حماس عرّت ما عندنا من أوساخ وأنجاس
قولوا عن "حماس" ما شئتم، وصِفوها بأية صِفات يطلقها عليها الصهاينة ومن يناصرهم؛ لكنّ "حماس" ستبقى قوّة نضال وطنيّة مخلصة وصادقة في كل مساعيها من أجل تحرير أرض أهلها. "حماس" هي قوّة وطنيّة مخلصة وصادقة تدافع عن تراب أرض أجدادها، وتحاول الإنتصار لكرامة المنتمين إليها.
"حماس" ليست إرهابيّة، ولا تنتمي لأية تنظيمات إرهابيّة على الإطلاق. ذلك بكل تأكيد ينطبق على كل التنظّيمات الفلسطينيّة المناضلة. إنّها قوى تحرّر وطنيّة؛ وليذهب الصهاينة ومناصريهم من تلك الدول الإستعماريّة التي نعرفها(أمريكا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا) والتي تؤيّدها بكل صلافة وبكل عنجهيّة وبعيداً كل البعد عن القيم الإنسانيّة التي لا تميّز بين البشر.... فليذهب كل أولئك الحقراء إلى الجحيم. لقد عرفناهم بعد السابع من نوفمبر عن حقيقتهم، وسوف لن نغيّر تفكيرنا نحوهم بعد الذي رأيناه منهم، وقاسيناه على أيديهم الوسخة.
أريد أن أذكّر بعض إخوتنا الليبيين والليبيّات الذين جرفهم التيّار فبدأوا وللحسرة هم أنفسهم يرددون ما يقوله الصهاينة ومؤيّديهم عن الفصائل الفلسطينيّة المناضلة على أنّها جماعات إرهابيّة... أريد أن أذكّرهم بما كان يقوله الإيطاليّون عن المجاهدين الليبيّين بأن سمّوهم "فلّاقة"؛ وهي تعني "إرهابيين"، وما كان يقوله المستعمر الإيطالي عن شيخ الشهداء "عمر المختار" رحمه الله بأنّه كان "زعيم عصابة"، وعلى أنّه كان من أكبر الإرهابيين.
لا تتوقّعوا يا أيّها السادة والسيّدات من عدوّكم الذي يكرهكم ويحتقركم، ويستولي على أرضيكمن وينظر إليكم على أنّكم لستم أكثر من مجموعة من "العبيد"... لا تتوقّعوا من أولئك المستعمرين بأن يصفوكم بأية أوصاف وطنيّة أو نضاليّة؛ فهم يكرهونكم للونكم، ولجنسكم، ولإنتماءاتكم العرقيّة. هم يرونكم من المتخلّفين، والغلاظ والأجلاف؛ وعلى أنّكم أقل من أناسهم. تلك هي الحقيقة، ومن يحاول التغاضي عنها فهو فقط من يكذب على نفسه ويعيش بعقليّة "تنكّريّة".
نعم أنا أعرف بأن المغامرة كانت كبيرة، وبأن الخسائر هي أكبر من كل التصوّرات ومن كل التوقّعات؛ لكنّنا نحارب من يمقتنا ويحتقرنا ويترفّع علينا كعرب وكمسلمين فقط لأنّنا ضعفاء، وفقط لأنّنا يحكمنا حقرائنا، وفقط لأنّنا كشعوب عربية عجزنا عن تحرير أنفسنا من أولئك الذين فرضوهم علينا ليحكمونا ويفرضوا سلطانهم علينا.
أنا بصراحة وبصدق لا ألوم الحقراء الذين يحكموننا... فيكفي أن نقول عنهم بأنّهم "حقراء"؛ ولا ألوم "شيوخ ديننا" أيضاً؛ فهم ليسوا أكثر من أغبياء سلطّهم عدوّنا علينا كي يفرضوا علينا التخلّف والدونيّة.... والتشرذم.
فالإنجليز هم من أوجد تنظيم "الإخوان المسلمون"، والأمريكيّون هم من أوجد حقراء "الوهابيّة" المتخلّفة وأتباعهم. نحن وللأسف كشعوب عربيّة وإسلاميّة علينا فقط بلوم أنفسنا؛ لأنّنا لم نقدر على هزيمة من يتحكّم في حياتنا. نحن شعوب عربية وإسلاميّة عجزنا وفشلنا في أن نحرّر أنفسنا، وأن نغيّر أولئك الحكّام الحقراء الذين مازالوا يضعون أحذية حرّاسهم المأجورين على رقابنا حتى نبقى طيلة أعمارنا عبيداً لهم.
علينا كشعوب بأن نصحى من سباتنا، وأن ننظر حولنا، وأن نتحسّس الإرادة في دواخلنا، وأن نهب لنصرة أنفسنا. علينا بأن نعمل على تحرير أنفسنا من كل الطغاة الذين يحكموننا ويفرضوا التخلّف علينا. لابد لنا من أن نستفيق، وأن نخرج من بؤر الخوف التي نحيط أنفسنا بها أو نسمح لأنفسنا بالعيش فيها.
نحن العرب والمسلمون نمتلك العقول، ونتملك القدرات، ونقدر على إحداث التغيير في بلداننا؛ ولكن علينا بأن نخرج عن صمتنا، وأن نبدأ من الآن في البحث عن مخارج من هذا الظلم الذي فرض علينا من قبل حكّامنا المهزومين، ومن قبل رجال ديننا الذين يفتون لهم، ويدعوننا لطاعتهم حتى وإن ظلمونا وسرقوا قوت أبنائنا.
إن طريق التحرّر والإنعتاق هي هناك أمامنا تنتظر وضع خطاوينا عليها متجهين نحو بناء أنفسنا؛ حتى نصبح أقوياء مثلهم، ومتقدّمين مثلهم، ومالكين لكل وسائل فرض أنفسنا عليهم.... ونحن نقدر على كل ذلك. ليلتكم سعيدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك