2016/06/05

ذكرى أليمة في داخلها هزيمة

 تمر بنا اليوم الذكرى ال48 لهزيمة حرب يونيو النكراء.... فهل نحزن ونشرع في البكاء، أم نجلس ونفكّر ونتدبّر ونعتبر؟.
نعم... إنه كان يوماً مشهوداً وأضحى ذكرى حزينة. لا أعتقد بأن هناك من المفكّرين العرب من جلس وبحث وإستخلص عظات من تلك الأيّام الستّة الأليمة في تاريخنا. 
كانت هزيمة نكراء، وكانت بالفعل صدمة نفسيّة ومعنويّة كبيرة؛ لكن الحياة سارت إلى الأمام ولم تنتظر المنهزمين حينها كي يستفيقوا من كبوتهم. علينا بأن نتعلّم الدروس من مآسينا، وعلينا بأن نناقش ما يمرّ بنا بكل حريّة، وعلينا تحليل مصائبنا حتى لا نكرّرها؛ وإلّا فإنّنا سوف لن نستطيع مواكبة هذا العالم الذي أصبح يعبر سريعاً من حولنا ونحن نتفرّج ونكتفي بالمسك بتلابيب قطار الحياة المسرع مبتهلين لصنّاع التغيير بأن يمسكوا بأيدينا حتى لا نسقط ونضيع في عالم النسيان.
لو حدثت مثل تلك الهزيمة في بلد من البلاد الأوروبيّة لكانوا شرّحوها وفصفصوها ولكانوا ظلّوا يناقشونها في كل ذكرى سنويّة باحثين عن عظات تعتبر ودروس تفتكر وإستنتاجات تختمر ومخارج تبتكر، حتى يعثروا عليها أو على بعضها في أسوأ الأحوال. 
نحن من طبعنا لا نحفل كثيراً بمصائبنا ولا نتعلم من خيباتنا ولا نخطّط لمستقبلنا. نحن كثيراً ما نحوّل الهزيمة إلى نصر في عقولنا ونقنع بها أنفسنا ومن بعدنا نقنع بها أجيالنا، ولا نعرف الإعتراف بالخطأ... فتلك هي ثقافتنا، وذلك هو حالنا. أنا أتمنّى بأن لا يستمر معنا ذلك الحال، وأمل بأن نمتلك المقدرة على تغيير أنفسنا أوّلاً وتغيير أحوالنا لاحقاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك