2012/07/07

1277..... رقم له دلالة

إرادة الشعب الليبي هي إرادة قويّة عجز عن دحرها الطغاة، ووحدة الشعب الليبي هي وحدة طبيعيّة
سوف لن يفلح في تفتيتها الحقراء.

كان يوم 7 من شهر 7 عام 2012 يوماً مشهوداً في تاريخ ليبيا، حيث خرجت جماهير الشعب الليبي رجالاً نساء للمشاركة في إنتخابات حرة ونزيهة تقرّر مستقبل ليبيا السياسي والبنيوي لم تشهد ليبيا مثلها في تاريخها القديم أوالحديث.


رجال ونساء يقفون في طوابير طويلة داخل الوطن من أجل المشاركة في إنتخابات بلادهم


وجموع الليبيّين والليبيّات في لندن هي بدورها وقفت في الطوابير الطويلة لممارسة حقّها الإنتخابي

ليبيّون في لندن يغنّون ويرقصون إبتهاجاً بيوم الإنتخابات

نعم.. فليبيا بكل صدق قرّرت المضي قدماً في الطريق نحو الغد معتمدة على إرادة وإصرار أبنائها وبناتها، والشعب الليبي بدأ يرى الأمل يلوح خلف الأفق بعد أشهر من الخصام والتقاتل على توافه قد يحسبها الملاحظ بأنّها لا تساوي إطلاقة بندقيّة فما بالك بمئات من الأرواح الشابّة تضيع بسببها.
كذلك فإن ليبيا أيضاً أبتليت بذوي النظرات القصيرة والعقول الصغيرة التي طغت على أصحابها الأنانيّة وسيطر على تفكيرهم الطمع والهوس بمجد صورته لهم خيالاتهم ظنّوا بأنّهم بتحقيقه سوف يصبحون قادة وملوكاً.


أولئك هم الفيدراليّون والإنفصاليّون الذين رفضهم المجتمع الليبي ولفظهم بكل قوّة لأن ما ينادي به هؤلاء الأغبياء إستهجنه الليبيّون، والمبرّرات لم تقنع أحد من أبناء وبنات الشعب الليبي؛ فهذا الشعب هو بالفعل أسرة واحدة في جميع أنحاء بلادنا الشاسعة، وليبيا برهنت لهؤلاء الإنفصاليّين على أنها غير قابلة للقسمة، وغير قابلة للكسر.
قامت مساء هذا اليوم مسيرات كبرى في بنغازي وأخرى متناغمة معها في طرابلس إحتفالاً بإنتهاء يوم الإستحقاق الإنتخابي بكل نجاح، وكذلك للتعبير للعالم أجمع على أن طرابلس هي أخت بنغازي وبنغازي هي أخت طرابلس، وعلى أن ليبيا هي كالجسد الواحد إن أصاب بنغازي زكاماً فإن طرابلس سوف تعطس تأثّراً بزكام بنغازي، وهكذا هو الحال بالنسبة لبقيّة مدن وقرى وأرياف ليبيا الحبيبة.




لقد برهن الليبيّون والليبيّات طيلة هذا اليوم على أنّهم يعون ما يدور حولهم، وأنّهم يعرفون الرد على كل ذلك؛ لكنهم بذكائهم يعرفون أيضاً اللحظة المناسبة لطرح ذلك الرد، وكان الطرح في هذا اليوم المشهود حيث برهن الحبر الذي يخضّب سبّابة اليد اليمنى هو أقوى وأقدر على تغيير الوقائع في ليبيا من ذلك الدم الأحمر الذي يلطّخ أيدي الطغاة.


الله... كم تمنّيت ومن كل قلبي بأن يستمر خضاب الحبر على سبّابتي مدى الحياة، بحيث يصبح بصمة تلتصق بجيناتي الوراثيّة حتى يرثها أطفالي من بعدي الذين أصرّوا على الذهاب معي إلى لندن هذا اليوم لرؤية كيف تتم الإنتخابات، بل إن "أنغام" و"إيثار" قررتا وضع إختياري في الصندوق بدلاً عنّي، ووضعت كل واحدة منهما إصبعها في قنينة الحبر بعد إذن أعضاء المفوضيّة العليا للإنتخابات الذين كانوا غاية في التأدّب والتأنّق والإلمام الكبير بمهامهم المناطة بهم في هذه العمليّة الكبيرة. تحيّاتي الحارة وتقديري العميق لكلّ أعضاء المفوضيّة الإنتخابيّة في لندن الذين برعوا في إرشاد الناخبين والتعامل معهم بكل أخويّة وبكل مودّة. كما أنّني أحيّي جميع الإخوة والأخوات الليبيّين المقيمين في لندن على مشاركتهم الإيجابيّة في إنتخابات المؤتمر الوطني، وعلى حسن إختيارهم لمن يمثّلهم في هذا المؤتمر الذي سوف يعمل على بناء حجر الأساس لمستقبل بلادنا الحبيبة الذي هو بدون شك مستقبلنا كلّنا كليبيّين وليبيّات، والذي نتمنّى بأن يكون زاهراً وسعيداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك