2013/04/16

نحن مالكيّة وسطيّون.... لا للفكر الوهابي في ليبيا


هناك صراع حامي الوطيس كان يجري في السر وبدأ يظهر للعلن منذ مقابلة قناة "ليبيا الأحرار" مع الشيخ الصادق الغرياني. هذا الصراع في حقيقته يدور بين ثقافة المجتمع الليبي المالكيّة الوسطيّة، وبين ثقافة وهابيّة سلفيّة متشدّدة مستورده من الخارج، وعلينا كليبيّين وليبيّات أن نختار بين الوطني الأصيل وبين المستورد الغريب.

رابطة علماء ليبيا (مالكيّة وسطيّة).... يرأسها الشيخ عمر مولود عبد الحميد

كانت تسمى سابقا بشبكة العلماء الأحرار عقب تشكلها بعد ثورة 17 فبراير مباشرة و هي مجموعة من علماء الدين المسلمين الليبيين و أول مجموعة تتشكل و تطالب بالإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي و وافقت على تشكيل حكومة مؤقّتة. ويجدر بالذكر أن هذه الرابطة تشكّلت قبل تشكيل المجلس الوطني الانتقالي الليبي و مكتبه التنفيذي، ورئيسها هو الشيخ عمر مولود عبد الحميد.
تعد مواقف الرابطة معارضة للتطرّف الإسلامي و ملتزمة بالمذهب المالكي و تنتقد الرابطة تصرّفات المتطرّفين من حملة الفكر "الوهابي" كما تصفهم الرابطة في ليبيا كما حدث في إدانة نبش القبور و التعدّي على حرمات الموتى في الأضرحة في العديد من أنحاء ليبيا. انتقدت الرابطة قرار إنشاء دار الإفتاء في ليبيا و هو القانون الصادر من قبل المجلس الوطني الانتقالي بتاريخ 20 فبراير 2012 في بيان مفصّل شديد اللهجة.
رابطة علماء ليبيا تشمل كل المذاهب والمدارس الدينيّة في ليبيا ومنها المذهب المالكي والمذهب الأباضي..... بما يعني ذلك من محافظة على الوحدة الوطنيّة ومحاربة التطرّف في بلادنا.

هيئة علماء ليبيا (وهابيّة متطرّفة).... يرأسها الشيخ الصادق الغرياني

تشكّلت هذه الهيئة من مجموعة من العائدين من أفغانستان والمهجّرين خارج البلد في عهد الطاغية القذّافي والذين تلقّفتهم جهات إسلاميّة متشدّدة في السعوديّة وبعض دول الخليج العربيّة فآوتهم وحشت عقولهم بالفكر الوهابي بدل تفكيرهم المالكي الوسطي الذي شبّوا عليه في موطنهم الأصلي (ليبيا)، ثم بعد ذلك أرسلت مجاميع منهم إلى أفغانستان للقتال ضد الإتحاد السوفييتي. بعد إندحار الإتحاد السوفييتي إنظمّ بعضهم لتنظيم القاعدة وإختصم بعضهم الآخر مع طالبان بإعتبار أنّهم من العرب المحتلّين فتركوا أفغانستان ليعودوا إلى منطقة الخليج وهناك عاشوا بما تيسّر إلى أن قام شباب ليبيا بالثورة على نظام الطاغية القذّافي فوجدوها فرصتهم ليركبوا الموجه وتحوّلوا بعدها إلى قادة ميليشيات بحكم خبرتهم القتاليّة في أفغانستان.

رابطة علماء ليبيا وهيئة علماء ليبيا تعتبران كيانين إسلاميّين متصارعين ومتصادمين بسبب الخلاف حول المرجعيّة (سلفيّة أو وسطيّة) وعلينا أن نختار من بينهما ما يناسبنا.

ملاحظة: أنا لا أوافق على إستخدام كلمة "علماء" لأيّ منهما على إعتبار أن هؤلاء ليسوا بعلماء وإنّما هم فقهاء دين، وبذلك يجب أن تكون التسمية: هيئة فقهاء ليبيا أو رابطة فقهاء ليبيا. ومع أنّني أتفق مع رابطة فقهاء ليبيا (رفل) في وسطيّتها وطريقة تفكير المنتمين إليها، إلاّ أنّني أفضّل بأن تقتصر مهام هذه الكيانات الدينيّة على النصح والإرشاد بعيداً عن السياسة وترك السياسة للساسة حتى تتجنّب بلادنا الصراعات المذهبيّة التي يعاني منها العراق الشقيق منذ عام 2003 وتعاني منها الصومال وأفغانستان وباكستان وعانت منها الجزائر في بدايات التسعينات.

نشوء الوهابيّة على أطلال السلفيّة

السلفيّة.... هي منهج بعض الإسلاميّين الذي يدعو حسب قولهم إلى فهم الكتاب والسنة بفهم "سلف الأمّة" وهم عندهم من الصحابة والتابعون وتابعوا التابعين بإعتباره - حسب تصوّرهم - يمثل نهج الإسلام الأصيل والتمسك بأخذ الأحكام من القرآن الكريم والآحاديث الصحيحة، ويبتعد عن كل المدخلات الغريبة على روح الإسلام وتعاليمه، والتمسّك بما نقل عن السلف. 

تاريخ نشوء السلفيّة

 كان أوّل من أسّس التفكير السلفي في القرن الثالث الهجري هم أهل الحديث والأثر بقيادة أحمد بن حنبل الذين كانوا يرون في تفكير المعتزلة الذين تأثّروا بما قرأوه من الحضارة الإغريقيّة التي تؤمن بالإجتهاد في تفسير النصوص القرآنيّة بطريقة عقلانيّة تحاول ربط الدين بالحياة فرأى من كانوا يسمّون أنفسهم أهل الحديث في هذا النوع من التفكير خطراً يهدّد صفاء الإسلام ونقاءه وينذر بإدخال الشك في عقول المسلمين بما يهدّد بتفكّك الأمّة الإسلاميّة حديثة العهد مما قد يؤدّي في النهاية إلى إنهيارها.  
بعد ذلك بقليل أي حوالي سنة 435 هجريّة بدأ التفكيرالسلفي يشهد إنحساراً ملحوظًا حيث ملّ الناس التشدّد في تفسير أصول الدين وإحتكار ذلك على فئة معيّنة من المسلمين الذين كانوا قريبين من الخليفة المتوكّل وبعده الخليفة القادر بالله في العصر العبّاسي الأوّل فبدأ الناس يتذمّرون من هذا التشدّد مما دفع الفقهاء الإسلاميّين وأهل الحديث إلى التصادم فيما بينهم ممّا أدّى في النهاية إلى إنقسامهم إلى حنابلة وأشعريّة وإستطاع الأشاعرة بالدعم الشعبي الإنتصار على الحنابلة ممّا قتل السلفيّة نهائيّاً وحوّلها إلى فكر منبوذ وممقوت شعبيّاً. 
ظلّ الأمر كذلك إلى أن ظهر أحمد بن تيميّة في القرن الثامن الهجري فعمل على إحياء الفكر السلفي من جديد وقام بشن حملة على من إعتبرهم أهل البدع داعياً إلى إحياء عقيدة ومنهج السلف من أجل تحقيق النهضة الإسلاميّة من جديد.   
شهدت السلفيّة كرهاً شعبيّاً جديداً مما أدّى إلى إنحسارها ثمّ أعرض المسلمون عنها من جديد فأنتهت وأبعدت من ثقافة لناس وممارساتهم لما يقارب من 8 قرون من الزمان، أي.... إلى أن قام محمّد بن عبد الوهّاب في القرن الثامن عشر الميلادي بإحياء هذا المصطلح من جديد في منطقة نجد.
لمعرفة الترابط الوثيق بين الأسرة الحاكمة في السعوديّة وبين السلفيّة الوهابيّة دعونا نمر بمحطّة مهمّة في تاريخ السعوديّة..... من المعروف تاريحيّاً بأنّ ما يسمّى بالدولة السعودية الأولى أو "السلطنة النجدية" كانت قد تأسست في عام 1744م، وكانت عاصمتها الدرعيّة، وشملت تلك الدولة السعوديّة الأولى أجزاء كبيرة من شبه الجزيرة العربيّة. إنتهت الدولة السعودية الأولى بسقوط نجد وعاصمتها الدرعيّة بيد القوات العثمانيّة بقيادة إبراهيم باشا في عام 1818.
توافقت مصالح محمّد بن عبد الوهاب مع مصالح محمد بن سعود، فتم التحالف بينهما. طلب ابن سعود من محمد بن عبد الوهاب بألّا يغادر الدرعيّة، وسعى إلى جعله يوافق على الضرائب السابقة المفروضة على السكان، فوافق بن عبد الوهاب على الطلب الأول، ورفض الثاني واعداً إبن سعود بأن غنائمه من الغزوات والجهاد ستكون أكبر من هذه الضريبة.
تم التوافق بين الإثنين بحيث يقوم محمد بن سعود بحماية محمد بن عبد الوهاب وتمكينه من الإستئثار بالكثير من الضرائب والغنائم لتمكّنه من نشر رسالته السلفيّة في مقابل أن يقوم محمد بن عبد الوهاب بقبول محمد بن سعود حاكماً على نجد والحجاز وأن يقوم بالترويج له بين سكّان تلك المناطق. بدأ من حينها شكل من أشكال الإرتباط العضوي بين أسرة أل سعود ومحمد بن عبد الوهاب الذي وجد الكثير من الأنصار يتبنّون نهجه السلفي، وسمّي التوجّه السلفي بعد ذلك بالحركة الوهابيّة التي إتخذت من نجد والحجاز مقرّاً لها، وكان من أبرز المنتمين إليها بعد ذلك عبد العزيز بن باز، محمّد ناصر الدين الألباني، محمّد بن صالح العثيمين، ويعقوب الباحسين.
حين تم توحيد نجد والحجاز في هيئة المملكة العربيّة السعودية كانت العلاقة بين آل سعود والوهابيّين قويّة ومتداخلة نتيجة لتبادل المصالح والنفوذ حتى تحوّل الوهابيّون إلى ما يشبه صمّمام الآمان للأسرة السعوديّة بحيث - بإسم الدين - كانوا يدعون الناس إلى عدم الخروج على الحاكم بإعتباره "ولي الأمر" وأصدرت الفتاوي من الوهابيّين التي تحرّم الخروج على الحاكم وإعتبار ذلك مخالفاً لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ }.
تمكّنت السلفيّة في هذه المرّة من الإستمرار بعد أن ماتت من قبل لمرّتين، وذلك لعدة أسباب أهمّها:
1- نهاية الخلافة العثمانية بعد هزيمة الإمبراطوريّة العثمانيّة المدمّرة في الحرب العالميّة الأولى.
2- بداية الإحتلال الأوروبّي لمعظم البلاد العربيّة والإسلاميّة على إثر تدمير الإمبراطويّة العثمانية التي كانت تحمى حمى الإسلام بعد إنهزام العرب في الأندلس.
3- ظهور مصطفى أتاتورك على مسرح الأحداث في تركيا وقيامه بإلغاء  الخلافة العثمانيّة في 3 مارس 1924 وقيامه بطرد الخليفة وأسرته من البلاد، وألغى وزارتي الأوقاف والمحاكم الشرعية، وحوّل المدارس الدينية إلى مدنية، وأعلن أن تركيا دولة علمانيّة.
4- دخول بريطانيا بعد هزيمة تركيا على الخط في منطقة الشرق الأوسط كداعمة لسلطان آل سعود في السعوديّة مما أعطى لآل سعود نوعاً من الشرعيّة المدعومة من قبل بريطانيا العظمى، فأدّى ذلك بالطبع إلى توثيق الإرتباط العضوي (المصلحي) بين آل سعود والوهابيّين الذين وجدوا إعلان العلمانيّة في تركيا والأوضاع المأساويّة للمسلمين بعد تلك الإنكسارات الكبرى التي تلت الحرب العالمية الأولى... وجدوا في ذلك مرتعاً لفكرهم الوهابي الذي تبنّاه الناس حيث وجدوا فيه بصيص الأمل بعد فقدانهم لذلك الأمل نهائيّاً بغياب المنقذ حين تخلّت تركيا عن نصرة دينهم.
  
أنواع السلفيّة

هناك الكثير من التقسيمات في السلفيّة، ولكن أكثرها إنتشاراً هي:
1- سلفيّة تقليديّة (أصليّة).
2- سلفيّة جهاديّة (تكفيريّة).
3- سلفيّة تجديديّة (علميّة)..
4- سلفيّة رسميّة (سلطويّة).
5- سلفيّة شرعيّة (إصلاحيّة).

السلفية الجهادية

هو مصطلح أطلق منذ نهاية الثمانينيات على بعض جماعات "الإسلام السياسي" والتي تتبنى "الجهاد" منهجاً للتغيير، تم بروزه كتيار فكري مستقل في عهد السادات. ويعلن هذا التيار أنه يتبع منهج  "السلف الصالح" وأن "الجهاد" هو أحد أركانه، بحيث يعتبر الجهاد فرضاً عينيّاً على المسلمين يتم تطبيقه ضد العدو المحتل وضد الأنظمة الحاكمة المبدّلة للشريعة الإسلاميّة والتي يطلقون عليها "الأنظمة العلمانيّة" التي تحكم بالقوانين الوضعية.


تعرف السلفية الجهادية بأنها تيار أيديولوجي ومشروع تحمله جماعات حركية مناهضة بشكل مطلق لما هو قائم من أنظمة اجتماعية وسلطات سياسية وثقافية سائدة وعلاقات دولية وهي أيديولوجية تتسم بالخاصية المزدوجة التالية: أنها تشكل الصيغة الأكثر جذرية لتقسيم البشرية على أساس ديني ، إذ لا تكتفي بالتقسيم التقليدي للبشر إلى مسلمين وكفار بل توسّع معنى الكفر أو الشرك وتقدّم تعريفاً ضيّقاً للإسلام يؤدي إلى إخراج جزءً كبيراً من المسلمين من حظيرته.
أنها تقدّم في نفس الوقت الصيغة الأكثر جذرية لتسييس الدين فتتعامل معه كإيديولوجية صدامية لا تقف عند هدف إستعادة النظام السياسي الإسلامي في فضائه التاريخي المعروف وإنما تتجاوزه إلى الجهاد ضد "الطاغوت والجاهليّة" في كل مكان من الكرة الأرضية والعمل على إقامة دولة خلافة عالمية أي حكم الإسلام للعالم كافة. 
هذا التعريف يتسق مع الخصائص التي تجعل من الطرح السلفي الجهادي خطاً فكرياً مفارقاً لسواه من الخطوط الفكرية التي تتحرك ضمن التيار السلفي نفسه فيلاحظ أن ما يميز السلفية الجهادية عن غيرها من السلفيات ليس إعلانها جاهلية المجتمعات المعاصرة كلها ، وليس ادعاءها كفرانيّة النظم التي لا تحكم بما أنزل الله بل إعلانها الصريح بأن الجهاد المسلّح هو السبيل الأوحد للتغيير.... ومن هنا فإنّنا نرى بأنّ السلفيّة الجهاديّة ترفض أي طريق آخر لإقامة نظام الخلافة الإسلامية كالدخول في البرلمانات أو التربية والتثقيف والثورة الجماهيرية السلمية أو إشاعة الوعي الإسلامي.

أتباع "السلفيّة الجهاديّة" هم الجماعات أو الأفراد الذين حملوا فكرة "الجهاد المسلّح" ضد الحكومات القائمة في بلاد العالم الإسلامي أو ضد الأعداء الخارجيين "الكفرة"، وحملوا فكراً محدّداً يقوم على مبادئ الحاكميّة وقواعد الولاء والبراء وأساسيّات الفكر الجهادي السياسي الشرعي المعاصر كما هو مفصّل ومعروف في أدبياتهم.

يعتبر "أحمد بن تيميّة" علامة بارزة في التيار السلفي الجهادي لأنه نظر لفقه الجهاد في صورة مفصّلة وقتها وقام بنفسه بالجهاد ضد المحتلّين كما يقولون. أما في العصر الحديث فيعتمد تيار السلفية الجهادية على أطروحات "سيّد قطب" إذ يعتبر أول منظّري فكر السلفيّة الجهاديةّ لما قدّمه من صياغة في حقبة الستينات وطرحه لفكرتي الجاهلية و "الحاكميّة" وإنتهاج الكفاح المسلّح لتغيير أنظمة الحكم، ويقال بأن سيّد قطب ( وهو إخواني) كان أوّل من تبنّى السلفيّة الجهاديّة وأدخلها لمصر، وهناك من يقول بأنّه كان هو من أسّسها.  ومن أبرز قادة ومنظّري هذا التيار اليوم الشيخ أسامة بن لادن السعودي، والشيخ عمر عبد الرحمن المصري، والشيخ أيمن الظواهري المصري، والشيخ أبو يحي الليبي، والشيخ أبو مصعب السوري، والشيخ أبو محمّد  المقدسي، والشيخ أبوقتادة الأردني (الفلسطيني).


هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف19/12/15

    السلام عليكم ورحمة الله أما بعد
    لدي ملاحظات وإعتراضات وتساؤلات
    أولا تقول السلفيّة.... هي منهج بعض الإسلاميّين الذي يدعو حسب قولهم إلى فهم الكتاب والسنة بفهم "سلف الأمّة" وهم عندهم من الصحابة والتابعون وتابعوا التابعين بإعتباره - حسب تصوّرهم - يمثل نهج الإسلام الأصيل والتمسك بأخذ الأحكام من القرآن الكريم والآحاديث الصحيحة، ويبتعد عن كل المدخلات الغريبة على روح الإسلام وتعاليمه، والتمسّك بما نقل عن السلف.
    وقلت أن أول من أسس هذه السلفية هو الإمام أحمد بن حنبل أي هذه الفكرة السابقة الآنفة الذكر والحقيقة أن هذا القول وهذه الفكرة هي نفس الفكرة التي آمن بها الإمام مالك والمالكية من بعده فهاهوالإمام الشاطبي رحمه الله يقول:-ولما بالغ مالك في هذا المعنى -يقصد التأسي والإتباع- بالنسبة إلى الصحابة أو من اهتدى بهديهم واستن بسنتهم جعله الله تعالى قدوة لغيره في ذلك ، فقد كان المعاصرون لمالك يتبعون آثاره ويقتدون بأفعاله ببركة اتباعه لمن أثنى الله ورسوله عليهم وجعله قدوة" الموافقات(80/4)بل إن الإمام مالك أمر من عارض قوله قول عمر ابن الخطاب ممن جاء بعده أن يستتاب فقد سئل الإمام مالك عن قوم أخذوا في مسألة بفتوى التابعي الإمام إبراهيم النخعي ت٩٦هـ وتركوا فتوى عمر بن الخطاب فقال:(هؤلاء يستتابون) المصدر إعلام الموقعين لإبن القيم، والإحكام لإبن حزم

    وقد سئل رحمه الله عن معنى قوله عندما يسألونه فيقول:" يستتابون"
    فقال: " يرجعون عن قولهم" .
    هذا قاله الإمام مالك في حق الإمام التابعي إبراهم النخعي فقيه الكوفة المتوفي ٩٦هـ وقد أخذ علمه من كبار أئمة التابعين وكان مختصا بعلم الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه واشتهر عنه أنه لا يفتي إلا بآثار الأئمة من التابعين والصحابة
    ومع هذا كله طلب الإمام مالك من أخذ بفتوى إبراهيم المخالفة لفتوى عمر بالتوبة فهنا يظهر جليها منهج الإمام مالك في وجوب إتباع من سبقه من أهل القرون المفضلة فلماذا تحاول قصر هذا المعنى على السلفيين فقط الذين يعتبرون الإمام مالك من أعظم أئمتهم ؟

    ردحذف

الرجاء وضع تعليقك