برغم كل الصعاب والتحدّيات يمكنني القول وبكل ثقة بأنّ السيّد فايز السرّاج تمكّن في أقل من 48 ساعة من تحقيق أشياء لم يتمكّن من تحقيقها من سبقوه طيلة فترات حكمهم وأعني هنا كل من حكم ليبيا (رؤساء وزراء) منذ 17 فبراير 2011.
في البداية وقبل 30 مارس 2016 صرّح السيّد السرّاج وبكل ثقة ممزوجة بتواضع ومغلّفة بهدوء يعكس ثقة هذا الرجل بنفسه وبقدراته، وربّما أيضاً يعكس شخصيّة السيّد السرّاج المتحضّرة والمتمدّنة والراقية إجتماعيّاً.... صرّح السيّد السرّاج أمام وسائل الإعلام بأنّه سوف يدخل طرابلس، وبالفعل دخلها بطريقة ربّما فاجأت الجميع من هم معه ومن هم ضدّه. فقد كان دخول المجلس الرئاسي لطربلس يوم الإربعاء 30 مارس 2016 مفاجئة لكل المراقبين وكذلك من هم على أرضية الميدان في طرابلس العاصمة، خاصّة وأننا في مساء الثلاثاء السابق لذلك سمعنا كم طرف في ما يسمّى بحكومة الإنقاذ وكذلك أكثر من عضو في المؤتمر الوطني المنحل وهم يتوعّدون ويهدّدون ويقسمون بأنّ حكومة الوفاق سوف لن تدخل طرابلس، وهناك من قال بأنّ الموت والدمار يحيل بينها وبين دخول العاصمة.
برغم كل ذلك دخل السيّد فائز السرّاج طرابلس أمام الأشهاد وفي وضح النهار وكان دخوله مع أعضاء من المجلس الرئاسي منقولاّ مباشرة من على شاشات التلفزيون، وفي هذا ربّما لا أقول تحدّياً وإنّما ثقة وإصراراً وشجاعة بكل تأكيد. عملية الدخول للعاصمة لم تكن إعتبطايّة ولم تكن مستعجلة ولم تكن لمجرّد الدعاية أو جسّ النبض، وإنّما كانت نتيجة لخطّة عرفنا الآن بأنّها كانت محبوكة بكل عناية ومدروسة بكل إتقان.... بل يمكن القول بأنّها عبقريّة بالفعل. هنا بكل تأكيد يتوجّب عليّ تقديم الشكر والإمتنان لضبّاط وجنود السلاح البحري الليبي الذين بالفعل برهنوا على مهنيّتهم وقدراتهم العسكريّة الرائعة، فهم من خطّط لهذه الرحلة وهم من وفّر لها الغطاء الأمني ومكّنها من النجاح بشكل ملفت للإنتباه.
في أقل من 24 ساعة وبرغم إستمرار الإحتقان والمهاترات من قبل الكثير من الموتورين من بقايا المؤتمر الوطني وحكومته التافهة وكذلك مجلس النوّاب وحكومته البهلوانيّة الضعيفة والمهمّشة.... برغم كل ذلك وفي أقل من 24 ساعة تحوّل المجلس الرئاسي من القاعدة البحرية في أبوستّة إلى مقر الحكومة في طريق السكّة بدون أية مناوشات أو إثارة أية إحتقانات وفي هذا وجه آخر للتفكير السليم والتخطيط المبرمج والمتقن.
في بداية دخول رئيس مجلس الرئاسة إلى طرابلس شاهدت التفاعل الإجتماعي الوثيق بينه وبين ضبّاط البحرية، ولاحظت كذلك بشاشة الرجل ولطافته مع كل ضبّاط الجيش الذين وفّروا له الأمان والسلامة فسلّم على بعضهم وإحتضن بعضهم وربّت على أكتاف الآخرين. كانت تلك التفاعلات الدافئة بين السيّد السرّاج وضبّاط البحرية وجنودها دلالة على طيبة الرجل ودفئه الإجتماعي مع أهله وإخوانه وكان لها أطيب الأثر بكل تأكيد في نفوس من صافحهم وإبتسم لهم ودردش معهم، وفي نفوس كل من شاهده على شاشات التلفزيون التي كانت تنقل ما يجري مباشرة وبدون أية تحسينات أو تعديلات أو تزيينات.
في بداية دخول رئيس مجلس الرئاسة إلى طرابلس شاهدت التفاعل الإجتماعي الوثيق بينه وبين ضبّاط البحرية، ولاحظت كذلك بشاشة الرجل ولطافته مع كل ضبّاط الجيش الذين وفّروا له الأمان والسلامة فسلّم على بعضهم وإحتضن بعضهم وربّت على أكتاف الآخرين. كانت تلك التفاعلات الدافئة بين السيّد السرّاج وضبّاط البحرية وجنودها دلالة على طيبة الرجل ودفئه الإجتماعي مع أهله وإخوانه وكان لها أطيب الأثر بكل تأكيد في نفوس من صافحهم وإبتسم لهم ودردش معهم، وفي نفوس كل من شاهده على شاشات التلفزيون التي كانت تنقل ما يجري مباشرة وبدون أية تحسينات أو تعديلات أو تزيينات.
في اليوم الثالث، الجمعة 01 أبريل 2016 سجّل السيّد السرّاج إضافة جديدة لتفاعله مع الناس، وكان بذلك بالفعل قد ترك إنطباعاً لم يتركه أي ممن سبقوه من رؤساء الوزارات السابقة. ذهب السيد السرّاج إلى جامع ميزران في العاصمة ليؤدّي صلاة الجمعة وفي ذلك كانت توجد رسالة قوية لمن تشدّق بكلام تافه وغير مسئول بالقول بأنّ السيّد السرّاج هو شخص علماني وعميل لقوى أجنبية ولا يمكن الوثوق في تولّيه لأمر المسلمين، وكان الشيخ الصادق الغرياني من بين من قال مثل ذلك الكلام المقزّز والمؤذي له قبل أن يؤذي غيره.
الملفت للإنتباه هو أن السيّد السرّاج لم يذهب في سيّارة مصفحة ولم يكن حينها محاطاً بحنود مدجّجين بالسلاح ولم تسبق موكبه قوّات الأمن والحماية لتبعد الناس من طريقه ولم يتم تفتيش الناس، بل إن السيّد السرّاج عبر بين جموع الناس في بدلته المدنيّة ولم يكن هناك أي أثر لواقيات مصفّحة تحمي جسده من تحتها، وأخذ يعانق مستقبليه بحرارة وبكل دفء وبدون خوف أو ترقّب أو تحفّز. كان هادئاً وبشوشاً ومتواضعاً وكانت إحتضاناته للكثير من المحيطين به دافئة وصادقة وإجتماعيّة صرفة ولم تكن مهنية أو ديبلوماسية أو دعائية كما يفعل الآخرون. تركت تلك المشاهد أطيب الأثر في قلوب وآحاسيس كل من شاهده وحقّق بذلك السيّد السرّاج نجاحاً إجتماعياً وشعبياً منقطع النظير، وترك إنطباعات في قلوب الليبيّين والليبيات ظلّوا يفتقرون إليها لعقود من الزمن.
بعد صلاة الجمعة لم يذهب السيّد السرّاج إلى حصنه أو ثكنته العسكرية أو قصره وإنّما بدل ذلك توجّه إلى ميدان الشهداء، حيث هناك إختلط مع الناس وأصبح واحداً منهم. كان يقابل هذا ويصافح ذلك ويعانق صديقاً كان يعرفه أو أخاً قابله لأوّل مرّة. كان أيضاً مستريحاً وبشوشاً ودافئاً إجتماعياً وكان طيّباً مع كل من قابله كما لاحظت من خلال الصور المرسلة مباشرة بمعنى أنّها كانت صوراً ومشاهد طبيعية بدون تجميل أو تحوير أو تضخيم كما يفعل الساسة وخاصّة في عالمنا العربي والإسلامي المتخلّف.
وإنطلاقاً ممّا ذكر أعلاه والكثير غيره ممّا لم يذكر يمكنني القول بأنّ حكّام الدول الناجحين هم هكذا يتفاعلون مع شعوبهم وهكذا يتواضعون وهكذا يحسّون بمعاناة الناس فيحزنون لحزنهم ويفرحون معهم لفرحهم.
التواصل مع الناس والتقرّب منهم والإستماع إلى مشاكلهم تلك هي جوهريات التعامل مع الشعب الذي يجب بأن يكون الحاكم خادماً له لا سيّداً عليه. وقد برهن السيّد فايز السرّاج على أنّه "رجل دولة" بكل معاني الكلمة، وسوف يحظى بهذا المنهج وهذا السلوك الإنساني الطيّب على حب وإحترام كل الليبيّين بما فيهم أولئك "الحقراء" الذي أعاثوا في الآرض فساداً من قبله.
وإذا كان لي من نصائح أسديها للسيّد فايز السرّاج ولزملائه في المجلس الرئاسي وفي الحكومة التي سوف بكل تأكيد تخرج هي نفسها على جماهير الشعب وتبشّرهم بكل خير يرتجونه... إذا كانت لي بعض النصائح إليهم فيمكنني تلخيصها في الآتي:
- على السيّد السرّاج أن يستمر في هذا النهج الهادئ والمتواضع، وأن يركّز على الخدمات في الوقت الحالي.
- على السيّد السرّاج أن يترك الأمور الساخنة جانباً في الوقت الحالي وأن لا يفتح على نفسه جبهات تشغله وتشتت تفكيره.
- أتمنّى على السيّد السرّاج أن لا يتدخّل في الوقت الحالي في أمور بنغازي وأن يترك إدارتها العسكرية للجيش هناك، وكل ما يمكنه فعله هو أن يعمل على توقيف إرسال السلاح والعتاد لما يسمّى بمجلس شورى ثوّار بنغازي حتى يتمكّن الجيش من تحقيق النصر الأكيد هناك.
- أتمنّى على السيد السرّاج في الوقت الحالي بأن يترك موضوع المهجّرين ومواضيع المصالحة جانباً حتى يتمكّن من توفير الخدمات المستعجلة للناس في داخل الوطن مثل الأمن والغذاء والكهرباء والماء والنظافة والصحّة والتعليم.
- أن يحافظ السيّد السرّاج على وطنيّته المطلقة وأن يتعلّم من دروس العراق في عام 2003 بحيث لا يكون مطيّة للدول التي ساندته على حساب الوطن.
- أن يتواصل مع الدول الغربية بمنهجيّة مهنية وبثقة كاملة في قدراته على إدارة شئون البلاد بكل تحرّر عن أي تدخّل خارجي يتجاوز النصيحة والمساعدة الفنية الغير مشروطة.
- أن يتجنّب توريط ليبيا في ديون خارجية، وأن لا يستعجل في طلب رفع التجميد على الأموال الليبيّة في الخارج حتى يضمن سلامة المصارف الليبيّة ويضمن سلامة الأموال الليبيّة.
- ان يتواصل مع البلاد العربية ولكن بدون السماح لأي دولة بأن تفرض شروطها أو أجنداتها على الشعب الليبي مهما كانت المداخل ومهما كانت الإغراءات.
- أن يبقي السيّد السرّاج على قنوات أتصال دائمة مع المفكّرين والمثقفين الليبيّين والليبيّات من باب النصيحة والتنبيه والمساعدات الفنية.
- أن لا يقوم بأي عملية إنتقام ضد أي شخص في بلادنا مهما فعل ومهما عمل طالما أنّه كفّ عن الإستمرار في تلك الأعمال.
- العمل على تعيين المهنيين والمحترفين الأوفياء والمشهود بنظافة أيديهم في مرافق ومصالح الدولة بحيث يستطيع القضاء على الفساد الإداري بطريقة سلسة وبدون إحداث أية ردّات فعل عنيفة.
- أنا مستعد لتشكيل هيئة إستشارية من 100 عضو من خيرة العقول والخبرات الليبيّة، وسوف نقوم بتقديم النصح والإستشارة بدون مقابل وبدون الجري وراء أية وظيفة أو مصلحة لأي من المئة عضو. فإذا كان السيّد السرّاج مستعد للإستماع إلينا فإن هذه اللجنة الإستشارية سوف تكون جاهزة في أسبوعين من الآن.
وختاماً....
إلى تجّار الدين والمظاهرين بالعقيدة والذين تهمّهم المظاهر قبل الأفعال والجواهر... إلى كل هؤلاء المتاجرين بدين الله من أجل بلوغ غاياتهم الآنيّة... أقول لكم يا تجّار الدين كفّوا عن غيّكم وكذبكم وبهتانكم فوالله ووالله إن الرب غير غافل عمّا تعملون وسوف لن يترككم في غيّكم تعمهون. سوف تنالون جزاء أعمالكم القبيحة وتدليسكم على الناس، وسوف تحصدون الخسران في الدنيا وفي الآخرة.
السيّد فايز السرّاج برهن لكم على أنّه أشرف منكم وأنبل منكم وأصدق منكم، وبيّن لكم أكثر من كل ذلك على أنّه أفهم وأعقل وأكثر ذكاء وحيلة منكم. ولا غرابة، فهذا الرجل هو عصري ومتمدّن ومتحضّر يستخدم عقله ولا يفكّر بشهواته وغرائزه مثلكم يا تجّار الدين يا منافقين.
ليبيا تحتاج إلى عقول إبنائها وبناتها النيّرة، وسوف بإذن الله يحكم ليبيا خيارها، وما هي إلّا لحظة من لحظات الزمن لتصبح بلادنا بعدها متقدّمة ومتحضّرة وعصريّة ومفخرة لأهلها ومحط إحترام لجيرانها والعالم من حولها.
إنّها فرصتكم يا أبناء وبنات ليبيا لتعلنوا ولائكم الغير منقوص لليبيا بلدكم، وأن تثبتوا للمقامرين بأنّكم أشرف وأنبل وأذكى منهم جميعاً..... فهذه هي فرصتكم لتبرهنوا على ولائكم لبلدكم ورغبتكم في المشاركة في بنائها على أسس عصرية وعلميّة وعقلانيّة بعيداً عن هوس وهمجية تجّار الدين ومن يتبعهم من الغافلين والتافهين والمغفّلين.
إلى تجّار الدين والمظاهرين بالعقيدة والذين تهمّهم المظاهر قبل الأفعال والجواهر... إلى كل هؤلاء المتاجرين بدين الله من أجل بلوغ غاياتهم الآنيّة... أقول لكم يا تجّار الدين كفّوا عن غيّكم وكذبكم وبهتانكم فوالله ووالله إن الرب غير غافل عمّا تعملون وسوف لن يترككم في غيّكم تعمهون. سوف تنالون جزاء أعمالكم القبيحة وتدليسكم على الناس، وسوف تحصدون الخسران في الدنيا وفي الآخرة.
السيّد فايز السرّاج برهن لكم على أنّه أشرف منكم وأنبل منكم وأصدق منكم، وبيّن لكم أكثر من كل ذلك على أنّه أفهم وأعقل وأكثر ذكاء وحيلة منكم. ولا غرابة، فهذا الرجل هو عصري ومتمدّن ومتحضّر يستخدم عقله ولا يفكّر بشهواته وغرائزه مثلكم يا تجّار الدين يا منافقين.
ليبيا تحتاج إلى عقول إبنائها وبناتها النيّرة، وسوف بإذن الله يحكم ليبيا خيارها، وما هي إلّا لحظة من لحظات الزمن لتصبح بلادنا بعدها متقدّمة ومتحضّرة وعصريّة ومفخرة لأهلها ومحط إحترام لجيرانها والعالم من حولها.
إنّها فرصتكم يا أبناء وبنات ليبيا لتعلنوا ولائكم الغير منقوص لليبيا بلدكم، وأن تثبتوا للمقامرين بأنّكم أشرف وأنبل وأذكى منهم جميعاً..... فهذه هي فرصتكم لتبرهنوا على ولائكم لبلدكم ورغبتكم في المشاركة في بنائها على أسس عصرية وعلميّة وعقلانيّة بعيداً عن هوس وهمجية تجّار الدين ومن يتبعهم من الغافلين والتافهين والمغفّلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك