2020/02/18

لا عسكريّة ولا دينيّة ولا أمميّة، بل حلول وطنيّة

 حينما تتمدّد المشاكل وتفرض نفسها يكون الحل وقتها ملزماً، ومن يمتلك القوّة هو فقط من سوف يفرضه. هناك أشياء لابد من الحسم فيها؛ والسؤال هنا هو: وماذا بعد الحسم؟.
حان الآن الإنتهاء من الإحتفال والتفكير في الآتي من الآجال. علينا أن نفكّر جميعاً في مخرج لبلادنا من هذا العناء الذي تعاني منه والخروج بشعبنا من هذا البلاء الذي فرض عليه.
أنا شخصيّاً أرى بأنّ الحل هو من أيسر ما يمكن لو أننا بصدق نحن نبحث عن حل. الذي يريد حلّاً يجده، والذي يبحث عن المشاكل لا يعوزها.
أنا دائماً أقول في كل ما أكتب وأعيد وأكرّر بأن الحياة سهلة إن نحن رأيناها كذلك، ومن يبحث عن المشاكل يجدها. فهل نرى الدنيا كما خلقها الله... سهلة وميسّرة، ونحن سادتها على الأرض. نعم؛ فنحن البشر سادة الخلق أجمعين، ونحن من بوسعنا البحث عن حلول وبمقدورنا إيجادها فإن لم نجدها نقوم بخلقها... ونحن نقدر على ذلك.
الحل في ليبيا والله من أسهل ما يمكن لو توفّرت النيّة الحسنة ولو بصدق توفّر حب الوطن في قلوب الليبيين. علينا بأن نترك الأنانيّة جانباً وأن نتجرّد حب الذات، وعلينا بأن نعترف في قرارة أنفسنا بأننا لسنا أحسن من غيرنا، وبأننا حينما نمرض أو نجوع أو نغترب نجد أنفسنا في حاجة لغيرنا كي يعيننا ويقف معنا، وكي نستأنس به. لماذا يحاول البعض منّا الخروج عن تلك المعايير الأساسية في حياة البشر؟. لماذا يريد البعض فرض نفسه أو طريقة تفكيره على الآخرين؟. هل سأل أولئك الذين يعبثون ببلادنا أنفسهم مثل تلك الأسئلة، وهل هم بالفعل كانوا قد توقّفوا وتبيّنوا ومن ثمّ إعتبروا... ألم يكن ذلك هو كلام الله الذي كثيراً ما يتخفّوا تحت مظلّته؟.
الحل في ليبيا هو سهل وبسيط وموجود وبإمكاننا تحقيقه في أقل من شهر... نعم، في أقل من شهر لو كانوا يعقلون:-
  1. تعلن قيادة الجيش بكل صراحة ووضوح بأنّها لا تسعى إلى حكم الليبيين، وبأن المشير خليفة حفتر لا نيّة له إطلاقاً بفرض أي من أبنائه أو أفراد أسرته على الليبيين. على المشير خليفة حفتر أن يعلنها صريحة وواضحة ويقينيّة، وأن يتعهّد بذلك أمام كل المجتمع الدولي، حتى يكون مسئولاً عمّا يقول.
  2. أن يقرّ مجلس النوّاب في جلسة علنيّة بأنّه مستعد بالكامل للتنازل عن السلطة لمجلس جديد منتخب وبمجرّد إنتخابه من كل الليبيين وإعتماده من الهيئة المشرفة على الإنتخابات.
  3. أن يعلن المجلس الرئاسي بكل وضوح وصراحة وبدون الرجوع إلى جهة خارجيّة مهما كانت بأنّه سوف يترك السلطة للجهة التنفيذيّة الجديدة بمجرّد تشكيلها وإعتمادها.
  4. أن يعلن المجلس الأعلى للدولة بأنّه سوف يحل نفسه بالكامل وبدون أية شروط بمجرّد إنتخاب الأجسام الجديدة من قبل الشعب.
أن يعلن تنظيم الإخوان المسلمون ومعه التنظيمات الدينية الأخرى بكل أنواعها وأشكالها بأنّها لا تسعى إلى حكم ليبيا ولا إلى فرض أجنداتها على الشعب الليبي، وأن تتعهّد بذلك صراحة وأمام المجتمع الدولي معلنة إستعدادها لتحمّل العقاب إن هي خالفت ذلك التعهّد.

حينما تتم تلك التعهّدات علانيّة وترفق بإلتزامات خطيّة تعرض على الشعب من خلال وسائل الإعلام، يبدأ العمل الفعلي في التنفيذ وفق الخطوات الآتية:
  1. يعترف المجلس الرئاسي بالجيش الوطني الليبي وبقيادته الحاليّة، وتعترف قيادة الجيش بالمجلس الرئاسي، ويعترف الإثنان بمجلس النوّاب وعلى أنّه الجهة التشريعيّة الوحيدة في ليبيا في الوقت الراهن وحتى إنتخاب أجسام أخرى من قبل الشعب.
  2. يعترف المجلس الأعلى للدولة بتلك الأجسام الثلاثة ويعلن بأنّه يتعامل معها جميعاً في هذه المرحلة الراهنة من أجل الوصول السريع إلى مخرج عملي وفق النقاط المشار إليها أعلاه؛ وبمجرّد إعتماد الأجسام المنتخبة الجديدة يؤكّد على أنّه لم تعد له حاجة في حكم ليبيا وبذلك يستقيل رئيس وأعضاء المجلس الإستشاري بالكامل من حينها.
  3. يسمح للجيش الوطني بقيادته الحاليّة لفرض السيطرة على كل التراب الليبي، ويسمح في نفس الوقت (ببيان مشترك بين الإثنين) لحكومة السرّاج بأن تمد نفوذها على كل التراب الليبي، ويعمل الإثنان (الجيش وحكومة السرّاج بعد تعديلها وإكمال وزرائها) معاً لفرض الأمن الكامل والشامل - بما يقتضي ذلك من إجراءات حاسمة بشأن المليشيات المسلّحة - على كل التراب الليبي.
  4. تفعّل كل الجهات الشرطيّة والقضائيّة وتوفّر لها كل الإمكانيّات بما يسمح لها بفرض سلطاتها على كل التراب الليبي بالتعاون مع الجيش الوطني.
  5. يترك المجال لكل وسائل الإعلام بأن تطرح الأراء والأفكار وأن تنتقد أية ممارسات خاطئة بدون ملاحقة من أية جهة كانت ومهما كانت.
بعد ذلك، وبعد تأمين البلد وتأمين الناس؛ تتم الدعوة لإنتخابات رئاسية وبرلمانية حرّة تتعهّد كل الأطراف بإحترام نتائجها وبتسليم السلطة لها بمجرّد تشكيلها.

وبعد سوف تتحوّل ليبيا من دولة فوضويّة إلى دولة عصريّة ومتحضّرة...... فماذا يمنعنا من إعتماد هذه الحلول التي أراها بسيطة جدّاً وتنفيذها من أيسر ما يمكن لو توفّرت النيّة الصادقة ولو توفّرت الإرادة الحقيقيّة ولو كان بالفعل حب الوطن هو كما نقوله في كلامنا وكتاباتنا وتصريحاتنا ؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك