كل إنسان يولد بلا لغة وبلا دين وما يتعلّم تلك الأشياء إلّا فيما بعد، وما يعلّمه إيّاها إلّا من يتبنّاه ويشرف على رعايته. نحن بشر قبل أن نكون مسلمين أو مسيحيين أو يهود أو لا دينيين، فعلينا أن نتعامل مع بعض كبشر بعيداً عن الإنتماء أو الإعتقاد أو المظهر.
تسود العالم الإسلامي هذه الأيّام موجة من السخط والغضب بسبب تلك الأحداث المحزنة في نيوزيلندا بعد قتل مالا يقل عن 50 إنساناً وجرح وإيذاء ما يقارب 200 من الأبرياء الذين ذهبوا مخلصين ومسالمين لعبادة ربّهم ولإقامة جزء من شعائر دينهم.
كل ذلك الغضب وكل ذلك الإحتقان يكون مقبولاً ومفهوماً من كل البشر الطيبين في كل أنحاء العالم. لكنّني هنا - مع حزني الكبير على فقد الأبرياء وكراهيتي للمجرمين الذين يؤذون غيرهم - لكنّني هنا، وددت أن أتحدّث عنّا كبشر وليس كمسلمين. نعم، كبشر... ذلك لأنّنا نولد بدون دين وبدون لغة، وما نتعلّم تلك الأشياء إلّا بعد ان نبدأ مسيرة الحياة لسنة أو سنتين بالنسبة للغة، وربّما حتى 5 أو 6 سنوات بالنسبة للدين. علينا أيضاً أن نعي ونعرف ونوقن بأنّ البيئة التي نعيش فيها هي من سوف يعلّمنا اللغة وهي من سوف يعلّمنا الدين.
فإن ولد صغيراً في بيئة مضطربة تشوبها الحروب والإقتتالات مثل سوريا أواليمن أو أفغانستان على سبيل المثال، ويحدث أن تأتي أسرة غربيّة (مسيحية) وتتبنّى ذلك الصغير لتحمله معها إلى موطنها وليكن ذلك فرنسا على سبيل المثال. ذلك الطفل قد يكون ولد لأم وأب مسلمين، لكن الأسرة التي تتبنّاه هي من سوف يعلّمه اللغة وهي من سوف يعلّمه الدين. ذلك الطفل سوف يشب مسيحياً وسوف يتكلّم الفرنسيّة، لكنّه بكل تأكيد سوف يبقى إنساناً كما كان بغض النظر عى تلك الأشياء التي تعلّمها من بيئته الجديدة وذلك الإعتقاد الذي تبنّاه أو أعطي له ولا أقول فرض عليه.
من هذا المنطلق العقلاني والمنطقي والواقعي، وبعيداً عن العواطف، علينا كمسلمين بأن نكون منصفين وأن نكون عقلانيين وأن نكون فاهمين. الإنسان هو الإنسان أينما وجد وأينما كان. علينا كمسلمين العمل على نصرة وإنصاف أيّ إنسان أينما كان بغض النظر عن جنسه أوعرقه أو لغته أو دينه أو إنتمائه الجغرافي. المجرم هو مجرم في ديننا وفي دين الغير، والذي يتعدّى على حياة البشر علينا جميعاً أن نقف ضدّه ونحاسبه ونجازيه على أعماله.
علينا يا أيّها الإخوة والأخوات أن نرى الحياة بمنظار أوسع وأشمل وأن نكون نحن - كمسلمين - قدوة لغيرنا في الأمور الإنسانية، لأن ديننا هو من ينصحنا بذلك وتعاليم ديننا هي من تأمرنا بذلك. فحينما يقوم "مسلم" إرهابي بالهجوم على أناس أبرياء (كما حدث في مانسشتر منذ ما يقارب سنتين) ويقتل 22 منهم مع جرح مالا يقل عن 500 من البشر الأبرياء، علينا بأن نخرج إلى الشوارع وأن نستهجن ذلك العمل الإجرامي وأن نستنكر بصريح العبارة ذلك العمل الإرهابي مهما كان فاعله. حينما تقوم القاعدة بالإعتداء على مركز التجارة العالمي وتقتل مالا يقل عن 3000 إنساناً بريئاً بدون جرم إقترفوه، علينا بأن نستجهن ذلك صراحة وعلانية وأن نخرج للشوارع لنستنكر ذلك العمل الإرهابي. حينما يقوم بعض الإرهابيين من داعش أو القاعدة أو من أي إنتماء مذهبي بالهجوم على مسجد في العراق أو اليمن أو ليبيا أو أفغانستان ويقتلون أناساً أبرياء وما ذنب لهم غير أنّهم ذهبوا للمساجد ليعبدوا الله... علينا حينها أن نخرج للشوارع لنستنكر بكل قوّة ذلك العمل الإجرامي. علينا أن نناصر البشريّة بغض النظر عن الدين أو الإنتماء أو العنصر أو المكان حتى نكون قدوة لغيرنا وحتى يعرف غيرنا بأن ديننا هو لحماية ونصرة الإنسان أينما كان.
كل ذلك الغضب وكل ذلك الإحتقان يكون مقبولاً ومفهوماً من كل البشر الطيبين في كل أنحاء العالم. لكنّني هنا - مع حزني الكبير على فقد الأبرياء وكراهيتي للمجرمين الذين يؤذون غيرهم - لكنّني هنا، وددت أن أتحدّث عنّا كبشر وليس كمسلمين. نعم، كبشر... ذلك لأنّنا نولد بدون دين وبدون لغة، وما نتعلّم تلك الأشياء إلّا بعد ان نبدأ مسيرة الحياة لسنة أو سنتين بالنسبة للغة، وربّما حتى 5 أو 6 سنوات بالنسبة للدين. علينا أيضاً أن نعي ونعرف ونوقن بأنّ البيئة التي نعيش فيها هي من سوف يعلّمنا اللغة وهي من سوف يعلّمنا الدين.
فإن ولد صغيراً في بيئة مضطربة تشوبها الحروب والإقتتالات مثل سوريا أواليمن أو أفغانستان على سبيل المثال، ويحدث أن تأتي أسرة غربيّة (مسيحية) وتتبنّى ذلك الصغير لتحمله معها إلى موطنها وليكن ذلك فرنسا على سبيل المثال. ذلك الطفل قد يكون ولد لأم وأب مسلمين، لكن الأسرة التي تتبنّاه هي من سوف يعلّمه اللغة وهي من سوف يعلّمه الدين. ذلك الطفل سوف يشب مسيحياً وسوف يتكلّم الفرنسيّة، لكنّه بكل تأكيد سوف يبقى إنساناً كما كان بغض النظر عى تلك الأشياء التي تعلّمها من بيئته الجديدة وذلك الإعتقاد الذي تبنّاه أو أعطي له ولا أقول فرض عليه.
من هذا المنطلق العقلاني والمنطقي والواقعي، وبعيداً عن العواطف، علينا كمسلمين بأن نكون منصفين وأن نكون عقلانيين وأن نكون فاهمين. الإنسان هو الإنسان أينما وجد وأينما كان. علينا كمسلمين العمل على نصرة وإنصاف أيّ إنسان أينما كان بغض النظر عن جنسه أوعرقه أو لغته أو دينه أو إنتمائه الجغرافي. المجرم هو مجرم في ديننا وفي دين الغير، والذي يتعدّى على حياة البشر علينا جميعاً أن نقف ضدّه ونحاسبه ونجازيه على أعماله.
علينا يا أيّها الإخوة والأخوات أن نرى الحياة بمنظار أوسع وأشمل وأن نكون نحن - كمسلمين - قدوة لغيرنا في الأمور الإنسانية، لأن ديننا هو من ينصحنا بذلك وتعاليم ديننا هي من تأمرنا بذلك. فحينما يقوم "مسلم" إرهابي بالهجوم على أناس أبرياء (كما حدث في مانسشتر منذ ما يقارب سنتين) ويقتل 22 منهم مع جرح مالا يقل عن 500 من البشر الأبرياء، علينا بأن نخرج إلى الشوارع وأن نستهجن ذلك العمل الإجرامي وأن نستنكر بصريح العبارة ذلك العمل الإرهابي مهما كان فاعله. حينما تقوم القاعدة بالإعتداء على مركز التجارة العالمي وتقتل مالا يقل عن 3000 إنساناً بريئاً بدون جرم إقترفوه، علينا بأن نستجهن ذلك صراحة وعلانية وأن نخرج للشوارع لنستنكر ذلك العمل الإرهابي. حينما يقوم بعض الإرهابيين من داعش أو القاعدة أو من أي إنتماء مذهبي بالهجوم على مسجد في العراق أو اليمن أو ليبيا أو أفغانستان ويقتلون أناساً أبرياء وما ذنب لهم غير أنّهم ذهبوا للمساجد ليعبدوا الله... علينا حينها أن نخرج للشوارع لنستنكر بكل قوّة ذلك العمل الإجرامي. علينا أن نناصر البشريّة بغض النظر عن الدين أو الإنتماء أو العنصر أو المكان حتى نكون قدوة لغيرنا وحتى يعرف غيرنا بأن ديننا هو لحماية ونصرة الإنسان أينما كان.
بالمناسبة.. مديرة الشرطة في كبرى مدن نيوزيلندا (أوكلاند) هي مسلمة وإسمها "نائلة حسن"، وكانت قد فاجأت العالم حين كانت تلقي يوم الأمس السبت كلمة التأبين لضحايا المجزرة، حينما أعلنت للجميع بأنّها مسلمة، بل إنّها كانت قد بدأت كلمتها بتحية الإسلام وبالحمد لله والصلاة على رسوله الكريم، وقالت إنها فخورة بإسلامها، وإن المجزرة التي ارتكبها إرهابي أسترالي وذهب ضحيتها 50 من المصلين يوم الجمعة الماضي صدمتها وهزت مشاعرها. وكانت نائلة حسن قد بكت حينما بدأت كلمة تأبينها بصوت متهدّج حزناً على ضحايا العمل الإرهابي. وقالت نائلة في الكلمة التي ألقتها في ساحة بوسط أوكلاند، إن الحادث الأليم وما خلفه من مصابين وشهداء أصابها بحزن كبير، كما طمأنت المسلمين في نيوزيلندا، وذكرت أنها صاحبة أعلى رتبة في الشرطة يصل إليها ضابط مسلم فيها، مضيفة: "أنا فخورة بكوني مسلمة وقائدة في شرطة نيوزيلندان وما أقوله اليوم هو بمثابة رسالة تحذير وتأكيد على أمن وسلامة إخواننا وأخواتنا ومجتمعاتنا في جميع أنحاء نيوزيلندا" بغض النظر عن الديانة أو الإعتقاد أو الأصل العرقي.
وختاماً أريد أن أهمس في أذن كل شاب وشابّة من أجيالنا المعاصرة في عالمنا العربي والإسلامي... إن نحن فكّرنا في غيرنا من كل البشر على أنّهم بشر مثلنا لهم آحاسيسهم ولهم مشاعرهم بغض النظر عن خصوصيّاهم (الدين هو خصوصيّة كما هي اللغة والإنتماء) فسوف تصبح الدنيا آمنة ويصبح البشر مطمئنين على أنفسهم. علينا دائماً أن نعي ونعرف بأن العنف لا يمكنه إلّا أن يولّد عنفاً مثله أو أكبر منه، ولا خير في هذه الدنيا من المسامحة والبحث عن بدائل أكثر إنسانية نظير مبادلة العنف بعنف مثله.
أنا أتمنّى بأننا نقدر على فتح صفحة إنسانية تختلف عن كل الصفحات الماضية عبر التاريخ يكون الحب أساسها والتوافق عنوانها والبحث عن بدائل إنسانية وجهتها، وحينها بصدق سوف نكون قادرين على طرح الوجه المضئ للإسلام الذي نؤمن به ونعرف يقيناً بأنّه دين التآخي والتسامح وحب البشر سواسيّة بدون التحيّز لطرف أو آخر. لقد إنتهى زمن التقاتل وحان الوقت لفتح ساحات التواصل والتعارف والتآلف والتعاضد بين كل البشر بغض النظر عن لغاتهم وإعتقاداتهم وإنتماءاتهم العرقية أو الجغرافيّة.
لقد آن الوقت لنا كمسلمين بأن نكون قدوة لغيرنا في حسن الأعمال وفي التوفيق والتقريب بين البشر، وما نقدر على فعل ذلك بالتحيّز أو التعصّب أو الإحساس بأننا خير من غيرنا. أبداً، فنحن لسنا خير من غيرنا إلّا من خلال أعمالنا وليس من مجرّد إنتمائنا للإسلام. لابد أن تكون بيّنة وواضحة ومعلنة بأن الدين الإسلامي هو ممارسات وآحاسيس نبيلة قبل أن يكون ركوع وسجود وجلاليب طويلة نرتديها أو لحيّ نتركها أو بقع حمراء نلطّخ بها جباهنا. الإسلام في سرمديّته هو إحساس ومعاملة وحب وحنان، ولايمكن أن يكون دين الله رخصة للقتل أو التهجير أو سلب الغير ممتلكاتهم تحت أية مسمّيات بما في ذلك الغنائم أو السبي أو بقية أشكال الإغتصاب التي يمارسها بعض المسلمين بإسم الدين.
وختاماً أريد أن أهمس في أذن كل شاب وشابّة من أجيالنا المعاصرة في عالمنا العربي والإسلامي... إن نحن فكّرنا في غيرنا من كل البشر على أنّهم بشر مثلنا لهم آحاسيسهم ولهم مشاعرهم بغض النظر عن خصوصيّاهم (الدين هو خصوصيّة كما هي اللغة والإنتماء) فسوف تصبح الدنيا آمنة ويصبح البشر مطمئنين على أنفسهم. علينا دائماً أن نعي ونعرف بأن العنف لا يمكنه إلّا أن يولّد عنفاً مثله أو أكبر منه، ولا خير في هذه الدنيا من المسامحة والبحث عن بدائل أكثر إنسانية نظير مبادلة العنف بعنف مثله.
أنا أتمنّى بأننا نقدر على فتح صفحة إنسانية تختلف عن كل الصفحات الماضية عبر التاريخ يكون الحب أساسها والتوافق عنوانها والبحث عن بدائل إنسانية وجهتها، وحينها بصدق سوف نكون قادرين على طرح الوجه المضئ للإسلام الذي نؤمن به ونعرف يقيناً بأنّه دين التآخي والتسامح وحب البشر سواسيّة بدون التحيّز لطرف أو آخر. لقد إنتهى زمن التقاتل وحان الوقت لفتح ساحات التواصل والتعارف والتآلف والتعاضد بين كل البشر بغض النظر عن لغاتهم وإعتقاداتهم وإنتماءاتهم العرقية أو الجغرافيّة.
لقد آن الوقت لنا كمسلمين بأن نكون قدوة لغيرنا في حسن الأعمال وفي التوفيق والتقريب بين البشر، وما نقدر على فعل ذلك بالتحيّز أو التعصّب أو الإحساس بأننا خير من غيرنا. أبداً، فنحن لسنا خير من غيرنا إلّا من خلال أعمالنا وليس من مجرّد إنتمائنا للإسلام. لابد أن تكون بيّنة وواضحة ومعلنة بأن الدين الإسلامي هو ممارسات وآحاسيس نبيلة قبل أن يكون ركوع وسجود وجلاليب طويلة نرتديها أو لحيّ نتركها أو بقع حمراء نلطّخ بها جباهنا. الإسلام في سرمديّته هو إحساس ومعاملة وحب وحنان، ولايمكن أن يكون دين الله رخصة للقتل أو التهجير أو سلب الغير ممتلكاتهم تحت أية مسمّيات بما في ذلك الغنائم أو السبي أو بقية أشكال الإغتصاب التي يمارسها بعض المسلمين بإسم الدين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك