2011/11/19

رأي المحرّر

التقدّم لا بدّ أن تصنعه العقول الليبيّة


ليبيا تعتبر بلدا واعدا برغم كل ما ألمّ بها، وما تعرّض له شعبها. الليبيون يعتبرون من بين شعوب العالم الأكثر طيبة... ربما؛ لكنهم أيضا يمتازون بذكاء فطري من نوع ممتاز.

بلادنا الحبيبة تتمتع بموقع ممتاز بين دول العالم، ونسبة التعليم في ليبيا تعتبر مرتفعة جدا.

يوجد من الليبيين في خارج البلد - الذين هجرهم الطاغية القذافي - ما يكفي لملء النواقص، وفي جميع التخصصات.

الليبيون المهجّرون والذين يعيشون في خارج البلد الآن يعتبرون من خيار البلد، وهم - ربما بدون إستثناء - يعتبرون من الكادحين الذين يأكلون خبزهم من عرق جبينهم. الليبي يمتاز بعزة النفس، والكرامة؛ ومن هنا نرى الليبيين المقيمين في الخارج وهم يعملون ليل نهار من أجل تحسين أوضاعهم.

يحتل الخبراء الليبيون في أغلب المجالات - والطبية منهاعلى وجه الخصوص - مراكز متقدمة جدا في البلاد التي يقيمون فيها بما في ذلك الدول المتقدمة مثل الولايات المتحده، كندا، وبريطانيا. تمكن الليبيون بمثابرتهم من التقدم على نظرائهم في البلاد التي يقيمون فيها؛ وهذا يعتبر مفخرة ليس لهؤلاء فقط ولكن لكل الليبيين.

إذا... والحالة هذه؛ ما ينقصنا الآن يمكن تلخيصه في الآتي:
1- القيام بحصر دقيق لكل القوى العاملة في ليبيا.
2- القيام بعملية غربلة شاملة لكل الوظائف المهمة في ليبيا، وخاصة في مجال الخدمات الصحية؛ نظرا للفساد الذي كان مستشريا في
     بلادنا من جراء سياسة التهميش التي كان يمارسها الطاغية القذافي عن طريق لجانه الغوغائية.
3- القيام بعمليات إعادة تقييم لحاملي الشهائد العليا - وخاصة المقيمين منهم في الداخل - من قبل كفاءات عالمية معروفة من جامعات
     متقدمة في أوروبا الغربية، وشمال أمريكا بحيث تحسب الخبرة والمهنية من خلال ذلك التقييم، ويتم التعيين، أو إعادة التعيين وفق
     تلك المعايير. أما بالنسبة لأولئك الذين يفشلون في إثبات جدارتهم في المراكز التي يشغلونها فيجب إعطائهم فرصة لإعادة التأهيل
     كأن يتاح لهم حضور دورات تدريبية متخصصة كل في مجاله، والذي يبرهن على بلوغه المستوى المطلوب وفق المعايير
     الموضوعه سلفا يمكن من الإحتفاظ بمركزه أو وظيفته إن رغب. أما أولئك الذين لايتمكنون من البرهنة على مقدرتهم فتعرض
     عليهم مراكز حسب قدراتهم المهنية والعلمية، وعليهم أن يقبلوها برحابة صدر حتى وإن كانت أقل من مراكزهم السابقة.
4- يجب إعتماد مبدأ الغربلة المستمرة، والإحلال حسب الأهلية لفترة قد تتجاوز 5 سنوات بهدف وضع الشخص المناسب في المكان
    المناسب.
5- لابد من البحث عن فرص عمل لكل ليبي قادر على العمل، وراغب فيه؛ مع إعتماد مبدأ "الكيفيّة" وليس الكمية.. بمعنى أنه علينا أن
     نبعد من تفكيرنا فكرة أن نقوم بتوفير مكان عمل لكل ليبي بأي ثمن. نحن هنا نتحدث عن فرص عمل؛ وليس آماكن عمل والفرق
     أظنه واضحا لمن يهمه الأمر.
6- القيام بجرد كامل للخامات الطبيعية في بلادنا، والبحث عن تنويع مصادر الثروة بما يعني ذلك من إستحداث لمجالات إنتاجية جديدة
    كالصناعة، والصيانة، والتجارة النوعية، والسياحة، والخدمات الإعلامية بجميع أنواعها. كذلك علينا أن نعتمد على تطويع العلم
    والتقنية في خدمة بلادنا في مجالات الزراعة، والصناعة، وحتى الرعي. ذلك بطبيعة الحال يشمل أيضا خدمات الصيانة،
    والتنظيف، ومكاتب الحكومة.
7- العمل على دمج الجامعات في المجتمع بحيث تتحول جامعاتنا إلى هيئات إستشارية تستعين بها الحكومة في كل مشاريعها
     ومخططاتها بدل الإعتماد على الهيئات الإستشارية المستوردة من الخارج.
8- القيام بعمليات توعية مدروسة لأبناء المجتمع بهدف تغيير عقلية "القبول" بعقلية "الطموح" من أجل تحويل المجتمع الليبي إلى
     مجتمع طموح يبحث دائما عن الأحسن.
9- عند الإحتياج إلى الإستعانة بعمالة من الخارج ( عمال أو تكنوقراط) يجب أن يكون ذلك من خلال مكتب معني بهذا الشأن تتوفر فيه
     كل عمليات الفرز وفق معايير محددة سلفا تشمل اللغة، والصحة، والكفاءة كل في المجال الذي يستجلب من أجله.
10- أن لا يتقاضى المستجلب من الخارج مرتبا أحسن من الليبي الذي يعمل في نفس المجال مهما كانت المبررات.
أتمنى أن تكون هذه النقاط ذات قيمة لمن يهمه الأمر .... وربّنا يعيننا على بناء بلدنا بما يتماشى مع أحلامنا وتطلّعاتنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء وضع تعليقك