2020/08/10

بلدكم من أوحالها عليكم إنتشالها

 ليبيا هي بالفعل دولة بالإمكان تحويلها إلى جنّة وارفة لكلّ أهلها ولجيرانها أيضاً. إن الخيرات التي حبى الله بها ليبيا لوعرفنا كيف نستثمرها فإنّها سوف تجعلنا أغنياء مدى الحياة.
أنا هنا أتحدّث فقط لكل من يحب ليبيا ويراها وطنه الذي بصدق يحن عليه ويفتخر بإنتمائه إليه. أنا بصدق أتحدّث إلى أبناء وبنات ليبيا الذين يرونها نصب أعينهم ويحسّون بها ملء قلوبهم.
فلنترك الطامعين جانباً أو لنتجاهلهم إلى أن نتمكّن من تحييدهم ومن بعدها محاسبتهم ثم يقيناً عقابهم بما يستحقّون، وما يستحقّون هو عقاباً لما كانوا بنا وببلادنا يفعلون.
ليبيا بلدكم - يا أيّها السادة والسيّدات يا من تحبّون ليبيا - هي بالفعل بلد الخيرات وبلد السعادة وبلد الإرتياح. ليبيا هي فخركم، وإنتمائكم إليها هو إفتخاركم الذي عليكم بألّا تخفوه أو تسكتوا عنه. ليبيا بالفعل هي غنيّة بالخيرات، وما تمكنّا من إستخراجه من أرضها لا يمثّل 10% من ثرواتها. فلابد لنا جميعاً - يا من بصدق نحب ليبيا - أن نبدأ في التفكير العميق وأن بصدق نبحث عن وسيلة تجمعنا كلّنا في جبهة واحدة... جبهة المحبّين بصدق وبإخلاص لليبيا.
أنا هنا حينما أتحدّث عن "المحبين بصدق" فإنّني من قلبي أعنيها. المحبّون بصدق لليبيا هم من يكون مستعدّاً بصدق للتضحية بكل شئ من أجل ليبيا. هم من يكون راضياً بأن يموت من أجل ليبيا، وهم من سوف لن يسكت بعد اليوم على أي عبث يحدث في ليبيا.
علينا يا أيّها السادة والسيّدات يا أحباء ليبيا بأن نبدأ من الآن في تكوين رابطة أبناء وبنات الوطن. هذه الرابطة يجب أن تشمل ال80% من أهل ليبيا الذين هم الآن مغيّبين عنها ومبعدين "عمليّاً" منها. علينا بأن نتفق فيما بيننا على أساسيّات الوطن وخصائص المواطنة، علينا بأن نشترك جميعاً في رؤية مستقبل واحد لليبيا، وأن نتفق على معالم طريق توصلنا إلى تحقيق هدفنا. علينا بأن - بقوّة وبكل صلابة - نوقف كل من يريد أن يعبث ببلادنا وأن يستغلّ خيراتنا وبأن يسرق مقوّمات حياتنا.
أنا شخصيّاً أرى بأن كل من يحكم ليبيا الآن، وكل من يعتبر نفسه نافذاً ومنفّذاً فيها هو كاذب وسارق ومحتال ولابدّ من إيقافه عن كذبه ونفاقه. أنا شخصيّاً أرى بأن الشعب الليبي الحقيقي عليه كلّه بأن يقف متماسكاً وقويّاً ليقول للسرّاق كفّوا وأذهبوا وأغربوا وأتركونا لحالنا. علينا بأن نقولها بكل قوّة وبكل صلابة وبكل عنفوان، وأن يكون ذلك بالفعل مفعماً بالثقة بالنفس وبالإيمان اليقيني الذي لا يقبل الشك بأن الشعب حينما يتماسك ويعرف طريقه فسوف لن يكون لأيّ كان ومهما كان بأن يوقفه أو يحيده عن طريقه أو يهزمه.
علينا كشعب ليبي مخلص وصادق ومحب لبلده أن نحدد من يعبث ببلادنا، وأن نكون أقوياء في هذا المسعى. أنا شخصيّاً أقولها لكم الآن وفي هذه اللحظة بأنّه لا إخوان مسلمون ولا جماعة ليبية مقاتلة ولا كل التنظيمات الدينية بما فيهم المفتي هم من المحبين لليبيا ولابد من إبعادهم بالكامل عن طريقنا. أنا شخصيّاً أقولها لكم الآن وفي هذه اللحظة بأن مجلس النوّاب بكل المنتمين إليه، وبأن المجلس الأعلى للدولة بكل المنتمين إليه، وبأن المجلس الرئاسي بكل المنتمين إليه هم لا يمثلوننا وهم من سرّاق أمن ومال الوطن ولابد أن نبعدهم عن طريقنا. أنا هنا أقولها وبكل صراحة ووضوح بأن كل العسكريين الذين يسيطرون الآن على قيادة الجيش في شرق البلاد وغربها وجنوبها هم من الفاشلين ولابد من تغييرهم بقيادات جديدة تكون بصدق وطنيّة ولا تعطي الولاء لأيّ كان غير الوطن. أنا أقولها وبكل صراحة ووضوح بأن المشير خليفة حفتر لا مكان له "كحاكم" في ليبيا التي نريدها وليبيا التي نسعى لتأسيسها. وأنا أقولها لكم هنا وبكل صراحة بأنّ كل المليشيات وقادتها هم من أعداء ليبيا ومن المخرّبين الذين أفسدوا كل شئ في بلادنا وعلينا بأن نبعدهم عن طريقنا لنحاكم قادتهم بعد ذلك ونحاسب كل سارق وعابث على سرقته وعبثه. علينا بأن نتفق جميعاً على شكل ونوع وطبيعة البلد التي نريدها ومن ثمّ يكون بوسعنا أن نفرض ما نريد على من نريد ومن يقف أمامنا نزيحه عن طريقنا ونحن أقوياء.
أنا أؤمن يقيناً بأنّه بوسعنا أن نشكّل ذلك الكيان الوطني وأن نوفّر له القوّة التي تحميه، وهي نفس القوّة التي سوف يقيناً تزيح كل تلك الفئات والأشخاص الذين ذكرتهم... فهل نبدأ معاً في التفكير العملي والفعلي والذي لابد وأن يكون كذلك واقعياً ومنطقياً ولا يعيش في عالم الخيال أو يبقى في خانة الأمنيات.... فهل نقدر على بداية البداية؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك