صحفي ليبي يقول إنّه تلقّى تهديدا بالقتل بعد كشفه عن "تغلغل" الإسلاميّين في إدارة شئون طرابلس (عن يونايتد برس إنترناشيونال)
كشف صحفي ليبي إسمه "فتحي بن عيسى" رئيس تحرير صحيفة (عروس البحر) عن أنّه تلقّى مكالمة هاتفيّة من شخص ظهر خلالها رقم هاتفه النقّال يهدّده فيها ب "التصفية الجسدية" واصفاّ الصحيفة وطاقمها ب "الطابور الخامس الذي يهدّد أمن البلاد وينشر الفتنة" إثر كشف صحيفته عن "تغلغل الإسلاميين" في إدارة شئون العاصمة، وظهور لجان "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" فيها.
ونشر السيّد فتحي بن عيسى في صحيفته عن معلومات توفّرت لديه تتحدّث عن تهديدات توجّهها هذه اللجان إلى بعض "صاحبات صالونات لتجميل وصالات الأفراح في العاصمة" بضرورة إقفال هذه المحلاّت.
التعليق
أتمّنى ألاّ تكون هذه الأخبار صحيحة، وعلى أنّها مجرّد إشاعات كما تعوّدنا على سماع مثلها بعد سقوط نظام الطاغية القذّافي.... وإذا كانت هذه الأخبار صحيحة فإنّنا بذلك ربّما نتّجه بليبيا حثيثا نحو وضع متأزّم شبيه لذلك في العراق، أفغانستان، أو الصومال.
ثورة 17 فبراير قامت أساساّ من أجل الإنتصار للحريّة، والقضاء على الطغيان والديكتاتوريّة، ومن أجل تمكين كل الليبيين من التعبير عن أرائهم وأفكارهم من خلال وسائط إعلاميّة حرّة بدون وجود رقيب خلف الكواليس؛ فليبيا كانت قد عادت لأهلها بعد إندحار عهد المتخلّف القذّافي.
أنا لا أتحدّث هنا نيابة عن الشعب الليبي إذ لايحق لي أن أفعل ذلك إذا كنت أنا نفسي أنادي بالديموقراطية؛ لكنني أعبّرعن وجهة نظري.
ليبيا بلد كبير في المساحة لكنّه يعتبر صغيراّ قي عدد السكّان. أغلب الليبيّون هم من المسلمين؛ لكن بطبيعة الحال توجد في بلادنا أقلّيات مسيحية، وقد يتواجد بيننا أيضاّ بعض الّلادينيّين وهؤلاء لهم حرية الإعتقاد، وحرية التعبّد، وحرية التعبير وهذا يجب أن يعتبر من حقّهم وليس منّة منّا عليهم.
لايحق في ليبيا الجديدة لأي كان، ومهما كان بأن يفرض أراءه على الآخرين إلا من خلال الوسائل الديموقراطية المتاحة للجميع بدون تميّز أو تمايز مهما كانت المبررات.
على "الإسلاميين" أن يكونوا جزءا فاعلا في ليبيا الجديدة وذلك بإسهامهم في العمل الوطني الديموقراطي الذي يخضع للوائح الدولة ( قانون، دستور، تشريعات، وغيرها) التي تقرّ من خلال جميع أفراد الشعب الليبي، ويجب أن يكون ذلك علنيّا وشفّافا..... وبالطبع منسجماّ مع الواقع الجديد في بلادنا.
بالنسبة لإخوتنا "الإسلاميّين" أريد أن أقول لهم نحن هنا في ليبيا كلّنا مسلمين - إلا ما كان إستثنائيّاً -، وكلّنا نومن بالله الحق، ونتبع أوامره بقدر ما إستطعنا. نحن أهل ليبيا معروفا عنّا بأنّنا وسطيّون، غير متشدّدين في ديننا، وغير مغالين. نحن نكره بأن تجلب إلينا "الفتن" من خارج بلادنا، ونكره بأن يأتينا من سبق وأن تتلمذ على ثقافة وتعاليم أولئك المتشددين في السعودية (الوهابيّون)، أو في أفغانستان ( الطالبان أو القاعدة)، أو أولئك أتباع "الإخوان المسلمون"، أو "حزب التحرير الإسلامي"، أو غيرهم من تلك التنظيمات المتشدّدة التي لا همّ لها سوى تكفير العباد والتضييق على حياتهم بإسم الدين.
أريد أيضا أن أنبّه إخوتنا في ليبيا الذين ربما كانوا قد تلقّوا تعاليمهم الدينيّة في خارج البلاد لسبب أو لآخر إن حياتنا هنا في ليبيا هي حياة سهلة خالية من العقد والتعقيدات فحافظوا لنا عليها، ولا تكرّهوننا في ديننا كما كرّه تنظيم القاعدة كل العالم في دين الإسلام بسبب ممارسات أتباعهم الإرهابيّة. كما أريد ن أعيد القول بأن الحياة خلقها الله "ملوّنة"، وهي تشمل كل شئ، وتستوعب كل شئ فلا تضيّقوا على الناس يرحمكم الله، ولا تدفعوهم لأن يكرهوكم، أو يكرهوا الدين الذين تدعون إليه بسبب ممارساتكم وتشددكم، ومغالاتكم... فإن دين الله يسر، وربنا كان قد قال لنا جميعا: { وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}، وقال أيضا: { ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}؛ وفي هذا بيان واضح لا لبس فيه مفاده أن الله أعلم بمن ظلّ، وهو أعلم بالمهتدين... فكيف بكم تكفّرون الناس.
أمّا الأستاذ فتحي بن عيسى فله الحق في أن يعبّر عن رأيه بالطريقة التي أراد؛ لكنّه بدون شك إذا ذكر أشياء فيها إدّعاء، أو أنّها ربّما أساءت للغير فإنّه من حق كل متظلّم أن يرفع قضية عليه أمام المحاكم، وعلينا جميعا أن نحتكم إلى القضاء وأن نرضى بحكمه، وعلى كل ليبي مهما كان، وفي أي موضع في الدولة أن لا يصدر الأحكام جزافا، وأن لايفرض وجهة نظره على الناس فسيّدنا عمر الخطّاب عليه السلام قال: متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحراراّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك