2017/11/25

كان كل ذنبهم أنّهم خرجوا ليعبدوا ربّهم

كل من يبحث عن المشاكل يجدها، أمّا من يبحث عن الحلول فعليه السعي إلى إيجادها. إن من يسعى لحل مشاكله أو المساعدة في حل مشاكل غيره عليه بأن يفكّر ويحسب ويتدبّر ثم ينظّر ويبحث ويستنتج.... ومن ثمّ ينتقل بالحياة إلى الأمام.

كان اليوم جمعة وكان التوقيت ظهراً وكان المكان مسجد أبوجرير بقرية الروضة في صحراء سيناء المصرية. كان المسجد مكتظّاً بالمصلّين الذين زاد عددهم عن 400 مصلّي، وكان كل من دخل المسجد لا يحمل في ذهنه أي شئ غير عبادة الرب والتقرّب إليه من خلال أداء فرض صلاة الجمعة. كان المصلّون جالسين في هدوء وسكينة، وما لبث أن صدح صوت الأذان الأول للصلاة حتى خطى الإمام الشاب الشيخ محمد عبد الفتاح رزيق(26 سنة) نحو المنبر، وصعد إلى أعلى نقطة فيه فجلس ينتظر الأذان الثاني إيذاناً ببدء خُطبته حتى سمع المصلّون صوت إنفجار قوي بمحيط المسجد، أعقبه إطلاق رصاص بغزارة من قبل حوالي 130 مهاجماً من مسلّحين إقتحموا المسجد وفتحوا نيرانهم صوب كل إتجاه في المسجد لمدة إستمرت ما بين 10 إلى 20 دقيقة؛ والهدف كان قتل كل من في المسجد، وذنبهم فقط أنّهم كانوا ينتمون إلى "الجماعة الصوفيّة" التي تكفّر المنتمين إليها الجماعات السلفيّة المتشدّدة وتتهمهم بالتعاون مع رجال الأمن لرصد تحركات الجماعات الدينيّة المتشدّدة (الإرهابيّون) أو قل عنهم "داعش".
وكان السلفيّون في عام 2013 قد إستهدفوا أضرحة الطرق الصوفية، إذ تم حينها تفجير ضريح الشيخ سليم أبوجرير بقرية مزار، وضريح الشيخ حميد بمنطقة المغارة وسط سيناء. وفي نوفمبر 2016 أعلن التنظيم السلفي المتشدّد ذبح الشيخ سليمان أبوحراز- أكبر مشايخ الطرق الصوفية في سيناء - بدعوى "التكهّن وإدّعاء معرفة الغيب" !!. بلغ عدد ضحايا تفجير مسجد أبوجرير 305 قتيلاً و128 جريحاً أغلبهم في حالة خطرة.
هنا يتوجّب على كل مسلم... كل مسلم أن يتوقّف ويفكّر ويتدبّر ويعيد النظر. أن يقتل أي شخص في قتال أو صراع علني أو مشاكسة أو عراك من أي نوع فتلك الأشياء قد يمكن قبولها، أمّا أن يقتل أي شخص.... أي شخص وهو بين يدي الله يصلّي فتلك لا يمكن... لا يمكن قبولها بأية معايير وبأية حسابات وبأية نوايا مهما بدت "حسنة" لمن يقوم بها. أن تقتل أي شخص يصلّي وبإسم الله فتلك تتجاوز كل المعايير وكل المحاذير وتبتعد عن كل القيم الإنسانية وفي أي مكان في العالم، بل وفي أي عصر أو زمان.
دعونا نتوقّف ونفكّر ونتدبّر.... دعونا نعود بعقولنا إلى الوراء... إلى عهد النبي محمّد عليه السلام. نعم.... نعود إلى تلك الأثناء، ولما لا؟!. إن كنّا بصدق نعبد الله ونتبع آوامره فعلينا العودة إلى ديننا كما أتى به إلينا رسوله عليه السلام.
الرسول رحمة الله عليه جاءنا بالقرآن، وقال لنا في القرآن يكمن دينكم. الله سبحانه وتعالى قالها لنا واضحة وصريحة قبل وفاة رسوله عليه السلام: {{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}}... أكمل الله الدين للناس قبل إنتقال رسوله إليه حتى لا تكون فتنة من بعد رحيله. حينما يكتمل الشئ بالتمام والكمال علينا بعدم البحث عن بدائل، وعلينا بعدم الإضافة أو التعديل، وعلينا التقيّد بما عندنا خاصّة وأن ما عندنا كان قد آتانا من عند ربّنا، ونحن نقول بأنّنا مسلمون.
لماذا إذاً إختلفنا، وتشيّعنا، وإنقسمنا ثم تنازعنا؟. أليست أسئلة جديرة بالتوقّف عندها والبحث فيها بهدف الإصلاح بالعودة إلى الأصل؟.
إختلفنا في التفسير، وإختلفنا في الرغبات، وإختلفنا في النوايا مع أنّنا كلّنا نقول بأن هدفنا هو "مرضاة الله والسير في طريقه". هل مرضاة الله تتطلّب منّا بأن نسلك نهج وطرائق مختلفة طالما أن الله هو واحد والطريق إليه كان قد ذكر بكل وضوح في كتابه الذي أرسله إلينا؟.
إختلافنا في التفسير، وإجتهاداتنا، وإختلاف نوايانا ورغباتنا دفعتنا كلّها إلى "التصادم" مع بعض كمسلمين، وسبب تصادمنا لم يكن إطلاقاً رغبتنا في عبادة الله كما أمرنا وإنّما "أنفسنا الأمّارة بالسوء".... سبب إختلافنا كان خللاً في تفكيرنا وفي حساباتنا وفي نوايانا.
بينما كان جسد الرسول مازال جاثماً على الأرض وقبل أو يوارى التراب بدأ المسلون في الإختلاف من بعده. نعم، من حينها بدأوا في الإختلاف، وعن ماذا إختلفوا؟. لقد إختلفوا عن "السلطة" ولم يختلفوا عن الإسلام وقتها. إختلف أتباع الرسول عن من سوف يخلفه، ولم يكن إختلافهم على دين الله وإنّما كان على "السلطة". علي بن أبي طالب كان من جانب يظن بأن الخلافة سوف تكون له بإعتباره إبن عم الرسول(وراثة)، أمّا بقيّة أعيان المسلمين فلم يكن وراداً بأذهانهم "التوريث" فتصارعوا هم أنفسهم فيما بينهم (مهاجرون وأنصار) ويعرف البعض كيف كان الصراع محتدماً بين الفئتين كل ترغب في إحتكار السلطة لأحد من أتباعها، ويعرف "البعض" وهنا أقول البعض (نتيجة للتعمية والحذف في نقل تاريخنا إلينا) بأنّ عمر بن الخطّاب كان بسيفه قد حسم صراعاً كاد أن يخرج عن السيطرة وذلك بتنصيب أبوبكر بن الصدّيق ليكون أوّل حاكم للمسلمين(خليفة) بعد الرسول عليه السلام. من حينها نشأت الشيعة ومن بعدها - كرد فعل - نشأت السنّة، ومن بعدها وبعدها ظللنا نتحالف ونتخاصم ونتشرذم حتى وصلت طوائفنا وأحزابنا وجماعاتنا إلى ما هي عليه اليوم، وكل جماعة لها "دينها" الذي فصّلته ليواكب تطلّعاتها مع بقاء العبادة النقيّة لله خلف "الستائر" أو في "الدهاليز". تلك هي الحقيقة التي يتوجّب علينا الإعتراف بها ومن ثمّ مواجهتها بالعقل والحكمة ونقاء السرائر مع الإخلاص لله في العبادة بدون مظاهر أو تظاهر أو تمذهب وتطرّف وتشيّع. 

مصادر ديننا
مهما قيل لنا ومهما حاول البعض إقناعنا به ومهما تفلسف علينا المتفلسفون، يبقى لديننا مصدراً واحداً أوحداً وهو "القرآن". نعم، ديننا الإسلامي "كلّه" ورد في القرآن ولم يطلب الله منّا بأن نتبع غير ذلك، وكل ما قيل عن السنّة "والعلماء" وأولي الأمر يقع في إطار كتاب الله وفي فحواه الواضحة والمبيّنة بكل جلاء. مسئوليتنا كلّنا كمسلمين وكبشر تقع في تعاملنا مع النصّ... فهمنا لمعانيه، وتعاملنا مع كتاب الله وفق فهمنا ولكن بكل أريحيّة وبكل تفاهم بعيداً عن التشدد أو فرض الرأي على الآخرين: {{نَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}}. 
علينا جميعاً أن نكون على بيّنة بأن القرآن له معنيان: المعنى اللغوي والمعنى الإيحائي"التأويلي" وهو القصد الحقيقي من الآية. المعاني اللغوية علينا البحث فيها والتعرّف عليها، فالقرآن أرادنا الله أن نفهمه فأنزله لنا بلغتنا وطلب منّا قراءته وفهمه وتدبّر معانيه. الفهم اللغوي هو ملك كل مسلم بدون الحاجة إلى أوصياء أو دخلاء بين المسلم وربّه. في عالم اليوم، أصبح متيسّراً جدّاً العثور على معنى كل كلمة في القرآن في ثوان، ومن لم تتوفّر لديه تلك الوسيلة يمكنه التواصل مع الآخرين الذين يقدرون على ذلك.
المعانى التأويليّة(المقاصد) لا يعلمها إلّا الله، وعلينا كمسلمين البحث فيها وتدبّرها والتخمين بشأنها وتفسيرها حسب زماننا ومكاننا والعلم المتاح بين أيدينا ولكن يتوجّب علينا جميعاً بأن لا نتعصّب لفهمنا ولا نفرض رأينا على غيرنا، فنحن هنا "نجتهد" وفقط. 
قال الله تعالى: {{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}}... هذه الآية أنا أراها غاية في الأهميّة وعلى كل مسلم أن يكون دارياً بها وفاهماً لها. لا يعلم تأويل القرآن غير الله، أمّا "المجتهدون" فعليهم المضي في الإجتهاد، وعليهم التفكير والتصوّر والتخمين ولكن بشرط أنّهم إن هم لم يقتنعوا بما فسّروا أو لم يتمكّنوا من إقناع غيرهم بما فسّروا... عليهم أن يقولوا {{آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ }}. من هنا وفي هذا الإطار، لا يجوز إطلاقاً لأي كان ومهما كان - ولو كان النبي نفسه - أن يفرض فهمه للقرآن على البقيّة. على كل مجتهد أن يقول: هذا من وجهة نظري وأنا مستعد للإستماع إلى وجهة نظرك، وعلينا جميعاً أن نصل إلى {{كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}}. 
إنّنا إن نحن إلتزمنا بهذه المفاهيم لما كنّا قد تنازعنا ولما كنّا قد تحاربنا، ولما كانت أمّتنا قد وصلت إلى هذا الحضيض الذي وللأسف وصلت إليه.
علينا جميعاً أن نعرف وأن نقتنع بأنّ الدين هو علاقة بين الإنسان وربّه، وهو في الجوهر يعني العبادة والخضوع لله بإعتباره القوّة القاهرة القصوى التي لا يمكن لأية قوّة أخرى مهما بلغت من العتوّ أن تضاهيها. عبادة الله هي علاقة بين الإنسان وربّه، ولا يحق لأي مخلوق أن يتدخّل فيها أو يقيّمها مهما كان ذلك المخلوق. قال الله تعالى لنبيّه عليه السلام:{{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ}}. ومن ثمّ فإنّ الله هو من سوف يحاسب وهو من سوف يجازي وهو من سوف ينفّذ. إن كان الأمر كذلك فكيف للبعض أن ينصّبوا من أنفسهم محاسبين لغيرهم في الدنيا؟. قال الله تعالى لنبيّه عليه السلام: {{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ}}. من هنا نرى بأنّه لا يوجد أي إنسان منزّه عن الخطأ، وبأنّه سوف لن ينجو أي بشر من الحساب يوم القيامة بما في ذلك الأنبياء. لا يوجد معصوم عن الخطأ غير الله، ويوم القيامة سوف يحاسب الله كل البشر بدون إستثناء أحداً ولو كان نبيّاً: {{وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}}. لم يستثن الله أحداً هنا، وإلّا لكان قال: ما عدا الأنبياء مثلاً.
إنّنا والأمر كذلك، علينا بأن نفكّر ونجتهد ونضع النظريات ولكن بشرط الأ نفرضها على غيرنا بإعتبارها "التفسير الحقيقي للقرآن" !.علينا "كلّنا" بأن نعترف بأنّنا لا نفقه كثيراً، وبأنّنا يجب أن نتعلّم، وبأنّنا لسنا خير من غيرنا... بذلك فقط نتواضع ونحترم قدرات غيرنا ونتعامل مع بعض من خلال التوافق والتفاهم والتكامل. 
إن إختلافاتنا كمسلمين أصبحت تتزايد في كل يوم، وإنقساماتنا أخذت تتعاظم ، وصداماتنا قد بدأت تتفاقم... لماذا؟. لأنّنا لا نحترم غيرنا، ولا نحترم تعاليم ديننا التي تقول لنا وبكل أريحيّة: {{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ}}... من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. لماذا نحن ننصّب من أنفسنا أوصياء على دين الله؟. لماذا لا نترك الناس يختارون لأنفسهم ما يناسبهم؟. لماذا نحن نخاف على دين الله أكثر من حرصه هو عليه؟. قال الله تعالى: {{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}}... الله سوف يحفظ دينه وسوف يحافظ عليه بالطريقة التي أراد وبالكيفية التي شاء. علينا بأن نعبد الله كما نرى بشرط أن نخلص في عبادتنا، أمّا الكيفيّة فهي ليست شرطاً طالما أنّنا نقول في صلواتنا "لا إله إلّا محمّد رسول الله". أليس ذلك ما يقوله من يقف إلى الصلاة ويصلّي؟. أليس ذلك ما يقوله من يذهب إلى المسجد ليقيم شعيرة من شعائر الله؟. أليس ذلك ما فعله أولئك الأبرياء الذين ذهبوا للمسجد ليؤدّوا فرضاً من فروض الله، وكانوا قد ذهبوا بإختيارهم وبرغبتهم وبإيعاز من أنفسهم؟. هل نقف نحن بينهم وبين ربّهم في موضوع القبول من عدمه، وهل يحق لأي منّا أن يفرض وجهة نظره على الآخرين من مبدأ أن "ما أؤمن به أنا هو الصحيح، وما تؤمن به أنت خطأ"؟. الا يجدر بأيّ منّا أن يجلس ويفكّر ويعود إلى نفسه ليحاسبها؟.
إن الدين لله وما نحن إلّا عباده.. فعلينا أن نعبد الله كما نرى ونتصوّر ونعتقد بشرط أن نكون صادقين ومخلصين في علاقتنا بالله وفي مراعاة إلتزاماتنا تجاهه. تلك هي العلاقة بيننا وبين ربّنا، أما علاقتنا بالبشر فنحن من يحدّدها ويرسم ملامحها وفق أي شكل من أشكال التوافق بيننا طالما أن كل منا إحترم غيره وأقلع عن فرض رأيه وطريقة تفكيره على الآخرين. تلك هي الطريقة التي سلكتها بقية شعوب العالم من حولنا لتنظيم شئون حياتها بما يقع في إطار "شئون الحكم" وفي ذلك تبلورت أشكال وأنماط الحكم من ديموقراطي إلى شمولي إلى جماعي إلى فردي إلى تفويضي إلى وراثي.... وإلى بقيّة أنواع الحكم التي إختارتها شعوب العالم أو ربّما كانت قد فرضت عليها إلى حين حتى تتمكّن من المقدرة على تغيير أنظمة حكمها بطرقها وآساليبها التي تختارها.

وفي الختام أن أرى بأن أساس ديننا هو القرآن وعلينا الإبتعاد عن فرض المذاهب والمدارس الفكرية على غيرنا حتى لا نتخاصم لأسباب تافهة، كا أنّه يتوجّب علينا الإقلاع عن تلك التسميات التي تخلق المشاكل بيننا مثل "سنّة" و"شيعة"، و"حنفيّة" و "مالكية" و "جعفريّة" و "يزيديّة" و "أباضيّة" و "أحمديّة" وإلى بقيّة التسميات التي لا هدف من ورائها غير بث الفتنة والتفرّق بين المسلمين. نحن مسلمون وكفى، والقرآن هو مصدرنا الوحيد الذي نحتكم إليه وعلينا أن نعيد تفسيرنا له وفق مقتضيات وعلوم وطريقة تفكير هذا الزمان، أما من سبق لهم أن فكّروا ونظّروا وتفلسفوا من أمثال "إبن العثيمين" و "إبن عبد الوهّاب" و "بن باز" و "الألباني" و "الشنقيطي" و "المدخلي" وما إليهم من أولئك الذين إجتهدوا بما يعرفون، فعليهم أن يعرفوا بأن أفكارهم هي مجرّد "أفكارهم" وهي ملكهم ولا تلزمنا نحن في شئ على الإطلاق إلّا وأن يكون ذلك من إختيارنا وبرغبتنا. 
نحن يجب بأن يكون ديننا هو قرآننا وفهمنا نحن له وليس ما يقوله شيوخ الدين لنا مهما كانت مراتبهم ومهما إعتبروا هم أنفسهم كأوصياء على الدين. علينا بأن نكون مسلمين وفقط... مسلمين وكفى. بعيداً عن "التسميات" التي فرّقتنا وزادت من حدّة الشقّة بيننا. لا سنّة ولا شيعة ولا مذهبيّة، فالإسلام يجب أن يرجع إلى عهد الرسول عليه السلام وذلك هو دين الله فقط... وفقط.... وفقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك