2016/09/12

ماذا تريدون يا أيّها المطفّفون؟


تمكّنت قوّات الجيش الليبي من السيطرة على موانئ تصدير النفط في منطقة البريقة وما جاورها، وحدث ذلك بكل دقّة في التخطيط وبكل مهنية في التنفيذ بحيث لم تصب تلك المواني ومرافقها بأي أذى ولا بأية أعطاب.
الجيش الوطني لم يكتف بذلك، بل إنّه قرّر فوراً إعادة كل الموانئ النفطيّة المحرّرة إلى المؤسّسة الوطنيّة للنفط ووعد الجيش هذه المؤسّسة الوطنيّة والحرة بأنّه سوف لن يتدخّل في شئونها وسوف لن يفرض عليها وصاية أو سيطرة من أي نوع، بل إن الجيش الوطني وعد المؤسّسة بالحماية الكاملة لكل ممتلكاتها في منطقة الهلال النفطي.

الجيش الليبي أيضاً طالب المؤسّسة الوطنيّة للنفط بالبدء الفوري في الصيانة والشروع في عمليات تصدير النفط حتى يستفيد المواطن في كل ليبيا من خيرات بلاده بعد أن أغتصبت من بين يديه ومن أمام ناظريه من قبل أولئك "المطفّفون الجدد" الذين خرجوا علينا - من جوعهم وفقرهم وطمعهم - وهم مهلوسين بالتملّك والإستحواذ على كل شئ تقع عليه أيديهم من فرط نهمهم ومن دافع بؤسهم ومن واعز عوزهم.
ماذا بربّكم تريدون للشعب الليبي أكثر ما قدّمه جيشنا البطل لنا بمناسبة عيد الأضحى المبارك؟. أجيبوا يا أيها ال......، يا من عبثتم بكل شئ وأفسدتم كل شئ وخرّبتم كل شئ؟.
أنا أوجّه هذا الكلام لكل من ينتمي إلى تنظيم الإخوان المسلمون، والجماعة الليبية المقاتلة، وبقايا أنصار الشريعة، وكل من يتبع أو يستمع إلى عصابة دار الإفتاء بزعامة القسّ الجديد الصادق الغرياني.... ماذا تريدون للشعب الليبي أكثر من هدية الجيش له بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وهل إرتعابكم من الفريق خليفة حفتر ذهب بعقولكم وأعمى بصائركم إلى هذه الدرجة من الجنون والعته؟. توبوا إلى ربّكم يا أيها المشعوذون وأفيقوا لأنفسكم فقد أعمت بصيراتكم الكراهية وغيّب عقولكم الحقد.

كيف يمكنكم أن تقنعوا الشعب الليبي الذي أفقرتموه وحقّرتموه وأذلّيتموه وجوّعتوه بنهمكم وبطمعكم وببخلكم وبحبّكم المفرط للدنيا وملذّاتها على حساب هذا الشعب الطيّب؟. كيف يمكنكم أن تقنعوا هذا الشعب بأنّكم على حق وبأن الفريق خليفة حفتر ومن تحت قيادته جنود وضبّاط الجيش الليبي البطل ... كيف يمكنكم إقناع جماهير الشعب الليبي بأن الفريق خليفة حفتر ومن تحت قيادته الجيش الليبي إنّما هم يريدون الإستيلاء على أرزاق الشعب الليبي وحرمانه من ثروات بلاده؟.
قائد الجيش قالها بكل صراحة وبكل وضوح بأنّه لايريد نفط ولا يريد غاز ولا يريد سيطرة ولا إستحواذ... قالها صريحة للشعب الليبي بأنّ كل ما يريده هو عودة ثروة الشعب للشعب ولم يقل بأنّه سوف يقوم بالمهمّة فعساكم أن تتهموه بالتمويه أو التضليل، وإنّما قال لمؤسّسة النفط التي يعرف الشعب بأنّها مستقلة وبأنّها عفيفة اليد وبأنّها أمينة... قال قائد الجيش لمؤسّسة النفط... الموانئ هي لك يا مؤسّسة النفط والحرية هي لك في أن تبدأي في الصيانة والتصدير اليوم وقبل غدٍ؟. ما الذي تعرضوه على الشعب الليبي نظير تلك العروض الكريمة من قائد جيشه؟.
تريدون من المجلس الرئاسي بأن يحشد الجيوش الجرّارة لإستعادة موانئ النفط من الجيش الليبي.... هل بقيت في رؤسكم بقايا عقول؟. تحشدون الجيوش لمقاتلة من ولمهاجمة ماذا يا أيّها البلهاء؟. هل تعلّمتم من أفعالكم الدنيئة السابقة في تدمير مطار طرابلس العالمي وحرق خزّانات الوقود في طرابلس وتدمير عمارات المطار وورشفانة ومنطقة ال27 كيلومتر غرب جنزور والماية وحتى مشارف الزاوية... هل تعلّمتم من تلك الأفعال القبيحة التي مارستموها في حق هذا الشعب ولأكثر من سنتين؟. ماذا عن تلك الجرّافات التي أرسلتموها لبنغازي وأهل بنغازي بهدف قهر الجيش الليبي الذي نزل إلى الميدان ليحرّر بنغازي وأهلها من حقارة أتباعكم ومنتسبيكم والمطيعون لكم؟.

هل حان لنا أبناء وبنات الشعب الليبي بأن نفكّر ونتدبّر ونبحث عن كل من يقف معنا وينتصر لحقوقنا؟. هل آن لنا بأن نقولها قوية ومدوية... نعم للجيش الليبي، ونعم لقائده خليفة حفتر، ونعم لكل ضبّاط وجنود جيشنا البطل. هل آن لنا بأن نقولها قوية ومدوّية... لا، لتجّار الوطنيّة، ولا لمرتزقة الثوريّة، ولا للمشعوذين بإسم الدين والمنافقين بسبب الطمع والجشع وحب الإستحواذ؟.
لابدّ لهذا الشعب من أن ينتفض وبكل قوّة على كل مضطهديه والمسيطرين عليه والسارقين لثرواته والكابحين لحريّاته والكاتمين لأصوته والواضعين قبضاتهم على حنجراته. لابد للشعب الليبي أن ينتصر لحقوقه لإنتزاعها من هؤلاء الطغاة الجدد من يستعدّون الآن لإرسال الحشود المسلّحة للموانئ النفطية بهدف حرقها وتدميرها أسوة بما عملوه من قبل في مطار طرابلس وفي خزانات وقود طرابلس.

ليس أمام المجلس الرئاسي إلّا أن يصدر الآوامر الفوريّة لكل القوّات التابعة له في منطقة سرت وما جاورها (قوّات البنيان المرصوص) لمد يد المصافحة والمباركة لكل أفراد الجيش الليبي في شرق البلاد وتهنئتهم بصدق عمّا حقّقوه لمصلحة الشعب الليبي الذي قهره القذّافي لأكثر من أربعة عقود وجاء له من وللأسف يزيد من قهره وإذلاله بعد 17 فبراير 2011.... وليتلقي كل قادة الجيش الليبي في الشرق وفي الغرب في مدينة سرت بعد إكمال تحريرها، فتكون سرت بذلك هي البداية الحقيقيّة لإعادة تأسيس الجيش الليبي الوطني والوحيد؛ حتى بذلك - وبذلك فقط - ينتهي وجود تلكم المليشيات المارقة والتي سرقت ونهبت وغشّت وإستولت وإستحوذت. 

المطلوب من السيّد فائز السرّاج رئيس المجلس الرئاسي إصدار الآوامر الفوريّة لكل أفراد الجيش التابع له في سرت بأن يتصافح مع قوّات الفريق خليفة حفتر وأن يتم دمج الجيشين في جيش موحّد هو "جيش ليبيا الوطني"، وعلى قوّات البنيان المرصوص أن تهنئي الجيش الليبي في شرق البلاد بالإنتصار الباهر الذي حقّقه على عصابات السرقة والنهب في الموانئ النفطيّة وأن تعتبر قوات البنيان المرصوص إنتصارات الجيش الليبي بقيادة الفريق خليفة حفتر هي إنتصارات مكمّلة لإنتصارات البنيان المرصوص على الدواعش في سرت، وعلى أن إنتصارات الجيش الليبي في أي مكان إنّما هي من أجل ليبيا ولمصلحة كل الليبيّين والليبيّات وفي أيّ مكان في ليبيا.
بهكذا فقط نعيد الأمل إلى قلوب المعذّبين والمرعوبين والمحرومين والمرضى والمساكين واليتامى والثكالى والمعدمين. بهكذ فقط نكون كلّنا ليبيّون ويكون حبّنا لليبيا لا يقبل المقايضة.... بهكذا نقفل الطريق أمام أولئك المتربّصين بنا والذين يحيكون لنا الدسائس خلف الإبتسامات الصفراء والكلام المنمّق من أمثال بيتر ميليت ومارتن كوبلر ومن هم على شاكلتيهما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك