2012/04/28

من هي الجهة المسئولة عن الأحداث الأخيرة في بنغازي ؟

 شهدت مدينة بنغازي في اليومين الماضيين (الخميس والجمعة) أحداثاً تعتبر خطيرة
 بالمقاس الليبي ( بالطبع لو قيست بأحداث العراق، أو الصومال، أو أفغانستان فإنّها تعتبر حميدة !).
أحداث الخميس كانت تتركّز على سجن الكويفية حيث هرّب بعض زوّار السجن مسدّسات وأسلحة أخرى منها رمّانات إلى أقربائهم المسجونين، وتمكّنت الشرطة من معرفة المسجونين الذين تحصّلوا على هذه الأسلحة، ومن الطبيعي أن الشرطة تعرّفت أيضاً على أولئك الزوّار الذين هرّبوا هذه الأسلحة.أحداث الجمعة تمثّلت في تفجيرات خطيرة أمام المحكمة الإبتدائيّة تركت دماراً كبيراً في المحكمة وفي الآماكن المحيط بها، لكنّها بحمد الله لم تترك ضحايا من البشر كما علمنا. كانت ردود الأفعال من بعض سكّان بنغازي كلّها تصب اللوم على المجلس الإنتقالي وعلى الحكومة لعجزهما، ولإهمالهما "المتعمّد" لبنغازي !.
أنا والله إستغربت من هذه "الشوفينيا" الجديدة لأهلنا في بنغازي، وهذا البكاء صباح مساء على "أحوال بنغازي التعيسة"، وعلى إهمال الحكومات لها بدءاً بحكومات عهد الطاغية القذّافي، ومروراً بحكومتي الدكتور محمود جبريل والدكتور عبد الرحيم الكيب؛ مع بالطبع تحميل المجلس الإنتقالي في شخص المستشار مصطفى عبد الجليل المسئوليّة الكبرى.  حتى في الدعايات الإنتخابيّة التي تخصّصت قناة "ليبيا الأحرار" بإفراد جلّ وقتها لها حتى خالني بأن قناة ليبيا الأحرار تحوّلت إلى قناة محلّية تمثّل حصريّا وحكريّاً بنغازي من كثرة تركيزها على بنغازي دون غيرها من مدن ليبيا الأخرى بما في ذلك العاصمة طرابلس؛ فما بالك بمدن الجنوب الليبي، ومدن غرب البلاد.  أنا أدعو بهذه المناسبة لأن يتغيّر إسم قناة ليبيا الأحرار إلى قناة "بنغازي الأحرار" حتى يكون الإسم معبّراً عن الواقع.
أنا أريد من أهلنا في بنغازي أن يتوقّفوا عن هذا النحيب على مدينتهم، وأن يتخلّوا عن مرض "جنون الإضطهاد" الذي بدأت أعراضه تظهر وتتضخّم بين سكّان بنغازي لأسباب أظنّها أكبر بكثير من مجرّد "الشعور بالحرمان" !. كما أريد من أهلنا في بنغازي أن يعودوا إلى أنفسهم ليراجعوها بدل وضع اللوم على الآخرين، والخروج علينا في ثياب "المضطهد المسكين" الذي لايجد من يأسف لحاله أو يرأف به. إن الذي حدث في اليومين الماضيين في بنغازي هو إنتاج بنغازينو 100%، ولا علاقة للمجلس الإنتقالي ولا للحكومة الإنتقاليه به الّلهمّ إلاّ من زاوية مسئولية هاتين الجهتين السياديّتين على كل ما يحدث في ليبيا وبنغازي جزءاً منها.
الشرطة تعرف تحديداً من هو المسئول عن كل ما حدث في بنغازي يومي الخميس والجمعة، ويعرفون المسئولين شخصيّاً لكنّهم لم يرغبوا إعلام الليبيّين بذلك لأسباب لا أعرفها لكن بإمكاني تخمينها. هناك أقوال قويّة جدّاً على دراية بما جرى (ليست الشرطة بالطبع) تفيد بأنّ ما حدث في بنغازي أخيراً كان من تخطيط وتدبير وتنفيذ الجماعات الإسلاميّة المتشدّدة التي تنتشر في بنغازي ودرنة تحديداً، والسلفيّون على وجه الخصوص. القضية تتعلّق بقصّة إغتيال الشهيد عبد الفتّاح يونس التي ما زلنا نجهل تفاصيلها لأسباب بوسعنا تكهّنها أيضاً، وسجناء الكويفية المذكورين أعلاه هم ربّما من بين المتّهمين في تلك القضيّة... أمّا بقيّة السيناريو فأتركه للقارئ العزيز ليدلو بدلوه فيه.
مازلنا أيّها السادة والسيّدات نعاني وللأسف من آفة "الأنانيّة" وحب الذات، وما زالت ليبيا كبلد تعاني من إنكار أهلها لها؛ فالكثير منّا وللأسف فكّروا في مدنهم وأنفسهم قبل أن يفكّروا في بلدهم وأهلهم أبناء وبنات ليبيا الحبيبة... وتلك تعتبر مصيبة كبيرة قد تتحوّل إلى مرض عضال من الصعب إجتثاثه من عقول وتفكير الليبيّين.

هكذا كانت بنغازي مهمّشة في عهد الطاغية
هكذا كانت بنغازي مهمّشة في عهد الطاغية
هكذا كانت بنغازي مهمّشة في عهد الطاغية
هكذا كانت بنغازي مهمّشة في عهد الطاغية
هكذا كانت بنغازي مهمّشة في عهد الطاغية
هكذا كانت بنغازي مهمّشة في عهد الطاغية

ملاحظة: الرجاء التفرّج معي على الصور المعروضة أعلاه لتروا بأم أعينكم كم كانت مدينة بنغازي "مهمّشة" في عهد الطاغية القذّافي... هل يوجد في العاصمة مثل ما يتواجد في بنغازي من مبان فاخرة؟. ماذا عن بقيّة المدن الليبيّة... ماذا عن الزاوية، ماذا عن زوارة، وماذا عن الزنتان. ماذا عن غدامس، ماذا عن الكفرة، وماذا عن ودّان. ماذا عن مصراته، ماذا عن البيضاء، وماذا عن الرجبان. ماذا عن درنة، ماذا عن يفرن، وماذا عن غريان. ماذا عن سبها، ماذا عن صبراته، وماذا عن البطنان. ماذا عن العجيلات، ماذا عن غات، وماذا عن صرمان؟.

أليست هذه وغيرها كلّها تعتبر مدناً ليبيّة ومن حقّها أن تحصل على جزء من ثروة البلد؟. لماذا يا أيّها السادة ما زلنا نعيش بمفهوم: عش ودع غيرك يموت؟.
تعالوا معاً لنبني ليبيا بكل مدنها وقراها، ولكلّ أهلها بدون تمييز أو تمايز إلاّ لمن تفوّق في العطاء من أجل الوطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك