخهم كان ولا زال مليئاً حتى الثمالة بالإساءة إلى الإنسان. إنّهم - ولا أحد غيرهم - من تواريخهم الإستعماريّة تشهد على حقيقتهم وتعبّر عن كذبهم ونفاقهم.... وتلوّنهم.
أنا هنا أتحدّث عن "الخماسي الشيطاني" المتسلّط والمتجبّر والمستكبر.... والكذّاب والمنافق والمتكبّر. أنا أتحدّث عن قوى الطغيان والعنصريّة والإستكبار والعنجهيّة. أنا أتحدث عن بريطانيا، عن فرنسا، عن ألمانيا، عن إيطاليا.... وهن "الولايات المتحدة الأمريكيّة". كل هذه البلدان هي إستعماريّة، وهي عنصريّة حتى الثمالة... وهي بلدان لا تحترم قيم الإنسان ولا المعايير الإنسانيّة. تاريخهم يشهد عليهم، وماضيهم يعبّر عنهم... وما وصلوا إليه من تقدّم، وما حققوه من بناء وإعمار كلّه تم تشييده على سلب خيرات وحقوق الآخرين.
إقرأوا تاريخهم الإستعماري في الهند، في جنوب أفريقيا، في فيتنام، في مصر، في السودان، في كينيا، في نيجيريا، في روديسيا، في السنغال، في تونس، في الجزائر.... وفي فلسطين. ذلك التاريخ لا تغييره الأيّام ولا يمحوه الزمن، ولا يمكن تبييضه بما وصلوا إليه من تقدّم مادّي وإستحواذ إقتصادي. لا قيمة ولا معنى لمعمار بلا أخلاق، ولغناء بلا قيم، ولمجد بلا تاريخ.
أنا لا ألومهم؛ فهم يعملون ما شبّوا عليه؛ وإنّما أنا ألوم أنفسنا. فنحن وللأسف نسينا كل معاني الكرامة، وكل تعريفات الشرف... وكل قيمة لأنفسنا. نحن إستعبدنا أنفسنا لهم، ولم يستعبدونا إلّا بعد أن عرفوا بأنّنا لا نمتلك كرامة، ولا نحسّ بعزة نفس.... ونجيد الركوع لمن يستعبدونا. نحن من نرى الخطر يحيط بنا من كل كلّ مكان؛ ولا نقدر على أن نصرخ... دعكم من الدفاع عن أنفسنا، وعن قيمنا، وعن كرامتنا.... وعن حياء وشرف نسائنا. ربنا يكون في عونكم يا عرب ويا مسلمون.... يا أحقر وأضعف وأوهن أمم العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك