2021/03/03

السحر وتأثيره على العقل (الحلقة الرابعة)

هناك الكثير من الرسائل "الخطأ" نبعثها أحياناً لأدمغتنا فتستجيب لها كما تستلمها فقط وفقط عندما لا نستخدم عقولنا لنجعلها تمر من مدراكنا وقدراتنا الذهنيّة أوّلاً وقبل أن تعبر إلى مخاخنا حتى تقوم "عقولنا" بفحصها ودراستها وفهم مغازيها ومصادرها، ثم بعد ذلك تقوم "عقولنا" ومداركنا بفرزها وتبويبها وتنقيتها حتى يمكن لمداركنا أن تتعامل معها على أنّها ليست أكثر من "خرافة"، وبذا نرسلها إلى مخاخنا وفق ذلك المونتاج فتسجيب أدمغتنا لها بالتجاهل وعدم التفاعل معها.  
عندما قمت من النوم هذا الصباح أخذت أفكّر في مقدّمة لحلقة اليوم من هذه السلسلة، وكان التفكير بكل ت أكيد عن شئ ما يتناسب وعظمة مخّ الإنسان من حيث دقّة التركيب وعظمة الوظيفة. أنا هنا أحاول مجتهداّ أن أطرق موضوع "السحر" وتأثّر الإنسان به من خلال بعث رسائل لمراكز التصوّر في مخّه يقرأها على أنّها تأتي من عالم مجهول ويتعامل معها على أنّها مخيفة ومؤذية ومهلوسة ومفرّقة للحياة الزوجية كما يقول شيوخ الدين. هناك الكثير من الرسائل "الخطأ" نبعثها أحياناً لأدمغتنا فتستجيب لها كما تستلمها فقط وفقط عندما لا نستخدم عقولنا لنجعلها تمر من مدراكنا وقدراتنا الذهنيّة أوّلاً وقبل أن تعبر إلى مخاخنا حتى تقوم "عقولنا" بفحصها ودراستها وفهم مغازيها ومصادرها، ثم بعد ذلك تقوم "عقولنا" ومداركنا بفرزها وتبويبها وتنقيتها حتى يمكن لمداركنا أن تتعامل معها على أنّها ليست أكثر من "خرافة"، وبذا نرسلها إلى مخاخنا وفق ذلك المونتاج فتسجيب أدمغتنا لها بالتجاهل وعدم التفاعل معها. ذلك تحديداً ما يحدث في مخاخ من يفكّرون ويحسبون وتتواجد لديهم قناعة بأن تأثير السحر على الإنسان هو ليس أكثر من "تخيّل" كما ذكره الله بكل وضوح في القرآن.
ومن أجل أن لا يكون كلامي مجرّد نظريات ووجهات نظر، دعوني أدعوكم من جديد لمصاحبتي في زيارة إلى داخل المخ لنرى معاً التركيبة والتخصّص، ولنتعرّف على مواقع المخ التخصّصيّة ومكاتبه المختلفة والتي تجري بداخلها كل التشطيبات الإدرايّة والعمليات الحسابيّة قبل إصدار قرارات وإرسالها إلى أعضاء الجسم المختلفة لتقوم بتنفيذها كلّ حسب وظيفتها وإختصاصها ومقدرتها.
مازال هناك الكثير والكثير جداً ممّا سيأتي في خضم هذه المصارحة والمكاشفة؛ والذي سوف يأتي تباعاً قد يكون أكبر تعمّقاً وأكثر إثارة حتى نقترب من عالم الجن والسحر وندخله حينها من أوسع أبوابه ونحن نعرف مسارب وتفرّعات وخفايا البيئة التي سوف نتجوّل بداخلها وسوف نتملك حينها الثقة بما نفعل، ولا تساورنا حينها أية مخاوف أو شكوك أو تكهّنات لما عساه أن يحدث. فنحن سوف نعرف وقتها بأن "الغولة" ما هي إلّا ظاهرة من صنع الخيال... وكذا هو تأثير السحر على البشر.
أتمنّى لكم قراءة ممتعة، وسامحوني على الإطالة؛ فأنا أحكي معكم وأقصص عليكم، والذي يحكي لأحبّائه لا يمل !!.

دماغ الإنسان... الغوص في أعماق اليمّ
برغم انّنا مازلنا نجهل أكثر ممّا نعرف عن دماغ الإنسان برغم التقدّم الكبير في علوم الحياة وعالم المخ على وجه التحديد، إلّا أنّنا برغم كل ذلك التقدّم مازلنا نجهل أكثر مما نعرف خاصّة فيما يتعلّق بوظيفة هذا الدماغ؛ والأهم والأكثر إثارة بكل تأكيد ما نستخدمه للتأمّل والتصوّر والتدبّر والفرز والتمييز والإختيار وهو "العقل". فدماغ الإنسان ليس بالضرورة هو عقله أو لننظر إليها من زاوية أخرى ربّما تكون أيسر هضماً: قد نحيط بتفاصيل تركيبة المخّ وأغلب وظائفه، لكنّنا إن رغبنا في الخوض في عالم العقل فإن ذلك سوف يدخل بنا إلى ساحات وفضاءات عميقة وسحيقة ومتشعّبة بقدر شسوعها.

في هذا الإطار وأنّا أسبح بخيالي معكم في عالم المجهول برزت أمامي أربعة عوالم مازلنا لا نعرف عنها إلّا النذر اليسير:
  • عالم البحار والمحيطات العميق والشاسع.
  • عالم الكون الرحب واللامتناهي.. على الأقل بحساباتنا.
  • عالم المخفيّات: الروح، الملائكة، الجن، والشياطين.
  • عالم الغيبيّات: القيامة، والجنّة، والنار
وحينما حاولت المقارنة بين هذه العوالم ومخّ الإنسان وجدت بأن عالم المحيطات ربّما يعتبر هو الأقرب من جانب أنّنا نعرف الكثير عنه، وبوسعنا معرفة المزيد؛ لكنّنا كلّما عرفنا أكثر كلّما أحسسنا بأنّنا مازلنا في بداية الطريق.
وفي سياق هذا التأمّل وهذه الحيرة تذكّرت قول الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور، ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِير}، وكذلك قوله تعالى:{ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}... صدق الله العظيم.

هنا أدركت بأن الوقت قد آذن لي بأن أعود إلى ما يمكنني الحديث عنه وما يمكنني التفلسف فيه إلى حد ما.. وهو دماغ الإنسان !.
سوف تركّز حلقة اليوم على تركيبة الدماغ وأقسامة وفصوصه المختلفة مع التعرّض لوظيفة كل فصّ على حده في الحلقة الموالية(الخامسة) بإذن الله.

تحدّثت في الحلقة الماضية عن بعض ملامح الرحلة من الشاطئ إلى عمق المحيط... أي من الجلد إلى "التلفيف المركزي الخلفي" وهو كما نعرف متخصّص في الإستقبالات الحسّية من جميع أطراف الجسم الخارجيّة(الجلد) والداخليّة(الأحشاء)؛ وهناك حيث يتم التواصل ما بين تلك الملايين من "العصبونات الحسّية" Sensory Neurons ونظيراتها "العصبونات الحركيّة" Motos Neurons الواقعة أمام الشق أو التلم المركزي Central Sulcus بين قسم الإستخبارات والتحرّي وقسم النجدة والإنقاذ المتكوّن أعضائه من مئات الملايين من العصبونات الحركيّة المتجمّعة (مقرّها) في "التلفيف المركزي الأمامي" أو ما يعرف ب Pre-Central Gyrus.

وهنا أرى بأن الوقت قد حان لآن نرى الدماغ بشكله الشامل (البانورامي) ثمّ بعد ذلك نعود معاً لزيارة مقر القيادة المركزيّة "قسم النجدة والإنقاذ". لنلقي بذلك نظرة أخرى على المحيط من الخارج حتى نعرف حدوده وملامحه وتضاريسه الظاهريّة حتى نقدر من بعدها على الدخول إلى أعماقه من جديد ولكن مباشرة من خلال شواطئه هذه المرّة !!.
دماغ الإنسان
كما ذكرت لكم في الحلقة السابقة فإن دماغ الإنسان يبلغ وزنه عند الرجل البالغ ما بين 1300 – 1400 جرام وهو ما يعادل فقط 2% من وزن جسمه، في حين يكون أصغر عند المرآة بمقدار 11 - 12% منه عند الرجل في المتوسّط.
وزن وحجم الدماغ يتناسبان مع وزن الجسم وعمر الإنسان حتى سن الأربعين، حيث يبدأ الدماغ في النقص التدريجي في الحجم، بحيث ينقص وزن الدماغ بمقدار ربع وزنه في عمر 75 سنة في الظروف الطبيعيّة.
كذلك فإنّني أنبّه هنا - وأخصّ على وجه التحديد أولئك الذين يعتقدون بأن المرأة ناقصة عقل - على أنّ وزن الدماغ أو حجمه ليس له علاقة مباشرة بمعدّل الذكاء أو المقدرة على فعل الأشياء، فمثلاً يبلغ وزن دماغ الفيل 6000 جرام، في حين يبلغ وزن دماغ القطّة 30 جرام، ودماغ السمكة الذهبيّة(التي تعبر أذكى مخلوقات الله على الأرض) فقط 0.097 جراماً؛ في يبلغ وزن دماغ الحمار 419 جراماً. الكثير منّا يعرف مستويات الذكاء عند كلّ من تلك المخلوقات.

يبلغ عمق الدماغ(من السطح إلى أعمق نقطة) 14 سنتيمتراً، ويبلغ طوله في المتوسّط 16.7 سنتيمتراً، وإرتفاعه 9.3 سنتيمتراً. وتبلغ مساحة الدماغ في المتوسّط ربع متر مربّع، وتبلغ مساحة قشرة الدماغ الرماديّة لو أنّنا أفردناها كاملة حوالي 25 متراً مربّعاً وهو ما يعادل حجم غرفة النوم.

ينقسم دماغ الإنسان إلى قسمين بلونين مختلفين:

1- المادّة الرماديّة Gray Matter، أو ما نسمّيها أحياناً "القشرة الرماديّة": وهي السطح الخارجي للمخ - والتي كما ذكرت - تبلغ مساحتها عند الناس الطبيعيين حوال 25 متراً مربّعاً، وتحتوي على خلايا عصبيّة يبلغ عددها حوالي 10 بليون(مليار) خليّة، تحتوي كل واحدة منها على أربعة مجسّات متفرّعة تنتهى بذيل رفيع إسمه "المحور" Axon، وتتكامل بذلك تركيبة الخليّة العصبيّة لتسمّى "عصبونة" Neuron. توجد في دماغ الإنسان عصبونات حسّية تستلم الرسالة وعصبونات حركيّة تقرّر ما يجب فعله. تلك العصبونات مجتمعة تكون بمثابة "مولّد الكهرباء" Electric Generator، فتنتج لنا ما يضئ عوالمنا وينير دروبنا المتشعّبة في الحياة التي نعيشها في دنيانا.

يبلغ عدد العصبونات Neurons في دماغ الإنسان 100 بليون عصبونة؛ ويبلغ عددها في دماغ الأخطبوط 500 مليون فقط، يتوزّع أكثر من ثلثيها في أطراف جسمه المتعدّدة من باب المقارنة !.
معدّل الذكاء عند الإنسان يتحدّد بعدد العصبونات الفاعلة في لحظة التفكير أو التصرّف، ومقدرة الإنسان على تفعيل أكبر عدد من عصبوناته تحدّد مقدار ذكائه ومقدرته على الفعل والتفاعل. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ أي تحفيز للعصبونات الحركيّة في غير وقته أو بدون تخطيط سابق له قد يؤدّي إلى حدوث تشنّجات وإحتقانات وهلوسة وتخيّل وخضّات وخروج عن الواقع... وسوف أتحدّث عن تلك الأشياء في الحلقة ما بعد القادمة. تلك سوف تكون مثيرة جداً، وهي بكل تأكيد سوف تكون مدخلي نحو التحدّث عن السحر وتأثيره على الإنسان.

2- المادّة البيضاءWhite Matter:
المادّة البيضاء تشكّل أكثر من 95% من وزن الدماغ، وهي تتكون في الأساس من الألياف العصبيّة المغشّاة بالنسيح الدهني Myelin، وتمتاز هذه الألياف بسرعة توصيلها للتيار الكهربائي وفعاليتها في جودة توصيل المادّة المرسلة إليها من المادّة الرماديّة بكل دقّة وتفاصيل. هذه الألياف يمكن تشبيهها Fiber-optic Communications في عالم الإتصالات الذي نعرفه مثل موجات الإنترنت العريضة Broadband التي نستخدمها في أجهزة تواصلنا وتحادثنا وتسيير أمورنا عن بعد.
المادة البيضاء هي في واقع الأمر ليست بيضاء بل هي صفراء باهتة، وهي لا تمثّل فقط الألياف العصبيّة، بل إنها تحتوي على الكثير من الجزر الرماديّة والتي من بينها العقد القاعديّة Basal Ganglia والتي سوف أتحدّث عنها في المستقبل في إدراجات مستقلّة عن هذه السلسلة نظراً لأهمّيتها القصوى ومسئولياتها عن كل الحركات اللاإرديّة التي تصدر عنّا مثل ما يحدث في مرض باركنسون. هناك أيضاً الكثير من الجزر الرمادية الأخرى مثل غدّة المهاد Thalamus وغدّة تحت المهاد Hypothalamus، والنواة الحمراء Red Nuclus، وغيرها.... وكلّ لها وظائفها التي تقدّمها لنا بدون معرفتنا أحياناً.
الألياف البيضاء أيضاً تكون من بين مصادرها الأعصاب الجمجميّة أو القحفيّة Cranial Nerves، وتتجمّع أغلبها في قاعدة المخ المسمّاة جذع المخ Brain Stem والتي في أسفله - وتحت منطقة البصلة أو ما يعرف بالنخاع المستطيل Medulla Oblongata - تتقاطع كل إلى الجانب الآخر بعد أن تتشكّل في هيئة ثلاثيّة السطوح لتكوّن فيما بينها ما يعرف بالحزمة الهرميّة Pyramidal Tracts على الجانبين وتعبر بعد ذلك من برزخ في قاعدة الجمجمة وفي أعلى الرقبة يسمّى الثقبة العظمى Foramen Magnum ناحية النخاع الشوكي الذي دخلنا المخ عن طريقه في الحلقة الثانية إن كنتم تذكرون.
دعوني اليوم أتحدّث عن فصوص المخ Cerebral Lobes، وأتحدّث بإيجاز شديد عن وظيفة كل فصّ منها حتى نعرف ما يحدث بداخل أدمغتنا وحتى نتعرّف على أنفسنا كبشر.

يتكوّن دماغ الإنسان من أربعة فصوص على كل جانب، وهي:

أوّلاً- الفصّ الأمامي: وهذا الفصّ يعتبر من أكبر الفصوص جميعاً، ويوجد منه فصّ على كل جانب من جانبي الدماغ. ولو جمعنا الفصّين (الأيمن والأيسر) مع بعض فإنّنا ربما نكتشف بأن حجم الفصّين الأماميين يكاد يكون بحجم نصف الدماغ كلّه. ولما لا، فوظيفة هذين الفصّين تتمحور حول شخصيّة الإنسان وتركيبته النفسية (السيكولوجيّة)... أنتبهوا إلى هذه جيّداً وأحتفظوا بها في ذاكراتكم لأننا سوف نحتاج إليها حينما نتحدّث لاحقاً عن السحر !!. بالمناسبة هذه المنطقة هي ما يقول عنها شيوخ الدين عندنا بأنّها "الناصية"، لكنّني قد أختلف معهم في ذلك كثيراً؛ فالناصية هي مثل القلب... ليست كما نعرفها أو نعرّفها؛ وإنّما كما يعرفها ويعنيها الله: {{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}}.

ثانياً- الفص الصدغي: وهو رغم صغر حجمه إلّا أنّه يعتبر المسئول الرئيسي عن ذكاء الإنسان، ويساهم مع الفص الأمامي في تكوين شخصيّة الإنسان ويتحكّم في تصرّفاته. أيضاً لهذا الفصّ أهمّية قصوى في تكوين وتوظيب وتسيير تصرّفات الإنسان وكذلك معتقداته وأنماط سلوكه، وأي خلل هنا قد ينتج لنا بشراً منحرفين من حيث الكذب والسرقة والغشّ والطمع والجشع وما إليها من تلك الأنماط التي نراها في بلداننا العربية والإسلامية.
الفصين الأماميين والصدغيين مع بعض هم ربّما كل ما نعرف عن (النفس) أو "الكيان" أو "الجوهر" أو "القلب" بالنسبة للإنسان. وهذا هو الجانب الذي يعنيه الله سبحانه وتعالى حينما يحدّثنا عن النفس "المطمئنّة"، والنفس "الأمّارة بالسوء"، وحينما يحدّثنا عن الذين في "قلوبهم مرض"، وأولئك الذين قال الله عنهم {{ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ}}... والموضوع هنا يطول ويتعمّق بشكل كبيييييير جداً. قد أفرد له حلقة متكاملة في المستقبل بعد الإنتهاء من هذه السلسلة إن شاء الله.

ثالثاً- الفص الجداري: وهو يعتبر صغيراً نسبيّاً، لكنّه ربّما يحتوي على قدر كبير من عصبونات وألياف الحركة بالنسبة للجسم، وهو ليس أكثر من محرّك السيارة وعجلاتها التي تنقلك من هنا إلى هناك... لا تنسوا المنبّه (الصوت) الذي تعبّرون من خلاله عن رغباتكم وتطالبون عن طريقه بحقوقكم إن وجدتم من يعطيها لكم !!.

رابعاً- الفص القفوي: وهو يعتبر من أصغر الفصوص الأربعة، وهو يتحكّم في الرؤية من حيث الحدّة والوضوح والمعالم. بمعنى أن فصّيك القفويين هما عالمك الذي ترى به (كاميرتك الخفيّة)، وأنا هنا أتحدّث عن الرؤية البصريّة ولا أتحدّث عن الرؤية العقليّة أو الحدسيّة !!.

أعتقد أنّه ربما يكفي لحلقة اليوم، مع أنّني لو أتيح لي لواصلت هذا الحديث الشيّق عن تركيبتنا المخيّة وقدراتنا العقليّة لأنّها منطقة أعشق التسوّح بداخلها وتدبّر كل صغيرة وكبيرة فيها، لكنني رحمة بأوقاتكم وتخفيفاً من عناء القراءة عليكم؛ فإنّني سأتوقّف هنا على أن أعود في الحلقة الخامسة لأتحدّث عن سرّ الحياة عندنا... عن الكيفية التي بها نعيش ونتحرّك ونتقابل ونتصافح ونتعانق أو انّنا ربّما نختلف ونتخاصم ثم نتقاتل !!. يومكم مفرح وبهيج ومزيّن بزهور ربيعية عطرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك