2013/11/28

خبر يحتاج إلى توقّف وتفكير وتدبّر

أنغولا تمنع الإسلام نهائيّاً على أراضيها (وكالات الأنباء)


أعلنت وزيرة الثقافة في أنغولا روزا كروز دسيلفا منع ممارسة شعائر الإسلام في بلادها، وشرعت في هدم المساجد بحسب ما نقلته صحف إفريقية.
وقالت كروز "إن بلادها ستعيد النظر في قانون حرية الاديان وسوف تقوم بتكثيف حربها ضد الإسلام المتطرف الذي ينتشر في القارة الإفريقية، وخاصة ضد الجاليات اللبنانية والإفريقية والغربية التي تمارس الشعائر الإسلامية بأنجولا".
وقال بونتو محافظ مدينة لاوندا "إن هدم المساجد يُجرى لأن من وصفهم بالمسلمين المتطرفين ليس مرحبا بهم في انجولا وممنوع من الآن فصاعدا بناء المساجد".
ومعلوم أن أنغولا بلد إفريقي يمثل المواطنون المسيحيون فيه نسبة95 % من السكان بينما المسلمون يمثلون 3% من السكان.
وتفاعلا مع قرار هدم المساجد ، استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قرار السلطات الأنجولية بمنع المسلمين من ممارسة شعائرهم على أراضيها وهدم المساجد الشهر الماضي .
وأكد الاتحاد، في بيان له يوم 25 نونبر 2013 ، أن القرار يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان في الحياة الكريمة، والحرية الدينية، ويتنافى مع مبادئ التسامح والتعايش السلمي، لا سيما في إفريقيا التي يشكل المسلمون فيها أكثر من نصف سكانها، ويشكل الإسلام وثقافته تراثا مشتركا بين أغلب شعوبها وبخاصة في هذا الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات، وتتكاتف الجهود من أجل عالم يسوده السلام والتسامح والحرية .

ونقلت وكالة الشرق الأوسط دعوة جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية أمس الأحد، الشعب الجزائرى إلى مطالبة السلطات بطرد السفير الأنغولي وغلق سفارة دولة أنغولا بالجزائر لأن هذه الدولة الإفريقية تحارب الإسلام والمسلمين وتمنع شعائر الإسلام على ترابها وشرعت فى هدم المساجد.
وطالب الشيخ عبد الفتاح حمداش زعم جبهة الصحوة باستنهاض الأمة الإسلامية للقيام بخطوات جريئة وشجاعة لحماية الإسلام والمسلمين فى أنغولا الإفريقية .. داعيا الدول العربية والإسلامية إلى طرد سفير أنغولا وغلق سفاراتها فى كامل تراب بلاد الإسلام والمسلمين فى كل الدول الإسلامية، كما حث الجمعيات والجماعات والهيئات العلمية والدعوية والسياسية والحقوقية والقانونية إلى مناهضة أنغولا ، التى وصفها بـ"المجرمة".
وأشار حمداش إلى منع أنغولا المسلمين أمس السبت من ممارسة شعائر دينهم على أراضيها وهى سابقة خطيرة فى إفريقيا ، مضيفا أن وزارة العدل الأنجولية شرعت فى غلق المساجد ومنع إقامة الصلاة فيها بدعوى عدم الحصول على التراخيص لإقامة الشعائر التعبدية الإسلامية، ورفضت إعطاء أى رخصة لبناء مسجد على تراب أنغولا بدعوى أن المسلمين المتشددين غير مرغوب فيهم على أراضيها.

التعليق
في فترة الخمسينات والستّينات كان الإسلام ينتشر في العالم بشكل سريع جدّاً، حتى إعترفت كل المصادر العالميّة بأنّ الإسلام كان في تلك الفترة أسرع جميع الديانات على الأرض إنتشاراً.
إستبشر المسلمون بدينهم وهو يفرض نفسه على كل شعوب العالم بدون الحاجة إلى دعاية أو حملات دعوة أو فرض بالقوّة. كان المسلمون الحقيقيّون يقولون في داخل أنفسهم بأنّ الإسلام هو دين الله على الأرض وبذلك فقد سهّل الله له الطريق كي ينتشر بين الناس وتلك هي مشيئة الله. كان المسلمون يقارنون دينهم بالمسيحيّة التي رغم كل حملات الدعوة والإغواء والإنفاق المالي وما في مجاله فإنّ عدد التاركين يتجاوز عدد المعتنقين الجدد لها، فكان المسلمون يعتزّون بهذا الدين المسالم أيّ إعتزاز.
في فترة ما بعد التحرّر من الإستعمار (فترة الخمسينات على وجه الخصوص) شهدت المنطقة العربيّة والإسلامية حركات تحرّر وتجديد ومد قومي مدعوم بإعتزاز كبير بالهويّة القوميّة والعرقيّة أيضاً عند بعض الشعوب الإسلاميّة.

في المنطقة العربيّة كان هناك مدّاً قوميّاً كبيراً جسّدته ثورة أحمد عرابي في مصر وبعث فيه الحياة من جديد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي إستطاع في زمن قصير إعطاء زخماً بطعم خاص للهويّة العربيّة حتّى بدأ العرب من المحيط إلى الخليج يعتزّون بقيمهم العربيّة الأصيلة ويفاخرون بإنتمائهم العربي والإسلامي عند المسلمين منهم.

ذلك الإنتماء العربي القوي ساهم مساهمة كبيرة وفعّالة في نشر الدين الإسلامي بطرق سلميّة وحضاريّة، حيث شعر كل المسلمين من غير العرب بأهميّة العروبة للإسلام وبمقدار إرتباط الدين الإسلامي باللغة العربيّة التي نزل بها القرآن الكريم.
كان للعرب قيمة كبيرة بين شعوب العالم الإسلامي منها وغير الإسلامي، وهذه بالإضافة إلى فورة النفط التي كانت في بدايات الستينات أعطت للعرب قيمة وأفضليّة كان لها وزنها في العالم في ذلك الوقت.
كانت القضيّة الفسلطينيّة حينها على أجندات كل العالم السياسيّة، وعلى أجندات كل الشعوب التحرّريّة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينيّة على وجه الخصوص وفي بقيّة دول العالم على وجه العموم. كان زخم القوميّة العربيّة كبيراً وفاعلاً ونافذاً ممّا أخرس الدعوات الأخرى في المنطقة مثل الدعوة لعودة الخلافة الإسلاميّة والدعوة لأجندات دينيّة متشدّدة بإسم الإسلام مثل ما كان يحدث في السعوديّة ومنطقة الخليج العربي على وجه الخصوص.

كانت دول الخليج العربيّة تخاف بقوّة من شعبيّة جمال عبد الناصر العربيّة والعالميّة أيضاً، فإضطرّت تلك الدول - والسعوديّة مثالاً - إلى الرضاء بالأمر الواقع والخضوع لدعوة القوميّة العربيّة عن مضض وبدون رضاها، لكنّها لم تكن تمتلك الشجاعة وقتها لمقاومة المد القومي القوي والشجاع على أراضيها وبين مواطنيها. كان حكّام الخليج يخافون كثيراً من إنتشار المد القومي والذي كان يعني بكل قوّة المد التحرّري من خلال الثورات على الحكام "الرجعيّين"، فرضوا بما كان متاح ولم يتمكّنوا من الوقوف في وجه الزعيم جمال عبد الناصر الذي كان يقارع قوى النفوذ الغربي التي كانت بدورها تحمي دول الخليج وكثيراً من الأنظمة "الرجعيّة" الإسلاميّة في مناطق أخرى من العالم. ورغم تلك العلاقة المتينة بين حكّام الخليج ودول أوروبا الغربيّة (بريطانيا على وجه الخصوص) وأمريكا الشمالية (الولايات المتحدة على وجه الخصوص) إلّا أن تلك الدول لم تخاطر بمناصرة عملائها في المنطقة على حساب دعاة القوميّة العربية في مصر (جمال عبد الناصر) وفي سوريا والعراق واليمن (حزب البعث العربي الإشتراكي) وبذلك طلبت الدول الكبرى من دول الخليج السكوت على ما يجري حينها في المنطقة وعدم المجاهرة بمقاومة الشعوب العربية التي كانت توّاقة كثيراً لفرض إنتمائها العربي وإرادتها التحرّرية من خلال "الثورة".



ظلّت دول الخليج العربية صامتة في العلن مع أنّها كانت ممتعظة كثيراً من المد الناصري والحس القومي، وكانت في دوائرها الخاصّة تبحث عن كل وسيلة للقضاء على عبد الناصر بهدف قتل الإحساس القومي العربي والحد من الحسّ والإنتشار الثوري في المنطقة، حتى حانت لدول الخليج الفرصة الذهبية بوفاة الزعيم جمال عبد الناصر وتسلّم أنور السادات (الإخواني) للسلطة من بعده.
وجدت دول الخليج العربيّة - والسعوديّة على وجه الخصوص - في أنور السادات الجسر الذي إعتلته بهدف التوسّع في المنطقة العربيّة على حساب القوميّة العربيّة وذلك بإستخدام الأموال الطائلة لشراء قلوب الجوعى والفقراء المصريّين الذين إستخدمت من بينهم دول الخليج الكثير من الأقلام وسخّرتها بكل قوّة للإساءة للقوميّة العربيّة مستخدمة بعض أحداث التاريخ مثل هزيمة يونيو 1967 فحمّلت عبد الناصر ومن خلاله القوميّة العربية على كل مصائب العرب والتي من بينها إتفاقية السلام مع الصهاينة ومن بعدها حرب لبنان وبقية النزاعات في المنطقة العربيّة في فترة الثمانينات.
بدأ السعوديّون يسعون حثيثاً لنشر الفكر الوهابي(السلفي) المتشدّد في كل المنطقة العربية وفي المنطقة الإسلاميّة حتى باكستان وأفغانستان وجمهوريات الإتحاد السوفييتي الإسلامية وقتها.
بدأ على أثر تلك المساعي الحثيثة من السعودية ودول الخليج العربية الأخرى ظهور الجماعات الإسلاميّة المتشدّدة وكان تنظيم القاعدة هو المثال الأكثر بروزاً في أواخر الثمانينات، حيث تأسّس تنظيم القاعدة بقيادة رجل الأعمال السعودي المليونير أسامة بن لادن في 11 أغسطس 1988 وكان تنظيماً سريّاً وحركة متعدد الجنسيات، وهي حركة سنيّة إسلامية متشدّدة تستند أساساً على الفكر السلفي الوهابي الذي يؤمن "بالجهاد" كوسيلة لإنهاء "النفوذ الأجنبي في البلدان الإسلاميّة (لاحظ عدم إستخدام العربيّة)، وإنشاء "خلافة" إسلاميّة جديدة، وإعتقد مؤسّسوا تنظيم القاعدة وقتها بأن هناك تحالفًا مسيحيًا - يهوديًا يتآمر لتدمير الإسلام وإعادة إحتلال البلاد الإسلاميّة بهدف تنصيرها.

تمكّن أسامة بن لادن من شراء الكثير من الوجوه المصريّة اللامعة حينها من أمثال أيمن الظواهري وسيّد إمام الشريف وعبد الله عزّام مصري الجنسيّة فلسطيني الأصل.
في البداية، كان الهدف من تأسيس تنظيم القاعدة هو محاربة الشيوعيّين في أفغانستان، وقد تمّ ذلك بدعم مباشر من الولايات المتحدة التي كانت تنظر إلى الصراع الدائر في أفغانستان بين الشيوعيين والأفغان المتحالفين مع القوات السوفييتية من جهة والأفغان المجاهدين من جهة أخرى، على أنه يمثل حالة صارخة من التوسّع والعدوان السوفييتي.
موّلت الولايات المتحدة عن طريق المخابرات الباكستانية المجاهدين الأفغان الذين كانوا يقاتلون الإحتلال السوفيتي في برنامج لوكالة المخابرات المركزية سمّي بـ "عملية الإعصار".
في الوقت نفسه، تزايدت أعداد العرب المجاهدين المنضمّين لتنظيم القاعدة (الذين أطلق عليهم "الأفغان العرب") والذين كان أغلبهم من المملكة السعوديّة للجهاد ضد النظام الماركسي الأفغاني، بمساعدة من المنظمات الإسلامية الدولية، وخاصة مكتب خدمات المجاهدين العرب، الذي أمدّهم بأموال تقارب 600 مليون دولار في السنة تبرّعت بها حكومة المملكة العربية السعودية والأفراد المسلمين وخاصة من السعوديين الأثرياء المقربين من أسامة بن لادن.
أسّس عبد الله عزّام وأسامة بن لادن في بيشاور بالباكستان في عام 1984 ما عرف حينها ب"مكتب الخدمات"، ومنذ عام 1986 افتتح المكتب شبكة من مكاتب التجنيد في الولايات المتحدة، كان أبرزها مركز اللاجئين "كفاح" في مسجد الفاروق في شارع الأطلسي ب"بروكلين". وكان من بين أبرز الشخصيات في مركز بروكلين، "العميل المزدوج" المدعو علي محمّد (الذي أطلق عليه جاك كلونان عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي إسم " المدرب الأول لابن لادن")، وكان أيضاً من بين الشخصيات البارزة حينها "الشيخ الضرير" المصري الأصل عمر عبد الرحمن، رائد عملية تجنيد المجاهدين في أفغانستان.
يعتقد بأن المجاهدين الأفغان في الثمانينات، كانوا مصدر إلهام لجماعات إرهابية في دول مثل أندونيسيا، والفيليبين، ومصر، والسعوديّة، والجزائر، والشيشان، ويوغوسلافيا حينها. 

ووفقًا للمصادر الروسية، يعتقد أن مرتكبي التفجير الأول لمركز التجارة العالمي في عام 1993، إستخدموا دليلاً كتبته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للمقاتلين في أفغانستان عن كيفية تصنيع المواد المتفجّرة.
بعد تفجيرات نيويورك حدثت تفجيرات أخرى في كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، ولم تسلم بلاد إسلاميّة مثل تركيا وبلاد عربيّة مثل المغرب ومصر من تلك التفجيرات التي كانت في مجملها عشوائيّة وفوضويّة، ولم تكن لها أهدافاً محدّدة قريبة أو بعيدة المدى.
بعد تلك التفجيرات الغبيّة في أوروبّا وأفريقيا وأسيا، بدأت النقمة على تنظيم القاعدة السلفي تتوسّع وتحتد نبراتها فنتج عنها إحتلال أمريكا لأفغانستان، وإحتلال العراق، وإحتلال الصومال ولو لفترة قصيرة من قبل القوّات الأمريكيّة، وكذلك السيطرة على القرار السياسي في اليمن، ومصر في عهد حسني مبارك، وربّما الجزائر في عهد عبد العزيز بوتفليقة.
بعد أن خفّت حدّة تفجيرات تنظيم القاعدة في دول العالم المختلفة، تخاصم أتباع التنظيم مع أنفسهم مما أدّى إلى إحداث إنشقاقات بين صفوفهم وبين قادتهم فظهرت على الملأ تنظيمات جهاديّة تكفيريّة في العديد من البلاد الإسلامية والعربيّة، لعلّ من أبرزها تنظيمات القاعدة الفرعيّة في بلاد المغرب العربي وفي شبه الجزيرة العربيّة والصومال والعراق، ثم بعد ذلك سوريا وليبيا وتونس ومالي.
الملاحظ أن تفرّع تنظيم القاعدة بهذا الشكل، وبروز جيل الشباب في التنظيمات الفرعيّة الجديدة أفقد التنظيم المركزي بقيادة أيمن الظواهري قوّته ونفوذه، وبدأت أغلب تنظيمات القاعدة الفرعيّة تتصرّف بمنأى عن التنظيم الأم وبدون حتى مجرّد إستشارته ممّا أوجد نوعاً جديداً من الصراعات بين تنظيمات القاعدة الفرعية وبعضها بما يشمل عمليّات التكفير والإختلافات الإجتهاديّة بين أعضاء التنظيم الفرعي الواحد كما حدث في سوريا والعراق أخيراً.

يبلغ عدد التنظيمات الإسلاميّة الجهاديّة الألاف، وهي منتشرة في جميع أنحاء العالم منها على سبيل المثال:
1- تنظيم القاعدة وكل فروعه الإقليميّة.
2- حركة الشباب المجاهدين في الصومال.
3- جماعة أنصار الإسلام.
4- جماعة أنصار السنّة.
5- الجماعة الإسلاميّة المسلّحة.
6- جماعة أنصار الشريعة.
7- جماعة تنظيم النصرة.
8- جماعة بوكو حرام.
9- جماعة القوقاز الإسلاميّة.
10- جماعة التكفير والهجرة.

هذه الجماعات الإسلامية كلّها تتستّر بالدين، وتتوشّح بالسنّة، وتسعى - على الأقل في العلن - إلى إقامة دولة الخلافة أو إنشاء الإمارة الإسلاميّة، وغيرها من التصنيفات والمسمّيات التي يبدو أنّها واجهات تتخفّى وراءها الكثير من الأهداف الغير نبيلة والتي قد تقف وراءها أجهزة ودول تسعى لمحاربة الدين الإسلامي من خلال الإسلام وبأناس محسوبين على الإسلام حيث أن المواجهات العلنية السابقة مثل الحروب الصليبيّة وغيرها فشلت في تحقيق أي هدف مرجوء.

وحين ننظر إلى قرار أنغولا بمنع الإسلام نهائيّاً في أراضيها بشئ من التعقّل وبعيداً عن ردود الفعل العاطفيّة كما ورد على لسان جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفيّة في الجزائر، فإنّنا قد نلوم أنفسنا قبل أن نلوم أنغولا فيما فعلت.
ومن أجل رؤية الأشياء كما هي فليتصّور أي منّا بأنّه ليس بمسلم ولم يتعرّف على الدين الإسلامي النقي والصحيح، ولم يرى من الإسلام غير التفجيرات وقتل الأبرياء.... كيف كان سيتصرّف؟.
لو كنت أنا بغير مسلم ولم أتمكّن من التعرّف على الإسلام الحقيقي كما أنزله الله على نبيّه محمد عليه الصلاة والسلام، فإنّني سوف أكون أوّل من ينبذ هذا الدين ويدعو للتخلّص منه بعد تلك الأعمال الإجراميّة التي حدثت في مناطق مختلفة من العالم وبإسم الإسلام.
حينما حدثت تفجيرات نيويورك وما تبعها من تفجيرات وقتل في دول أوروبا وغيرها، هل خرجت أي من التنظيمات الإسلاميّة المعتبرة مثل المؤتمر الإسلامي على العالم ببيانات إستنكار واضحة وأكيدة لتلك العمليات الإرهابية وتبرئة الإسلام منها من أعلى المستويات في البلاد الإسلامية المعتبرة مثل السعوديّة ومصر وباكستان؟. هل وقفت البلاد الإسلامية مع بقية بلاد العالم في شجبها لما يحدث من إرهاب بإسم الإسلام ومن طرف جهات وتنظيمات تقول بأنّها إسلامية؟. كيف نظن أن بلاد العالم سوف تسكت على إجرام بعض المسلمين بإسم الإسلام وهم في نظر الغير يمثّلوننا ويمثّلون ديننا الذي يقدّمونه لغيرنا بأنّه دين العنف والقتل والغدر والتكفير والإنعزال والتنكّر لكل منجزات العقل البشري من علوم وتقنية وفنون وإبداعيّات في مختلف جوانب الحياة؟.
هل حان الوقت لنا معشر المسلمين من لنا لا ناقة ولا جمل في تلك التفحيرات والصراعات وأعمال العنف والإرهاب التي تتخصّص فيها الجماعات "الإسلامية" المتشدّدة.. هل حان لنا بأن نتبرأ منها جميعاً وبأن ننظمّ إلى بقية دول العالم لمحاربتها والقضاء عليها؟. أليس الأجدر بنا بأن ننظمّ بديننا السمح النقي إلى دول العالم لمحاربة هذه الأشكال من الإرهاب والتقتيل بإسم ديننا الذي نعرف بأنّه دين الرحمة ودين إحترام إختيار ومعتقد الآخرين؟. هل آن لنا بأن نقف في وجه كل المجرمين وتجّار الدين والمنافقين في بلادنا بهدف إرجاعهم إلى جادّة العقل والصواب حتّى يعود ديننا من جديد ليأخذ مكانته العالمية بأنّه من أكبر الديانات على الأرض إنتشاراً وبكل هدوء وبسلام كما كان الحال في فترة ما قبل ظهور تنظيم القاعدة وما نتج عنه من تفريخ للإرهاب بشكل جنوني خاصّة في فترة ما بعد ثورات الربيع العربي التي إستفاد منها تجّار الدين وإستغلّوها أكثر من أصحاب الفضل عليها والذين وهبوا أرواحهم من أجل تحقيقها؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك