2021/03/01

السحر وتأثيره على البشر (الحلقة الأولى)

 حينما ننظر حولنا ونفكّر نرى الدنيا على حقيقتها حتى وإن لم تعجبنا صورتها. علينا دوماً بأن نتفاعل مع محيطنا، وأن نتأمّل عالمنا المحيط بنا حتى نتحسّس طريقنا نحو الغد ونجد لنا مكاناً فيه. ليس كل شئ نراه هو بالضرورة ملزماً لنا، فنحن لنا عقولاً نفكّر بها ولنا أفق نرى من خلالها.

أنا سبق لي وأن تحدّثت كثيراً عن موضوع السحر، وإعتباراً من هذه الليلة فسوف أعود وأكتب من جديد عن هذا الموضوع الذي يشغل بال الكثيرين، ويصر شيوخ الدين على وجوده وتأثيراته على البشر ويجزمون بكل ما أوتوا من وسائل إقناع وحجج يسندونها إلى القرآن بأن السحر موجود، وبأن السحر له أفعال فتّاكة، وبأن السحرة يستطيعوا أن يغيّروا لك حياتك رأساً على عقب، وأن يفرّقوك عن زوجك، وأن "يذهبوا شيرتك". مشكلتي الوحيدة هي أنّك أنت تستمع إليهم وتصدّقهم وتتأثّر بما يقولونه لك؛ ربّما فقط لأنّك لا تمتلك ما يدحض به ما يقولونه لك.
أنا في هذه السلسلة سوف لن أهاجم شيوخ الدين، وسوف أتركهم لحالهم؛ لكنّني فقط أدعوهم "جميعاً" وبدون إستثناء لأن يعودوا إلى قرآنهم يقرأونه من جديد، ويقرأون كل ما ذكر عن السحر، وأن يحاولوا فهم كلام الله.
أنا طبيب متخصّص في مخّ الإنسان، ولي أكثر من عقدين من الزمن وأنا أتعامل مع كل وظائف وإختلالات مخ الإنسان. أنا تعمّقت - وأقولها بكل تواضع - بأنّني بالفعل تعمّقت كثيراً في فهم الكيفية التي يشتغل بها مخ الإنسان، وأنا أيضاً لي إهتمامات عميقة وقويّة بالناحية النفسية في تصرّفات وسلوك الإنسان لأن تلك هي هوايتي وإهتمامي ووسيلة أستفيد منها في فهم الكثير من الأشياء الغامضة والتي نطلق عليها "علم ما وراء الطبيعة"، وأنا دائماً أقول عنها "معرفة ما يقبع وراء الأفق"... ما هو أبعد ممّا نراه ونسمعه ونحسّ به.
أنا أكتب كثيراً، وأعشق الكتابة في الأمور الفلسفية، وأكتب بالعربي وبالإنجليزي؛ ولي موقع إليكتروني متكامل أسميته The ponder وهي تعني بالعربي "التدبّر"، وأنا عنيت يقيناً هذا العنوان ليكون إسماً لموقعي؛ لأنّني وبصدق أكتب في ذلك المجال.
لقد زار موقعي باللغة الإنجليزية مايزيد عن ربع مليون رجل وإمرأة من أغلب أنحاء العالم بما فيهم أمريكا وبريطانيا وبقية بلاد العالم المتقدّمة. كذلك، فإن الفلسفة التي أؤمن بها أطبّقها مع مرضاي لتفسير أشياء يعجزون عن فهمها أو فهم مدلولاتها أو أسبابها بهدف توعيتهم ومن ثم إفساح المجال أمامهم كي يتعاملوا مع عللهم النفسيّة، وأقولها بكل تواضع أيضاً بأنّ كل من تحدّثت إليه كان قد عاد إليّ بتأثيرات إيجابية وأحياناً مذهلة أفادتهم كثيراً في حياتهم. أنا ذكرت هذا الكلام فقط حتى يعرف القارئ العزيز بأنّني أعني الجد هنا وأعني كا ما أقول يقيناً؛ وبأنّني مصر على تغيير المفاهيم في مجال السحر... ومن يرغب في أن يسحرني فليتفضّضّضّضّضَل.
أعتقد بأن الموضوع هنا سوف يكون طويلاً، لكنّه قطعاً سوف لن يكون مملاً. أنا سبق لي وأن وعدت من قبل بأنّني سوف أكتب عن السحر بإستفاضة، وهذه هي اللحظة التي قرّرت فيها الخوض في هذا المجال، وفي هذه المرّة سوف أطرح كل ما عندي، وسوف أتحدّث عن كل ما أعرف.
من أجل أن أعطي الموضوع حقّه من الشرح، وحتى لا أطيل على القارئ العزيز، أو القارئة العزيزة؛ فإنّني إرتأيت بأن أقسّم هذا الموضوع إلى عدة حلقات متسلسلة، وسوف لن أتوقّف بإذن الله إلّا بعد أن أعطي هذا الموضوع المهم حقّه من الشرح والتوضيح حتى عسانا أن نخرج من هذه السلسة ونحن أكثر يقيناً وأكثر معرفة والأهم.. أكثر قوّة وثقة بأنفسنا.
لكم جميعاً كل التحيات والإحترام والتقدير، وسوف تكون الحلقة الثانية مساء الغد؛ ومن بعدها بإذن الله سوف تتابع الحلقات، وسوف أحاول أن أجعل ما أكتب مفهوماً من الجميع. وإنتظاراً للحلقة القادمة أترككم الآن في حفظ الله، وتصبحون على خير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك