2020/01/04

حفتر ما جابش الأتراك... أنت اللي تخدع في نفسك وتكذب على مولاك

 حينما ينظر الإنسان حوله ويتدبّر فإنّه قد يتعرّف على محيطه ويستطيع أن يبدع ويتصوّر. كلّما نظرنا حولنا وفكّرنا كلّما ظهرت أمامنا حقائق جديدة وأسئلة وإستفسارات وإشارات تذكّرنا. علينا بأن نفتح عقولنا كما نفتح أعيننا، وعلينا بأن نستمع إلى أنفسنا كما نحن نستمع إلى غيرنا.
إلى كل الذين يكرهون حفتر، وإلى كل أولئك المخدوعين أو المنافقين والأفّاقين، وإلى كل المتعاطفين مع تفكير الإخوان الملاعين.... أقول لكل أولئك، وإلى من يستمع إليهم أو يفكّر بتفكيرهم... أقول لهم جميعا: إنّ السيّد خليفة حفتر وإنّ أيّاً من رفاقه في الجيش لم يأتوا بالأتراك، ولم يكونوا من قريب أو من بعيد سبباً في الإتيان بهم على الإطلاق.
أتمنّى من المتعلّمين والمتعلّمات في ليبيا أن يستفيدوا قليلاً ممّا تعلّموه وأن يحاولوا اللحاق بمن تجاوزهم في التفكير والتقدير من إخوتهم وأخواتهم الذين لم تسعفهم حظوظهم كي يتعلّموا كما تعلمتم أنتم.. أولئك البسطاء في كل ربوع بلادنا، وأولئك شيوخ القبائل، وحتى أولئك الذين يعيشون في الأرياف والبوادي أصبحوا اليوم وللأسف يفكّرون أفضل وأذكى وأكثر نضجاً من حملة الشهائد العليا وآساتذة الجامعات دعك من أولئك الذين يسبقون أسمائهم بكلمة "بروفيسّور" وهم وللأسف ينقلون ما يسمعون ويكررون ما يقال لهم بدون أية محاولة للتوقّف أو التفكير أو التدبّر قبل أن يعتمدوا ما يقال لهم ويشرعوا في تكراره أو الإضافة إليه.
إلى كل أولئك الذين من الواضح بأن الأمور كانت قد إلتبست عليهم لأسباب هم ربّما أعرف وأدرى بها... إليهم جميعاً أقول، وأنا على ثقة ممّا أقول: إنّه لا السيّد خليفة حفتر ولا أيّ من رفاقه في الجيش كانت لهم أية مساهمة من أي نوع في جلب المتخلّفين الأتراك ليعبثوا بأمن وسلامة بلادنا وليطغوا على أهلنا كما كانوا قد فعلوها أثناء تسلّطهم علينا بإسم الإسلام في تلك القرون من الزمان حينما كان أجدادنا يعيشون على سجيّاتهم ويظنّون بأن كل من يتولّى أمورهم بإسم الله هو "ولي صالح" أو "حاكم عادل" أو "قائد مخلص". هل سأل أيّ منكم نفسه ماذا ترك لنا الطغاة الأتراك بعد حكمهم لبلادنا لأكثر من 400 سنة.... ما هي الإنجازات العظيمة أو حتى البسييييييييييييييييييييطة التي تركوها لنا من بعدهم حينما سلّمونا للمستعمر الإيطالي؟. رجائي أن تستذكروا التاريخ قليلاً، ومن يعثر منكم على منجزة واحدة كان قد تركها لنا الأتراك فليذكّرني بها كي لا أظلمهم أو أتجنّى عليهم. من منكم مازال الأمر مختلطاً عليه فربما ينفعه أن يقارن بما تركه لنا الطليان بعد إستعمارهم لبلادنا لأربعة عقود... أربعة عقود وليس قرون. أنظروا حولكم وفي كل مكان فسوف تجدون في كل مدنكم الكبرى وخاصّة العاصمة وهي كل ما يزيّنها كان ما بناه وتركه لنا الطليان، أو ما بناه وتركه لنا "الطاغية" معمر القذّافي. أنظروا إلى قراكم ومدنكم الصغيرة فسوف تجدون مزارع الطليان التي تركوها لكم وهي - لو تركت كما كانت - على أحسن نسق وأوفر إنتاجاً مقابل ما زرعناه أو غرسناه نحن من بعدهم.
دعوني أعود بكم قليلاً إلى الوراء.... ليس بعيداً جداً.... إلى عام 2011 وما بعدها.
لقد قام شباب وشابّات ليبيا بالثورة على حكم الطاغية معمّر القذّافي باحثين عن حياة أفضل، وراغبين في العيش كبقية شعوب العالم بحريّة وبسعادة وبإرادة تمكّنهم من إختيار الأفضل ليحكمهم، وحينما لا يعجبهم من يختارون... يكون بوسعهم إبعاد من به أو بأفعاله لا يثقون.
إلى هناك علينا بأن بتفكيرنا نعود، وإلى هناك علينا بتحليلاتنا نبدأ، ومن هناك... من هناك علينا بأن ننتقل إلى الأمام متفحصّين ماذا جرى لنا بعد ثورتنا الوطنيّة.
من هو ذلك الذي إغتصب ثورتكم وهي مازالت ساخنة؟. أليسوا هم تجّار الدين؟. أليسوا هم "الإخوان المسلمون" و"الجماعة الليبيّة المقاتلة"، وأولئك الذين كانوا يعيشون على المعونات الإجتماعية في بريطانيا وألمانيا وأمريكا وكندا وغيرها من دول أوروبا التي آوتهم وحمتهم والتي على ترابها تعلّموا أشد أنواع التطرّف في الدين حتى إنغلقت أفقهم وتحجّرت عقولهم وأصبحوا متكلّسين في تفكيرهم؟. أليسوا هم من سرق ثورة الشعب الليبي وبدأوا يمارسون عليكم الوصاية بإسم الله؟. أليسوا هم من أدخلكم في ظلمات القرون المنصرمة وفرض عليكم كل أنواع الإضطهاد والجبروت بإسم الله؟. ألم يدمّروا كل أشياءكم الجميلة في طرابلس وفي بنغازي وفي درنة وحتى في منطقة العلمين. ألم يبعثروا القبور ويكسّروا المحاريب ويهشّموا تلك الرسومات والتماثيل الجميلة مثل ما فعلوه في ميدان الغزالة بعاصمتنا الحبيبة؟. هل كان حفتر موجودًاً حينها، وهل كان هناك أيّ شئ إسمه الجيش الوطني وقتها؟. رجائي أن تعودوا قليلاً بذاكرتكم لمراجعة ما حدث لنا ولبلادنا منذ 17 فبراير 2011 وحتى يومنا هذا؟.
أنا هنا - رأفة بمن سيقرأ هذا الكلام حتى لا أطيل عليه - لا أرغب في سرد كل تلك الأحداث المريبة والمدمّرة التي حدثت في بلادنا طيلة السنوات الأربع الأولى على الأقل وهي السنوات التي لم يكن فيها حفتر في الواجهة ولم يكن فيها على الإطلاق أي وجود لأي جيش في ليبيا.
قد أستأذنكم في سرد بعضها للذكرى فعسى أن يعقل كل أولئك الذين يظنّون بأن سبب البلاء في بلادنا هو خليفة حفتر وجيشه الذي يسمّيه كهنة الدين عندنا ب"مليشيات حفتر المارقة" ويكرّر الكثيرون منكم وللأسف نفس العبارة بدون حتى مجرّد التفكير في كنهها أو فيمن كان السبب في إيجادها وماذا كان الغرض؟. أليسوا هم حقراء الإخوان المسلمون من أوجد تلك العبارة، والسبب كما يعرف بعضكم ولكن نعرف نحن بكل يقين... السبب هو إرتعابهم من أيّ شئ إسمه "جيش". الإخوان يرون أن من سوف يحد من نفوذهم وتسلّطهم هو "الجيش"... وفقط الجيش، دعكم من أسس الدولة العصريّة مثل الإنتخابات والشفافيّة والمحاسبة والقضاء والصحافة الوطنية الحرة. ما يفكّر به الإخوان هو نفسه ما يفكّر به تجّار الدين الأخرين لكنّهم يتخفّون وراء تلابيب الإخوان ويتحرّكون تحت جلابيب التديّن. إنّهم كلهم مثل بعض، وهذا ربما هو السبب وراء تكاتفهم مع بعض ومحاربتهم مع بعض مع أنّهم يعرفون يقيناً بأنّهم على الإطلاق... سوف لن يتوافقوا فيما بينهم إن هم سيطروا عليكم وعلى أجهزة صنع القرار في بلادكم.
لقد خرجتم كلّكم وشاركتم في أوّل إنتخابات حرّة ونزيهة في بلادكم منذ تأسيسها، وبالفعل أبهرتم العالم في ذلك العرس الديموقراطي.... ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟.
حينما إكتشف الإخوان بأنّهم لم يحصلوا على أكثر من 17% من أصواتكم تسابقوا للتقوّي ببقيّة تجّار الدين، ومع ذلك لم يكن لهم نصيباً يمكّنهم من ممارسة التسلّط على الشعب الليبي فتنكّروا للديموقراطية وإعتبروها "حراماً"... قالوا إنّها ليست من "السنّة" إذ لم تجر إنتخابات في عهد الرسول عليه السلام !!. حاولوا من خلال البرلمان التعاضد مع كل من رضى بالتعاضد معهم، وحينما لم يتمكّنوا من فرض أجنداتهم عمدوا على تغيير طرقهم ووسائلهم. ربما يعرف أو يتذكّر بعضكم ماذا حدث بعد ذلك في المؤتمر الوطني العام، وتلك المليارات التي أهدرت في عهدهم وكانت قد أنفقت على كل شئ ما عدا الجيش. صرفوا الكثير من المليارات، وسرقوا الكثير من المليارات، وهرّبوا الكثير من المليارات، وكانوا قد قاموا ببعض عمليات التنظيف والصيانات المتواضعة لتغطية برامج النهب والسرقة... لكنّهم لم يفكّروا في تأسيس جيش أو إحياء الجيش القديم. السيّد خليفة حفتر كان لازال نكرة ولا يعرفه أحد في تلك الآونة. السيّد خليفة حفتر كان بعيداً كل البعد عن الأنظار، ولم يكن له أي وجود على أرضية الواقع حينها يا من نسيتم أو تعمّدتم النسيان.
تكوّنت المليشيات والكتائب المسلّحة وتم الإغداق عليها من أموالكم، وساعدوها على التفرسن والتصيّع والإستكبار حتى أضحت قوّة خارقة في بلد صغير مثل ليبيا. أنتم تعلمون بأن عدد المنتمين للمليشيات المسلّحة كان قد إقترب من نصف مليون مسلّح وعابث ومجرم وكذّاب ومنافق وسارق وغشّاش ومغتصب، وتعرفون كم من الأسر تم تشريدها، وكم من الناس الأبرياء تم إختطافهم والهدف كان "الفدية" أو "الفديات" التي وصلت إلى عدة ملايين في الكثير منها.... هل نسيتم كل ذلك الخراب والفساد والهم الذي عشتموه بعيد إنتخابات عام 2012 وحتى النكسة الكبرى في يوليو 2014؟. هل كان السيّد خليفة حفتر موجوداً، وهل كان هناك أي شئ إسمه "الجيش الوطني"؟. تذكّروا فلعلّ الذكرى تنفع المؤمنين.
ألم تقم الجماعات المارقة في الشرق الليبي من أنصار الشريعة، مليشيات شورى بنغازي، وبقيّة الكتائب "الإسلاميّة" المشرعنة حينها بكل أعمال النهب والسرقة والإغتيال حتى تجاوز عدد ضبّاط الجيش الليبي والشرطة والأمن في بنغازي وحدها والذين إغتالتهم "غدراً" تلك الجماعات المؤلجة 600 ضابط وخبير في مجاله. بالله عليكم تصوّروا بأن 600 إستشاري في أرفع مجالات الطب في بلادنا كان قد تم إغتيالهم في أقل من سنة... بالله عليكم تصوّروها وحاولوا فهم معناها في بلد نامي مثل ليبيا؟. لماذا هي غير مقبولة هنا ومقبولة هناك؟. كم يلزم أية دولة من المال والوقت والجهد لإعداد ضابط محترف ومؤهّل وخبير في السلك العسكري؟. لماذا هو إغتيال الأطباء أو المهندسين أو الديبلوماسيين غير مقبول وقتل ضبّاط الجيش المهنيين مقبول؟. ألسنا نحن هنا نفتقد إلى ملكة التفكير والتدبّر والحساب؟.
ماذا تريدونني أن أذكّركم به أكثر من تلك المجازر وعمليات الإغتيال اليومية في بنغازي وما جاورها؛ في حين كان غرب البلاد ووسطها يشهد وبشكل يومي مختلف عمليات النهب والسرقة، والفديات، وتذويب أسلاك الكهرباء وسرقة محتويات المصانع والإستيلاء على الجرارات وكل ما كان بالمشاريع الزراعية التي كانت تغذّي الشعب الليبي قبل ما حدث في عام 2011... هل كان المشير خليفة حفتر موجوداً يومها، وهل كان هناك أيّ شئ إسمه الجيش الليبي؟.
لا تدفعوني للحديث عن دخول المليشيات لمبنى البرلمان(الريكسوس)، ومبنى وزارة الخارجية، ووزارة الداخليّة، والهجوم على رئيس وزراء ليبيا والإعتداء الشخصي عليه وأمام وسائل الإعلام... هل نسيتم؟. ماذا عن مجزرة غرغور، والهجوم على بني وليد(قرار مجلس الإخوان رقم 7 الشهير)، وتهجير سكّان تاورغاء، وقانون العزل السياسي... هل كان المشير خليفة حفتر مسئولاً عن أي منها؟. من كان بربّكم... بربّكم... بربّكم مسئولاً عن تلك الجرائم، ومن خطّط لها، ومن هو ذلك الذي مارسها، ولماذا؟. هل سأل أي منكم نفسه مثل هكذا سؤال بهدف التعرّف على الحقائق التي وللأسف تتسابقون كلكم على نكرانها أو حتى مجرّد الإشارة إليها؟. هل كان المشير خليفة حفتر حينها موجوداً؟. دعوني أن أنهي قائمة "التذكير" هذه بما حدث في يوليو عام 2014. من رفض إنتخابات البرلمان، ومن هاجم العاصمة وأحرق مطارها ومن ثم سيطر عليها وفرض كل أجنداته على سكّانها؟. اليسوا هم "الإخوان المسلمون" ومن كان يقف معهم من "تجّار الدين الآخرين" الذين تعرفونهم جيّداً... نعم ، تعرفونهم جيّداً وهم الجماعة الليبية المقاتلة ، وأنصار الشريعة، ومهابيل الصادق الغرياني ومن كان على شواكلهم أو يسير في مواكبهم؟. كانوا هم من حطّم كل أسس الدولة وكفر عمليّاً وفعليّاً بالديموقراطية وعمل على إستئصالها من الأرض الليبية... فهل كان المشير خليفة حفتر حينها موجوداً، وهل كان الجيش الوطني وقتها موجوداً؟.
هل المشير خليفة حفتر كان من جلب الأتراك إلى ليبيا؟. أجيبوا عليها بينكم وبين أنفسكم أو في مخادركم، ولكن كل ذلك لم يعد بالنسبة لي يعني أيّ شئ على الإطلاق.
أقسم لكم بالله فإن الجيش الوطني سوف ينتصر، وبأن ليبيا سوف تكون كلّها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها سوف تكون بكاملها تحت سيطرة الجيش وسوف يكون كل ذلك بقيادة المشير خليفة حفتر. تلك هي الحقيقة التي ترفضون القبول بها، ومجرد التفكير في جدليتها يرعبكم ويخيفكم ويدخل الرعب في أنفسكم. الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر سوف يبسط سيطرته على كل التراب الليبي، وسوف يقوم الجيش بتنظيف البلاد من السراق والكذّابين، وكهنة الدين وتجّار الثورية، وحينها فقط.... حينها فقط... فسوف يكون بوسعنا إعادة بناء بلدنا من جديد، وحينها فقط يكون بمقدرونا الخروج والإنتخاب ونحن نعرف بأن هناك جيشاً سوف يحمي إختياراتنا، وحينها فقط يكون بوسعنا بناء دولتنا.... تصبحون على خير
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك