2023/11/07

 ليكن القرار الوحيد في قمّتكم... قطع العلاقات مع عدوّتكم

أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تلقّيها طلباً رسمياً من دولة فلسطين والمملكة العربية السعودية؛ لعقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة برئاسة السعودية التي ترأس الدورة الحالية الـ32. وقال المتحدث بإسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، لـ«الشرق الأوسط» إن «القمة الطارئة ستُعقد في الرياض في نفس توقيت القمة العربية - الأفريقية يوم 11 نوفمبر 2023م»، مشيراً إلى أنها «دورة غير عادية تستهدف مناقشة الوضع في غزة في سياق القضية الفلسطينية بشكل شامل».
مضى على الحرب التدميريّة في غزّة أكثر من شهر، ومازال العرب يتناقشون بخصوص عقد قمّة عربيّة "طارئة" لدراسة الوضع في غزّة، وماذا بوسعهم أن يعملوه.
أنا شخصيّاً لا آمل خيراً من هذه القمّة، وسوف يتخاصم العرب فيها ثم يخرجوا بقرار "تنديد" بكم الدمار الذي لحق بغزّة؛ وقد يندّدوا بإقدام "حماس" على مهاجمة "إسرائيل" في اليوم السابع من الشهر المنصرم. هناك من قد وربّما يستجيب لسادته في البيت الأبيض بأن ينعت "حماس" على أنّها تنظيم إرهابي لا يمثل سكّان غزّة.
أريد فقط أن أنبّه كل العرب؛ بما فيهم حكّامهم بأن أي حراك وطني يهدف إلى التحرّر من الهيمنة الأمريكيّة والغربيّة عبر التاريخ كان دوماً وأبداً تلطق عليه تلك الدول الإستعماريّة الخبيثة على أنّه "إرهابيّاً"... وعودوا إلى تاريخكم إن كنتم تختلفون معي فيما أقول هنا.
جميع حركات التحرّر في العالم خارج أمريكا وغرب أوروبّا سمّيت ب"تنظيمات إرهابيّة" عندهم. فكل حركات التحرر في أمريكا الجنوبيّة، وتلك في أفريقيا، وفي شرق آسيا، شمال أفريقيا، وفي الشرق الأوسط... كل حركات التحرّر الوطنيّة في تلك البلاد أطقت عليها الدول الإستعماريّة بأنّها حركات إرهابيّة يتوجّب القضاء عليها.
الشهيد البطل عمر المختار أطلق عليه الطليان بأنّه كان "زعيم عصابة إرهابيّة"، وكل المجاهدين الليبيين الذين حاربوا الطليان سمّتهم إيطاليا ب"الفلّاقة" أي "الإرهابيين".
كذلك فإن كل قادة التحرّر في العالم خارج غرب أوروبا وشمال أمريكا تمّ نعتهم بالإرهابيين، والمتمرّدين، والطغاة، والديكتاتوريين.. ولكم الأمثلة في: نيلسون مانديلّا، كوامي نيكروما، الحبيب أبورقيبة، هواري بومدين، جمال عبد الناصر، جواهر لال نهرو، محمد علي جناح، شكري القوتلي، سيمون بوليفار، ميغيل هيدالغو إي كوستيا، فرانسيسكو دي ميراندا، خوسيه دي سان مارتن، هوغو تشافيز، فيدل كاسترو، دانيال أورتيغا,,, وغيرهم كثير من الوطنيين الأبطال الذين أطلق عليهم مستعمروهم من بلاد أوروبا الغربيّة، والولايات المتحدة الأمريكية على أنّهم "إرهابيين" و"قتلة" ويتوجّب التخلّص منهم بأية وسيلة.
حدث ذلك مع منظّمة التحرير الفلسطينيّة، ومع كل حركات الجهاد النظيفة في العالم العربي مثل حماس والجهاد الإسلامي، وحزب الله، وغيرها. تلك التنظيمات التحرّريّة ليست على الإطلاق إرهابيّة، ولم تقتل أي إنسان غير من يحتل أرضها ويضطهد أبناء شعبها. أقول لك من ينعت "حماس" على أنّها تنظيماً إرهابيّاً كما ينعتها أعدائها من الصهاينة وحلفائهم الأمريكيين.. "حماس" هي ليست تنظيماً إرهابيا على الإطلاق؛ بل هي حركة وطنية لاهمّ لها غير تحرير فلسطين من مستعمريها، والدفاع عن غزة ضد جماعات التطرّف الصهيونيّة التي تحاول أن تستوطن في أرض الفلسطينيين وكأنّم ليسوا من بني البشر.
أعود لحكّام العرب الذين إنتبهوا أخيراً وبعد أكثر من 4 آسابيع من تقتيل الفلسطينيين وتجويعهم وحرمانهم من الماء والدواء.... بعد كل ذلك إستفاق حكّام العرب ليجتمعوا... وماذا عساهم أن يفعلوا؟.
سوف يصدروا بياناً يطالب بحق اللفسطينيين في قطعة من الأرض من بلادهم يقيمون عليها ولو كان ذلك بإدارة صهيونيّة.
أقول لحكّام العرب الفاشلين... قراركم الوحيد الذي سوف تباركه لك شعوبكم وتعتبره لكم هو "قطع عللاقاتكم السياسية والتجارية والثقافية والسياحية بدولة الصهاينة وإلى الأبد. نحن نعرف بأن سبعة دول عربية هي مصر، والأردن، والإمارات، والبحرين، وعمان، والمغرب، وفلسطين تقيم علاقات معلنة مع دولة الصهاينة؛ وعلى أن قطر وتونس والسودان تقيم علاقات مستترة مع الصهاينة. لو قامت كل تلك البلاد بقطع جميع أنواع العلاقات مع الصهاينة فسوف يكون لذلك أثراً تقدّره لهم شعوبهم... لكنهم سوف لن يفعلوا.
ماذا لو أن البلاد العربية قررت تجميد كل العلاقات التجارية والديبلوماسية مع مخمّس الإرهاب والطغيان الذي يحتوي كلّ من أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا ولو كان ذلك لسنة واحدة؟. لا تتوقّعوا الكثير من مؤتمرات القمم العربيّة، ولا تنتظروا منهم خيراً؛ فهم ليسوا أكثر من أتباع لمن يحافظ لهم على عروشهم. تصبحون على خير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك