2013/09/08

السيّد علي زيدان والتفريط في مصالح البلد


 أنا أعتبر بأنّ شخصيّة نضاليّة في موقع السيّد علي زيدان لا يمكن لها بأن تسمح لنفسها بالتلطّخ بالفساد بذلك الشكل الذي رضى به لنفسه السيّد علي زيدان. السيّد علي زيدان ربّما له حساباته الخاصّة وربّما له إعتباراته التي لا نعرف عنها، لكنّه عزل نفسه عن الشارع الليبي وأظهر إنحيازه شبه التام لتلك الفئات التي لا تريد إصلاح أو بناء الدولة.... بل وتقاوم ذلك بكل فراسة وشراسة.
ليبيا الآن يمارس فيها الفساد بكل أشكاله وأنواعه وبقدر تجاوز عشرات المرّات ما كان يمارس في عهد الطاغية القذّافي. في عهد الطاغية القذّافي كان الفساد محصوراً على فئة معيّنة أغلب أفرادها معروفين، وكان بإمكان القذّافي التحكّم فيهم وثنيهم عمّا يفعلون، لكن الذي يحدث في ليبيا الآن فاق كل التصوّرات ولا توجد له حدود وأطرافه (ليس أفراده فقط) غير معروفين، وحدود الفساد وأشكاله غير معروفة، ولا يوجد في ليبيا من يستطيع إيقافهم الآن.

في وضع مثل هذا أعتقد بأن الأسلم بالنسبة للسيّد علي زيدان أن يترك الليبيين وشأنهم فعساهم أن يتدبّروا أمورهم... وعسى ذلك بأن يدفع الليبيّين للقيام بثورة عارمة تهز أركان الفساد.... وهم قادرون على فعل ذلك إن بلغ بهم الحماس مبلغه..... وطغاة اليوم يعرفون ذلك أيضاً.
السيّد علي زيدان برهن أمام الليبيّين والليبيّات على أنّه إنسان عاجز ولا يمتلك حيلة تجاه ما يجري في ليبيا وهو رئيساً للوزراء..... وتلك من وجهة نظري تعتبر معيبة في حق على زيدان نفسه قبل أن تكون معيبة في حق الليبيّين.
بقاء السيّد علي زيدان في الحكم صامتاً وعاجزاً يعتبر إهانة كبرى بالنسبة له وليس أمامه إلّا أن يخرج على الناس ويقولها لهم صراحة إن من يفسد في ليبيا هو كذا وكذا وإنّني أرى أن الحل هو كذا وكذا وأنا لم يترك أمامي إلّا خيارين لا ثالث لهما: إمّا فرض سلطة وهيبة الدولة بالقوّة، وإمّا أنّني أترككم لشأنكم لتتحمّلوا شئون أموركم.
لو كنت أنا رئيس وزراء لكنت خرجت على الناس وقلت لهم بكل صراحة وبكل شجاعة عن كل ما يحدث في ليبيا الآن من وراء الكواليس... وأنا متأكّد بأن السيد علي زيدان يعرف ذلك لكنّه لا يصارح الليبيّين بما يعرف وتلك هي التي تنفّر الليبيّين من السيّد علي زيدان وتذهب بحماسهم بعيداً عنه، فيحس هو وكأنّ الليبيّين قد خذلوه وتحلّوا عنه.
الليبيّون والليبيّات لا يمكنهم أبداً خذل أي مناضل مخلص في موقع رئيس الوزراء إن كان هو بالفعل يمتلك الشجاعة على إحداث التغيير وإن كان هو بالفعل قد إلتجأ إلى الناس يطلب عونهم على أشياء يريدها لهم ويحس الناس على أنّه بالفعل عازم على فعلها من أجل إصلاح شئونهم وإصلاح شئون البلد.
ليبيا يا أيّها السادة والسيّدات تسير مسرعة نحو الهاوية وإن لم نتحرّك الآن فإنّها سوف تغرق في المشاكل بذلك القدر الذي لا يمكن معه إنقاذها أو السيطرة على النظام فيها، وعلينا أن نكون على بيّنة قبل فوان الأوان.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك