وأنا في طريق العودة للبيت هذا المساء بعد إنتهاء يوم آخر من
العمل المضني والممتع في نفس الوقت، وبينما تزدحم الطريق بالسيّارت بشكل شلّ الحركة
بالكامل لاحت من على بعد سيّارة إسعاف وهي تطلق العنان لصفّاراتها ممزوجة بتلك
الأضواء الزرقاء المميّزة. بمجرّد تناهي أصوات إتذاراتها إلى مسامع أصحاب السيّارت
حتى بدأ كل واحد منهم بتلقائيّة كاملة يبحث في كل مكان علّه يجد فجوة صغيرة على
قارعة الطريق تمكّته من إبعاد سيارته من أمام سيّارة الإسعاف التي بدأت قادمة من
مسافة ليست بالقريبة وهي تسير بسرعة كبيرة.... بدأ أصحاب السيّارات وكنّهم هم من
يسرع لإنقاذ المصاب. كان المشهد مفعم بالحركة حتى بدا وأن الطريق كان كلّه في حالة
طوارئ من كثرة عدد السائقين الباحثين عن مخارج لفسح الطريق من أمام سيّارة الإسعاف
قبل وصولها إلى عين المكان. إضطر أصحاب لسيارات لدفع سياراتهم فوق الأرصفة وكل يفسح
المجال للآخر كي يخرج سيارته من الطريق بدون عراقيل. وصلت سيارة الإسعاف ولم تتباطئ
سرعتها بل واصلت مرورها بدون توقّف أو تأخير. وما إن غابت السيارة الأولى عن
الأنظار حتى لحقت بها ثانية بنفس السرعة وفي نفس الإتّجاه. السيارتين كانتا متجهتين
صوب الطريق السريع، حيث ظننت بأن حادثاً مروريّاً كان قد وقع في الطريق السريع رقم
6. قلت حينها في نفسي: نعم إن القيم الإنسانيّة تحسب بمقدار تحضّر الشعوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك