يدعوا بعض الليبيين وبشده لمسح سرت من خارطة الوطن ويوافقهم الكثير بالسكوت !! وكأن المدينه طارئ على تاريخ ليبيا!! أو كأنها بقعة معزولة فى أحد أطراف الوطن. نرجوا من هؤلاء إمعان النظر ثانية في خارطة ليبيا، وإعادة قراءة تاريخها بعناية!! . عندها سيدركون إنما هم يدعون إلى فك رابط الوطن، ومسح كل براهين الوحده الوطنيه من ذاكرة الشعب.
فأين قاتل الطرابلسى والبرقاوى والفزانى جنباً إلى جنب؟ وأين عقد أول مؤتمر وحده وطنيه في تاريخ ليبيا يوم السبت 22. يناير.1922م ؟. وأين تجاورت قبائل المغاربة وقبائل ورفله ومصراته؟ وما هو الرابط الجغرافى بين طرابلس وبرقه وما يربط الاثنين بفزان؟ .
عليه.. فأن سرت أبداً لم تكن طارئ على تاريخ الوطن ولا عرضاً في تاريخه، بل مكان أصيل يمثل كل ما يوحد الليبيين ويربط شرقهم بغربهم بجنوبهم!!
عليه.. فأن سرت أبداً لم تكن طارئ على تاريخ الوطن ولا عرضاً في تاريخه، بل مكان أصيل يمثل كل ما يوحد الليبيين ويربط شرقهم بغربهم بجنوبهم!!
لكن ولكى لا نجانب الواقع، دعونا نسأل أنفسنا، مالذى يحمل الليبيين على كل هذا تجاه مدينتهم سرت؟
جواب الغالبيه... هو أن معمر من هذه المدينة!! ونحن لا ننكر هذا فالرجل ينتمى إلى أحدى القبائل المشكلة للتركيبة السكانيه للمدينه!!
لكن أيها السادة .. إننا نحاججكم بأن مساهمة هذه المدينة فى تشكيل أفكار هذا الرجل وثقافتة هى الأقل إذا ما قورنت بمصراته أو سبها أو بنغازى وأخيراً طرابلس على سبيل المثال لا الحصر
فالرجل غادر المدينه طفلا عمره ثمان سنوات في العام 1948م، وتشكلت قناعاته وتبلورت أفكاره فى سبها أولا ثم بدء فى إتخاذ مريدين في مصراته ثانيا وواصل تجنيد المريدين فى بنغازى وأخيراً حقق ما أراد هناك أيضا!!
فالرجل غادر المدينه طفلا عمره ثمان سنوات في العام 1948م، وتشكلت قناعاته وتبلورت أفكاره فى سبها أولا ثم بدء فى إتخاذ مريدين في مصراته ثانيا وواصل تجنيد المريدين فى بنغازى وأخيراً حقق ما أراد هناك أيضا!!
في 1969 لم يكن من سرت مشارك ولم تكن مع من صنع البدايه!! ومن شارك فى صناعة الحدث هم العديد من أبناء مصراته وبنغازى والزاويه وصرمان وطرابلس وسبها مولداً وثقافة.
أفتلومون سرت بعد هذا ...ولماذا؟
ثم لنسرع السرد قليلا كى لا نغرق فى التفاصيل ... من أول المحاكمات التعسفيه .. إلى مشانق الثمانينات .. إلى مأساة أبو سليم .. هل كانت سرت مشاركة؟
هل عمر المحيشى سرتاوى؟ هل هدى بن عامر والطيب الصافى والشاعرى وغيرهم سرتاويه؟ هل عبدالله السنوسى وخيرى خالد وموسي كوسا و عمار اللطيف سرتاويه؟
فلما تلومون سرت ؟؟
ثم لننظر من كانوا سدنة النظام وكهنته طوال 41 عاماً ... أهرشوا رؤوسكم وتفكروا وأذكروا لى من أى المدن ومن هم وزراء وأمناء وسفراء النظام طيلة ال 41 عاماً. أنا لا أتذكر إلا أسما واحداً من سرت تولى أمانة!! وهو من الوجوه المنبوذه فى سرت قبل أى مدينة أخرى.
فكم من هؤلاء من بنغازى والبيضاء ودرنة ومصراته وطرابلس والزاويه ... الخ، فلما تلومون سرت وعلى ماذا؟
لنأتى الأن إلى القشه القاصمه والى اللحظه المفصليه فى تاريخ ليبيا والتى كان من أعراضها الجانبيه حملة التحامل على سرت !! وهى هذه الثورة وتخلف سرت عن اللحاق بركبها!!
أولا لنلقى نظرة سريعة على تاريخ المدينة وتركيبتها السكانية حتى يتسنى لنا فهم تفاعل حدث كهذا فى مدينة مثل سرت. المدينه هى من المدن حديثة النشأة نسبيا، حيث يرجع تاريخ إنشائها إلى ما بين عامى 1885-1886م خلال ولاية أحمد راسم باشا على طرابلس وكان مؤسسها وبانيها هو القائم مقام عمر باشا المنتصر. والذى إستقدم لها قبائل الباديه المجاورة بالاضافة للعديد من عائلات مصراته.
تلك القبائل المشكلة للتكوين الغالب على مدينة سرت مازلت تحتفظ بموروث ملحوظ من الولاء والإنتماء القبلى ، حتى أن الأحياء السكنيه فى المدينه تكاد تكون مصنفه حسب التركيبة القبلية.
خلال الاحداث وخصوصاً فى بدايتها ، أجاد النظام وبمهارة يحسد عليها اللعب بورقة القبيلة والمناطقيه، حيث قدم ما يجرى للناس على أنه صراع جهوى مناطقى عشائرى، وللحقيقه هنالك أخطاء أرتكبت فى بداية الاحداث فى المدن الثائرة، أكدت ورسخت ما بذر فى عقول الناس.
حتى أننى شخصيا قرأت لبعض ممن يحسبون على مثقفى المنطقة الشرقية نداءات واضحه وصريحه للإنفصال!!
المنقذ بالطبع مما كان يحبك هى مصراته ولن أفصل أكثر فى هذا،. الآله الإعلاميه للنظام بالطبع لم تفوت هكذا فرصه، وخصوصاً بعد ضربات هز الثقة العنيفه التى تلقتها محطات التلفزيون المختلفه خصوصا الجزيرة والعربية وإلى حداً ما بى بى سى. هذا الامر أدى إلى الإستفراد بعقول الناس، وسهل من مهمة قلب الحقائق وتضخيم الاخطاء، وهذا الامر لم تكن ضحيته سرت فقط، بل أيضا ترهونه، بنى وليد، زليتن، الخمس، وسبها... الخ.
كذلك وعوداً للطبيعة السكانيه للمدينة وعطفا على ماسبق ذكره ، من إستخدام العامل القبلى فى المدينة، فالنظام إيقظ أحلافاً تاريخيه بين بعض القبائل وسخر تلك التحالفات بخبث لخدمة قضيتة. أما تلك القبائل التى لم تكن طرفا فى تلك الاحلاف تريخيا .. فقد أصبحت وبحكم علاقات الجوار والمصاهره (تخلط الدم) والصداقة والعيش المشترك لعشرات السنين فى وضع محرج ما حتم عليها أخذ جانب الحياد فى أحسن الأحوال ... فلا يمكن أن يقاتل الجار جاره (وهى من أرذل الرذائل عندنا نحن البدو)، أو أن يقتل الخال أبن أخته أو الصديق صديقه فى سرت المدينة الصغيره التى فيها الكل يعرف الكل.
وهنا بدأت تهم التخوين وإطلاق التهديدات من قبل بعض من أهل المدن الثائرة، جهلاً بطبيعة المدينة وتركيبتها السكانيه، عندها ظهرت أسوء عادتنا نحن البدو وهى العناد!!! فأنت إن قصدت بدوياً فى أعز ما يملك لربما أعطاه لك عن طيبة نفس وبلا منة، أما إن نازعته شسع نعل فإنه على أتم الاستعداد للموت دون ذلك.
لذلك أصبح معظم سكان المدينة كتلة واحدة تشعر بخطر يتهدد وجودها وجب عليها دفعه .. وأنعدمت فرص أى تحرك يلحق المدينه بركب الثورة.
بالاضافة لما سبق فلا ننسى دور العامل الجغرافى.. وهنا يجب أن نعرف أن الثورة هى من المظاهر المعديه، وسرت أقرب المدن إليها تبعد عنها 270ك.م ومعزوله بفضاء صحراوى لا تواصل عمرانى فيه... فهى لا تجاور مصراته كزليتن ولا تحدها بنغازى كما هو الحال بالنسبة للبيضاء، هذه الحقيقه جعلت إمكانية سحق أدنى حركة أمر مفروغ منه ومؤكد!!
أما أخر طرق العزل والتعتيم التى تفتق عنها ذهن رجالات النظام فكانت تعمد قطع الكهرباء ووسائل الاتصال هذا بالاضافة لشح البنزين ،فأصبحت الناس لا تعلم بما يدور حولها. فالمدينة تعيش مقطوعة تماما عن العالم الخارجى منذ 17 من شهر اغسطس، فكيف يمكن أن نلوم ناس تعيش مثل هذه الظروف
ختاما... نرجوا من أهلنا أن لا يرمونا بدم يوسف .. وأن يتقوا الله فى ألسنتهم فهى لحم يكسر عظماً!! وليعلموا أن سرت ماهى إلا اليبيا مصغره يتجسد فيها ما في ليبيا من حسّن، وعليها ما على ليبيا من مآخذ.
مفتاح الزوبى
28 - 08-2011
http://www.facebook.com/groups/178417488894519/doc/187200671349534/
تعليق المحرّر
الذي يحدث الآن في سرت، وفي بني وليد، وفي العجيلات، وفي رقدالين لم يكن لأهل هذه المدن يدا فيه.
الذي يحدث في هذه المدن، وغيرها من المناطق الصغيرة التي مازال أتباع الطاغية القذّافي يسيطرون عليها لا ذنب لأهلها فيه، ولا يمكن أبدا معاقبة أهل هذه المدن على جرائر قوة غاشمة تتصرّف كمحتل، أو ربما يمكن القول كقوّة خارجة عن القانون ( عصابة مارقة).
هذا بدون شك لايبرّر سكوت سكان تلك المناطق، ورضائهم بالأمر الواقع؛ فكما ثار سكّان المناطق الأخرى ضدّ جلاّديهم حينما كان هؤلاء الجلاّدين في أوج قوّتهم، وكما تمكّن سكّان بقيّة المدن الليبيّة من الإنتفاض ضد الظلم ودحره فيجب على سكّان المناطق التي مازالت تخضع لسلطة القذّافي أن تثور، وأن تجود بالأرواح في سبيل الحريّة.
ليبيا بلد الجميع، وعلى الجميع أن يساهموا في تحريرها بالكامل من هذا الظلم والطغيان، ولايجوز مطلقا أن ينتظر أهل منطقة ما من الآخرين بأن يأتوا ليحرّروها. الحرية لن تأتي بدون ثمن، ومن هو بغير مستعد لدفع الثمن سوف يبقى دوما يرزح تحت نير الذل والهوان.
على ثوّار ليبيا الأبطال أن يعطوا سكّان سرت إنذارا لمدة محددة - كأن نقول مثلا 48 ساعة - وعليهم أن يثوروا ضد جلاّديهم وحينها يأتيهم الدعم والنصرة، أو أن يتم إجتياح هذه المدينة بالكامل من قبل الثوّار. هذا الإنذار يجب أن يعطى لكل مدينة أو قريّة مازالت ترضى بالذل وتنتهج الخنوع فيكفينا 42 سنة من الخنوع.
لقد حانت ساعة الحسم، ولا يجوز لأحد من الليبيين الشرفاء أن يتخلّف عنها. بلادنا يجب أن تتحرّر بالكامل وبأسرع ما يمكن حتى نتمكّن من الإنتقال إلى الأمام، وهذا يجب أن يكون بمثابة فرض عين على كل ليبي وليبيّة. لا تنتظروا من الغير بأن يأتي ليحرّركم فأرواحكم ليست بأغلى من أرواح بقيّة الليبيّين وهذا يجب أن يكون معلوما.
محمد بالحاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك