منذ نعومة أظافري وأنا أستمع إلى الشيوخ وهم يقولون عن النبي محمّد بأنّه شفيع الأمة... أي أنّه عليه السلام سوف يشفع لأمّته عند الله يوم القيامة حتى يعفو عنهم ويدخلهم الجنّة، وبأن هذه الشفاعة سوف يحظى بها فقط المسلمين من أتباعه وليس المسلمين من أتباع من سبقه من الأنبياء والمرسلين.
كنت دائماً أفكّر في الأمر.. إذا كان الله قد حدّد يوم القيامة كيوم حساب، وبأن كل البشر... كل البشر سوف يقفون أمام الله لتتم محاسبتهم من لدنه وبعيد الحساب سوف يعاقب كل مخطئ بما أخطأ. قلت في نفسي.. إذا كان الله هو الحاكم يوم القيامة وإذا كان المخلوق هو من سوف تتم محاسبته فهل يسمح الله لأحد من البشر بأن يشفع أمامه لتغيير حكمه وهو يعرف الخفايا ويعرف النوايا ويعلم مالا يعلمه البشر؟. لماذا يحتاج الله إلى شفعاء ليشفعوا لبعض من مخلوقاته وهو يعرف كل شئ عنهم... يعرف أفعالهم ومقاصدهم ونواياهم، وكل ما فعلوه؟.
لم أتمكّن حينها من الغوص عميقاً في هذا الأمر، لكنّني ومع مرور الزمن قرأت وناقشت وإختلطت مع الكثير من البشر من جنسيات مختلفة ومن إعتقادات مختلفة فكثرت الشكوك في رأسي وبدأت من جديد أبحث عن إجابات شافية لما سمعته ولم أقتنع به.
يقول المسيحيون بأن عيسى هو "المنقذ" Saviour، وهو الوحيد الذي يمتلك هذه الخاصيّة وهو من سوف ينقذ البشريّة جمعاء من عذابات الدنيا وعذابات الآخرة.
ويقول المسيحيّون كذلك بأن عيسى كان قد مات من أجل ذنوب البشر... ضحّى بحياته من أجل إنقاذ البشريّة من عذاب ماحق. المسيحيّون كلّهم يؤمنون بأن عيسى مات من أجل ذنوبهم، وبأنّه هو المنقذ الوحيد من بين مخلوقات الله.
حينما ناقشت هذا الموضوع مع عدد من المثقّفين المسيحيين، وكان أغلبهم من الكاثوليك وهم في واقع الأمر الأقرب من ناحية التفكير والإعتقاد إلى الإعتقاد المسيحي الحقيقي من غيرهم وهم بكل تأكيد الأقرب إلى الإسلام الذي جاء به نبيّنا محمّد عليه السلام. الكاثوليك هم الأقرب إلى العبرانيين (اليهود)، واليهود بكل يقين هم الأقرب إلى المسلمين أتباع النبي محمّد عليه السلام... حينما تناقشت مع أولئك المسيحين حاولت أن أتفهّم منهم ماذا يقصدون بعيسى "المنقذ" وكيف أن عيسى مات من أجل ذنوبهم. قلت لهم لا يمكن لأي كان بأن يموت من أجل ذنوب الآخرين، ولا يمكن لعيسى بأن يكون المنقذ كما تعتقدون. قلت لهم بأن فهمي لعيسى المنقذ أنّه أتاهم بأيات من رب العالمين تدعوهم إلى الخير وتبعدهم عن المنكر وبذلك فقط كان عيسى هو المنقذ من خلال تلك الآلية وليس من خلال غيرها.
أقولها بصدق، إن بعضهم كان قد إقتنع بكلامي، والبعض الآخر لم يعجبه كلامي وتلك هي سنّة الحياة وذلك هو واقعنا نحن البشر.
أنا لست بصدد مناقشة عيسى المنقذ، فلديّ الكثير ممّا يمكنني قوله بشأن تقديس المسيحيّون لعيسى بشكل حوّله عند أغلبهم إلى "الرب" وجزء من الرب عند البعض الآخر(أتباع الثلاثيّة المقدّسة أو الثالوث). تلك هي مشكلتهم، وذلك هو إعتقادهم وما يهمّني أنا هو "نحن" المسلمين.
إسمحوا لي هنا أن أعرج سريعاً على قضيّة مهمّة أتمنّى منكم التنبّه إليها وهي أننا كمسلمين أخذنا نمجّد الرسول عليه السلام وأسبغنا عليه من الصفات بما جعله بمثابة الرب عند الكثيرين حتّى أنّه حينما توفي عليه السلام لم يقتنع بعض المسلمين حينها بأن إنسان بتلك المكانة الفريدة قد يموت فإرتد الكثير من المسلمين حينها ونعرف ما تبع ذلك من حروب الردّة وما كان لها من تبعات أخرى. أودّ هنا أن أنبّه إلى أن النبي محمّد عليه السلام ما هو إلّا بشر مثلنا، وبأنّه ليس أشرف الخلق أجمعين.. على الأقل بحسابات الرب. علينا أن ننتبه إلى أنّ النبي محمّد هو ليس سيّد الأنبياء والمرسلين وأنّه عليه السلام ليس أشرفهم جميعاً كما يردد شيوخنا الذين لا يجلسون ليفكّروا أو يتدبّروا أو يتمحصّوا أو يعيدوا النظر فيما ينقلون عن غيرهم من السابقين. أنا أتحدّى أي من شيوخ الدين أن يأتيني بأية واحدة تقول بأن النبي محمد هو أشرف الأنبياء والمرسلين، أو أنّه سيّد الخلق أجمعين.
علينا أن نتخلّص من شوفينيتنا، وأن نقلّل من عنصريّتنا(العربيّة) فهي تضر بديننا ولا تنفعه في شئ. علينا أن نتواضع ونقلّل من جيش عواطفنا، فهناك من الأنبياء من كانت له مكانة أعظم عند الله مثل إبراهيم (الخليل) وموسى (الكليم) والذي كلّمه الله مباشرة وبدون وسيط، ثمّ تجلّى الله له ولم يتجلّى لغيره من البشر بما فيهم النبي محمّد عليه السلام، وعيسى (المعجزة) والذي أحيا الأموات بإذن ربّه خاصّية لم يعطها الله للنبي محمّد عليه السلام.
وعودة إلى موضوع الشفاعة... لم يذكر الله في القرآن، إطلاقاً بأن محمّد هو شفيع الأمّة، ولم يذكر الله إطلاقاً بأنّه يحتاج إلى شفعاء: {{قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}}... أنظر: لله الشفاعة جميعاً. لم يترك الله لغيره فرصة للشفاعة لأنّه ليس في حاجة إلى شفاعة البشر، فهو علّام الغيوب. يقول الله سبحانه وتعالى: {{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}}... لا بيع ولا خلّة ولا شفاعة... لا شفاعة. أنظروا أيضاً إلى قوله تعالى: {{ وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ}}... أنتبهوا إلى قوله تعالى: وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ... هل تحتاج هذه الآية إلى "اهل الذكر" ليشرحوها لنا؟.
أنا أقول وعلى مسئوليّتي... إن النبي محمّد ليس شفيع الأمّة وسوف لن يشفع لك يوم القيامة أحد على الإطلاق. إنّك يا أيّها الإنسان - مهما كان إعتقادك - سوف تجازى بما فعلت وعلى قدر أفعالك الغير سويّة، ومن يأتيني بأية واحدة في القرآن تقول بأن محمّد شفيع الأمّة سزف ينال تنازلي الغير مشروط له والإعتراف بفشلي في هذا الشأن. رجائي بألّا تأتوني بتأويلات "الدجّالين" الذين خلقوا لنا ديناً موازياً لدين الله كما خلق المسيحيّون ديناً موازياً لما جاءهم به عيسى إبن مريم عليه السلام.
كنت دائماً أفكّر في الأمر.. إذا كان الله قد حدّد يوم القيامة كيوم حساب، وبأن كل البشر... كل البشر سوف يقفون أمام الله لتتم محاسبتهم من لدنه وبعيد الحساب سوف يعاقب كل مخطئ بما أخطأ. قلت في نفسي.. إذا كان الله هو الحاكم يوم القيامة وإذا كان المخلوق هو من سوف تتم محاسبته فهل يسمح الله لأحد من البشر بأن يشفع أمامه لتغيير حكمه وهو يعرف الخفايا ويعرف النوايا ويعلم مالا يعلمه البشر؟. لماذا يحتاج الله إلى شفعاء ليشفعوا لبعض من مخلوقاته وهو يعرف كل شئ عنهم... يعرف أفعالهم ومقاصدهم ونواياهم، وكل ما فعلوه؟.
لم أتمكّن حينها من الغوص عميقاً في هذا الأمر، لكنّني ومع مرور الزمن قرأت وناقشت وإختلطت مع الكثير من البشر من جنسيات مختلفة ومن إعتقادات مختلفة فكثرت الشكوك في رأسي وبدأت من جديد أبحث عن إجابات شافية لما سمعته ولم أقتنع به.
يقول المسيحيون بأن عيسى هو "المنقذ" Saviour، وهو الوحيد الذي يمتلك هذه الخاصيّة وهو من سوف ينقذ البشريّة جمعاء من عذابات الدنيا وعذابات الآخرة.
ويقول المسيحيّون كذلك بأن عيسى كان قد مات من أجل ذنوب البشر... ضحّى بحياته من أجل إنقاذ البشريّة من عذاب ماحق. المسيحيّون كلّهم يؤمنون بأن عيسى مات من أجل ذنوبهم، وبأنّه هو المنقذ الوحيد من بين مخلوقات الله.
حينما ناقشت هذا الموضوع مع عدد من المثقّفين المسيحيين، وكان أغلبهم من الكاثوليك وهم في واقع الأمر الأقرب من ناحية التفكير والإعتقاد إلى الإعتقاد المسيحي الحقيقي من غيرهم وهم بكل تأكيد الأقرب إلى الإسلام الذي جاء به نبيّنا محمّد عليه السلام. الكاثوليك هم الأقرب إلى العبرانيين (اليهود)، واليهود بكل يقين هم الأقرب إلى المسلمين أتباع النبي محمّد عليه السلام... حينما تناقشت مع أولئك المسيحين حاولت أن أتفهّم منهم ماذا يقصدون بعيسى "المنقذ" وكيف أن عيسى مات من أجل ذنوبهم. قلت لهم لا يمكن لأي كان بأن يموت من أجل ذنوب الآخرين، ولا يمكن لعيسى بأن يكون المنقذ كما تعتقدون. قلت لهم بأن فهمي لعيسى المنقذ أنّه أتاهم بأيات من رب العالمين تدعوهم إلى الخير وتبعدهم عن المنكر وبذلك فقط كان عيسى هو المنقذ من خلال تلك الآلية وليس من خلال غيرها.
أقولها بصدق، إن بعضهم كان قد إقتنع بكلامي، والبعض الآخر لم يعجبه كلامي وتلك هي سنّة الحياة وذلك هو واقعنا نحن البشر.
أنا لست بصدد مناقشة عيسى المنقذ، فلديّ الكثير ممّا يمكنني قوله بشأن تقديس المسيحيّون لعيسى بشكل حوّله عند أغلبهم إلى "الرب" وجزء من الرب عند البعض الآخر(أتباع الثلاثيّة المقدّسة أو الثالوث). تلك هي مشكلتهم، وذلك هو إعتقادهم وما يهمّني أنا هو "نحن" المسلمين.
إسمحوا لي هنا أن أعرج سريعاً على قضيّة مهمّة أتمنّى منكم التنبّه إليها وهي أننا كمسلمين أخذنا نمجّد الرسول عليه السلام وأسبغنا عليه من الصفات بما جعله بمثابة الرب عند الكثيرين حتّى أنّه حينما توفي عليه السلام لم يقتنع بعض المسلمين حينها بأن إنسان بتلك المكانة الفريدة قد يموت فإرتد الكثير من المسلمين حينها ونعرف ما تبع ذلك من حروب الردّة وما كان لها من تبعات أخرى. أودّ هنا أن أنبّه إلى أن النبي محمّد عليه السلام ما هو إلّا بشر مثلنا، وبأنّه ليس أشرف الخلق أجمعين.. على الأقل بحسابات الرب. علينا أن ننتبه إلى أنّ النبي محمّد هو ليس سيّد الأنبياء والمرسلين وأنّه عليه السلام ليس أشرفهم جميعاً كما يردد شيوخنا الذين لا يجلسون ليفكّروا أو يتدبّروا أو يتمحصّوا أو يعيدوا النظر فيما ينقلون عن غيرهم من السابقين. أنا أتحدّى أي من شيوخ الدين أن يأتيني بأية واحدة تقول بأن النبي محمد هو أشرف الأنبياء والمرسلين، أو أنّه سيّد الخلق أجمعين.
علينا أن نتخلّص من شوفينيتنا، وأن نقلّل من عنصريّتنا(العربيّة) فهي تضر بديننا ولا تنفعه في شئ. علينا أن نتواضع ونقلّل من جيش عواطفنا، فهناك من الأنبياء من كانت له مكانة أعظم عند الله مثل إبراهيم (الخليل) وموسى (الكليم) والذي كلّمه الله مباشرة وبدون وسيط، ثمّ تجلّى الله له ولم يتجلّى لغيره من البشر بما فيهم النبي محمّد عليه السلام، وعيسى (المعجزة) والذي أحيا الأموات بإذن ربّه خاصّية لم يعطها الله للنبي محمّد عليه السلام.
وعودة إلى موضوع الشفاعة... لم يذكر الله في القرآن، إطلاقاً بأن محمّد هو شفيع الأمّة، ولم يذكر الله إطلاقاً بأنّه يحتاج إلى شفعاء: {{قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}}... أنظر: لله الشفاعة جميعاً. لم يترك الله لغيره فرصة للشفاعة لأنّه ليس في حاجة إلى شفاعة البشر، فهو علّام الغيوب. يقول الله سبحانه وتعالى: {{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}}... لا بيع ولا خلّة ولا شفاعة... لا شفاعة. أنظروا أيضاً إلى قوله تعالى: {{ وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ}}... أنتبهوا إلى قوله تعالى: وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ... هل تحتاج هذه الآية إلى "اهل الذكر" ليشرحوها لنا؟.
أنا أقول وعلى مسئوليّتي... إن النبي محمّد ليس شفيع الأمّة وسوف لن يشفع لك يوم القيامة أحد على الإطلاق. إنّك يا أيّها الإنسان - مهما كان إعتقادك - سوف تجازى بما فعلت وعلى قدر أفعالك الغير سويّة، ومن يأتيني بأية واحدة في القرآن تقول بأن محمّد شفيع الأمّة سزف ينال تنازلي الغير مشروط له والإعتراف بفشلي في هذا الشأن. رجائي بألّا تأتوني بتأويلات "الدجّالين" الذين خلقوا لنا ديناً موازياً لدين الله كما خلق المسيحيّون ديناً موازياً لما جاءهم به عيسى إبن مريم عليه السلام.
علّق أحد القرّاء الأعزّاء على هذا المقال قائلاً: سيتم اتهامك بأنك قرآني... وسيقفز بعض المتفيهقون ليكفروك لأنك تنكر الأحاديث..... ردّيت عليه قائلاً وبدون تردّد:
أنا قرآنيُّ بإمتياز وأتشرّف بها. ألم يتم الله دينه ويكمله ويرضيه للناس؟. هل يحتاج الناس إلى آحاديث رواها بشر لم يعيشوا في عهد الرسول ولم يروه؟. هل يقنعني أحد بأحاديث جمعها إثنين من البشر بعد 196 سنة من وفاة الرسول حدثت خلالها حروباً ومعارك لم تترك شيئاً من ورائها؟. هل يأتيني أحد بحديث يقول لي بأنّه رواه عن الرسول وكان الرسول عليه يقول لصحابته: لا تكتبوا عنّي الحديث... حتى لا يختلط عندهم القرآن بغيره؟. دعوني أحدّثكم عن جمعة هذا اليوم والتي كنت أفكّر في تنزيلها كإدراج مستقل، لكنّني أكتب بعضه هنا. ذهبت هذا اليوم لأداء صلاة الجمعة في مسجد ليس بالعيد عنّي. هذا المسجد مكوّن من ثلاثة أجنحة أحدها للنساء، ويزيد عدد الحاضرين لهذا اليوم عن 500 مصلّي. قال الإمام(الشيخ) في خطبته الأولى كلاماً يجعلك تكره "الدين الإسلامي" لما أورد في كلامه من تخاريف وزيف. قال بأن من صام وقام في الوقفة غفرت له كل ذنوبه لعام مضى ولعام لاحق. وقال كلاماً لا يمكن أن يقنع حتى طفل صغير، وكان يستشهد في كل ما ذهب إليه بآحاديث مرواة عن فلان وفلان عن فلان... ولم يأت بآية واحدة إطلاقاً. كانت خطبته الأولى وهي طويلة جداً كلّها مستدل عليها بأحاديث يعلم الله مصداقيّتها ولم يذكر أية واحدة من القرآن، لآن ما يتحدّث عنه ويحاول تأكيده لم يذكر في القرآن فأضطر للبحث عن آحاديث رواها من رواها حيث وجد فيها ضالّته. إذا كان الدين الإسلامي بهذه السذاجة فوالله والله سأكون أنا أوّل من يتركه وغير نادم عليه. أعتقد بأن الوقت قد حان لتنقية ديننا من هذا الدنس الذي علق به منذ اليوم الأول الذي غاب فيه الرسول عليه السلام عن هذه الحياة حيث وفي ذلك اليوم الذي توفّى فيه الرسول حدث ما حدث في السقيفة وكيف كاد أن يشهر السيف بين المهاجرين والأنصار صراعاً على السلطة بعد وفاة الرسول، ولولا صرامة عمر الذي حسم الأمر لصالح أبوبكر الصدّيق لقتل كل من السقيفة بعضهم البعض. في نفس الوقت الذي كان فيه الأنصار والمهاجرون يتصارعون على السلطة كان علي بن أبي طالب ومعه بعض من أنصاره وأصحابه يغسلون جسد الرسول ويكفّنونه تمهيداً لدفنه، وفي تلك الأثناء خلقت الشيعة وبمباركة علي بن أبي طالب نفسه. علينا أيضاً بألّا ننسى ما حدث للشيخ المسن عثمان بن عفّان حينما هاجمه محمد بن أبوبكر الصديق وصاحبه العائدان من مصر لتوهّما وجرجرا الشيخ المسن على الأرض ونتفا له لحيته وقتل ذلك الشيخ المسن من ناتج العنف والقسوة والحقد والكراهيّة. عمّن هم يريدوا أن يحدّثوننا، وبمن يريدوننا أن نقتدي؟. لقد عبثوا بدين الله وأضافوا إليه ما شاءوا من آحاديث ملفّقة وللأسف نسبت للنبي عليه السلام، حتى أضحى دين الإسلام الذي بين أيدينا اليوم مليئاً بتخاريف لم يذكرها الله ولم يشر إليها لا من قريب ولا من بعيد... فمن أين أتونا بها؟. ألسنا اليوم نعاني من أسواء ما يمكن أن يعانيه أي شعب في العالم؟. ألم يصبح المسلمون من أرذل شعوب العالم على وجه الأرض؟. هل هو الإسلام الذي أنزله الله في كتابه هو من أوصلنا إلى ما نحن فيه من ذل وهوان وإحتقار الغير لنا، أم هو الإسلام الذي ألّفه شيوخ الدين من إبن حنبل إلى إبن تيميّة مروراً بأبي حنيفة إلى الشافعي إلى مالك إلى إبن أباض، إلى إبن عبد الوهّاب دعك من مذاهب الشيعة والأحمديّة وغيرهم من المذاهب التي يتبعها البعض اليوم في بلاد مختلفة من العالم ولا نعرف عنها كثيراً؟. أليست هي تلك المذاهب من أفسد الإسلام وحوّله إلى دين بشر بدل أن يكون دين الله؟. أليسوا هم شيوخ الدين من يكاد يؤلّه النبي محمّد عليه السلام كما ألّه المسيحيون عيسى بن مريم من قبله؟. دعونا يا أيّها السادة والسيّدات ننتصر لأنفسنا وننتصر لديننا الذي أنزله الله إلينا عن طريق رسوله محمّد بن عبد الله والذي قال الله له بكل صراحة وبكل وضوح: {{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ}}. وقال له أيضاً: {{فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ}}. ألم يقل الله لنبيّه منبّهاً إيّاه قدراته: {{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}}.... هل عرفتم الآن من هو رب الدين ومن هو منزّله؟. ألم يقل الله لكم وبكل وضوح: {{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}}... هل فهمتم معنى ودلالات "ورضيت لكم الإسلام ديناً"؟.
وحتاماً.... نحن في أمسّ الحاجة إلى تنقية ديننا من الشوائب التي علقت به منذ وفاة الرسول وحتى يومنا هذا، ونحن في أمسّ الحاجة إلى تحديث فهمنا للدين بما يتماشى مع معطيات ومكتشفات هذا الزمان الذي نعيش فيه. إنّها مهمّة كبيرة وصعبة وبذلك فإنك سوف تجد رجال الدين هم أوّل من يعاديها ويقف ضدّها لأنّم يخافون من التجديد ويخافون من الخروج عن الموروث أو المتوارث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك