2017/07/24

فرصة ذهبيّة أغتنماها... ليبيا بلدكما فلا تتركاها

Image may contain: 2 people
الكل يعرف بأنّ يوم الغد سوف يكون يوماً مشهوداً لليبيا من كل العالم، وسوف بالفعل تبرز ليبيا من جديد على قمّة الأحداث في بادرة قلّ مثلها في هذه الأيّام ومنذ ربما عام 2014.

غداً الثلاثاء سوف تشهد مدينة باريس الفرنسيّة لقاء حاسماً بين المشير خليفة حفتر والسيّد فائز السرّاج، وسوف يكون هذا اللقاء برعاية وحماية وعناية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ملتقى غد سوف يكون مشهوداً ومرصوداً ومقصوداً فهل نجعل منه يوماً تسعد من بعده بلدنا ليبيا الحبيبة؟. نعم... إنّها فرصة قد لا تتكرّر، وإنّها مبادرة نادرة قد لا نرى شبيهاً لها إن هي باءت بالفشل.
إنّه لقاء بين الدعم الداخلي (حفتر) والدعم الخارجي(السرّاج)، فهل يقدر الطرفان على دمج الدعمين لصالح ليبيا؟.
لا أحد ينكر - إلّا الغافلين - بأنّ المشير خليفة حفتر يحظى بدعم داخلي كبير جداً وأكبر ممّا يتوقّعه حتى أكبر المتحمّسين له. إن الدعم الوطني للمشير خليفة حفتر له شقّين يجب تداركهما وعدم إهمالهما: الدعم المعلن(الجهري) والدعم المبطن(السرّي)، ويجب التنويه هنا إلى أن الدعم المبطن يكاد يتجاوز الدعم المعلن بمرّتين أو أكثر. الدعم المبطن للمشير خليفة حفتر هو أكبر ممّا يتصوّره أيّ منّا ذلك لأنّ المنتمين إلى هذا الطابور هم من أهالي المناطق الغربيّة والمناطق الجنوبيّة في ليبيا وهم الذين ترعبهم المليشيات المسلّحة التي ترتعد من مجرّد سماع إسم خليفة حفتر يتردد على الألسنة. أولئك الداعمون الصامتون هم في واقع الأمر ينتظرون في أية سانحة ليعلنوا دعمهم للمشير خليفة حفترعلى الملأ ويخرجوا من بعدها للشوارع فيزلزلزا الدنيا بهتافاتهم التي سوف لن يستطيع أحد إسكاتها مهما طغى ومهما تجبّر ومهما هدّد وتوعّد وتكبّر.
في المقابل، علينا الإعتراف بأن السيّد فائز السرّاج يحظى بدعم دولي لا يمكن لأحد في ليبيا أن يحظى بمثله مهما كانت المعطيات ومهما كانت الظروف. الدعم الدولي للسيّد فائز السرّاج هو دعم جدّي وواقعي وفعلي، ومن ثمّ فليس من العقل ولا من النباهة التقليل منه أو تجاهله. 
أقول للمشير خليفة حفتر وللسيّد فائز السرّاج... تلك هي فرصتكما الذهبيّة لأن تنحازا للوطن وأن تظهرا حبّكما الحقيقي لليبيا بلدكما أنتما وبلدنا نحن... ليبيا هي بلدنا التي لا بديل لنا عنها، فهي أمّنا التي تحنّ علينا وهي بيتنا الذي يحمينا ويأوينا... فرجائي رجائي بأن لا يترفّع أي منّا على أمّه وبألّا يغضبها، فإغضاب الأم هو من إغضاب الله... ولكما الإختيار. 
رجائي الحار والصادق والجدّي من السيّدين فائز السرّاج وخليفة حفتر بأن يستوعبا القيمة الفعلية لهذا الملتقى وبأن يتجاوز كل منهما خلافاته مع الآخر من أجل ليبيا.... ومن أجل كل الليبيّين والليبيّات.
نريد من لقاء غد بأن يكون بمثابة بداية جديدة لليبيا، وهذه البداية سوف ترتكز على مثلّث التوافق الذي سبق لي التحدّث عنه من قبل وأعيد شرحه اليوم من جديد:
1- الضلع التشريعي: مجلس النوّاب برئاسة السيّد عقيلة صالح.
2- الضلع التنفيذي: المجلس الرئاسي بقيادة السيّد فائز السرّاج.
3- الضلع الأمني: الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.
هذه هو مثلّث التغيير الحقيقيي في ليبيا، وهو الذي سوف يفتح الأفق واسعة أمام بناء الدولة الليبية من جديد. إنّه المثلث الوحيد الذي سوف يظمن إنتخابات نزيهة ويحمي نتائجها من أجل الخروج من هذه الدوّامة المميتة والمقيتة التي وجدنا أنفسنا في داخلها منذ 14.7.14 وحتى يومنا هذا.
لو إتفق هذين الشخصين غداً على برنامج عمل وطني فإنّهما سوف يكسبان ليبيا ويكسبان الشعب الليبي من ورائهما، فهما بكل تأكيد يمثّلان كل القوة الفاعلة في ليبيا لو عرفا كيف يستخدمانها. فالسرّاج يمتلك الدعم الدولي، وهو يستطيع فعل الكثير لو أراد؛ أمّا المشير خليفة حفتر فهو يمتلك أغلب الشعب الليبي(المعلن والمسرّ) وراءه، وهو يحمل مفتاح السيطرة الفعليّة في ليبيا.
لو أتفق السرّاج وحفتر على أن يبقى السرّاج هو رئيس المجلس الرئاسي، والمشير حفتر القائد العام للجيش بشرط أن تنظم كل المليشيات التابعة للسرّاج لقيادة حفتر بأرقام عسكريّة وإنضباطيّة عسكريّة بما فيها قوّات البنيان المرصوص. لا يهم أن يكون السرّاج القائد الأعلى للجيش طالما أن حفتر يبقى في موقعه كالقائد العام للجيش، بشرط أن يبقي عليه السرّاج قائداً عامّاً للجيش وحتى الإنتخابات المقبلة.
لو تمكّن الإثنان يوم الغد من التوصّل إلى مثل هكذا إتفاق فإنّ ليبيا سوف تحظى بالدعم الدولي والدعم الوطني، وبذلك يمكننا الإنتقال إلى الأمام والإستعداد للإنتخابات القادمة في ديسمبر 2017 تحت حماية الجيش والجيش فقط.

أمّا ما بعد الإنتخابات فذلك ما سوف تفرضه نتائج صناديق الإقتراع التي سيتعهّد الجيش بحمايتها والوقوف مع القيادات الجديدة المنتخبة من خلالها بعد تحييد كل المليشيات في كل أنحاء ليبيا قبل إجراء الإنتخابات حسب موعدها المحدّد من قبل مجلس النوّاب وليس من قبل المجلس الرئاسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك