2021/03/06

السحر وتأثيره على العقل (الحلقة السابعة)

كلّما تأمّل الإنسان في تركيبة ووظيفة جسمه كلّما أحسّ بأن كل ما يعرفه ليس أكثر من بعض البعض. حين التدبّر في أسرار جسمك تعرف بأن وراء الخلق خالق لم يخلقك هكذا بدون حسابات وبدون دقة في التقديرات. 
فكّرت في إختيار موضوع حلقة اليوم، وعبر بخيالي موضوعين صعب عليّ إختيار من سيأتي أوّلهما !!. فكّرت في مصانعنا الداخلية... مصانع أجسامنا... ما تنتجه لنا أجسامنا من كيميائيّات نحتاجها ونعيش بها. وفكّرت في نفس الوقت عن "الشخصيّة"... الكيان البشري... عالم الإنسان النفساني.... النفسيّة العميقة بداخلنا، ولماذا نحن نختلف.
بعد عمل حسابات في مخّي، توصّلت إلى قناعة مفادها أنّني يجب أن أتحدّث اليوم عن "مصانعنا الداخلية"... عن تلك الصيدليات التي بدواخلنا... عن الكم الهائل من الكيميائيّات التي تسيّرنا ولا نستطيع العيش بدونها.
كيميائيّاتنا التي تطوف بداخل أجسامنا هي مسيّراتنا، وهي التي أراها تدخل في نطاق "الحاثّات" أو لنقل "المحفّزات"، أو ربما من بين مصادر إنتاج الطاقة بدواخلنا. أنا هنا أتحدّث عن "الكهرباء" وأعني بها يقيناً "موّلداتنا الكهربائيّة"؛ وهي بكل تأكيد خلايا أجسامنا المنتجة للتيّار الكهربائي سواء كانت منها العصبية (الإيراديّة والغير إراديّة) أو الجسديّة بجميع أنواعها وأشكالها وقدراتها الإنتاجية للطاقة التي نحتاجها، والتي ننتجها في داخل مصانعنا من مصادر متجدّدة ومصادر متجمّدة.
موّلداتنا الكهربائيّة ومصادر وقودها
دعوني أوّلاً أتحدّث عن مصادر الطاقة بالنسبة للطبيعة المحاطة بنا، حتى تكون الصورة واضحة لنا جميعاً. الكثير يعرفون بأن مصادر الطاقة من الممكن بأن تكون متجدّدة مثل الطاقة الشمسيّة والطاقة الهوائيّة(الرياح)، الطاقة المائيّة (الهيدروليكية)، والطاقة الهيدروجينيّة المستخلصة من المياه، والزيوت النباتيّة. أما مصادر الطاقة المتجمّدة(الغير متجددة) فتشمل الفحم الحجري والفحم النباتي، المستخلصات الصخرية مثل الغاز ومشتقات البترول (نفط وديزل وبنزين ومازوت)، وما هو في مجالها.
أمّا مصادر الطاقة في دواخلنا نحن البشر والتي نستخدمها لشحن مولّداتنا الكهربائية التي في أجسامنا؛ فقد تكون هي أيضاً من مصادر منتهية الصلاحية، ومصادر متجددة. المصادر المنتهية الصلاحيّة سوف لن أتحدّث عنها؛ فهي إنتهت أو أنّها ستنتهي. أمّا المصادر المتجددة فهي إمّا أن تكون خارجية مثل الأكل والكثير من المشروبات الطبيعية، أو أنّها تكون داخلية من إنتاج أجسامنا مثل الهرمونات والمواد الكيميائيّة المختلفة والتي منها "المسيّرات" الجسدية والمسيّرات العصبيّة(المخيّة).
المهم في الأمر أن كل تلك المصادر لابد وأن تتحوّل إلى كهرباء في داخل أجسامنا كي نستخدمها، ومن يحوّلها إلى كهرباء هو خلايا أجسامنا والتي منها كما ذكرت الجسدية ومنها العصبيّة(مخ ونخاع وعقد عصبيّة، وخلايا عصبيّة متوزّعة في آماكن كثيرة من أجسامنا مثل تلك التي تنتشر في الغدة الكظريّة، والمبيضين والخصية).

المهم في الأمر هنا أنني سأعود لموضوع "الكهرباء" وطرح الأحمال من جديد !!. فكل خليّة في جسمك هي عبارة عن مولّد كهربائي صغير، وحينما تتجمّع مجموعة منها يكون بوسعها إنتاج طاقة كهربائية تقدر على تحريك عضلاتك، أو لسانك، أو جفن عينك، أو فتح وقفل مثانتك حينما تتبوّل. هناك صورة مرفقة في الأسفل تبيّن الكيفية التي تنتج بها خلايانا الكهرباء لأجسامنا.
مصانع الأدوية في أجسامنا
في داخل أجسامنا توجد مصانع لاحصر لها لإنتاج "العقاقير" التي تستخدمها أجسامنا لمقاومة الأمراض، لتخفيف الألام، لإنقباض وإنبساط العضلات، والأهم من كل ذلك... لتساعدنا على التفكير والحسابات والتخمينات وإصدار القرارات التي قد تكون مصيرية بالنسبة لكل شخص من بيننا.
العملية كبيرة ومتوسّعة ولا يمكنني حصرها هنا، وإلّا فإنّني قد إحتاج إلى مجلّدات... نعم، مجلّدات لكتابتها، أو إن شئتم أقراص مضغوطة، أو ذاكرات إليكترونية لتخزينها. أنا سوف أذكر بعض الكيميائيّات التي تدور في خلايانا العصبيّة، وهي ما يرسم معالم شخصياتنا ويتحكّم في إراداتنا ويساعدنا على حثّها وتجييرها وإستخدامها عن الحاجة إليها.

أنا هنا سوف أذكر أسماء بعض الكيميائيات التي تدور في أجهزتنا العصبيّة، وأذكر وظيفتها، لكنني سوف لن أتعمّق في هذا الموضوع أكثر من ذلك؛ وإلّا فقد أزيد من الشقّة عليكم عند قراءتكم لهذا الإدراج !!:-
  1. الأدرينالين: حث وتفرّس.
  2. النورادرينالين: كبح وتمهّل.
  3. الدوبامين: دفع وإرادة.
  4. الأسيتايل كولين: قوة ومتانة.
  5. الإندورفين: تكميم الألم، وتخديره.
  6. الإنكفالين: تسكين الألم، وتخفيفه.
  7. الدينورفين: ترويض الألم، وتحييده.
  8. السيروتونين: الريادة والثقة بالنفس.
  9. الأوكسيتوسين: الحب والغرام والملاطفة.
  10. الأوريكسين: النوم المريح والإسترخاء.
كيميائيّات الجسم التي حبانا الله بها لاتنتهي، ووظائفها تشمل كل شئ في حياتنا، وأنا مستعد للتحدّث عنها وكيفيّة تسخيرها أو تجييرها بهدف الإستفادة منها، ولكن في مستقبل الأيّام إن شاء الله. قد ربما وعسى أن أعود إليها حينما في نهاية هذه السلسلة، من خلال تقديمي بعض النصائح للقرّاء الأعزّاء كي يبنوا الثقة بأنفسهم، وكي يستطيعوا الصمود في وجه كل الخرافات والموروثات المتخلّفة التي ورثناها من تلك العصور المظلمة والتي وللأسف مازال بيننا من يصر على فرضها علينا وإجبارنا على قبولها مع أن الزمن كان قد تجاوزها منذ قرون من الزمان.
أنا سوف أكون صادقاً معكم في كل ما أحدّثكم به، وسوف لن أكتب لكم إلّا ما أعرف بأنّه حقيقي ومبرهن وخارج لتوّه من معامل الأبحاث العلمية والطبيّة بإذن الله. أتمنّى لكم لحظات سعيدة، ويوماً مليئاً بالمفاجآت السارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك