2014/11/04

يوجد لديّ إقتراح آخر....


عندما إقترحت منذ يومين إرسال كل الليبيّين والليبيّات في إجازة لدزني لاند مدتها أربعة آسابيع يتم خلالها تنظيف ليبيا من أثار الدمار والخراب وترصف خلالها الطرق التي تم حفرها وتكسيرها وترمّم المنازل التي تم العبث بها، وحينما ينهي الليبيّون إجازتهم يعودون إلى ليبيا فيجدونها نظيفة وخالية من السلاح ويعودوا هم بروح جديدة هي روح دزني المرحة والحالمة. حينما طرحت هذا المشروع من باب المزحة، قام البعض بردّات فعل قويّة وظهر كأنّه يدافع عن ليبيا والليبيّين على أساس أنّهم قوم يحبّون بلدهم ولا يمكنهم مغادرتها بهذه الكيفيّة، وهناك من قال بأنّني اتعامل مع الأجنبي وأريد العودة لأيّام المستعمرين وما إليها !.

خلاص يا سادة ويا سيّدات أنا إقتنعت بأنّكم على حق وبأنّني على خطأ. دعوني أقترح مشروعاً "وطنيّاً" بدل إرسال الليبيّين إلى"بلد المستعمر" !. 

تبيّن لي الآن بأنّه في ليبيا توجد طائفتان: واحدة تقدّمية تؤمن بالحياة الدنيا وتعشق النور والضياء والموسيقى والفن والرسم والفسحة والترويح على النفس، وطائفة أخرى "سلفية" تؤمن بالعودة إلى الماضي وتتنكّر لكل ما هو جديد بإعتباره "بدعة" ولم يفعل مثلها رسول الله عليه السلام.
تمام... أنا لا أعرف من هو على حق ومن هو على خطأ، لكنّني أريد أن أتعامل مع كل فئة بما تفكّر به حتى لا تحدث المشاحنات بين الفئتين.
أنا أقترح بأن تقوم الحكومة ببناء قرية كبيرة جدّاً في وسط الصحراء، توفّر فيها كل ما لذّ وطاب، وتحيطها من الخارج بسور كبير يعزلها عن محيطها.
تحتوي هذه القرية على جوامع، ومدارس لتحفيظ القرآن، ونوادي للذكر، وساحات لضرب الدفوف والحضاري، وحانات لبيع الفاصوخ والجاوي والحلتيته، وعيادات للعلاج بالكي والتشريط  والمغايت، وعيادات أخرى للتداوي بالتعزيم والكتيبة وطرد الأرواح الشرّيرة، وعيادات أخرى متخصّصة في تفسير الأحلام، وعيادات لطرد الجن وإبطال السحر، وتستورد لها الحكومة خبراء في هذه المجالات من المغرب ونيجيريا وتشاد وربّما من باكستان والهند.
كما تقوم الحكومة بتوفير كمّيات كبيرة من التمور من جميع الأصناف وخاصّة تمر العجوة، والحليب وخاصّة حليب الناقة والزبيب والحبّة السوداء وبقيّة ما كان يأكله رسول الله عليه السلام من أمثال الشعير، والعنب، والعسل، والتين (الكرموس)، والبطّيخ، والرمّان، والفطر (المشروم). وتحضر لهم ماء زمزم ليشربوا منه ويستحمّوا به. كما توفّر لهم الحكومة الكثير من النساء ليتزوّجوا مثنى وثلاث ورباع ويضيفوا إليهن ما ملكت أيمانهم.
 تقوم الحكومة بتسهيل السفر لهذه القرية لكل من يرى بأنّها المكان المناسب له، وعلى وجه الخصوص جماعة أنصار الشريعة و"المرابطيّة" اللي ينبشوا في القبور ويحطّموا في محاريب المساجد، واللي ما يحبّوش يشوفوا الأنصاب والتماثيل التذكاريّة بإعتبارها من الأصنام التي تشجّع على "الشرك بالله". 
بكل تأكيد تمنع السيّارات والدرّاجات والطائرات ولا يتم تعبيد الطرق في هذه القرية، ولا تلفزيون أو هواتف نقّالة، ولا طابعات إليكترونيّة، ولا نظّارت أو سمّاعات طبيّة، ولا صوابين ومساحيق وشامبوّات وكونديشنرات، ولا صبغة شعر، ولا معاجين أسنان، ولا حبوب منع الحمل، ولا عطور أو أفترشيف.. وإنّما تكثر الحكومة من الكحل والسواك والمضغة واللوبان.. وممكن شوية من الحشيش والقات والخشخاش.
يترك الناس يتعبّدوا زي ما يبّوا ويعتكفوا في الجوامع حتى الصبح، ويصوموا الدهر، ويمشوا للحج والعمرة، وما يخدموش بكّل (يجيبولهم خدّامة من الفليبين وبنغلاديش) يخدموهم. نسيت ما قلتش... ما فيش مدارس ولا جامعات ولا معاهد ولا نوادي ولا ملاعب كرة، لأنّها بدع والبدع حرام بالطبع...

بالنسبة للبقية من الليبيّين والليبيّات من يعشقون الحياة ويرغبون في التمتّع بما أعطاهم الله من خيرات، تساعدهم الحكومة على التواصل مع العالم المحيط وبناء دولة عصرية يتوفّر بداخلها كل ما يتوفّر في أية دولة متقدّمة.

بهذا الشكل أعتقد أن ليبيا سوف تعيش في أمان وسلام، وسوف لن تكون هناك أية أسباب للخصام بين الليبيّين، فنحن أكثر مشاكلنا هي بسبب الإختلاف بيننا في تفسير "الدين" أو بسبب التصادم بين المتديّنين والعلمانيّين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك