2024/07/06

شيعة إيران تنتصر على الوهابيّة والإخوان

بالديموقراطيّة وحدها إنتصر علينا غيرنا، وبغيابها عندنا عيّرونا وضحكوا علينا. بالديموقراطيّة الحقيقيّة، وبإعطاء شعوبنا حقّهم الطبيعي في إختيار من يحكمهم... بذلك فقط وفقط سوف ننهض ونبني أنفسنا، وسوف نثبت وجودنا.

كثيراً ما وقف شيوخ الدين عندنا نحن "السنّة" ضد أي شئ إسمه الديموقراطيّة، وتمكين الشعب من إختيار من يحكمه. بالتأكيد فإن الأكثر تشدّداً في الدين (السلفيّون، الحنابلة، الوهابيّون، وتوابعهم الإخوان) هم من يعارض حتى مجرّد التفكير الديموقراطي على آساس أن الشعب إذا أعطي الحريّة فقد يختار "غير مسلم" لحكم الدولة !!.
شيوخ ديننا يأمروننا بطاعة الحاكم "الغير منتخب" حتى وإن سرق، أو كذب، أو فسد، أو قسى على شعبه... أو تعاون مع أعداء شعبه. هم يأمروننا بطاعة الحاكم في أي شئ طالما أنّه لم يعلن "شركه بالله". تلك هي وللأسف أحوالنا، وتلك هي "تعاليمنا"، وتلك هي من أهم أسباب إنتكاساتنا وهزائمنا وتخلّفنا، وإحتماء حكّامنا ب"الكفّار" من حولنا. كما تفعل كل الأنظمة العربيّة، ودول الخليج على وجه الخصوص.
وعودة إلى رأس الموضوع... لقد برهنت إيران "الشيعيّة" بأنّها تختلف عن البقيّة... بأنّها تؤمن ب"الديموقراطيّة"، وعلى أنّها بالفعل أصبحت اليوم - وبصدق - تمارس الديموقراطيّة. إيران أصبحت بالفعل وبالفعل - وغصباً عن الجميع - دولة ديموقراطيّة، تجاوزت ديموقراطيّتها كل تلك البلاد التي تفاخرت علينا بحكوماتها المنتخبة من قبل شعبها... وخاصّة دولة الصهاينة.
لقد بلغ عدد المصوّتين في إنتخابات إيران النهائيّة 49.5% من عموم أبناء وبنات الشعب الذين بلغوا سن الإنتخاب حسب لوائح الدولة، وكانت تلك الإنتخابات نزيهة ونقيّة ومتكاملة كما شاهدنا ذلك على شاشات التلفزيون.
متى نحن العرب نفلح في إنتخاب حكّامنا، ونتخلّص من أولئك الذين فرضوا أنفسهم علينا، وبرغم فشلهم المتكرّر، وفسادهم المنقطع النظير؛ فإنّهم لم يخجلوا من أنفسهم، ولم يحترموا شعوبهم التي يحكمونها؟. يومكم سعيد.

2024/06/19

السلفيّة والحنبليّة والوهابيّة وجماعة الإخوان الإسلاميّة

إن رغـبـت فـي أن تـحـارب أيـة جـمـاعـة وتـنـتـصـر عـلـيـهـا؛ فـعـلـيـك بـأن تـحـاربـهـا مـن داخـلـهـا، ومـن "عـمـلاء" مـن أهـلـهـا. ذلـك هـو تـحـديـداً مـا يـفـعـلـه الـغـرب - وخـاصّـة أمـريـكـا وبـريـطـانـيـا - ضـد الـمـسـلــميـن، وذلـك هـو مـا تـرك كـل الـمـسـلـمـيـن هـكـذا مـتـخـلّـفـيـن، ومـتـنـاحـريـن.... ومـع بـعـضـهـم مـتـعـاديـن.

قبل أن أدخل في صلب الموضوع دعوني أحاول النظر إلى السلفيّة بمنطق أهلها الذين ينتمون إليها أو يظنّوا أنفسهم بأنّهم من أتباعها. فالكثير منّا أصبح يرى أو يسمع أو يشاهد أتباع السلفيّة وهم يرون أنفسهم كمذهب ديني ربّما في نظرهم يعتبر أكبر وأكثر عمقاً بين المسلمين من بقيّة المذاهب السنّية الأخرى(مالكية، شافعية، حنفيّة).
السلفيّه هي إعتقاد أو ربّما منظور لا يختلف إطلاقاً عن إعتقاد أو منظور الصوفيّة من حيث الجوهر والفكرة. فالسلفية هي منهج حياة كما هي الصوفيّة؛ وأي منهما لم تكن حكراً على المسلمين وحدهم. فاليهود توجد لديهم سلفيّة مثل سلفيّتنا، والسلفيّة اليهوديّة هي عبارة عن طائفة دينية تتميّز عن غيرها بالتمسّك الصارم بـ«الهالاخاة»؛ وهو الجزء التشريعي من التلموذ. ففي مركز الحوار في فيينا يتفادى مجلس إدارة المركز أن يعقد جلساته في يوم السبت لأن من تشريعات اليهودية الأرثوذكسية(السلفيّة) عدم إستخدام وسائل النقل الحديثة (سيارات، طائرات، قطارات... إلخ) ولا المصاعد يوم السبت.
أمّا عند المسيحيين؛ فلا يخالف التفكير السلفي عندهم بذلك عند المسلمين؛ إذ يتواجد من بين المسيحيين من يعتقدون بأنّهم أتباع السلف، وهم بكل تأكيد الأرثوذيكس المسيحيّون الذين توجد لهم تقاليدهم وممارساتهم المتشددة والتي يرجعونها إلى تطبيق أفعال السلف كما نقول نحن المسلمون. فأولئك السلفيّون المسيحيّون يؤكدون على التفسير الحرفي للنصوص الإلهية ويتمسّكون بشدة باقوال الحكماء السابقين ويرون بأن الماضي هو المتحكّم الرئيسي في الحاضر والمستقبل ويَدّعون بأن ما هم عليه هو الصحيح وأن ما عداه بدعة يجب محاربتها.
السلفيّون المسيحيّون يحاربون الحداثة والتطوّر، ويصرّون على فرض آرائهم على المجتمع والناس بالقوة؛ وهنا يمكن القول بأن طائفة "الآميش" تعد من أهم الطوائف المسيحية التي إنتهجت هذا التيار المتطرّف والتي ظهرت خلال القرون الوسطى؛ حيث أنّها كانت تحرّم على أتباعها حلق اللحيّ، وكانت توجب عليهم حلق الشارب. كذلك هي نفس المجموعات السلفيّة المتشددة التي فرضت على المرأة لبس أزياء فضفاضة تغطّي جسمها وشعرها كلّه. ولقد إنتشرت تلك الطائفة المتشددة في أمريكا وفي بعض الدول الأوروبية.
من هنا أرى بأن السلفيّة هي وجهة نظر وإعتقاد يلزم أصحابها بما يعتقدون، ولا يحق لهم على الإطلاق فرض إعتقادهم على بقيّة الناس الذين إختاروا لأنفسهم بأن لا يكونوا من السلفيين. في الجانب الآخر نرى بأن بعض الناس إختاروا لأنفسهم بأن يكونوا متصوّفين في الحياة فأطلقوا على منهجهم "الصوفيّة"، وهم لا يختلفون من حيث جوهريّة التفكير عن جماعة السلفية إلّا في طريقة الإعتقاد والممارسة؛ لكنّهم يشتركون معهم في كون أن السلفية والصوفية هما إختياران يخصّان فقط من إختارهما ولا يحق لأي منهما بأن يتدخّل في إختيار الثاني أو أن ينتقده. كما لا يحق للسلفيين ولا للصوفيين فرض طريقة تفكيرهم على الغير، ويجب أن يعتبر ذلك إن حدث تدخّلاً في شئون الغير والتعدّي على حقوقهم.
أمّا الإرتباط العضوي بين الحنبلية والسلفيّة فهو لا يعدو كونه توافقاً في التفكير والإعتقاد مع بعض الإختلاف في التعامل مع من يختلف معهم أو يخالفهم. أمّا الوهابيّة فهي سلفيّة متشددة تجيز اللجوء للعنف لفرض أفكارها؛ لكن الوهابية هي مكمّلة للحنبلية ومتكاملة مع السلفيّة.
وإذا مررنا بجانب العلاقة بين الوهابية والإخوان المسلمون بإعتبار أن التنظيمين في الأساس هما سلفيّان في جوهر التفكير مع بعض الإختلافات في الممارسة وطريقة التبشير وبعض الأشياء المظهريّة.
يبدأ مشروع الإخوان المسلمون بأفكار المؤسّس لهذا التنظيم الشيخ حسن البنّا، الذي تأثّر بالفكر السلفي للشيخ محمد رشيد رضا؛ من خلال تتلمذه في مدرسته الفكرية. تلك المدرسة التي خرجت بين مدرستين سلفيتين: الأولى منهجيّة عقلانيّة مُستنيرة للإمامين المُجددين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده (تيار الجامعة الإسلامية)، والثانية مذهبيّة نصيّة مستقاة من فكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بإمتدادها التاريخي إلى الإمامين السلفيين أحمد بن تيمية وأحمد بن حنبل مؤسّسا تيار السلفية الوهابية.
لقد كانت الدعوة السلفية واحدة من روافد فكر الشيخ البنّا، وخصوصاً في عقيدة التوحيد، ولكنه تأثر أيضاً بالمدرسة الصوفية، من خلال تتلمذه على مشايخ الطريقة الشاذلية الحُصافية؛ فإنعكست على نظام التربية الروحية الذي وضعه للجماعة، وكان هذا التنوّع عاملاً لوجود التوازن ما بين السلفيّة والصوفيّة، وهو ما منع طغيان أحدهما على الآخر. ولذلك، وصف الجماعة بأنها: "دعوة سلفيّة... وحقيقة صوفيّة"، فكانت حركة سلفية بنكهة صوفية أو طريقة صوفية بنكهة سلفية.
إلتقاء التيّارين الوهابي والإخواني ساهم في حدوث ظاهرتين مهمّتين؛ هما "تسلّف الإخوان" و"تأخون السلفية". برزت ظاهرة "تسلُّف الإخوان" من خلال تأثّرهم بالمضمون العقائدي والفقهي السلفي الوهابي، ولكن من دون أن يُغيّروا في المضمون الحركي الفكري والسياسي للجماعة.
هذا التأثّر كان ولا زال واضحاً في تراجع المذهب الأشعري لصالح السلفي على مستوى العقيدة، وتراجع الأخذ بالمذاهب الفقهية الثلاثة لصالح الحنبلي، والتشدد في لبس النقاب وفي تحريم أنواع من الآداب والفنون، وخصوصاً الموسيقى؛ بعد الانفتاح عليها، والتمسّك بإطلاق اللحى؛ بعد التساهل في تقصيرها، والأخذ بفقه التضييق على أهل الذمّة بعد تقبّلهم، والتطرّف في الموقف من الشيعة بعد فقه التقريب للإمام البنّا.
أما ظاهرة "تأخون السلفية"، فقد برزت من خلال تأثّر الوهابيين بالمضمون الحركي الفكري والسياسي الإخواني، ولكن من دون أن يُغيّروا في المضمون العقائدي والفقهي للتيار الوهابي.
في نهاية المطاف قد نرى بكل سهولة أن كل تلك التنظيمات ما هي إلّا إنحراف كبير عن جوهر الدين الإسلامي بإعتباره "دين يسر" بإتّجاه "التطرّف" و "التشدد" في دين الله بما أنتج صورة مختلفة عن تلك التي جاء بها النبي محمّد عليه السلام.
إن المتتبّع لنمط العلاقة بين التنظيمات السلفية يرى بأنها كلّها تلتقي حول جوهر "التشدد في الدين" ومشروع فرض هذا التوجّه على كل المسلمين من خلال نعوت "التكفير" وأليّات "القتل" بإعتبار أن النعت بالأوّل يسمح بالمعاقبة بالثاني.
هناك الكثير ممّن يظنّون بأن كل تلك الجماعات المتشددة في الدين(حنبلية، وهابيّة، إخوانية) هي كلّها تستظل بمظلّة واحدة تسمّى "السلفيّة"، وتلك الفئة هي من - في واقع الأمر - تحارب الإسلام بإسم الله وبإسم الإسلام نفسه؛ مما قد يضعها في خانة "عصابات تخريب الإسلام من الداخل"؛ والتي ربّما تسيّرها وتنفق عليها قوى ذكيّة معادية للإسلام وتهدف إلى إذلال المسلمين في كل مكان في العالم والعمل على نشر العداوات بينهم من خلال معتقداتهم المذهبيّة التي تفقهها تلك العصابات وتعمل على تأجيجها حتى يبقى المسلمون ضعافاً ومستكينين بما يحافظ على تبعيّتهم لغيرهم؛ وهو تحديداً ما نراه الآن في كل بلاد العالم الإسلامي.... وما العداء المقيت بين السعودية وإيران لصالح الصهاينة ببعيد عن ذلك المخطط. ليلتكم سعيده.

2024/05/12

حينما يعبّر داخلك عن واقعك

 

علينا بأن نثور لكرامتنا

لـقـد آن لـنـا بـأن نـتـخـلّـص مـن الأنـجـاس

مـن الـصـهـايـنـة الـحـقـراء مـن الأبـخـاس

ولـكـن كـيـف لـنا أن نـقـهــرهــم  يـا نـاس

وهــم مــن كـان قــد تـشــدّد فـي الـمـراس

قـد عـرفـوا مـواطـن الضعف والإلـتـبـاس

وفهـمـوا من خـلال تعاملاتهـم والإحساس

بأنّـنـا قـوم لا تـهـمّـنـا غـيـر تلـكم الأكياس

تـمـلأ جـــيــوبــنـا مـع تـبـلّــد الإحـســاس

*      *      *      *      *      *      *

هــم بالـعــلـم والـمـعـرفـة بـنـوا دولـتـهــم

ونحن من خلال ماضينا قـلـنـا سـنـغـلـبهم

 وتقـدّموا هـم بالـعـمـل والعـلـم يـسـنـدهـم

وبـقـيـنـا نـحـن نـسـير هكذا عـلّنا نلحـقهم

*      *      *      *      *      *      *

لقد تنازلنا عن فلسطين هـكـذا لغيرنا هديّة

فـلـم تعـد تـشـغـلـنـا، ولم تبق عندنا قضيّة

نحن حاربناهم هـكـذا بالإبتهال وبالـتـقـيّة

قـاومـنـاهـم بالدعـاء وبالرقـيـة الشرعـيّـة

هم حاربونا بالعلم والمعرفة والعـقـلانـيّـة

سـلاحـهم الفتّاك ضدّنا كان الديموقراطيّة

وبالـعـلـم والبحث والإبـتـكـار وبالواقعـيّة

هـم حـاربـونـا بـبـشـر سـلّحوهـم بالحريّة

*      *      *      *      *      *      *

الـسـيـسـي كـان قـالــهـا مـدوّيــة وقــويّـة

إن هـم إقـتـربـوا مـن حـدودنـا المصريّـة

إو هـاجـمـوا رفـح أو هجّـروا الفلسطينيّة  

فـتـلـك بـجـد ســوف تـكـون لـنـا قـضـيّـة

حينها سـوف نلغي كامب ديفيد والإتفاقيّة

سوف نلغي إعترافنا بالدولة الإسـرائيليّة

وعندها سوف نحاسبهم ونعاقبهم بجـديّـة

ووقتها فسوف ننهي تعامـلاتـنـا التجاريّة

*      *      *      *      *      *     *

وشاءت الأقدار أن دخـل الصهاينة رفـح

في وضح النهار وبـنهج مـتحـدّي ووقـح

دخـل نـتـن ياهـو بعنف وعنجهيّة ولـفـح

تـجـاهـل كل تـحـذيـر أو نصيحة أو كبح

تـرفّـع  بـتـكـبّـر وعنجهيّة عن كل نصح

لأنّه يـعـرف بأن من يهدده سوف يصفح

وعلى أن من يحاربهم هـم توافه ومسـخ

*      *      *      *      *      *     *

ودخـل جـيـش الصهـايـنـة لـديـر الـبـلـح

وعـربــد نـتـن يـاهــو؛ ثـمّ دمّــر وفـلــح

ومن بعدها لفح وسـفح وسـفـك وإنـشـكح

فسكت أمامه السـيسي وإرتعب ثم إنبطح

لم يقطع بهم علاقاته بل إنّه بـبـقائه فـرح

لا هو خجل ولا هو إنكسف بل إنّه نـفـح

*      *      *      *      *      *     *

قـد يـخـرج علـيـنـا السـيـسي ذات صباح

ليقول لـنـا لـماذا هـذا الـعـويـل والـنـواح

مـالـكـم ومـال فــلـســطــيـن يـا أشــبـاح

عـيـشوا بما أوتـيـتم وأحمدوا ربّ الفلاح

أرفعوا الأنخاب عالياً وأضربـوا الأقداح

فحسبنا أن الـقـاهـرة لم يشـملها الإجتياح

وحـسـبـنا أنّنا بقينا مع أمريكا في إرتياح

*      *      *      *      *      *     *

إن هـم دخــلـوا الـقـاهــرة فـلا لـهـم آمـان

قـد وربّما وعسى أن يكون هناك إحـتـقان

قـد نضطر حـيـنـهـا لـمـقـارعـة الـعـدوان

وقــد نـقـف وقـتـهـا في وجـه الـطـغــيـان

إن هـم سـمّروا عيونهم أو أشاروا بالبنان

أو إن هـم فرضوا عـلـيـنا الذل والخـذلان

فـقـد وربّـما بـسـلام نـتـرك لهـم الـمـكـان

وقـد وقــتـها نـتـنازل عن السلطة والكيان

وقـد نـضطر وقــتـهـا لـتـغـيـيـر العـنوان

وحينها قـد أطلـب الحماية من "الإخوان"

وقـد يسـتضيـفـني الأحـباب من آل نهيان

وقد تهـبـني السـعـودية صكوك الغـفـران

ونصيحـتي أنـظروا لإخـوتـنـا في عُـمان

أنـظـروا لـكـل الـعـرب في تـلـك البلـدان

إنّـهـم يـعــيـشـون فـي بـحـبـوحـة وآمـان

إنّـهـم يـتـنـعّـمـون بالحـواري والغـلـمـان

فـقـط لأنّهم إعـتبروا اليـهـود لهم إخـوان

ولم يعد إحتلال فـلـسطـين عندهم عدوان

ولا إسـتـلاب تـراب الـقـدس  إسـتـيـطان

*      *      *      *      *      *     *

لـقـد قـالـتـهـا دولـة الإمـارات "العـبـريّة"

آسـف أنـا قـصدت الإمـارات "الـعـربيّة"

وقـالــتـهـا من بـعـدهـا المملكة البحريـنيّة

ثـم عُـمـان والأردن والمـمـلكة المغربـيّـة

وسـوف تـقـولها في يوم قريب السـعوديّة

من حـق "إسـرائـيـل" أن تحـظى بالهويّة

وحقّها بأن تكون بيننا "شـقـيـقة" ومحميّة

ثـم... أخـتاً "نضمّها" لجامعـتـنا العربـيّـة

*      *      *      *      *      *     *

ولـــمـاذا الإســـتــغــراب يـا أيّـهـا الـنـاس

يا مـن مـازأل في مـشاعـــركـم  إحـسـاس

يا مـن مازلـتـم تمـلـكون نخـوة وإقتصاص

يا مـن لاتحـتـمل ظـمـائـركـم أيّ إلـتـبـاس

"مالنا ومال الـقدس" قـالها محـمود عبّاس

بكل وقـاحـة وبـدون خجل قالـها العـسّاس

هـل تـنـتـظـرون أيّ مـزيـد مـن المـسـاس

أرضكم تغـتصب، تهانـون وشـرفكم يداس

بصلف وعنجهيّة يـسـتصغركـم الأنـجـاس

يهينكم الصهـايـنـة ويصيبونكم بالوسـواس

يهيـنكم نتن ياهـوه وعلى كـرامـتـكم يـداس

يقدح في شـرفـكم ثم يتبوّل علـيـكم ويجاس

 *      *      *      *      *      *     *

  وخـتـاماً... فـلـتـكـن واضحة لكلّ حكّامـنا

نـحـن شــعـوب عـربـيـّة لـكـنّـنـا عـثـامـنـا

نحن شعـوب مكـتـئـبـة ومنكسرة ومتهاونة

لــيــس لـنـا مـن رأي في أي من يحـكـمـنا

لانـقـدر عـلـى تـغـيـيـر رؤساء حكـوماتـنا

لا نـحـسّ بـأن من يحـكـمـنا هـو من بيـنـنا

أو هـو مـن إختياراتنا... أوأنّـه مـن أهـلـنا

هـم أنـفـسـهـم لا يحـسّـون بأيّ مـن آلامـنا

لأنّهم لا ينظروا إلينا ولا يشعروا بوجودنا

فهل نتوقّع منهم بأن يـعـرفـوا عن مآسـيـنا

 *      *      *      *      *      *     *

ولنسأل أنفسنا... هـل نـحـن من يـنـتخبهم؟

هل نـقـدر كمواطينين على محاسـبـتـهـم ؟

هل يجوز لنا حتى التفكير في تغـيـيـرهم ؟

نحن فقط وفقط تتوجّـب علـيـنـا طاعـتـهـم

يـفـرض علـيـنـا الإمـتـثـال لكل آوامـرهـم

يفرضوا علينا الخضوع لهم ولسـلـطـانـهم

وإن نحن إعـتـرضنا عـلى بعض أحكامهم

أو أنّـنـا بـكـل تـأدّب إنـتـقـدنـا تصرّفـاتـهـم

أو بهدف التغيير خرجنا مطالبين بتغييرهم

فإنّـنـا سـوف لا محالة نتأذّى من طغـيانهم

ســوف بكل يـقـيـن يـطـاردنـا بـولـيـسـهـم

سـوف تـصـدر الأحـكـام ضدّنـا محـاكمهم

سـوف يـصدّق عـلى إعـدامـنـا قـضـاتـهـم

وسـوف يـفـتئ بتكفيرنا وقـتـلـنـا شـيوخهم

ذلـك لأنّـنـا قــد وربّـمـا خـرجـنـا عـلـيـهـم

ســـوف يـخـرج عـلــيـنـا كـل مـفـاتــيـهـم

سوف يكفّروننا لأنّنا نخالف ولاة أمورهـم

فقط لأنّنا إنـتـقـدنـاهـم أو إخـتـلـفـنا معهـم

*      *      *      *      *      *     *

إنـتـصـر علـيـنا الصهاينة بالديموقراطيّة

بـمـا أعـطـوه لـناسـهم من تحرّر وحـريّة

بـمـا وصـلـوا إلـيـه من تحـضّر ومدنـيّـة

لأنّـهـم... يـنـتـمـون لشـعـوب عـصـريّـة

لأنّـهـم تـحـرّروا مـن سـلـطـة الـبـابـويّـة

لأنّهـم لـم يـعـد يـسـيّـرهـم شـيـوخ التقـيّة

لأنّـهـم أبـعـدوا شـيـوخـهـم من التدخّـلـيّة

لأنّـهـم أعـطـوا كـل نـاسـهـم الأفـضـليـّة

ومنحـوهـم رغــد الـعـيـش والـرفــاهـيّـة

والكـثـيـر من الرخـاء والبحبوحة الماليّة

*      *      *      *      *      *     *

 ويسألك سدنة الأحـبار أين هـو السـنوار

قل هو إبن فـلـسـطـيـن ويقـيم مع الـثـوّار

هو ليـس من داعـش ولا هـو من الـتـتـار

هو لـيـس مـن الـقـاعـدة ولا هـو سـمسار

هو ليس وهـابي ولا يؤجّـره رعاة الأبقار

هـو لـيـس إرهـابـي وإنّـمـا فـدائي مغـوار

إبـحـثـوا عـنه يا أبـناء صهـيـون الأشـرار

فقد يكون في حـيـفـا أو ربّـما في الأغـوار

قـد تـجـدوه في يـافـا أو قريباً من المـطـار

قـد يفاجـئكم يـوماً فلن تقدروا على الـفـرار

إنّه يرعـبـكـم كلّما ذكر إسـمه في الأخـبـار

وسـوف يـبـقى يـؤرّقـكـم يا أبـنـاء الـفجّـار

وسـوف يحرمكم من التـمـتّـع بأيّ إنـتصار