إعترفوا في قمّتكم بعجزكم وهزيمتكم
أعتقد بأنّنا كعرب علينا بأن نكون صادقين مع أنفسنا، وأن نخرج من دوّامة "الإنكار" وغياب البصيرة.
نحن قوم مهزومين، ومحبطين، وعاجزين... وعلينا بأن نقرّ بها. نحن لا نقدر على محاربة الصهاينة، ولا نحسّ في دواخلنا بأنّه بإمكاننا - ولو كنّا مجتمعين - بأن نحارب دولة الصهاينة؛ فما بالكم بالإنتصار عليها.
نحن نحتاج إلى "التضرّع" لغيرنا كي يحمينا ويعافينا ويوكّلنا ويسقينا... لأنّنا بالفعل لا نقدر على العناية بأنفسنا، ولا أن نوفّر الدواء لمرضانا.
نحن بالفعل لسنا أكثر من قوم مهزومين، ومحبطين، ومتخلّفين؛ وعلينا بأن نقولها صريحة حتى نخرج من "متلازمة الإنكار" التي نعاني منها بسبب ثقافتنا المتخلّفة وتعالمينا المتوارثة.
يا حكّام العرب... لو كنتم بالفعل رجالاً، وكنتم تمتلكون ذرّة من النخوة؛ فعليكم أن تخرجوا عن صمتكم، وأن تعترفوا بضعفكم، وأن تقرّوا بهزيمتكم... وحينما تفعلونها تلغوا مؤتمركم المزعم عقده بعد غد السبت في السعوديّة. إنّكم سوف لن تجدوا ما تقولونه لشعوبكم، وسوف لن تستطيعوا أن تنظروا في عيون من يتهكّم عليكم جهاراً وتحقيراً وهو يقول لكم: إن رغبت "إسرائيل" أن تضرب أي مكان في عالمها المحيط بها - وهي تعنيكم أنتم بكل تأكيد -فإنّها سوف تفعل... وسوف تهاجم وتنتصر.
ألغوا ما تعزمون على عقده؛ لأنّكم سوف لن تجدوا ما تقولونه لشعوبكم... فأنتم مهزومين وضعفاء وجبناء ومحبطين. أبقوا في بيوتكم، وتمتّعوا بملء بطونكم ولا يهمّكم من مات أو تعذّب أو أهين... فأنتم وللأسف لم تبق عندكم كرامة، ولم تعودوا تمتلكوا إرادة. عليكم الإعتراف بذلك؛ فالإعتراف بالخطأ يدفع صاحبه إلى البحث عن الصواب.
حينما تلغون مؤتمركم الفاشل قل إنعقاده، وتبقون في بيوتكم أنا أدعوكم وقتها لأن تقوموا بالآتي:
- إعادة تشكيل حكوماتكم؛ بحيث تختارون لحقائبها الأفضل من بين مواطنيكم. إعتمدوا الديموقراطيّة الحقيقيّة (غير المزيّفة) في حكم شعوبكم؛ فقد قوّت الديموقراطيّة عدوّكم ونصرته عليكم.
- أن تعيدوا سلطة القانون، وأن تقيموا العدل، وأن تحرّروا سلطة القضاء.
- أن تتوقّفوا عن سرقة أموال شعوبكم، وأن تعيدوا ما سرقتموه لخزائن بلدانكم، وأن تعتمدوا الشفافيّة في مداولاتكم.
- أن تعطوا الحريّة.. كل الحريّة لشعوبكم في الفعل والممارسة والإختيار والمقدرة على التغيير.
- أن تطلبوا من شيوخ دينكم بأن يبقوا في مساجدهم، وأن لا يتدخّلوا في حكم بلدانهم... فأولئك هم بالفعل من أهم أسباب تخلّفكم وتأخّركم وغجريتكم وهزيمتكم.
- أن تفتحوا الباب لكل مهاجريكم الذين هربوا من طغيانكم، وكل علمائكم ومفكّريكم الذين طردتموهم حقداً عليهم وكراهية فيهم وغيرة منهم... كي يعودوا بآمان وسلام إلى بلدانهم؛ وحين عودتهم تحترمونهم، وتبجّلونهم، والأهم تمكنّوهم من إستخدام عقولهم وعلومهم وخبراتهم لبناء بلدانهم.
- أن تعيدوا النظر في علاقاتكم مع كل بلدان العالم؛ لتبقوا منها فقط ما يخدم شعوبكم، ومن يحترم كراماتكم.... والأهم من يعتبركم كبشر مثل غيركم.
وختاماً... أود أن ألفت إنتباهكم إلى أنّني قرأت صباح هذا اليوم في صحافة من يضحك عليكم ويهينكم بأن مؤتمركم المزمع عقده يوم "السبت" سوف يكون ناجحاً إن هو تمكّن من إقناع "إسرائيل" بوقف إطلاق النار، وإعلان نهاية الحرب.
لمعلوميّتكم.. فإنّ "إسرائيل" الآن هي مستعدّة لوقف الحرب في غزّة، وسوف تكون مستعدة وقابلة لمناقشة "ملف الدولتين" من جديد؛ ولكن فقط وفقط حينما تعدها كل البلاد العربية بالإعتراف الغير المشروط بها.
قراءة ذلك الخبر دفعني للنظر من جديد في مؤتمركم المزمع عقده في السعوديّة يوم 11\11\23م، ولماذا أنتم إنتظرتم كل ذلك الوقت لعقد مؤتمركم.
فأنتم "بتعاليم" من يحمي عروشكم، ومن يقوّيكم على شعوبكم بقيتكم في آماكنكم لا تتحرّكون، ولا تتذمّرون، ولا حتى تشتكون وأنتم ترون بأم أعينكم أبناء جلدتكم في غزّة وهم يُقصَفون ويُقتَلون ويُشرَّدون ويُهجَّرون ويُجوَّعون ويُعطَّشون ويمرضون ويتألّمون؛ وأنتم من هناك تتفرّجون وصامتون وربما في دواخلكم "تتشمَّتون".
لقد أجّلتم مؤتمر قمّتكم حتى تعطوا ل"إسرائيل" الوقت كي تدخل غزّة وتستولي عليها وتنهي وجود أي مقاوم فيها، وتوصّل "عسقلان" بحدود مصر، و"أوفاكيم" بالبحر.
الآن يا عرب، ومنذ صباح هذا اليوم (الخميس 9\11\2023م) أعلن الجيش الإسرائيلي بأنّه بالفعل تمكّن من دخول مقر قيادة "حماس" في غزّة، وبأنّه عثر على كل ما يريده من معلومات حتى ينهي وجود "حماس" وإلى الأبد في غزّة كما كان نتن-ياهوه قد وعد ناخبيه قبل إعلانه الحرب على غزّة يوم 8 أكتوبر 2023م.
الآن وقد - بالفعل وبالواقع - حقّق حكّام دولة الصهاينة ما كانوا قالوه لمنتخبيهم، والآن وقد بالفعل حسمت الحرب لصالحهم، والآن وقد حان لهم بأن يشترطوا ما يريدون، وأن يأمروكم بما يرغبون. الآن يا أيّها العرب المهزومين يؤذن لكم بأن تقوموا بعقد مؤتمر قمّتكم، ولم يبق لكم من شئ تبحثون فيه غير مناقشة "خريطة الإستسلام" المقدّمة إليكم من نتن-ياهوه وبرعاية أمريكية-بريطانيّة. الآن أصبح بوسعكم أن تجتمعوا وأن تقرّروا وأن تصدروا بيانكم الختامي.
لقد شعرت الآن بأنّكم تعمّدتم تأخير عقد هذا المؤتمر حتى تعطوا ل"إسرائيل" الوقت الكافي للسيطرة الكاملة على غزّة، وإنهاء وجود أية قوّة مسلّحة فيها؛ بحيث يمنكم "حينها" وبإقتدار "الطلب" منها إيقاف الحرب، والدخول في مباحثات سلام بشأن "مشروع حل الدولتين".
الآن "إسرائيل" هي مستعدة وبالكامل لأن تستمع إليكم، وتستجيب لمطالبكم "المشروعة" بشرط... وبشرط وحيد وهو "إقامة علاقات ديبلوماسيّة مع كل دولة عضوة في جامعتكم العربيّة" نظير قبولها هي بإقامة "دويلة" فلسطينية هي من يحدد شكلها وحجمها ومن يسكنها... ومن يحكمها.
بذلك سوف تخرج قمّتكم بإنتصار عظيم وغير مسبوق تهدونه لشعوبكم التي تنتظره منكم. تصبحون على خير، وحفظ الله حضرات جنابكم حتى يوم السبت القادم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك